الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الروح يشهد مع روحنا

الروح يشهد مع روحنا

‏«اَلرُّوحُ نَفْسُهُ يَشْهَدُ مَعَ رُوحِنَا بِأَنَّنَا أَوْلَادُ ٱللهِ».‏ —‏ رو ٨:‏١٦‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١٠٩،‏ ١٠٨

١-‏٣ مَاذَا مَيَّزَ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣  ب‌م،‏ وَكَيْفَ تَمَّ آنَذَاكَ مَا أَنْبَأَتْ بِهِ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

إِنَّهُ صَبَاحُ ٱلْأَحَدِ ٱلْوَاقِعِ فِيهِ يَوْمُ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م.‏ اَلْبَهْجَةُ تَعُمُّ أُورُشَلِيمَ فِي هٰذَا ٱلْعِيدِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّذِي يَسِمُ بِدَايَةَ حَصَادِ ٱلْحِنْطَةِ.‏ وَقَدْ قَرَّبَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ مُحْرَقَةَ ٱلصَّبَاحِ فِي ٱلْهَيْكَلِ كَبَاقِي ٱلْأَيَّامِ.‏ ثُمَّ نَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَةِ،‏ قَدَّمَ قُرْبَانَ ٱلتَّرْدِيدِ ٱلْمُؤَلَّفَ مِنْ رَغِيفَيْنِ مُخْتَمِرَيْنِ مِنْ بَاكُورَةِ ٱلْحِنْطَةِ،‏ أَوَّلِ ٱلْمَحْصُولِ.‏ —‏ لا ٢٣:‏١٥-‏٢٠‏.‏

٢ فِي تِلْكَ ٱلْأَثْنَاءِ،‏ ثَمَّةَ حَادِثَةٌ عَلَى قَدْرٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ تُوشِكُ أَنْ تَقَعَ،‏ وَلٰكِنْ لَيْسَ فِي ٱلْهَيْكَلِ،‏ بَلْ فِي عُلِّيَّةٍ بِأُورُشَلِيمَ حَيْثُ ٱجْتَمَعَ فَرِيقٌ مِنْ نَحْوِ ١٢٠ مَسِيحِيًّا «كَانُوا يُدَاوِمُونَ مَعًا عَلَى ٱلصَّلَاةِ».‏ (‏اع ١:‏١٣-‏١٥‏)‏ وَهٰذِهِ ٱلْحَادِثَةُ ٱرْتَبَطَتِ ٱرْتِبَاطًا وَثِيقًا بِمَا كَانَ يَفْعَلُهُ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ سَنَوِيًّا فِي يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ.‏ كَمَا أَنَّهَا تَمَّمَتْ نُبُوَّةً تَفَوَّهَ بِهَا ٱلنَّبِيُّ يُوئِيلُ قَبْلَ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ بِنَحْوِ ٨٠٠ سَنَةٍ.‏ (‏يوء ٢:‏٢٨-‏٣٢؛‏ اع ٢:‏١٦-‏٢١‏)‏ فَمَا هِيَ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةُ ٱلْبَالِغَةُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ؟‏

٣ اقرإ الاعمال ٢:‏٢-‏٤‏.‏ لَقَدْ سَكَبَ ٱللهُ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ عَلَى أُولٰئِكَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُجْتَمِعِينَ فِي ٱلْعُلِّيَّةِ.‏ (‏اع ١:‏٨‏)‏ فَأَخَذُوا يَتَنَبَّأُونَ،‏ أَيْ يَشْهَدُونَ،‏ عَنْ عَظَائِمِ ٱللهِ ٱلَّتِي رَأَوْهَا وَسَمِعُوهَا.‏ وَسُرْعَانَ مَا ٱحْتَشَدَ حَوْلَهُمْ جَمْعٌ غَفِيرٌ.‏ فَأَوْضَحَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ لِلْجَمْعِ مَغْزَى مَا حَدَثَ،‏ وَحَثَّهُمْ قَائِلًا:‏ «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِٱسْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ لِمَغْفِرَةِ خَطَايَاكُمْ،‏ فَتَنَالُوا هِبَةَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ».‏ فَلَبَّى ٱلدَّعْوَةَ نَحْوُ ثَلَاثَةِ آلَافٍ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ،‏ وَٱعْتَمَدُوا وَنَالُوا ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ ٱلْمَوْعُودَ بِهِ.‏ —‏ اع ٢:‏٣٧،‏ ٣٨،‏ ٤١‏.‏

