الشجاعة تنبع من الايمان والتقوى
اَلشَّجَاعَةُ تَنْبَعُ مِنَ ٱلْإِيمَانِ وَٱلتَّقْوَى
«تَشَجَّعْ وَتَقَوَّ . . . لِأَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ مَعَكَ». — يشوع ١:٩.
١، ٢ (أ) مِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٍ، كَيْفَ بَدَتْ إِمْكَانِيَّةُ ٱنْتِصَارِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ عَلَى ٱلْكَنْعَانِيِّينَ؟ (ب) أَيُّ تَأْكِيدٍ نَالَهُ يَشُوعُ؟
سَنَةَ ١٤٧٣ قم، كَانَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ عَلَى عَتَبَةِ دُخُولِ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ. وَقَدْ ذَكَّرَهُمْ مُوسَى بِٱلتَّحَدِّيَاتِ ٱلَّتِي تَنْتَظِرُهُمْ، قَائِلًا: «أَنْتَ ٱلْيَوْمَ عَابِرٌ ٱلْأُرْدُنَّ لِتَدْخُلَ وَتَطْرُدَ أُمَمًا أَعْظَمَ وَأَقْوَى مِنْكَ، مُدُنًا عَظِيمَةً وَمُحَصَّنَةً إِلَى ٱلسَّمَاءِ، شَعْبًا عِظَامًا وَطِوَالًا، بَنِي ٱلْعَنَاقِيِّينَ، ٱلَّذِينَ عَرَفْتَ عَنْهُمْ وَسَمِعْتَ ٱلْقَوْلَ: ‹مَنْ يَقِفُ أَمَامَ بَنِي عَنَاقَ؟›». (تثنية ٩:١، ٢) فَهؤُلَاءِ ٱلْمُحَارِبُونَ ٱلْعَمَالِقَةُ كَانُوا مَشْهُورِينَ جِدًّا. كَمَا أَنَّ بَعْضَ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ كَانَ لَدَيْهِمْ جَيْشٌ مُجَهَّزٌ بِأَفْضَلِ ٱلْمُعَدَّاتِ وَيَسْتَعْمِلُ ٱلْأَحْصِنَةَ وَٱلْمَرْكَبَاتِ ذَاتَ ٱلْعَجَلَاتِ ٱلَّتِي لَهَا مَنَاجِلُ مِنْ حَدِيدٍ. — قضاة ٤:١٣.
٢ أَمَّا إِسْرَائِيلُ فَكَانَتْ أُمَّةً مُسْتَعْبَدَةً وَقَدْ قَضَتْ ٤٠ سَنَةً فِي ٱلْبَرِّيَّةِ. لِذلِكَ بَدَتْ إِمْكَانِيَّةُ ٱلِٱنْتِصَارِ ضَئِيلَةً جِدًّا مِنْ وُجْهَةِ ٱلنَّظَرِ ٱلْبَشَرِيَّةِ. رَغْمَ ذلِكَ، تَحَلَّى مُوسَى بِٱلْإِيمَانِ، مِمَّا سَاعَدَهُ كَيْ «يَرَى» أَنَّ يَهْوَه يَقُودُهُمْ. (عبرانيين ١١:٢٧) قَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: «يَهْوَه إِلٰهُكَ عَابِرٌ أَمَامَكَ . . . هُوَ يُفْنِيهِمْ وَيُخْضِعُهُمْ أَمَامَكَ». (تثنية ٩:٣؛ مزمور ٣٣:١٦، ١٧) بَعْدَ مَوْتِ مُوسَى، أَكَّدَ يَهْوَه لِيَشُوعَ أَنَّهُ سَيَدْعَمُهُ قَائِلًا: «قُمِ ٱلْآنَ وَٱعْبُرِ ٱلْأُرْدُنَّ هٰذَا، أَنْتَ وَجَمِيعُ هٰذَا ٱلشَّعْبِ، إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أَنَا مُعْطِيهَا لَهُمْ، أَيْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. لَا يَقِفُ أَحَدٌ أَمَامَكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. كَمَا كُنْتُ مَعَ مُوسَى أَكُونُ مَعَكَ». — يشوع ١:٢، ٥.
