«يعرف يهوه الذين له»
«مَنْ يُحِبَّ ٱللهَ، فَهٰذَا مَعْرُوفٌ عِنْدَهُ». — ١ كو ٨:٣.
١ اِرْوِ حَادِثَةً فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُظْهِرُ كَيْفَ خَدَعَ بَعْضُ خُدَّامِ ٱللهِ أَنْفُسَهُمْ. (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
ذَاتَ صَبَاحٍ، وَقَفَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ هَارُونُ عِنْدَ مَدْخَلِ ٱلْمَسْكَنِ، حَامِلًا مِجْمَرَةً فِيهَا بَخُورٌ يَحْتَرِقُ. وَعَلَى مَقْرُبَةٍ مِنْهُ، وَقَفَ قُورَحُ مَعَ ٢٥٠ رَجُلًا حَامِلِينَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِجْمَرَتَهُ كَيْ يُقَرِّبَ بَخُورًا لِيَهْوَهَ. (عد ١٦:
٢ بِمَ أَنْبَأَ مُوسَى، وَهَلْ تَمَّتْ كَلِمَاتُهُ؟
٢ كَانَ مُوسَى قَدْ أَنْبَأَ قَبْلَ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ بِيَوْمٍ: «فِي ٱلصَّبَاحِ يُعْلِنُ يَهْوَهُ مَنْ هُوَ لَهُ». (عد ١٦:٥) وَهٰذَا مَا حَصَلَ. فَقَدْ مَيَّزَ يَهْوَهُ بَيْنَ ٱلْخُدَّامِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ وَٱلْمُزَيَّفِينَ حِينَ «خَرَجَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ يَهْوَهَ وَأَكَلَتْ [قُورَحَ مَعَ] ٱلْمِئَتَيْنِ وَٱلْخَمْسِينَ رَجُلًا ٱلَّذِينَ قَرَّبُوا ٱلْبَخُورَ». (عد ١٦:٣٥؛ ٢٦:١٠) بِٱلْمُقَابِلِ، حَفِظَ يَهْوَهُ حَيَاةَ هَارُونَ، مَا دَلَّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يَرْضَى عَلَيْهِ كَكَاهِنٍ وَعَابِدٍ حَقِيقِيٍّ لَهُ. — اقرأ ١ كورنثوس ٨:٣.
٣ (أ) أَيَّةُ حَالَةٍ نَشَأَتْ فِي زَمَنِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ؟ (ب) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِمَّا فَعَلَهُ يَهْوَهُ مَعَ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ فِي زَمَنِ مُوسَى؟
٣ بَعْدَ نَحْوِ ١٬٥٠٠ سَنَةٍ، نَشَأَتْ حَالَةٌ مُمَاثِلَةٌ فِي زَمَنِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ. فَقَدْ تَبَنَّى بَعْضُ ٱلْمُدَّعِينَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ تَعَالِيمَ بَاطِلَةً. وَعَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ ذٰلِكَ، بَقُوا جُزْءًا مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ. وَمَعَ أَنَّهُمْ رُبَّمَا لَمْ يَبْدُوا مُخْتَلِفِينَ عَنْ غَيْرِهِمْ فِي ٱلْجَمَاعَةِ، إِلَّا أَنَّ ٱرْتِدَادَهُمْ شَكَّلَ خَطَرًا عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ. ذٰلِكَ أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلذِّئَابَ ٱللَّابِسَةَ ثِيَابَ حُمْلَانٍ رَاحُوا ‹يَقْلِبُونَ إِيمَانَ ٱلْبَعْضِ›. (٢ تي ٢:
«أَنَا يَهْوَهُ، لَا أَتَغَيَّرُ»
٤ بِمَ كَانَ بُولُسُ مُقْتَنِعًا، وَكَيْفَ عَبَّرَ عَنِ ٱقْتِنَاعِهِ لِتِيمُوثَاوُسَ؟