٤ ‏(‏أ)‏ لِمَ يَهُمُّنَا مَا حَدَثَ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ حَدَثٍ مُهِمٍّ رُبَّمَا حَصَلَ فِي ٱلْيَوْمِ نَفْسِهِ قَبْلَ سِنِينَ كَثِيرَةٍ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٤ وَلِمَ يَهُمُّنَا مَا حَدَثَ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م؟‏ لَقَدْ مَثَّلَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ.‏ وَمَثَّلَ رَغِيفَا ٱلتَّقْدِمَةِ ٱلْمُخْتَمِرَانِ تَلَامِيذَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ.‏ فَهٰؤُلَاءِ ٱلتَّلَامِيذُ ٱخْتِيرُوا مِنْ بَيْنِ ٱلْبَشَرِ ٱلْخُطَاةِ،‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَدْعُوهُمْ «بَاكُورَةً».‏ (‏يع ١:‏١٨‏)‏ فَقَدْ تَبَنَّاهُمُ ٱللهُ وَٱخْتَارَهُمْ لِيَحْكُمُوا فِي ٱلسَّمَاءِ مَعَ يَسُوعَ فِي ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّذِي سَيُغْدِقُ عَلَى بَاقِي ٱلْبَشَرِ ٱلطَّائِعِينَ بَرَكَاتٍ لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى.‏ (‏١ بط ٢:‏٩‏)‏ إِذًا،‏ إِنَّ مَا حَدَثَ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ لَهُ أَثَرٌ بَالِغٌ فِي حَيَاتِنَا،‏ سَوَاءٌ كَانَ رَجَاؤُنَا هُوَ ٱلْعَيْشَ فِي ٱلسَّمَاءِ مَعَ يَسُوعَ أَوِ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ.‏ ‏[١]‏

كَيْفَ يَتَلَقَّى ٱلْمَمْسُوحُونَ دَعْوَتَهُمْ؟‏

٥ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ لَا يَتَلَقَّوْنَ دَعْوَتَهُمْ جَمِيعًا بِٱلطَّرِيقَةِ ذَاتِهَا؟‏

٥ لَوْ كُنْتَ أَحَدَ ٱلتَّلَامِيذِ ٱلَّذِينَ ٱسْتَقَرَّتْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ أَلْسِنَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ،‏ لَٱنْطَبَعَتْ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةُ فِي ذَاكِرَتِكَ إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ وَلَمَا رَاوَدَكَ أَدْنَى شَكٍّ فِي أَنَّكَ مُسِحْتَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ لَا سِيَّمَا إِذَا نِلْتَ أَيْضًا مَوْهِبَةَ ٱلتَّكَلُّمِ بِلُغَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ.‏ (‏اع ٢:‏٦-‏١٢‏)‏ لٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلظَّوَاهِرَ ٱلْعَجَائِبِيَّةَ لَا تَحْصُلُ مَعَ جَمِيعِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يُمْسَحُونَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ إِنَّ ٱلْآلَافَ ٱلَّذِينَ مُسِحُوا لَاحِقًا يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ فِي أُورُشَلِيمَ نَالُوا ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ عِنْدَ مَعْمُودِيَّتِهِمْ،‏ وَلَمْ تَظْهَرْ فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ أَلْسِنَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ.‏ (‏اع ٢:‏٣٨‏)‏ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ لَا يَنَالُ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ عِنْدَ مَعْمُودِيَّتِهِمْ.‏ فَٱلسَّامِرِيُّونَ مُسِحُوا بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ بَعْدَ مَعْمُودِيَّتِهِمْ.‏ (‏اع ٨:‏١٤-‏١٧‏)‏ وَفِي حَالَةٍ ٱسْتِثْنَائِيَّةٍ،‏ مُسِحَ كَرْنِيلِيُوسُ وَأَهْلُ بَيْتِهِ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ حَتَّى قَبْلَ أَنْ يَعْتَمِدُوا.‏ —‏ اع ١٠:‏٤٤-‏٤٨‏.‏