٣ مَاذَا سَاعَدَ يَشُوعَ عَلَى ٱمْتِلَاكِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ؟
٣ أَوْصَى يَهْوَه يَشُوعَ أَنْ يَقْرَأَ شَرِيعَتَهُ وَيَتَأَمَّلَ فِيهَا وَيُطَبِّقَهَا لِكَيْ يَنَالَ دَعْمَهُ وَإِرْشَادَهُ. ثُمَّ قَالَ لَهُ: «حِينَئِذٍ تُنْجِحُ طَرِيقَكَ وَحِينَئِذٍ تَعْمَلُ بِحِكْمَةٍ. أَمَا أَمَرْتُكَ؟ تَشَجَّعْ وَتَقَوَّ. لَا تَرْتَعِدْ وَلَا تَرْتَعْ، لِأَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ مَعَكَ حَيْثُمَا ذَهَبْتَ». (يشوع ١:٨، ٩) وَلِأَنَّ يَشُوعَ أَطَاعَ ٱللهَ، فَقَدْ تَشَجَّعَ وَتَقَوَّى وَنَجَحَ. بِٱلتَّبَايُنِ، لَمْ يُعْرِبْ مُعْظَمُ أَبْنَاءِ جِيلِهِ فِي ٱلسَّابِقِ عَنِ ٱلطَّاعَةِ للهِ، لِذلِكَ لَمْ يَنْجَحُوا وَمَاتُوا فِي ٱلْبَرِّيَّةِ.
شَعْبٌ عَدِيمُ ٱلْإِيمَانِ تَنْقُصُهُ ٱلشَّجَاعَةُ
٤، ٥ (أ) أَيُّ تَبَايُنٍ هُنَالِكَ بَيْنَ مَوْقِفِ ٱلْجَوَاسِيسِ ٱلْعَشَرَةِ وَمَوْقِفِ يَشُوعَ وَكَالِبَ؟ (ب) مَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ يَهْوَه تِجَاهَ قِلَّةِ ٱلْإِيمَانِ ٱلَّتِي أَعْرَبَ عَنْهَا ٱلشَّعْبُ؟
٤ عِنْدَمَا صَارَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ قَرِيبِينَ مِنْ كَنْعَانَ قَبْلَ ٤٠ سَنَةً، أَرْسَلَ مُوسَى ١٢ رَجُلًا لِتَجَسُّسِ ٱلْأَرْضِ. فَعَادَ عَشَرَةٌ مِنْهُمْ خَائِفِينَ، وَتَذَمَّرُوا قَائِلِينَ: «جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِي رَأَيْنَاهُ فِيهَا أُنَاسٌ مَرَدَةٌ. فَقَدْ رَأَيْنَا هُنَاكَ ٱلنَّفِيلِيمَ، بَنِي عَنَاقَ، ٱلَّذِينَ مِنَ ٱلنَّفِيلِيمِ، فَصِرْنَا فِي عُيُونِنَا كَٱلْجَنَادِبِ». فَهَلْ كَانَ «جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ» — وَلَيْسَ ٱلْعَنَاقِيُّونَ فَقَطْ — عَمَالِقَةً؟ كَلَّا. وَهَلْ كَانَ ٱلْعَنَاقِيُّونَ مُتَحَدِّرِينَ مِنَ ٱلنَّفِيلِيمِ ٱلَّذِينَ عَاشُوا قَبْلَ ٱلطُّوفَانِ؟ بِٱلطَّبْعِ لَا. لكِنَّ هذِهِ ٱلْمُبَالَغَةَ أَنْتَجَتْ مَوْجَةَ ذُعْرٍ ٱجْتَاحَتِ ٱلْمُخَيَّمَ كُلَّهُ. حَتَّى إِنَّ ٱلشَّعْبَ أَرَادُوا ٱلرُّجُوعَ إِلَى مِصْرَ، ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي كَانُوا مُسْتَعْبَدِينَ فِيهَا. — عدد ١٣:٣١–١٤:٤.
٥ إِلَّا أَنَّ يَشُوعَ وَكالِبَ، جَاسُوسَانِ مِنَ ٱلْجَوَاسِيسِ ٱلـ ١٢، كَانَا مُتَحَمِّسَيْنِ لِدُخُولِ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ. قَالَا عَنِ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ: «إِنَّهُمْ خُبْزٌ لَنَا. قَدْ تَحَوَّلَ عَنْهُمْ ظِلُّ ٱلْحِمَايَةِ، وَيَهْوَهُ مَعَنَا. لَا تَخَافُوهُمْ». (عدد ١٤:٩) فَهَلْ كَانَ يَشُوعُ وَكَالِبُ مُتَفَائِلَيْنِ أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ؟ كَلَّا! فَقَدْ سَبَقَا وَشَاهَدَا مَعَ بَاقِي ٱلْأُمَّةِ كَيْفَ أَذَلَّ يَهْوَه مِصْرَ ٱلْجَبَّارَةَ وَآلِهَتَهَا بِوَاسِطَةِ ٱلضَّرَبَاتِ ٱلْعَشْرِ. ثُمَّ رَأَيَا بِأُمِّ عُيُونِهِمَا كَيْفَ أَغْرَقَ يَهْوَه فِرْعَوْنَ وَقُوَّتَهُ ٱلْعَسْكَرِيَّةَ فِي ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ. (مزمور ١٣٦:١٥) مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ خَوْفَ ٱلْجَواسِيسِ ٱلْعَشَرَةِ وَٱلَّذِينَ تَأَثَّرُوا بِهِمْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَيُّ مُبَرِّرٍ. قَالَ يَهْوَه: «إِلَى مَتَى لَا يُؤْمِنُونَ بِي بِٱلرَّغْمِ مِنْ جَمِيعِ ٱلْآيَاتِ ٱلَّتِي صَنَعْتُهَا فِي وَسْطِهِمْ؟». — عدد ١٤:١١.