٤ كَانَ بُولُسُ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ يَهْوَهَ يَسْتَطِيعُ تَمْيِيزَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلرِّيَائِيَّةِ وَأَنَّ بِإِمْكَانِهِ تَحْدِيدَ ٱلَّذِينَ هُمْ طَائِعُونَ لَهُ. وَقَدْ أَظْهَرَ بُولُسُ ٱقْتِنَاعَهُ ٱلرَّاسِخَ مِنْ خِلَالِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمَهَا فِي رِسَالَتِهِ ٱلْمُوحَى بِهَا إِلَى تِيمُوثَاوُسَ. فَبَعْدَمَا أَشَارَ إِلَى ٱلْأَذَى ٱلرُّوحِيِّ ٱلَّذِي أَلْحَقَهُ ٱلْمُرْتَدُّونَ بِٱلْبَعْضِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ، كَتَبَ قَائِلًا: «مَعَ ذٰلِكَ يَبْقَى ٱلْأَسَاسُ ٱلرَّاسِخُ ٱلَّذِي وَضَعَهُ ٱللهُ قَائِمًا، وَلَهُ هٰذَا ٱلْخَتْمُ: ‹يَعْرِفُ يَهْوَهُ ٱلَّذِينَ لَهُ›، وَأَيْضًا: ‹لِيَرْذُلِ ٱلْإِثْمَ كُلُّ مَنْ يُسَمِّي ٱسْمَ يَهْوَهَ›». — ٢ تي ٢:
٥، ٦ لِمَ ٱسْتِخْدَامُ بُولُسَ لِعِبَارَةِ «ٱلْأَسَاسِ ٱلرَّاسِخِ ٱلَّذِي وَضَعَهُ ٱللهُ» هُوَ مُثِيرٌ لِلِٱهْتِمَامِ، وَكَيْفَ أَثَّرَتْ هٰذِهِ ٱلْعِبَارَةُ فِي تِيمُوثَاوُسَ؟
٥ يَسْتَخْدِمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ كَلِمَةَ «أَسَاسٍ» لِيَصِفَ أُمُورًا عَدِيدَةً مِثْلَ عَاصِمَةِ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ أُورُشَلِيمَ وَدَوْرِ يَسُوعَ فِي قَصْدِ يَهْوَهَ. (مز ٨٧:
٦ يَذْكُرُ بُولُسُ «ٱلْأَسَاسَ ٱلرَّاسِخَ ٱلَّذِي وَضَعَهُ ٱللهُ» فِي ٱلسِّيَاقِ نَفْسِهِ ٱلَّذِي يَقْتَبِسُ فِيهِ مِنْ كَلِمَاتِ مُوسَى ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي ٱلْعَدَد ١٦:٥ عَنْ قُورَحَ وَأَعْوَانِهِ. فَكَانَ بُولُسُ يُشِيرُ عَلَى مَا يَظْهَرُ إِلَى ٱلْأَحْدَاثِ ٱلَّتِي حَصَلَتْ فِي زَمَنِ مُوسَى فِي مُحَاوَلَةٍ لِتَشْجِيعِ تِيمُوثَاوُسَ وَتَذْكِيرِهِ بِقُدْرَةِ يَهْوَهَ عَلَى كَشْفِ أَعْمَالِ ٱلتَّمَرُّدِ وَإِحْبَاطِهَا. فَتَمَامًا كَمَا أَنَّ قُورَحَ لَمْ يُحْبِطْ قَصْدَ يَهْوَهَ قَدِيمًا، لَمْ يَكُنِ ٱلْمُرْتَدُّونَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ سَيُعِيقُونَ هٰذَا ٱلْقَصْدَ. صَحِيحٌ أَنَّ بُولُسَ لَمْ يَشْرَحْ بِٱلتَّفْصِيلِ مَا يُمَثِّلُهُ «ٱلْأَسَاسُ ٱلرَّاسِخُ ٱلَّذِي وَضَعَهُ ٱللهُ»، إِلَّا أَنَّ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمَهَا طَمْأَنَتْ بِلَا رَيْبٍ تِيمُوثَاوُسَ وَجَعَلَتْهُ يَثِقُ بِطُرُقِ يَهْوَهَ.
٧ لِمَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَبْقَى بَارًّا وَأَمِينًا إِلَى ٱلْأَبَدِ؟
٧ إِنَّ مَبَادِئَ يَهْوَهَ ٱلرَّفِيعَةَ لَا تَتَزَعْزَعُ. يَقُولُ ٱلْمَزْمُور ٣٣:١١: «أَمَّا مَشُورَةُ يَهْوَهَ فَإِلَى ٱلدَّهْرِ تَثْبُتُ، وَأَفْكَارُ قَلْبِهِ إِلَى جِيلٍ فَجِيلٍ». كَمَا أَنَّ آيَاتٍ أُخْرَى فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُظْهِرُ أَنَّ مُلْكَ يَهْوَهَ، لُطْفَهُ ٱلْحُبِّيَّ، أَمَانَتَهُ، وَبِرَّهُ سَتَبْقَى إِلَى ٱلْأَبَدِ. (خر ١٥:١٨؛ مز ١٠٠:٥؛ ١٠٦:١؛ ١١١:٣) وَتَقُولُ مَلَاخِي ٣:٦: «أَنَا يَهْوَهُ، لَا أَتَغَيَّرُ». بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، تَذْكُرُ يَعْقُوب ١:١٧ عَنِ ٱللهِ: «لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرُ دَوَرَانِ ٱلظِّلِّ».