٦ مَاذَا يَنَالُ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ،‏ وَمَاذَا يَعْنِي ذٰلِكَ لَهُمْ؟‏

٦ إِذًا،‏ لَا يَتَلَقَّى جَمِيعُ ٱلْمَمْسُوحِينَ دَعْوَتَهُمْ بِٱلطَّرِيقَةِ ذَاتِهَا.‏ فَبَيْنَمَا أَدْرَكَ ٱلْبَعْضُ فَوْرًا أَنَّهُمْ مُسِحُوا،‏ تَيَقَّنَ ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ دَعْوَتَهُمْ تَدْرِيجِيًّا.‏ غَيْرَ أَنَّ كُلَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ يَنَالُونَ مَا وَصَفَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ قَائِلًا:‏ «بَعْدَمَا آمَنْتُمْ،‏ خُتِمْتُمْ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلْمَوْعُودِ بِهِ،‏ ٱلَّذِي هُوَ عُرْبُونُ مِيرَاثِنَا».‏ (‏اف ١:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ فَبِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ يَكْشِفُ لَهُمْ يَهْوَهُ بِكُلِّ وُضُوحٍ أَنَّ مِيرَاثَهُمْ سَمَاوِيٌّ.‏ وَهٰكَذَا يَكُونُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عُرْبُونَ مَا سَيَأْتِي،‏ أَوْ تَأْكِيدًا أَنَّ ٱللهَ ٱخْتَارَهُمْ لِيَذْهَبُوا إِلَى ٱلسَّمَاءِ.‏ —‏ اقرأ ٢ كورنثوس ١:‏٢١،‏ ٢٢؛‏ ٥:‏٥‏.‏

٧ مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ يَفْعَلَ كُلُّ مَسِيحِيٍّ مَمْسُوحٍ كَيْ يَنَالَ مُكَافَأَتَهُ ٱلسَّمَاوِيَّةَ؟‏

٧ وَلٰكِنْ هَلْ يَضْمَنُ هٰذَا ٱلْعُرْبُونُ لِمَنْ يَنَالُهُ أَنَّهُ سَيُحْرِزُ مُكَافَأَتَهُ لَا مَحَالَةَ؟‏ كَلَّا.‏ فَذٰلِكَ ٱلشَّخْصُ يَكُونُ أَكِيدًا أَنَّهُ تَلَقَّى ٱلدَّعْوَةَ.‏ غَيْرَ أَنَّ حُصُولَهُ عَلَى ٱلْمُكَافَأَةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ يَتَوَقَّفُ عَلَى بَقَائِهِ أَمِينًا.‏ يُوضِحُ بُطْرُسُ:‏ «لِذٰلِكَ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ،‏ ٱبْذُلُوا بِٱلْأَكْثَرِ قُصَارَى جُهْدِكُمْ لِتَجْعَلُوا دَعْوَتَكُمْ وَٱخْتِيَارَكُمْ أَكِيدَيْنِ،‏ لِأَنَّكُمْ إِذَا دَاوَمْتُمْ عَلَى فِعْلِ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ،‏ فَلَنْ تَسْقُطُوا أَبَدًا.‏ وَهٰكَذَا يُعْطَى لَكُمْ بِسَخَاءٍ أَنْ تَدْخُلُوا إِلَى مَمْلَكَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَبَدِيَّةِ».‏ (‏٢ بط ١:‏١٠،‏ ١١‏)‏ فَعَلَى كُلِّ مَسِيحِيٍّ مَمْسُوحٍ أَنْ يَسْعَى جَاهِدًا لِيُحَافِظَ عَلَى أَمَانَتِهِ؛‏ وَإِلَّا أَصْبَحَتْ دَعْوَتُهُ بِلَا قِيمَةٍ.‏ —‏ عب ٣:‏١؛‏ رؤ ٢:‏١٠‏.‏