٦ كَيْفَ تَرْتَبِطُ ٱلشَّجَاعَةُ بِٱلْإِيمَانِ، وَكَيْفَ يُرَى ذلِكَ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ؟
٦ بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ بَلَغَ يَهْوَه صَمِيمَ ٱلْمُشْكِلَةِ: إِنَّ جُبْنَ ٱلشَّعْبِ هُوَ دَلِيلٌ عَلَى عَدَمِ إِيمَانِهِمْ. نَعَمِ، ٱلْإِيمَانُ وَٱلشَّجَاعَةُ مُرْتَبِطَانِ مَعًا ٱرْتِبَاطًا وَثِيقًا بِحَيْثُ تَمَكَّنَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا مِنَ ٱلْكِتَابَةِ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَخَيْرِهَا ٱلرُّوحِيِّ: «هٰذِهِ هِيَ ٱلْغَلَبَةُ ٱلَّتِي غَلَبَتِ ٱلْعَالَمَ: إِيمَانُنَا». (١ يوحنا ٥:٤) اَلْيَوْمَ أَيْضًا، يُسَاهِمُ ٱلْإِيمَانُ ٱلَّذِي هُوَ كَإِيمَانِ يَشُوعَ وَكَالِبَ فِي دَفْعِ أَكْثَرَ مِنْ سِتَّةِ مَلَايِينِ شَاهِدٍ لِيَهْوَه — صِغَارًا وَكِبَارًا، أَقْوِيَاءَ وَضُعَفَاءَ — إِلَى ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. وَلَمْ يَقْدِرْ أَيُّ عَدُوٍّ أَنْ يُسْكِتَ هذَا ٱلْجَيْشَ ٱلْبَاسِلَ ٱلْجَبَّارَ. — روما ٨:٣١.
لَا ‹تَتَرَاجَعْ›
٧ مَاذَا يَعْنِي ‹ٱلتَّرَاجُعُ›؟
٧ إِنَّ خُدَّامَ يَهْوَه ٱلْيَوْمَ يَكْرِزُونَ بِٱلْبِشَارَةِ بِشَجَاعَةٍ لِأَنَّهُمْ يُفَكِّرُونَ تَمَامًا كَٱلرَّسُولِ بُولُسَ ٱلَّذِي كَتَبَ: «لَسْنَا مِمَّنْ يَتَرَاجَعُونَ لِلْهَلَاكِ، بَلْ مِمَّنْ لَهُمْ إِيمَانٌ لِٱسْتِحْيَاءِ ٱلنَّفْسِ». (عبرانيين ١٠:٣٩) وَ ‹ٱلتَّرَاجُعُ› ٱلَّذِي تَحَدَّثَ عَنْهُ بُولُسُ لَا يَعْنِي مُجَرَّدَ شُعُورٍ مُؤَقَّتٍ بِٱلْخَوْفِ، لِأَنَّ كَثِيرِينَ مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱنْتَابَهُمُ ٱلْخَوْفُ أَحْيَانًا. (١ صموئيل ٢١:١٢؛ ١ ملوك ١٩:١-٤) بَلْ يُشِيرُ إِلَى «ٱلِٱرْتِدَادِ إِلَى ٱلْوَرَاءِ، ٱلِٱنْسِحَابِ»، وَ «ٱلتَّقَاعُسِ عَنِ ٱلتَّمَسُّكِ بِٱلْحَقِّ»، كَمَا يُوضِحُ أَحَدُ قَوَامِيسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَيُضِيفُ ٱلْقَامُوسُ أَنَّ هذَا ٱلتَّعْبِيرَ قَدْ يَكُونُ مَجَازًا مُسْتَوْحًى مِنْ «إِنْزَالِ ٱلشِّرَاعِ وَتَخْفِيفِ ٱلسُّرْعَةِ» وَمُسْتَخْدَمًا فِي مَجَالِ خِدْمَةِ ٱللهِ. طَبْعًا، إِنَّ ٱلَّذِينَ يَمْتَلِكُونَ إِيمَانًا قَوِيًّا لَا يُفَكِّرُونَ فِي «تَخْفِيفِ ٱلسُّرْعَةِ» عِنْدَمَا تَنْشَأُ ٱلصُّعُوبَاتُ — سَوَاءٌ كَانَتْ هذِهِ ٱلصُّعُوبَاتُ ٱضْطِهَادًا أَوْ مَرَضًا أَوْ أَيَّةَ مِحْنَةٍ أُخْرَى. بَدَلًا مِنْ ذلِكَ، إِنَّهُمْ يَجِدُّونَ فِي ٱلتَّقَدُّمِ فِي خِدْمَةِ يَهْوَه، مُدْرِكِينَ أَنَّهُ يَهْتَمُّ بِهِمْ كَثِيرًا وَيَعْرِفُ حُدُودَهُمْ. (مزمور ٥٥:٢٢؛ ١٠٣:١٤) فَهَلْ لَدَيْكَ إِيمَانٌ كَهذَا؟
