«انتم شهودي»
«‹أَنْتُمْ شُهُودِي›، يَقُولُ يَهْوَهُ». — اش ٤٣:١٠.
١، ٢ (أ) مَا مَعْنَى أَنْ يَكُونَ ٱلشَّخْصُ شَاهِدًا، وَفِي أَيِّ مَجَالٍ فَشِلَتْ وَسَائِلُ ٱلْإِعْلَامِ؟ (ب) لِمَ لَا يَعْتَمِدُ يَهْوَهُ عَلَى وَسَائِلِ ٱلْإِعْلَامِ ٱلْعَالَمِيَّةِ؟
مَا مَعْنَى أَنْ يَكُونَ ٱلشَّخْصُ شَاهِدًا؟ إِنَّ ٱلشَّاهِدَ هُوَ ٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي يُخْبِرُ بِحَدَثٍ رَآهُ. مَثَلًا، هُنَالِكَ صَحِيفَةٌ إِنْكِلِيزِيَّةٌ تَصْدُرُ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ١٦٠ سَنَةً فِي مَدِينَةِ بِيتِرْمَارِيتْسْبُورْغَ ٱلْوَاقِعَةِ فِي جَنُوبِ إِفْرِيقْيَا تُدْعَى «ذَا وِيتْنِس» (أَيِ «ٱلشَّاهِدَ»). وَٱسْمُ هٰذِهِ ٱلصَّحِيفَةِ مُلَائِمٌ نَظَرًا إِلَى أَنَّ هَدَفَ ٱلصُّحُفِ عُمُومًا هُوَ إِعْطَاءُ تَقْرِيرٍ دَقِيقٍ عَنِ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلَّتِي تَجْرِي حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. وَقَدْ تَعَهَّدَ مُحَرِّرُ وَمُؤَسِّسُ هٰذِهِ ٱلصَّحِيفَةِ أَنَّهَا سَتَقُولُ «ٱلْحَقَّ، كُلَّ ٱلْحَقِّ، وَلَا شَيْءَ إِلَّا ٱلْحَقَّ».
٢ مَعَ ٱلْأَسَفِ، لَا تَنْقُلُ وَسَائِلُ ٱلْإِعْلَامِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ بِدِقَّةٍ أَهَمَّ ٱلْوَقَائِعِ ٱلَّتِي حَدَثَتْ فِي ٱلتَّارِيخِ ٱلْبَشَرِيِّ. فَهِيَ طَبْعًا لَمْ تَقُلِ ٱلْحَقِيقَةَ عَنِ ٱللهِ وَعَمَّا فَعَلَهُ. إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ، حَاكِمَ ٱلْكَوْنِ ٱلْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، لَا يَعْتَمِدُ عَلَى وَسَائِلِ ٱلْإِعْلَامِ هٰذِهِ. فَقَدْ قَالَ بِلِسَانِ نَبِيِّهِ حَزْقِيَالَ: «تَعْلَمُ ٱلْأُمَمُ أَنِّي أَنَا يَهْوَهُ». (حز ٣٩:٧) فَلَدَى يَهْوَهَ حَوَالَيْ ثَمَانِيَةِ مَلَايِينِ شَاهِدٍ يُخْبِرُونَ ٱلنَّاسَ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ عَنْهُ وَعَنْ تَعَامُلَاتِهِ ٱلْمَاضِيَةِ وَٱلْحَاضِرَةِ مَعَ ٱلْبَشَرِ. وَيُعْلِنُ هٰذَا ٱلْجَيْشُ مِنَ ٱلشُّهُودِ ٱلْأُمُورَ ٱلرَّائِعَةَ ٱلَّتِي سَيَعْمَلُهَا ٱللهُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. وَعِنْدَمَا نَضَعُ عَمَلَ ٱلشَّهَادَةِ هٰذَا فِي ٱلْمَرْتَبَةِ ٱلْأُولَى فِي حَيَاتِنَا، نُبَرْهِنُ أَنَّنَا حَقًّا شُهُودٌ لِيَهْوَهَ كَمَا تَقُولُ إِشَعْيَا ٤٣:١٠: «‹أَنْتُمْ شُهُودِي›، يَقُولُ يَهْوَهُ، ‹وَخَادِمِي ٱلَّذِي ٱخْتَرْتُهُ›».