كَيْفَ يَعْرِفُ ٱلْمَرْءُ أَنَّهُ تَلَقَّى ٱلدَّعْوَةَ؟‏

٨،‏ ٩ ‏(‏أ)‏ لِمَ يَصْعُبُ عَلَى غَالِبِيَّةِ ٱلنَّاسِ أَنْ يَسْتَوْعِبُوا مَا يَحْدُثُ عِنْدَمَا يَمْسَحُ ٱللهُ أَحَدًا؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يَعْرِفُ ٱلْمَرْءُ أَنَّ دَعْوَتَهُ سَمَاوِيَّةٌ؟‏

٨ قَدْ يَصْعُبُ عَلَى ٱلْغَالِبِيَّةِ ٱلْعُظْمَى مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ أَنْ يَسْتَوْعِبُوا مَا يَحْدُثُ عِنْدَمَا يَمْسَحُ يَهْوَهُ أَحَدًا.‏ وَلَا عَجَبَ،‏ فَهٰذَا شَيْءٌ لَمْ يَخْتَبِرُوهُ.‏ فَقَصْدُ ٱللهِ أَسَاسًا هُوَ أَنْ يَعِيشَ ٱلْبَشَرُ إِلَى ٱلْأَبَدِ هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ (‏تك ١:‏٢٨؛‏ مز ٣٧:‏٢٩‏)‏ أَمَّا دَعْوَةُ ٱلْبَعْضِ لِيَكُونُوا مُلُوكًا وَكَهَنَةً فِي ٱلسَّمَاءِ فَتَرْتِيبٌ ٱسْتِثْنَائِيٌّ.‏ وَهٰذِهِ ٱلدَّعْوَةُ تُؤَدِّي إِلَى تَغْيِيرٍ جَذْرِيٍّ فِي تَفْكِيرِهِمْ وَرَجَائِهِمْ.‏ —‏ اقرأ افسس ١:‏١٨‏.‏

٩ وَلٰكِنْ كَيْفَ يَعْرِفُ ٱلْمَرْءُ أَنَّ دَعْوَتَهُ سَمَاوِيَّةٌ؟‏ يَتَّضِحُ ٱلْجَوَابُ مِنْ كَلِمَاتِ بُولُسَ إِلَى ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي رُومَا «ٱلْمَدْعُوِّينَ لِيَكُونُوا قِدِّيسِينَ».‏ قَالَ لَهُمْ:‏ «لَمْ تَنَالُوا رُوحَ ٱلْعُبُودِيَّةِ ٱلَّذِي يُعِيدُكُمْ إِلَى ٱلْخَوْفِ،‏ بَلْ نِلْتُمْ رُوحَ ٱلتَّبَنِّي ٱلَّذِي بِهِ نَصْرُخُ:‏ ‏‹أَبَّا،‏ أَيُّهَا ٱلْآبُ!‏›.‏ وَٱلرُّوحُ نَفْسُهُ يَشْهَدُ مَعَ رُوحِنَا بِأَنَّنَا أَوْلَادُ ٱللهِ».‏ ‏(‏رو ١:‏٧؛‏ ٨:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ فَبِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ يَكْشِفُ ٱللهُ لِلشَّخْصِ بِكُلِّ وُضُوحٍ أَنَّهُ مَدْعُوٌّ لِيَكُونَ مِنْ وَرَثَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ —‏ ١ تس ٢:‏١٢‏.‏

١٠ مَاذَا تَعْنِي ١ يُوحَنَّا ٢:‏٢٧ بِٱلْقَوْلِ إِنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ لَا يَحْتَاجُونَ أَنْ يُعَلِّمَهُمْ أَحَدٌ؟‏