«خَتْمٌ» يَبْنِي ٱلْإِيمَانَ بِيَهْوَهَ
٨، ٩ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ «ٱلْخَتْمِ» ٱلْمَذْكُورِ فِي ٱلصُّورَةِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمَهَا بُولُسُ؟
٨ تَصِفُ صُورَةُ بُولُسَ ٱلْكَلَامِيَّةُ فِي ٢ تِيمُوثَاوُس ٢:١٩ أَسَاسًا وَعَلَيْهِ رِسَالَةٌ، كَمَا لَوْ أَنَّهَا خَتْمٌ. فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْقَدِيمَةِ، كَانَ مِنَ ٱلشَّائِعِ نَقْشُ كِتَابَةٍ عَلَى أَسَاسِ ٱلْمَبَانِي، رُبَّمَا لِإِظْهَارِ بَانِيهَا أَوْ مَالِكِهَا. وَكَانَ بُولُسُ أَوَّلَ كَاتِبٍ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يَسْتَخْدِمُ هٰذِهِ ٱلصُّورَةَ ٱلْمُمَيَّزَةَ. * وَكَانَ لِلْخَتْمِ عَلَى «ٱلْأَسَاسِ ٱلرَّاسِخِ ٱلَّذِي وَضَعَهُ ٱللهُ» عِبَارَتَانِ. اَلْأُولَى: «يَعْرِفُ يَهْوَهُ ٱلَّذِينَ لَهُ». وَٱلثَّانِيَةُ: «لِيَرْذُلِ ٱلْإِثْمَ كُلُّ مَنْ يُسَمِّي ٱسْمَ يَهْوَهَ». وَهٰذَا يُذَكِّرُنَا بِمَا نَقْرَأُهُ فِي ٱلْعَدَد ١٦:٥. — اقرأها.
٩ وَمَاذَا يَتَعَلَّمُ ٱلَّذِينَ لِلهِ مِنَ «ٱلْخَتْمِ» ٱلْمَذْكُورِ فِي صُورَةِ بُولُسَ ٱلْكَلَامِيَّةِ؟ يَتَعَلَّمُونَ أَنَّ قِيَمَ وَمَبَادِئَ يَهْوَهَ يُمْكِنُ ٱخْتِصَارُهَا فِي حَقِيقَتَيْنِ أَسَاسِيَّتَيْنِ: (١) يَهْوَهُ يُحِبُّ أَوْلِيَاءَهُ؛ وَ (٢) يَهْوَهُ يَكْرَهُ ٱلْإِثْمَ. فَكَيْفَ يَرْتَبِطُ هٰذَا ٱلدَّرْسُ بِمَسْأَلَةِ ٱلِٱرْتِدَادِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
١٠ كَيْفَ أَثَّرَتْ أَعْمَالُ ٱلْمُرْتَدِّينَ فِي ٱلْإِخْوَةِ ٱلْأُمَنَاءِ أَيَّامَ بُولُسَ؟
١٠ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ، كَانَ تِيمُوثَاوُسُ وَإِخْوَةٌ أُمَنَاءُ آخَرُونَ قَلِقِينَ بِسَبَبِ أَعْمَالِ ٱلْمُرْتَدِّينَ مِنْ حَوْلِهِمْ. فَلَرُبَّمَا تَسَاءَلَ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لِمَ سُمِحَ لِأَشْخَاصٍ كَهٰؤُلَاءِ أَنْ يَبْقَوْا فِي ٱلْجَمَاعَةِ. أَوْ لَعَلَّ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْأُمَنَاءَ تَسَاءَلُوا مَا إِذَا كَانَ يَهْوَهُ يُمَيِّزُ حَقًّا بَيْنَ وَلَائِهِمِ ٱلْمُطْلَقِ لَهُ وَبَيْنَ عِبَادَةِ ٱلْمُرْتَدِّينَ ٱلرِّيَائِيَّةِ. — اع ٢٠:
١١، ١٢ كَيْفَ قَوَّتْ رِسَالَةُ بُولُسَ إِيمَانَ تِيمُوثَاوُسَ دُونَ شَكٍّ؟
١١ لَا شَكَّ أَنَّ رِسَالَةَ بُولُسَ قَوَّتْ إِيمَانَ تِيمُوثَاوُسَ إِذْ ذَكَّرَتْهُ بِمَا حَصَلَ حِينَ أَظْهَرَ يَهْوَهُ رِضَاهُ عَلَى هَارُونَ وَأَهْلَكَ قُورَحَ وَأَعْوَانَهُ ٱلرِّيَائِيِّينَ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، كَانَ بُولُسُ يَقُولُ إِنَّهُ عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ وُجُودِ مَسِيحِيِّينَ زَائِفِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ، سَيُمَيِّزُ يَهْوَهُ مَنْ هُوَ لَهُ حَقًّا، تَمَامًا كَمَا حَدَثَ فِي زَمَنِ مُوسَى.