٣، ٤ (أ) مَتَى تَبَنَّى تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلِٱسْمَ شُهُودَ يَهْوَهَ، وَكَيْفَ شَعَرُوا حِيَالَهُ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) أَيُّ سُؤَالَيْنِ سَنُنَاقِشُهُمَا ٱلْآنَ؟
٣ يَا لَهُ مِنِ ٱمْتِيَازٍ أَنْ نَحْمِلَ ٱلِٱسْمَ يَهْوَهَ! فَهُوَ «مَلِكُ ٱلْأَبَدِيَّةِ» ٱلَّذِي يَقُولُ: «هٰذَا ٱسْمِي إِلَى ٱلدَّهْرِ وَهٰذَا ذِكْرِي إِلَى جِيلٍ فَجِيلٍ». (١ تي ١:١٧؛ خر ٣:١٥؛ قارن الجامعة ٢:١٦.) عَامَ ١٩٣١، تَبَنَّى تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلِٱسْمَ شُهُودَ يَهْوَهَ. بَعْدَ ذٰلِكَ، نُشِرَتْ رَسَائِلُ تَقْدِيرٍ كَثِيرَةٌ فِي هٰذِهِ ٱلْمَجَلَّةِ، مِنْهَا مَا كَتَبَتْهُ إِحْدَى ٱلْجَمَاعَاتِ فِي كَنَدَا: «طَفَحَ قَلْبُنَا فَرَحًا حِينَ سَمِعْنَا ٱلْخَبَرَ ٱلسَّارَّ أَنَّ ٱسْمَنَا صَارَ ‹شُهُودَ يَهْوَهَ›. وَقَدْ زَادَنَا ذٰلِكَ تَصْمِيمًا أَنْ نَكُونَ أَهْلًا لِحَمْلِ هٰذَا ٱلِٱسْمِ ٱلْجَدِيدِ».
٤ فَكَيْفَ تُعْرِبُ عَنْ تَقْدِيرِكَ لِٱمْتِيَازِ حَمْلِ ٱسْمِ ٱللهِ؟ وَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَشْرَحَ لِمَ دَعَانَا يَهْوَهُ شُهُودًا لَهُ، كَمَا نَقْرَأُ فِي سِفْرِ إِشَعْيَا؟
شُهُودُ ٱللهِ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْقَدِيمَةِ
٥، ٦ (أ) كَيْفَ كَانَ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ شُهُودًا لِيَهْوَهَ؟ (ب) أَيُّ أَمْرٍ آخَرَ أَوْصَى بِهِ يَهْوَهُ ٱلْوَالِدِينَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ، وَلِمَ يَجِبُ عَلَى ٱلْوَالِدِينَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِعْلُ ٱلشَّيْءِ عَيْنِهِ ٱلْيَوْمَ؟
٥ كَانَ كُلُّ فَرْدٍ مِنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فِي أَيَّامِ إِشَعْيَا ‹شَاهِدًا› لِيَهْوَهَ، وَكَانَتِ ٱلْأُمَّةُ بِرُمَّتِهَا ‹خَادِمَ› ٱللهِ. (اش ٤٣:١٠) وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي شَهِدَ بِهَا ٱلْوَالِدُونَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ هِيَ تَعْلِيمُ أَوْلَادِهِمْ عَنْ تَعَامُلَاتِ ٱللهِ مَعَ أَسْلَافِهِمْ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، قَالَ ٱللهُ لِلشَّعْبِ عِنْدَمَا أَوْصَاهُمْ أَنْ يَحْتَفِلُوا بِٱلْفِصْحِ كُلَّ سَنَةٍ: «يَكُونُ حِينَ يَقُولُ لَكُمْ بَنُوكُمْ: ‹مَاذَا تَعْنِي هٰذِهِ ٱلْخِدْمَةُ لَكُمْ؟›، أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: ‹هِيَ ذَبِيحَةُ ٱلْفِصْحِ لِيَهْوَهَ ٱلَّذِي عَبَرَ عَنْ بُيُوتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي مِصْرَ عِنْدَمَا ضَرَبَ ٱلْمِصْرِيِّينَ وَأَنْقَذَ بُيُوتَنَا›». (خر ١٢:
٦ وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ قَدَّرُوا ٱمْتِيَازَ حَمْلِ ٱلِٱسْمِ يَهْوَهَ لَمْ يَكْتَفُوا بِإِخْبَارِ أَوْلَادِهِمْ بِهٰذِهِ ٱلتَّطَوُّرَاتِ ٱلرَّائِعَةِ. بَلْ أَخْبَرُوا أَيْضًا ٱلْغُرَبَاءَ ٱلَّذِينَ صَارُوا عَبِيدًا فِي بُيُوتِهِمْ. كَمَا عَرَفُوا أَنَّ عَلَيْهِمْ تَدْرِيبَ أَوْلَادِهِمْ عَلَى ٱلْعَيْشِ بِمُوجَبِ مَقَايِيسِ ٱللهِ لِلْقَدَاسَةِ. فَقَدْ أَوْصَاهُمْ يَهْوَهُ: «كُونُوا قُدُّوسِينَ، لِأَنِّي أَنَا يَهْوَهَ إِلٰهَكُمْ قُدُّوسٌ». (لا ١٩:٢؛ تث ٦:
٧ (أ) كَيْفَ أَثَّرَتْ أَمَانَةُ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْأُمَمِ ٱلْمُحِيطَةِ بِهَا؟ (ب) أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّةٍ تَقَعُ عَلَى عَاتِقِ كُلِّ مَنْ يَحْمِلُونَ ٱسْمَ ٱللهِ؟
٧ قَدَّمَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ عِنْدَمَا كَانُوا أُمَنَاءَ شَهَادَةً حَسَنَةً عَنِ ٱسْمِ ٱللهِ. فَقَدْ قِيلَ لَهُمْ: «يَرَى جَمِيعُ شُعُوبِ ٱلْأَرْضِ أَنَّ ٱسْمَ يَهْوَهَ قَدْ دُعِيَ عَلَيْكَ، فَيَخَافُونَ مِنْكَ». (تث ٢٨:١٠) وَلٰكِنْ، مَعَ ٱلْأَسَفِ، لَمْ يُحَافِظِ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي مُعْظَمِ ٱلْأَوْقَاتِ عَلَى أَمَانَتِهِمْ. فَمَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى، رَجَعُوا إِلَى عِبَادَةِ ٱلْأَصْنَامِ ٱلَّتِي صَنَعَتْهَا أَيْدِي ٱلْبَشَرِ. عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، أَصْبَحُوا قُسَاةً مِثْلَ ٱلْآلِهَةِ ٱلْكَنْعَانِيَّةِ ٱلَّتِي عَبَدُوهَا، إِذْ قَدَّمُوا أَوْلَادَهُمْ ذَبَائِحَ وَظَلَمُوا ٱلْفَقِيرَ. فَكَمْ هُوَ دَرْسٌ حَيَوِيٌّ لَنَا كَيْ نُجَاهِدَ دَائِمًا لِنَبْقَى مُقَدَّسِينَ، ٱقْتِدَاءً بِكُلِّيِّ ٱلْقَدَاسَةِ ٱلَّذِي نَحْمِلُ ٱسْمَهُ!