٨، ٩ (أ) كَيْفَ قَوَّى يَهْوَه إِيمَانَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَّلِينَ؟ (ب) مَاذَا يُمْكِنُنَا فِعْلُهُ لِتَقْوِيَةِ إِيمَانِنَا؟
٨ ذَاتَ مَرَّةٍ، شَعَرَ ٱلرُّسُلُ أَنَّهُ يَنْقُصُهُمُ ٱلْإِيمَانُ. لِذلِكَ قَالُوا لِيَسُوعَ: «زِدْنَا إِيمَانًا». (لوقا ١٧:٥) وَقَدِ ٱسْتُجِيبَ طَلَبُهُمُ ٱلْمُخْلِصُ هذَا، خُصُوصًا يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم حِينَ حَلَّ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عَلَى ٱلتَّلَامِيذِ وَمَنَحَهُمْ فَهْمًا أَعْمَقَ لِكَلِمَةِ ٱللهِ وَقَصْدِهِ. (يوحنا ١٤:٢٦؛ اعمال ٢:١-٤) وَإِذْ قَوِيَ إِيمَانُهُمْ، شَرَعُوا فِي حَمْلَةٍ كِرَازِيَّةٍ أَوْصَلُوا بِوَاسِطَتِهَا ٱلْبِشَارَةَ إِلَى «كُلِّ ٱلْخَلِيقَةِ ٱلَّتِي تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ» رَغْمَ ٱلْمُقَاوَمَةِ ٱلَّتِي تَعَرَّضُوا لَهَا. — كولوسي ١:٢٣؛ اعمال ١:٨؛ ٢٨:٢٢.
٩ نَحْنُ أَيْضًا، يَجِبُ أَنْ نَدْرُسَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ وَنُصَلِّيَ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ لِكَيْ نُقَوِّيَ إِيمَانَنَا وَنَجِدَّ فِي ٱلتَّقَدُّمِ. فَلَنْ نُنَمِّيَ ٱلْإِيمَانَ ٱلَّذِي يَبُثُّ فِينَا ٱلشَّجَاعَةَ ٱللَّازِمَةَ لِلِٱحْتِمَالِ وَٱلِٱنْتِصَارِ فِي حَرْبِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ إِلَّا إِذَا غَرَسْنَا كَلِمَةَ ٱللهِ فِي عَقْلِنَا وَقَلْبِنَا، تَمَامًا كَمَا فَعَلَ يَشُوعُ وَكَالِبُ وَٱلتَّلَامِيذُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَّلُونَ. — روما ١٠:١٧.
اَلْإِيمَانُ بِوُجُودِ ٱللهِ لَا يَكْفِي
١٠ مَاذَا يَشْمُلُ ٱلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ؟
١٠ كَمَا يُظْهِرُ مِثَالُ ٱلْمُحَافِظِينَ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْقَدِيمَةِ، إِنَّ ٱلْإِيمَانَ ٱلْحَقِيقِيَّ ٱلَّذِي يُنْتِجُ ٱلشَّجَاعَةَ وَٱلِٱحْتِمَالَ لَا يَقْتَصِرُ عَلَى مُجَرَّدِ ٱلْإِيمَانِ بِوُجُودِ ٱللهِ. (يعقوب ٢:١٩) فَهُوَ يَتَطَلَّبُ أَنْ نَتَعَرَّفَ بِشَخْصِيَّةِ يَهْوَه وَنَمْتَلِكَ ثِقَةً مُطْلَقَةً بِهِ. (مزمور ٧٨:٥-٨؛ امثال ٣:٥، ٦) وَيَعْنِي أَيْضًا أَنْ نُؤْمِنَ بِكُلِّ قَلْبِنَا أَنَّ ٱتِّبَاعَ شَرَائِعِهِ وَمَبَادِئِهِ هُوَ لِمَصْلَحَتِنَا. (اشعيا ٤٨:١٧، ١٨) كَمَا يَشْمُلُ أَنْ نَكُونَ عَلَى يَقِينٍ مِنْ أَنَّ يَهْوَه سَيُتَمِّمُ كُلَّ وُعُودِهِ وَأَنَّهُ «يُكَافِئُ ٱلَّذِينَ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِهِ». — عبرانيين ١١:١، ٦؛ اشعيا ٥٥:١١.