١٢ فَيَهْوَهُ لَا يَتَغَيَّرُ أَبَدًا. لِذَا، هُوَ إِلٰهٌ يُعْتَمَدُ *
عَلَيْهِ. وَهُوَ يَكْرَهُ ٱلْإِثْمَ، وَفِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ، يُحَاسِبُ ٱلْخُطَاةَ غَيْرَ ٱلتَّائِبِينَ. مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، ذَكَّرَتْ رِسَالَةُ بُولُسَ تِيمُوثَاوُسَ بِمَسْؤُولِيَّتِهِ أَنْ يَرْفُضَ تَأْثِيرَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلزَّائِفِينَ ٱلْفَاسِدَ لِأَنَّ «كُلَّ مَنْ يُسَمِّي ٱسْمَ يَهْوَهَ» يَجِبُ أَنْ يَرْفُضَ ٱلشَّرَّ.عِبَادَتُنَا ٱلْمُخْلِصَةُ لَيْسَتْ عَبَثًا
١٣ بِمَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَثِقَ؟
١٣ بِإِمْكَانِنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَتَشَجَّعَ بِكَلِمَاتِ بُولُسَ ٱلْمُوحَى بِهَا. فَمِنَ ٱلْمُطَمْئِنِ أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ يَهْوَهَ يُدْرِكُ جَيِّدًا وَلَاءَنَا لَهُ. لٰكِنَّهُ لَا يَكْتَفِي بِمَعْرِفَةِ أَوْلِيَائِهِ فَحَسْبُ، بَلْ يَهْتَمُّ بِهِمِ ٱهْتِمَامًا بَالِغًا. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ «إِنَّ عَيْنَيْ يَهْوَهَ تَجُولَانِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ لِيُظْهِرَ قُوَّتَهُ لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ قَلْبُهُمْ كَامِلٌ نَحْوَهُ». (٢ اخ ١٦:٩) لِذٰلِكَ، يُمْكِنُنَا أَنْ نَثِقَ ثِقَةً مُطْلَقَةً أَنَّ مَا نَقُومُ بِهِ لِأَجْلِ يَهْوَهَ «مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ» لَيْسَ عَبَثًا أَبَدًا. — ١ تي ١:٥؛ ١ كو ١٥:٥٨.
١٤ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْعِبَادَةِ يَرْفُضُهُ يَهْوَهُ؟
١٤ يَكْرَهُ يَهْوَهُ وَيَرْفُضُ ٱلْعِبَادَةَ ٱلرِّيَائِيَّةَ. وَبَيْنَمَا ‹تَجُولُ عَيْنَاهُ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ›، يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْرِفَ ‹ٱلَّذِينَ قَلْبُهُمْ لَيْسَ كَامِلًا نَحْوَهُ›. تَقُولُ ٱلْأَمْثَال ٣:٣٢: «اَلْمُنْحَرِفُ مَكْرَهَةُ يَهْوَهَ». فَٱللهُ يَكْرَهُ ٱلشَّخْصَ ٱلْمُنْحَرِفَ، أَيِ ٱلْمُرَاوِغَ، ٱلَّذِي يَضَعُ قِنَاعًا، مُتَظَاهِرًا بِٱلطَّاعَةِ فِي حِينِ أَنَّهُ يُمَارِسُ ٱلْخَطِيَّةَ فِي ٱلسِّرِّ. وَمَعَ أَنَّ شَخْصًا كَهٰذَا قَدْ يَخْدَعُ بِمَهَارَةٍ أُنَاسًا آخَرِينَ لِفَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ، إِلَّا أَنَّ قُدْرَةَ يَهْوَهَ وَبِرَّهُ يَضْمَنَانِ أَنَّ «مَنْ يُخْفِي مَعَاصِيَهُ لَنْ يَنْجَحَ». — ام ٢٨:١٣؛ اقرأ ١ تيموثاوس ٥:٢٤؛ عبرانيين ٤:١٣.