«هٰأَنَذَا صَانِعٌ شَيْئًا جَدِيدًا»
٨ أَيُّ تَفْوِيضٍ نَالَهُ إِشَعْيَا مِنْ يَهْوَهَ، وَكَيْفَ كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِهِ؟
٨ اِسْتَخْدَمَ يَهْوَهُ إِشَعْيَا لِيُحَذِّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ دَمَارِ أُورُشَلِيمَ، مِثْلَمَا يَظْهَرُ جَلِيًّا فِي ٱلْإِصْحَاحَاتِ ٱلسِّتَّةِ ٱلْأُولَى مِنْ سِفْرِهِ. كَمَا أَنْبَأَ يَهْوَهُ أَنَّهُ سَيَصْنَعُ ‹شَيْئًا جَدِيدًا› وَيُحَرِّرُ شَعْبَهُ مِنَ ٱلْأَسْرِ بِطَرِيقَةٍ رَائِعَةٍ. (اش ٤٣:١٩) وَعَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ أَنَّهُ عَلِمَ أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ عُمُومًا سَيُثَقِّلُونَ آذَانَهُمْ عَنِ ٱلسَّمَاعِ، أَمَرَ إِشَعْيَا أَنْ يَسْتَمِرَّ فِي تَحْذِيرِهِمْ. فَصُدِمَ هٰذَا ٱلنَّبِيُّ وَسَأَلَ إِلَى مَتَى سَتَبْقَى ٱلْأُمَّةُ تَتَمَرَّدُ عَلَى يَهْوَهَ. فَأَتَاهُ ٱلرَّدُّ: «إِلَى أَنْ تَصِيرَ ٱلْمُدُنُ خَرَابًا بِلَا سَاكِنٍ، وَٱلْبُيُوتُ بِلَا بَشَرٍ، وَٱلْأَرْضُ خَرَابًا مُوحِشًا». — اقرأ اشعيا ٦:
٩ (أ) مَتَى تَحَقَّقَتْ نُبُوَّةُ إِشَعْيَا عَنْ أُورُشَلِيمَ؟ (ب) أَيُّ تَحْذِيرٍ يَجِبُ أَنْ نَنْتَبِهَ إِلَيْهِ ٱلْيَوْمَ؟
٩ نَالَ إِشَعْيَا هٰذَا ٱلتَّفْوِيضَ فِي آخِرِ سَنَةٍ مِنْ حُكْمِ ٱلْمَلِكِ عُزِّيَّا، أَيْ نَحْوَ عَامِ ٧٧٨ قم. وَظَلَّ يَخْدُمُ نَبِيًّا ٤٦ سَنَةً تَقْرِيبًا، أَيْ حَتَّى نَحْوِ سَنَةِ ٧٣٢ قم، خِلَالَ حُكْمِ ٱلْمَلِكِ حَزَقِيَّا. وَكَانَ ذٰلِكَ قَبْلَ ١٢٥ عَامًا مِنْ دَمَارِ أُورُشَلِيمَ سَنَةَ ٦٠٧ قم. نَعَمْ، حَذَّرَ يَهْوَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَبْلَ وَقْتٍ طَوِيلٍ بِشَأْنِ مَا كَانَ سَيَحْدُثُ لِأُمَّتِهِمْ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. رؤ ٢٠:
١٠، ١١ أَيُّ إِتْمَامٍ لِنُبُوَّةِ إِشَعْيَا شَهِدَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي بَابِلَ؟
١٠ إِنَّ ٱلْعَدِيدَ مِنَ ٱلْيَهُودِ ٱلطَّائِعِينَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَسْلَمُوا لِلْبَابِلِيِّينَ نَجَوْا مِنْ دَمَارِ أُورُشَلِيمَ وَأُخِذُوا أَسْرَى إِلَى بَابِلَ. (ار ٢٧:
١١ إِتْمَامًا لِهٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ، حَصَلَتْ حَادِثَةٌ بَالِغَةُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي شَهْرِ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) عَامَ ٥٣٩ قم. فَبَيْنَمَا كَانَ مَلِكُ بَابِلَ وَنُبَلَاؤُهُ يَشْرَبُونَ خَمْرًا فِي ٱلْآنِيَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْمَأْخُوذَةِ مِنْ هَيْكَلِ يَهْوَهَ وَيُسَبِّحُونَ آلِهَتَهُمْ، غَزَتِ ٱلْجُيُوشُ ٱلْمَادِيَّةُ وَٱلْفَارِسِيَّةُ بَابِلَ بِقِيَادَةِ كُورُشَ. وَعَامَ ٥٣٨ أَوْ ٥٣٧ قم، أَمَرَ كُورُشُ أَنْ يَرْجِعَ ٱلْيَهُودُ وَيُعِيدُوا بِنَاءَ هَيْكَلِ ٱللهِ فِي أُورُشَلِيمَ. وَهٰذَا مَا كَانَ إِشَعْيَا قَدْ أَنْبَأَ بِهِ، إِضَافَةً إِلَى نُبُوَّتِهِ عَنْ وَعْدِ يَهْوَهَ أَنَّهُ سَيُعِيلُ شَعْبَهُ ٱلتَّائِبَ وَيَحْمِيهِمْ وَهُمْ رَاجِعُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. فَقَدْ دَعَاهُمُ ‹ٱلشَّعْبَ ٱلَّذِي جَبَلَهُمْ لِنَفْسِهِ، لِيُحَدِّثُوا بِتَسْبِيحِهِ›. (اش ٤٣:٢١؛ ٤٤:
١٢، ١٣ (أ) مَنِ ٱنْضَمَّ إِلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فِي رَدِّ عِبَادَةِ يَهْوَهَ؟ (ب) مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ يَفْعَلَ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ›، وَأَيَّةُ فُرْصَةٍ يُتِيحُهَا ذٰلِكَ لَهُمْ؟
١٢ عِنْدَمَا رَجَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُعِيدُوا بِنَاءَ ٱلْهَيْكَلِ، ٱنْضَمَّ إِلَيْهِمْ آلَافُ ٱلْغُرَبَاءِ فِي عِبَادَةِ يَهْوَهَ. وَفِي مَا بَعْدُ، ٱنْضَمَّ إِلَيْهِمِ ٱلْمَزِيدُ مِنَ ٱلْغُرَبَاءِ. (عز ٢:
١٣ خِلَالَ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيِّ، سَتُتَاحُ لِلْجَمْعِ ١ يوحنا ١:
مَاذَا يَعْنِي ٱسْمُ ٱللهِ؟
١٤ مَاذَا يَعْنِي ٱلِٱسْمُ يَهْوَهُ؟
١٤ لِكَيْ نَزِيدَ مِنْ تَقْدِيرِنَا لِشَرَفِ حَمْلِ ٱسْمِ ٱللهِ، يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي مَعْنَاهُ. فَٱلِٱسْمُ ٱلْإِلٰهِيُّ، ٱلَّذِي يُنْقَلُ عَادَةً إِلَى «يَهْوَهَ»، يَأْتِي مِنْ فِعْلٍ عِبْرَانِيٍّ يَصِفُ عَمَلًا تَقَدُّمِيًّا وَيُمْكِنُ تَرْجَمَتُهُ إِلَى «صَارَ». وَهٰكَذَا، يَعْنِي ٱلِٱسْمُ ٱلْإِلٰهِيُّ عَلَى مَا يَتَّضِحُ «يُصَيِّرُ». وَهٰذَا ٱلْمَعْنَى مُلَائِمٌ تَمَامًا لِدَوْرِ يَهْوَهَ بِوَصْفِهِ خَالِقَ ٱلْكَوْنِ ٱلْمَادِّيِّ وَٱلْكَائِنَاتِ ٱلذَّكِيَّةِ وَمُتَمِّمَ مَقَاصِدِهِ. وَمَعَ تَطَوُّرِ ٱلْأَحْدَاثِ وَٱنْجِلَائِهَا، يَسْتَمِرُّ يَهْوَهُ فِي جَعْلِ مَشِيئَتِهِ تَصِيرُ وَقَصْدِهِ يَتَحَقَّقُ مَهْمَا حَاوَلَ ٱلْمُقَاوِمُونَ، مِثْلُ ٱلشَّيْطَانِ، أَنْ يُحْبِطُوا ٱلْإِتْمَامَ ٱلتَّدْرِيجِيَّ لِمَشِيئَتِهِ.
١٥ كَيْفَ كَشَفَ يَهْوَهُ عَنْ نَاحِيَةٍ مِنْ شَخْصِيَّتِهِ مِنْ خِلَالِ مَا قَالَهُ لِمُوسَى؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ « اِسْمٌ ذُو مَدْلُولٍ عَمِيقٍ».)
١٥ حِينَ فَوَّضَ يَهْوَهُ إِلَى مُوسَى أَنْ يُخْرِجَ شَعْبَ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ، كَشَفَ عَنْ وَجْهٍ مِنْ شَخْصِيَّتِهِ بِٱسْتِخْدَامِ فِعْلٍ بِصِيغَةِ ٱلْمُتَكَلِّمِ يَصِفُ ٱسْمَهُ. يُخْبِرُ سِجِلُّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ: «قَالَ ٱللهُ لِمُوسَى: ‹أَنَا أَصِيرُ مَا أَشَاءُ أَنْ أَصِيرَ›. وَأَضَافَ: ‹هٰكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «‹أَنَا أَصِيرُ› أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ»›». (خر ٣:١٤) فَيَهْوَهُ يَصِيرُ مَا يَلْزَمُ فِي أَيِّ ظَرْفٍ كَانَ لِيُتَمِّمَ قَصْدَهُ. مَثَلًا، بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ، بَرْهَنَ أَنَّهُ ٱلْمُخَلِّصُ، ٱلْحَامِي، ٱلْمُرْشِدُ، وَٱلْمُعِيلُ ٱلَّذِي أَشْبَعَ كُلَّ حَاجَاتِهِمِ ٱلرُّوحِيَّةِ وَٱلْجَسَدِيَّةِ.
كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا شَاكِرُونَ؟
١٦، ١٧ (أ) كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا شَاكِرُونَ عَلَى ٱمْتِيَازِ حَمْلِ ٱسْمِ ٱللهِ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٦ يَسْتَمِرُّ يَهْوَهُ فِي ٱلْعَمَلِ ٱلْيَوْمَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَعْنَى ٱسْمِهِ بِإِشْبَاعِ كُلِّ حَاجَاتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ وَٱلْجَسَدِيَّةِ. إِلَّا أَنَّ مَعْنَى ٱسْمِ ٱللهِ يَتَعَدَّى مَا يُرِيدُ هُوَ نَفْسُهُ أَنْ يَصِيرَ؛ إِنَّهُ يَعْنِي أَيْضًا أَنَّ يَهْوَهَ يُصَيِّرُ خَلِيقَتَهُ مَا يَلْزَمُ بُغْيَةَ تَحْقِيقِ قَصْدِهِ. وَٱلتَّأَمُّلُ فِي ذٰلِكَ يَدْفَعُنَا أَنْ نُمَثِّلَهُ أَفْضَلَ تَمْثِيلٍ. يُعَبِّرُ كُورِيه ذُو ٱلْـ ٨٤ عَامًا، وَهُوَ شَاهِدٌ غَيُورٌ فِي ٱلنَّرُوجِ مُنْذُ ٧٠ سَنَةً، قَائِلًا: «أَشْعُرُ أَنَّهُ شَرَفٌ عَظِيمٌ أَنْ أَخْدُمَ يَهْوَهَ، مَلِكَ ٱلْأَبَدِيَّةِ، وَأَنْ أَكُونَ جُزْءًا مِنَ ٱلشَّعْبِ ٱلْمَدْعُوِّ عَلَى ٱسْمِهِ ٱلْقُدُّوسِ. إِنَّهُ ٱمْتِيَازٌ رَفِيعٌ أَنْ أَشْرَحَ حَقَائِقَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَأَنْ أَرَى أَعْيُنَ ٱلنَّاسِ تُشِعُّ فَرَحًا بِسَبَبِ مَا تَعَلَّمُوهُ وَفَهِمُوهُ. مَثَلًا، أُحِسُّ بِٱكْتِفَاءٍ كَبِيرٍ حِينَ أُعَلِّمُهُمْ عَنْ ذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ وَكَيْفَ يَتَمَكَّنُونَ بِوَاسِطَتِهَا أَنْ يَنَالُوا حَيَاةً أَبَدِيَّةً فِي عَالَمٍ جَدِيدٍ سِلْمِيٍّ وَبَارٍّ».
١٧ طَبْعًا، تَزِيدُ صُعُوبَةُ إِيجَادِ أَشْخَاصٍ يَرْغَبُونَ فِي ٱلتَّعَلُّمِ عَنِ ٱللهِ فِي بَعْضِ ٱلْمُقَاطَعَاتِ. غَيْرَ أَنَّهُ مَا مِنْ شَكٍّ أَنَّكَ تَشْعُرُ بِفَرَحٍ كَبِيرٍ، مِثْلَ كُورِيه، حِينَ تَجِدُ مَنْ يُصْغِي إِلَيْكَ وَتَتَمَكَّنُ مِنْ تَعْلِيمِهِ عَنِ ٱلِٱسْمِ يَهْوَهَ. وَلٰكِنْ، كَيْفَ نَكُونُ شُهُودًا لِيَهْوَهَ وَفِي ٱلْوَقْتِ ذَاتِهِ شُهُودًا لِيَسُوعَ؟ سَيَكُونُ هٰذَا ٱلسُّؤَالُ مَوْضُوعَ مُنَاقَشَتِنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.