١١ كَيْفَ بُورِكَ يَشُوعُ وَكَالِبُ عَلَى إِيمَانِهِمَا وَشَجَاعَتِهِمَا؟
١١ وَهذَا ٱلْإِيمَانُ يَنْمُو حِينَ نُطَبِّقُ ٱلْحَقَّ، ‹نَذُوقُ› ٱلْفَوَائِدَ، نَرَى ٱسْتِجَابَةَ صَلَوَاتِنَا، وَنَلْمُسُ بِطَرَائِقَ أُخْرَى إِرْشَادَ يَهْوَه فِي حَيَاتِنَا. (مزمور ٣٤:٨؛ ١ يوحنا ٥:١٤، ١٥) وَلَا شَكَّ أَنَّ إِيمَانَ يَشُوعَ وَكَالِبَ ٱزْدَادَ عِنْدَمَا ذَاقَا مَا أَطْيَبَ يَهْوَهَ. (يشوع ٢٣:١٤) فَقَدْ بَقِيَا عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ بَعْدَ ٱلرِّحْلَةِ ٱلَّتِي دَامَتْ ٤٠ سَنَةً فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، تَمَامًا كَمَا وَعَدَهُمَا ٱللهُ. (عدد ١٤:٢٧-٣٠؛ ٣٢:١١، ١٢) وَكَانَ لَهُمَا دَوْرٌ بَارِزٌ فِي ٱلِٱسْتِيلَاءِ عَلَى كَنْعَانَ خِلَالَ سِتِّ سَنَوَاتٍ. إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ، أُنْعِمَ عَلَيْهِمَا بِحَيَاةٍ مَدِيدَةٍ وَصِحَّةٍ جَيِّدَةٍ، حَتَّى إِنَّهُمَا نَالَا مِيرَاثَهُمَا مِنَ ٱلْأَرْضِ. حَقًّا، إِنَّ يَهْوَه يُكَافِئُ بِسَخَاءٍ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَهُ بِأَمَانَةٍ وَشَجَاعَةٍ. — يشوع ١٤:٦، ٩-١٤؛ ١٩:٤٩، ٥٠؛ ٢٤:٢٩.
١٢ كَيْفَ ‹يُعَظِّمُ يَهْوَه قَوْلَهُ›؟
١٢ يُذَكِّرُنَا ٱللُّطْفُ ٱلْحُبِّيُّ ٱلَّذِي أَظْهَرَهُ ٱللهُ لِيَشُوعَ وَكَالِبَ بِكَلِمَاتِ صَاحِبِ ٱلْمَزْمُورِ: «عَظَّمْتَ قَوْلَك عَلَى كُلِّ ٱسْمِكَ». (مزمور ١٣٨:٢) فَعِنْدَمَا يَسْتَخْدِمُ يَهْوَه ٱسْمَهُ كَضَمَانَةٍ لِإِتْمَامِ وَعْدٍ مَا، ‹يَتَعَظَّمُ› إِتْمَامُ هذَا ٱلْوَعْدِ بِمَعْنَى أَنَّهُ يَفُوقُ جِدًّا كُلَّ مَا نَتَخَيَّلُ. (افسس ٣:٢٠) نَعَمْ، إِنَّ يَهْوَه لَا يُخَيِّبُ أَمَلَ ٱلَّذِينَ ‹يَتَلَذَّذُونَ› بِهِ. — مزمور ٣٧:٣، ٤.
رَجُلٌ «أَرْضَى ٱللهَ»
١٣، ١٤ لِمَاذَا كَانَ أَخْنُوخُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ؟
١٣ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ ٱلْكَثِيرَ عَنِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ بِٱلتَّأَمُّلِ فِي مِثَالٍ رَسَمَهُ شَاهِدٌ آخَرُ عَاشَ فِي أَزْمِنَةِ مَا قَبْلَ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. وَهذَا ٱلشَّاهِدُ هُوَ أَخْنُوخُ. فَحَتَّى قَبْلَمَا ٱبْتَدَأَ أَخْنُوخُ بِٱلتَّنَبُّؤِ، عَرَفَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنَّ إِيمَانَهُ وَشَجَاعَتَهُ سَيَكُونَانِ عَلَى ٱلْمِحَكِّ. كَيْفَ؟ لَقَدْ ذَكَرَ يَهْوَه فِي عَدْنٍ أَنَّهُ سَتَكُونُ هُنَالِكَ عَدَاوَةٌ، أَوْ بُغْضٌ، بَيْنَ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ ٱللهَ وَٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ ٱلشَّيْطَانَ إِبْلِيسَ. (تكوين ٣:١٥) وَعَرَفَ أَخْنُوخُ أَيْضًا أَنَّ هذَا ٱلْبُغْضَ نَشَأَ فِي فَجْرِ ٱلتَّارِيخِ حِينَ قَتَلَ قَايِينُ أَخَاهُ هَابِيلَ. فَأَبُوهُمَا آدَمُ عَاشَ قُرَابَةَ ٣١٠ سَنَوَاتٍ بَعْدَ وِلَادَةِ أَخْنُوخَ. — تكوين ٥:٣-١٨.