١٥ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَتَجَنَّبَ، وَلِمَاذَا؟
١٥ إِنَّ ٱلْغَالِبِيَّةَ ٱلْعُظْمَى مِنْ شَعْبِ يَهْوَهَ مُخْلِصُونَ فِي عِبَادَتِهِمْ. فَمِنَ ٱلنَّادِرِ جِدًّا وُجُودُ شَخْصٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ يَتَبَنَّى عَنْ عَمْدٍ شَكْلًا خَادِعًا مِنَ ٱلْعِبَادَةِ. وَلٰكِنْ، بِمَا أَنَّ ذٰلِكَ حَصَلَ زَمَنَ مُوسَى وَفِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، فَمِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ يَحْصُلَ ٱلْيَوْمَ أَيْضًا. (٢ تي ٣:
١٦ (أ) مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يَفْعَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا لِمَنْعِ ٱلرِّيَاءِ مِنَ ٱلتَّأَصُّلِ فِي قَلْبِهِ؟ (ب) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْإِطَارِ ‹ دَاوِمُوا عَلَى ٱمْتِحَانِ وَٱخْتِبَارِ أَنْفُسِكُمْ›؟
١٦ عَلَى كُلِّ مَسِيحِيٍّ أَنْ يَفْحَصَ «عَمَلَهُ». (غل ٦:٤) فَبِسَبَبِ نَقْصِنَا، قَدْ نَبْدَأُ بِعِبَادَةِ يَهْوَهَ لِأَسْبَابٍ خَاطِئَةٍ دُونَ أَنْ نُدْرِكَ ذٰلِكَ. (عب ٣:
اَلْوَلَاءُ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلسَّعَادَةِ
١٧، ١٨ لِمَ يَجِبُ أَنْ نَكُونَ صَادِقِينَ وَمُخْلِصِينَ فِي عِبَادَتِنَا لِيَهْوَهَ؟
١٧ إِذَا جَاهَدْنَا لِنَكُونَ صَادِقِينَ وَمُخْلِصِينَ فِي مز ٣٢:٢) نَعَمْ، إِنَّ ٱلَّذِينَ يُزِيلُونَ ٱلرِّيَاءَ مِنْ قُلُوبِهِمْ يَكُونُونَ أَسْعَدَ ٱلْآنَ وَسَيَتَمَتَّعُونَ بِٱلسَّعَادَةِ كَامِلًا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.
عِبَادَتِنَا، نَحْصُدُ بَرَكَاتٍ كَثِيرَةً. قَالَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ: «سَعِيدٌ هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلَّذِي لَا يَحْسُبُ يَهْوَهُ لَهُ ذَنْبًا، وَلَيْسَ فِي رُوحِهِ خِدَاعٌ». (١٨ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ، سَيَكْشِفُ يَهْوَهُ كُلَّ مُمَارِسِي ٱلسُّوءِ وَٱلَّذِينَ يَعِيشُونَ حَيَاةً مُزْدَوِجَةً، مُمَيِّزًا بِوُضُوحٍ «بَيْنَ ٱلْبَارِّ وَٱلشِّرِّيرِ، بَيْنَ مَنْ يَخْدُمُ ٱللهَ وَمَنْ لَا يَخْدُمُهُ». (مل ٣:١٨) أَمَّا ٱلْآنَ فَمِنَ ٱلْمُعَزِّي أَنْ نَعْرِفَ «أَنَّ عَيْنَيْ يَهْوَهَ عَلَى ٱلْأَبْرَارِ، وَأُذُنَيْهِ إِلَى تَضَرُّعِهِمْ». — ١ بط ٣:١٢.
^ الفقرة 8 تَتَحَدَّثُ ٱلرُّؤْيَا ٢١:
^ الفقرة 12 تُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ كَيْفَ نَقْتَدِي بِيَهْوَهَ بِرَذْلِ ٱلْإِثْمِ.