١٠ لِذٰلِكَ،‏ فَإِنَّ مَنْ يُوَجِّهُ ٱللهُ إِلَيْهِمْ هٰذِهِ ٱلدَّعْوَةَ ٱلْخُصُوصِيَّةَ لَا يَحْتَاجُونَ إِلَى شَهَادَةٍ إِضَافِيَّةٍ مِنْ أَحَدٍ لِيَتَأَكَّدُوا مِنْ مَسْحِهِمْ.‏ فَيَهْوَهُ لَا يَتْرُكُ مَجَالًا لِلشَّكِّ فِي عُقُولِهِمْ وَقُلُوبِهِمْ.‏ خَاطَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ قَائِلًا:‏ «لَكُمْ مَسْحَةٌ مِنَ ٱلْقُدُّوسِ،‏ وَكُلُّكُمْ لَدَيْكُمُ ٱلْمَعْرِفَةُ».‏ وَأَضَافَ:‏ «أَمَّا أَنْتُمْ فَٱلْمَسْحَةُ ٱلَّتِي نِلْتُمُوهَا مِنْهُ تَبْقَى فِيكُمْ،‏ وَلَا حَاجَةَ لَكُمْ أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ.‏ وَلٰكِنَّ ٱلْمَسْحَةَ مِنْهُ هِيَ حَقٌّ وَلَيْسَتْ كَذِبًا،‏ وَهِيَ تُعَلِّمُكُمْ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ.‏ وَكَمَا عَلَّمَتْكُمُ،‏ ٱبْقَوْا فِي ٱتِّحَادٍ بِهِ».‏ (‏١ يو ٢:‏٢٠،‏ ٢٧‏)‏ فَهٰؤُلَاءِ ٱلْأَفْرَادُ لَيْسُوا فِي غِنًى عَنِ ٱلْإِرْشَادِ ٱلرُّوحِيِّ،‏ إِذْ يَحْتَاجُونَ إِلَى أَنْ يُعَلِّمَهُمْ يَهْوَهُ مَثَلُهُمْ مَثَلُ غَيْرِهِمْ.‏ وَلٰكِنْ لَا يَلْزَمُهُمْ تَأْكِيدٌ مِنْ أَحَدٍ أَنَّهُمْ مُسِحُوا.‏ فَهٰذِهِ ٱلْقَنَاعَةُ تَأْتِيهِمْ مِنْ أَعْظَمِ قُوَّةٍ فِي ٱلْكَوْنِ،‏ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏

يُولَدُونَ «وِلَادَةً جَدِيدَةً»‏

١١،‏ ١٢ أَيُّ تَسَاؤُلَاتٍ قَدْ تُرَاوِدُ ٱلْمَسِيحِيَّ ٱلْمَمْسُوحَ،‏ وَلٰكِنْ أَيُّ حَقِيقَةٍ لَا يَشُكُّ فِيهَا مُطْلَقًا؟‏

١١ يَمُرُّ ٱلْمَسِيحِيُّ بِتَغْيِيرٍ دَاخِلِيٍّ حِينَ يَغْرِسُ فِيهِ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ هٰذِهِ ٱلْقَنَاعَةَ.‏ وَهٰذَا ٱلتَّغْيِيرُ كَبِيرٌ جِدًّا بِحَيْثُ قَالَ يَسُوعُ إِنَّهُ «يُولَدُ ثَانِيَةً»،‏ أَوْ «يُولَدُ مِنْ فَوْقُ» بِحَسَبِ بَعْضِ ٱلتَّرْجَمَاتِ.‏ ‏[٢]‏ (‏يو ٣:‏٣،‏ ٥‏)‏ ثُمَّ أَوْضَحَ لِلَّذِي سَأَلَهُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْوِلَادَةِ،‏ قَائِلًا:‏ «لَا تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ:‏ يَجِبُ أَنْ تُولَدُوا ثَانِيَةً.‏ اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ،‏ وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا،‏ لٰكِنَّكَ لَا تَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلَا إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ.‏ هٰكَذَا كُلُّ مَوْلُودٍ مِنَ ٱلرُّوحِ».‏ (‏يو ٣:‏٧،‏ ٨‏)‏ إِذًا،‏ مِنَ ٱلْمُسْتَحِيلِ شَرْحُ هٰذِهِ ٱلدَّعْوَةِ ٱلشَّخْصِيَّةِ شَرْحًا وَافِيًا لِشَخْصٍ لَمْ يَمُرَّ بِهٰذِهِ ٱلتَّجْرِبَةِ.‏