١٤ رَغْمَ ذلِكَ، «سَارَ أَخْنُوخُ [بِشَجَاعَةٍ] مَعَ ٱللهِ» وَدَانَ «ٱلْأُمُورَ ٱلْفَظِيعَةَ» ٱلَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا ٱلنَّاسُ عَلَى يَهْوَه. (تكوين ٥:٢٢؛ يهوذا ١٤، ١٥) وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ هذَا ٱلْمَوْقِفَ ٱلشُّجَاعَ إِلَى جَانِبِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ جَلَبَ لَهُ أَعْدَاءً كُثْرًا، مِمَّا عَرَّضَ حَيَاتَهُ لِلْخَطَرِ. وَهذَا مَا دَفَعَ يَهْوَه آنَذَاكَ إِلَى تَجْنِيبِ نَبِيِّهِ أَوْجَاعَ ٱلْمَوْتِ. فَبَعْدَمَا كَشَفَ لَهُ يَهْوَه أَنَّهُ ‹أَرْضَاهُ›، ‹نَقَلَهُ› مِنَ ٱلْحَيَاةِ إِلَى ٱلْمَوْتِ، رُبَّمَا خِلَالَ غَيْبُوبَةٍ نَالَ فِيهَا رُؤْيَا. — عبرانيين ١١:٥، ١٣؛ تكوين ٥:٢٤.
١٥ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ أَخْنُوخُ لِخُدَّامِ يَهْوَه ٱلْيَوْمَ؟
١٥ بَعْدَمَا تَحَدَّثَ بُولُسُ عَنِ ٱنْتِقَالِ أَخْنُوخَ، شَدَّدَ مَرَّةً أُخْرَى عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلْإِيمَانِ قَائِلًا إِنَّهُ ‹بِدُونِ إِيمَانٍ يَسْتَحِيلُ إِرْضَاءُ› ٱللهِ. (عبرانيين ١١:٦) نَعَمْ، مَنَحَ ٱلْإِيمَانُ أَخْنُوخَ ٱلشَّجَاعَةَ لِيَسِيرَ مَعَ يَهْوَه وَيُعْلِنَ دَيْنُونَتَهُ عَلَى عَالَمٍ أَثِيمٍ. وَهُوَ خَيْرُ مِثَالٍ لَنَا فِي هذَا ٱلْمَجَالِ. فَلَدَيْنَا عَمَلٌ مُمَاثِلٌ لِعَمَلِهِ لِنَقُومَ بِهِ فِي عَالَمٍ مُقَاوِمٍ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ وَمَلْآنٍ بِشَتَّى أَنْوَاعِ ٱلشُّرُورِ. — مزمور ٩٢:٧؛ متى ٢٤:١٤؛ رؤيا ١٢:١٧.
اَلشَّجَاعَةُ تَنْبَعُ مِنَ ٱلتَّقْوَى
١٦، ١٧ مَنْ كَانَ عُوبَدْيَا، وَفِي أَيِّ مُحِيطٍ كَانَ يَعِيشُ؟
١٦ إِلَى جَانِبِ ٱلْإِيمَانِ، هُنَالِكَ صِفَةٌ أُخْرَى تُوَلِّدُ ٱلشَّجَاعَةَ. إِنَّهَا ٱلْخَوْفُ ٱلتَّوْقِيرِيُّ مِنَ ٱللهِ. لِنَتَأَمَّلْ فِي مِثَالٍ بَارِزٍ لِرَجُلٍ خَائِفٍ للهِ كَانَ يَعِيشُ فِي أَيَّامِ ٱلنَّبِيِّ إِيلِيَّا وَٱلْمَلِكِ أَخْآبَ. وَقَدْ حَكَمَ أَخْآبُ عَلَى مَمْلَكَةِ إِسْرَائِيلَ ٱلشَّمَالِيَّةِ حَيْثُ تَفَشَّتْ ١ ملوك ١٦:٣٠-٣٣؛ ١٨:١٩.
عِبَادَةُ ٱلْبَعْلِ بِشَكْلٍ لَمْ يَسْبِقْ لَهُ مَثِيلٌ. وَكَانَ أَنْبِيَاءُ ٱلْبَعْلِ ٱلْأَرْبَعُ مِئَةٍ وَٱلْخَمْسُونَ وَأَنْبِيَاءُ ٱلسَّارِيَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْأَرْبَعُ مِئَةٍ «يَأْكُلُونَ عَلَى مَائِدَةِ إِيزَابِلَ». —١٧ وَبِمَا أَنَّ إِيزَابِلَ كَانَتْ عَدُوَّةً لَدُودَةً لِيَهْوَه، فَقَدْ حَاوَلَتِ ٱسْتِئْصَالَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ مِنَ ٱلْأَرْضِ. لِذلِكَ قَتَلَتْ بَعْضَ أَنْبِيَاءِ يَهْوَه، حَتَّى إِنَّهَا حَاوَلَتْ قَتْلَ إِيلِيَّا. لكِنَّهُ عَبَرَ ٱلْأُرْدُنَّ هَرَبًا مِنْهَا كَمَا أَوْصَاهُ ٱللهُ. (١ ملوك ١٧:١-٣؛ ١٨:١٣) فَهَلْ تَتَخَيَّلُ كَمْ كُنْتَ سَتَسْتَصْعِبُ تَأْيِيدَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ لَوْ كُنْتَ عَائِشًا فِي ٱلْمَمْلَكَةِ ٱلشَّمَالِيَّةِ فِي ذلِكَ ٱلزَّمَنِ؟ وَٱلْأَسْوَأُ مِنْ ذلِكَ، مَاذَا لَوْ كُنْتَ تَعْمَلُ فِي ٱلْبَلَاطِ ٱلْمَلَكِيِّ؟ هذَا كَانَ ٱلْمُحِيطَ ٱلَّذِي عَاشَ فِيهِ عُوبَدْيَا ٱلْخَائِفُ ٱللهِ، * ٱلْوَكِيلُ ٱلَّذِي كَانَ عَلَى بَيْتِ أَخْآبَ. — ١ ملوك ١٨:٣.
١٨ مَاذَا جَعَلَ عُوبَدْيَا خَادِمًا لِيَهْوَه يَنْدُرُ مَثِيلُهُ؟
١٨ لَا شَكَّ أَنَّ عُوبَدْيَا كَانَ حَذِرًا وَفَطِينًا فِي عِبَادَتِهِ لِيَهْوَه. رَغْمَ ذلِكَ، لَمْ يُسَايِرْ عَلَى حِسَابِ إِيمَانِهِ. تُخْبِرُنَا ١ ملوك ١٨:٣: «كَانَ عُوبَدْيَا يَخَافُ يَهْوَهَ جِدًّا». نَعَمْ، كَانَ خَوْفُ عُوبَدْيَا مِنَ ٱللهِ يَنْدُرُ مَثِيلُهُ. وَهذَا ٱلْخَوْفُ ٱلسَّلِيمُ جَعَلَهُ يَتَحَلَّى بِشَجَاعَةٍ بَارِزَةٍ أَظْهَرَهَا فَوْرًا بَعْدَمَا قَتَلَتْ إِيزَابِلُ أَنْبِيَاءَ يَهْوَه.
١٩ أَيُّ أَمْرٍ قَامَ بِهِ عُوبَدْيَا يَدُلُّ عَلَى شَجَاعَتِهِ؟
١٩ نَقْرَأُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ: «كَانَ لَمَّا قَطَعَتْ إِيزَابِلُ أَنْبِيَاءَ يَهْوَهَ أَنَّ عُوبَدْيَا أَخَذَ مِئَةَ نَبِيٍّ وَخَبَّأَهُمْ، كُلَّ خَمْسِينَ فِي مَغَارَةٍ، وَزَوَّدَهُمْ بِٱلْخُبْزِ وَٱلْمَاءِ». (١ ملوك ١٨:٤) كَمَا تَرَى، كَانَ إِطْعَامُ مِئَةِ رَجُلٍ خُفْيَةً أَمْرًا مَحْفُوفًا بِٱلْمَخَاطِرِ. فَلَمْ يَكُنْ عَلَى عُوبَدْيَا أَنْ يَحْتَرِسَ لِئَلَّا يَكْتَشِفَ أَخْآبُ وَإِيزَابِلُ أَمْرَهُ فَحَسْبُ، بَلْ كَانَ عَلَيْهِ أَيْضًا أَنْ يَحْتَرِسَ مِنَ ٱلْأَنْبِيَاءِ ٱلدَّجَّالِينَ ٱلـ ٨٥٠ ٱلَّذِينَ يَتَرَدَّدُونَ إِلَى ٱلْقَصْرِ. كَمَا أَنَّ عَبَدَةَ ٱلْآلِهَةِ ٱلْبَاطِلَةِ ٱلْكَثِيرِينَ ٱلَّذِينَ يَنْتَمُونَ إِلَى كُلِّ طَبَقَاتِ ٱلْمُجْتَمَعِ فِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَكُونُوا حَتْمًا لِيُوَفِّرُوا أَيَّةَ فُرْصَةٍ لِفَضْحِهِ، وَذلِكَ سَعْيًا إِلَى نَيْلِ ٱسْتِحْسَانِ ٱلْمَلِكِ وَٱلْمَلِكَةِ. وَلكِنْ عَلَى مَرْأًى مِنْ كُلِّ عَبَدَةِ ٱلْأَصْنَامِ هؤُلَاءِ، ٱهْتَمَّ عُوبَدْيَا بِحَاجَاتِ أَنْبِيَاءِ يَهْوَه. فَمَا أَقْوَى تَأْثِيرَ خَوْفِ ٱللهِ!