١٢ قَدْ يَتَسَاءَلُ مَنْ يَنَالُ نَصِيبًا فِي ٱلدَّعْوَةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ:‏ ‹لِمَ خَصَّنِي ٱللهُ بِهٰذَا ٱلِٱمْتِيَازِ؟‏ لِمَ لَمْ يَخْتَرْ غَيْرِي؟‏›.‏ حَتَّى إِنَّهُ قَدْ يُشَكِّكُ فِي أَهْلِيَّتِهِ.‏ لٰكِنَّهُ لَا يَشُكُّ مُطْلَقًا فِي أَنَّ يَهْوَهَ قَدِ ٱخْتَارَهُ.‏ بَلْ يَفِيضُ قَلْبُهُ فَرَحًا وَتَقْدِيرًا لِهٰذِهِ ٱلْهِبَةِ.‏ فَهُوَ يُشَاطِرُ بُطْرُسَ مَشَاعِرَهُ حِينَ قَالَ بِٱلْوَحْيِ:‏ «تَبَارَكَ إِلٰهُ وَأَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ!‏،‏ فَهُوَ بِعَظِيمِ رَحْمَتِهِ وَلَدَنَا وِلَادَةً جَدِيدَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ بِقِيَامَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ،‏ لِمِيرَاثٍ غَيْرِ قَابِلٍ لِلْفَسَادِ،‏ لَا يَتَدَنَّسُ وَلَا يَذْبُلُ،‏ مَحْفُوظٍ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ لَكُمْ».‏ (‏١ بط ١:‏٣،‏ ٤‏)‏ فَعِنْدَمَا يَقْرَأُ ٱلْمَمْسُوحُونَ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ،‏ لَا تُسَاوِرُهُمْ ذَرَّةُ شَكٍّ أَنَّهَا مُوَجَّهَةٌ إِلَيْهِمْ شَخْصِيًّا.‏

١٣ كَيْفَ يَتَغَيَّرُ تَفْكِيرُ ٱلْمَمْسُوحِينَ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٣ لَقَدْ كَانَ بَعْضُ ٱلْمَمْسُوحِينَ يَرْجُونَ ٱلْحَيَاةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ قَبْلَ أَنْ يَنَالُوا شَهَادَةَ رُوحِ ٱللهِ.‏ فَكَانُوا يَتُوقُونَ إِلَى رُؤْيَةِ ٱلْأَرْضِ فِرْدَوْسًا خَالِيًا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.‏ كَمَا تَخَيَّلُوا أَنْفُسَهُمْ يَسْتَقْبِلُونَ أَحِبَّاءَهُمُ ٱلْمُقَامِينَ مِنَ ٱلْمَوْتِ.‏ وَتَطَلَّعُوا إِلَى بِنَاءِ بُيُوتٍ وَٱلسَّكَنِ فِيهَا،‏ وَغَرْسِ أَشْجَارٍ وَٱلْأَكْلِ مِنْ ثَمَرِهَا.‏ (‏اش ٦٥:‏٢١-‏٢٣‏)‏ فَهَلْ تَغَيَّرَ تَفْكِيرُهُمْ لِأَنَّ ٱلرَّجَاءَ ٱلْأَرْضِيَّ مَا عَادَ يُعْجِبُهُمْ؟‏ هَلْ غَيَّرُوا رَأْيَهُمْ إِثْرَ مُعَانَاةٍ مَرِيرَةٍ أَوْ تَحْتَ وَطْأَةِ ٱضْطِرَابٍ عَاطِفِيٍّ؟‏ أَلَعَلَّهُمْ يَئِسُوا مِنَ ٱلْحَيَاةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ فَشَعَرُوا بَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا أَنَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ سَتَكُونُ مُضْجِرَةً وَمُمِلَّةً؟‏ أَوْ هَلِ ٱسْتَهْوَاهُمُ ٱكْتِشَافُ آفَاقٍ جَدِيدَةٍ فِي ٱلسَّمَاءِ؟‏ اَلْجَوَابُ هُوَ كَلَّا.‏ فَهٰذَا ٱلْقَرَارُ يَرْجِعُ إِلَى ٱللهِ.‏ وَرُوحُهُ ٱلْقُدُسُ لَمْ يَدْعُهُمْ فَحَسْبُ،‏ بَلْ غَيَّرَ تَفْكِيرَهُمْ وَرَجَاءَهُمْ أَيْضًا.‏

١٤ كَيْفَ يَنْظُرُ ٱلْمَمْسُوحُونَ إِلَى حَيَاتِهِمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏

١٤ هَلْ نَسْتَنْتِجُ إِذًا أَنَّ ذَوِي ٱلرَّجَاءِ ٱلسَّمَاوِيِّ يُرِيدُونَ أَنْ يَمُوتُوا؟‏ لَقَدْ وَصَفَ بُولُسُ بِٱلْوَحْيِ مَشَاعِرَ ٱلْمَمْسُوحِينَ،‏ فَشَبَّهَ جَسَدَهُمُ ٱلْمَائِتَ بِخَيْمَةٍ،‏ قَائِلًا:‏ «إِنَّنَا،‏ نَحْنُ ٱلَّذِينَ فِي هٰذِهِ ٱلْخَيْمَةِ،‏ نَئِنُّ مُثَقَّلِينَ؛‏ لَا لِأَنَّنَا نُرِيدُ أَنْ نَخْلَعَهَا بَلْ لِأَنَّنَا نُرِيدُ أَنْ نَلْبَسَ ٱلْآخَرَ،‏ لِكَيْ تَبْتَلِعَ ٱلْحَيَاةُ مَا هُوَ مَائِتٌ».‏ (‏٢ كو ٥:‏٤‏)‏ فَهُمْ لَا يَرْغَبُونَ فِي أَنْ تَنْتَهِيَ حَيَاتُهُمْ سَرِيعًا،‏ وَكَأَنَّ ٱلْحَيَاةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ لَمْ تَعُدْ تَعْنِي لَهُمْ شَيْئًا.‏ بَلْ يَسْتَمْتِعُونَ بِهَا وَيَحْرِصُونَ عَلَى ٱسْتِغْلَالِ كُلِّ يَوْمٍ مِنْهَا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ مَعَ أَصْدِقَائِهِمْ وَأَقْرِبَائِهِمْ.‏ إِلَّا أَنَّ رَجَاءَهُمُ ٱلْمَجِيدَ لَا يَغِيبُ لَحْظَةً عَنْ بَالِهِمْ مَهْمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ.‏ —‏ ١ كو ١٥:‏٥٣؛‏ ٢ بط ١:‏٤؛‏ ١ يو ٣:‏٢،‏ ٣؛‏ رؤ ٢٠:‏٦‏.‏

هَلْ دَعَاكَ يَهْوَهُ؟‏

١٥ أَيَّةُ عَوَامِلَ لَا تَعْنِي أَنَّ ٱلشَّخْصَ مُسِحَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟‏

١٥ إِذَا كُنْتَ تَتَسَاءَلُ هَلْ تَلَقَّيْتَ هٰذِهِ ٱلدَّعْوَةَ ٱلرَّائِعَةَ،‏ فَتَأَمَّلْ فِي ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلْمُهِمَّةِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ هَلْ تَشْعُرُ أَنَّ غَيْرَتَكَ فِي ٱلْخِدْمَةِ تَفُوقُ مَا هُوَ عَادِيٌّ؟‏ هَلْ تَدْرُسُ كَلِمَةَ ٱللهِ بِٱجْتِهَادٍ وَيَلَذُّ لَكَ ٱلْغَوْصُ فِي «أَعْمَاقِ ٱللهِ»؟‏ ‏(‏١ كو ٢:‏١٠‏)‏ هَلْ لَمَسْتَ أَنَّ يَهْوَهَ يُبَارِكُ خِدْمَتَكَ بَرَكَةً خُصُوصِيَّةً؟‏ هَلْ تَتَّقِدُ حَمَاسًا لِفِعْلِ مَشِيئَتِهِ؟‏ هَلْ لَدَيْكَ إِحْسَاسٌ قَوِيٌّ بِمَسْؤُولِيَّةِ مُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ رُوحِيًّا؟‏ هَلْ رَأَيْتَ يَدَ يَهْوَهَ تَعْمَلُ بِطَرَائِقَ مُحَدَّدَةٍ فِي حَيَاتِكَ؟‏ إِذَا أَجَبْتَ بِنَعَمْ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ،‏ فَهَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّكَ تَلَقَّيْتَ ٱلدَّعْوَةَ ٱلسَّمَاوِيَّةَ؟‏ كَلَّا.‏ وَلِمَ لَا؟‏ لِأَنَّ هٰذِهِ ٱلْمَشَاعِرَ لَيْسَتْ حُكْرًا عَلَى ٱلْمَمْسُوحِينَ.‏ فَرُوحُ يَهْوَهَ يَعْمَلُ بِٱلْمِقْدَارِ نَفْسِهِ فِي ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ ٱلْعَيْشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ إِذَا كُنْتَ تَتَسَاءَلُ عَنْ دَعْوَتِكَ أَهِيَ سَمَاوِيَّةٌ أَمْ لَا،‏ فَهٰذَا بِحَدِّ ذَاتِهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّكَ لَسْتَ مَدْعُوًّا إِلَى ٱلْحَيَاةِ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ فَٱلَّذِينَ دَعَاهُمْ يَهْوَهُ لَا يُسَاوِرُهُمْ شَكٌّ فِي ذٰلِكَ،‏ بَلْ يَكُونُونَ عَلَى يَقِينٍ تَامٍّ.‏