٢٠ كَيْفَ سَاعَدَتِ ٱلتَّقْوَى عُوبَدْيَا، وَكَيْفَ يُسَاعِدُنَا مِثَالُهُ؟
٢٠ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يَهْوَه حَمَى عُوبَدْيَا مِنْ أَعْدَائِهِ لِأَنَّهُ أَظْهَرَ ٱلشَّجَاعَةَ ٱلَّتِي تَنْبَعُ مِنَ ٱلتَّقْوَى. تَقُولُ ٱلْأَمْثَالُ ٢٩:٢٥: «اَلْخَوْفُ مِنَ ٱلنَّاسِ يَضَعُ شَرَكًا، وَٱلْمُتَّكِلُ عَلَى يَهْوَهَ يَنَالُ ٱلْحِمَايَةَ». فَعُوبَدْيَا لَمْ يَكُنْ شَخْصًا فَوْقَ ٱلطَّبِيعَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ، إِذْ إِنَّهُ خَافَ مِنْ أَنْ يُقْبَضَ عَلَيْهِ وَيُقْتَلَ، تَمَامًا كَمَا نَخَافُ نَحْنُ. (١ ملوك ١٨:٧-٩، ١٢) غَيْرَ أَنَّ ٱلتَّقْوَى بَثَّتْ فِيهِ ٱلشَّجَاعَةَ لِيَتَغَلَّبَ عَلَى خَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلَّذِي كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يَتَمَلَّكَهُ. وَهُوَ مِثَالٌ رَائِعٌ لَنَا جَمِيعًا، وَخُصُوصًا لِلَّذِينَ يَعْبُدُونَ يَهْوَه حَتَّى لَوْ كَانَتْ حُرِّيَّتُهُمْ أَوْ حَيَاتُهُمْ مُعَرَّضَةً لِلْخَطَرِ. (متى ٢٤:٩) فَلْنَسْعَ جَمِيعًا إِلَى خِدْمَةِ يَهْوَه «بِتَقْوَى وَمَهَابَةٍ»! — عبرانيين ١٢:٢٨.
٢١ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
٢١ لَيْسَ ٱلْإِيمَانُ وَٱلتَّقْوَى ٱلصِّفَتَيْنِ ٱلْوَحِيدَتَيْنِ ٱللَّتَيْنِ تُقَوِّيَانِ إِيمَانَنَا. فَٱلْمَحَبَّةُ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ لَهَا قُوَّةٌ أَكْبَرُ. كَتَبَ بُولُسُ: «اَللهُ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ جُبْنٍ، بَلْ رُوحَ قُوَّةٍ وَمَحَبَّةٍ وَرَزَانَةٍ». (٢ تيموثاوس ١:٧) وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنَرَى كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْمَحَبَّةِ أَنْ تُسَاعِدَنَا عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَه بِشَجَاعَةٍ خِلَالَ هذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ ٱلْحَرِجَةِ. — ٢ تيموثاوس ٣:١.
[الحاشية]
^ الفقرة 17 لَيْسَ ٱلنَّبِيَّ عُوبَدْيَا.
هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُجِيبُوا؟
• مَاذَا سَاعَدَ يَشُوعَ وَكَالِبَ عَلَى ٱمْتِلَاكِ ٱلشَّجَاعَةِ؟
• مَاذَا يَشْمُلُ ٱلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ؟
• لِمَاذَا كَانَ أَخْنُوخُ شُجَاعًا فِي إِعْلَانِ رِسَالَةِ دَيْنُونَةِ ٱللهِ؟
• كَيْفَ تُوَلِّدُ ٱلتَّقْوَى ٱلشَّجَاعَةَ؟
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحتين ١٦ و ١٧]
أَوْصَى يَهْوَه يَشُوعَ: «تَشَجَّعْ وَتَقَوَّ»
[الصورة في الصفحة ١٨]
اِهْتَمَّ عُوبَدْيَا بِأَنْبِيَاءِ ٱللهِ وَحَمَاهُمْ
[الصور في الصفحة ١٩]
تَكَلَّمَ أَخْنُوخُ بِجُرْأَةٍ بِكَلِمَةِ ٱللهِ