١٦ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ ٱلَّذِينَ يَنَالُونَ رُوحَ ٱللهِ لَا يَتَلَقَّوْنَ بِٱلضَّرُورَةِ ٱلدَّعْوَةَ ٱلسَّمَاوِيَّةَ؟‏

١٦ تَزْخَرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ بِأَمْثِلَةِ أَشْخَاصٍ أُمَنَاءَ عَمِلَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فِيهِمْ بِطَرِيقَةٍ بَارِزَةٍ،‏ غَيْرَ أَنَّهُمْ لَمْ يَرْجُوا ٱلْعَيْشَ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ وَأَحَدُهُمْ هُوَ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ.‏ فَرَغْمَ أَنَّ يَسُوعَ أَشَادَ بِهِ كَثِيرًا،‏ ذَكَرَ أَنَّهُ لَنْ يَكُونَ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَاءِ.‏ (‏مت ١١:‏١٠،‏ ١١‏)‏ كَمَا عَمِلَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فِي دَاوُدَ أَيْضًا.‏ (‏١ صم ١٦:‏١٣‏)‏ فَقَدْ فَهِمَ حَقَائِقَ رُوحِيَّةً عَمِيقَةً وَكَتَبَ بِٱلْوَحْيِ أَجْزَاءً مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ (‏مر ١٢:‏٣٦‏)‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ قَالَ بُطْرُسُ فِي يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ إِنَّ دَاوُدَ «لَمْ يَصْعَدْ إِلَى ٱلسَّمٰوَاتِ».‏ (‏اع ٢:‏٣٤‏)‏ فَرَغْمَ أَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ قَوَّى أَشْخَاصًا كَهٰؤُلَاءِ لِيُنْجِزُوا أَعْمَالًا عَظِيمَةً،‏ لَمْ يَخْتَرْهُمْ يَهْوَهُ لِيَحْيَوْا فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ فَهَلْ كَانُوا مُقَصِّرِينَ أَوْ غَيْرَ مُسْتَحِقِّينَ لِهٰذَا ٱلِٱمْتِيَازِ؟‏ كَلَّا،‏ فَكُلُّ مَا فِي ٱلْأَمْرِ هُوَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُقِيمُهُمْ إِلَى ٱلْحَيَاةِ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ.‏ —‏ يو ٥:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ اع ٢٤:‏١٥‏.‏

١٧،‏ ١٨ ‏(‏أ)‏ مَاذَا تَرْجُو ٱلْغَالِبِيَّةُ ٱلْعُظْمَى مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

١٧ إِنَّ ٱلْغَالِبِيَّةَ ٱلْعُظْمَى مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ لَنْ يَذْهَبُوا إِلَى ٱلسَّمَاءِ.‏ بَلْ يَرْجُونَ أَنْ يَحْيَوْا عَلَى ٱلْأَرْضِ تَحْتَ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ عَلَى غِرَارِ إِبْرَاهِيمَ وَدَاوُدَ وَيُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ قَدِيمًا.‏ (‏عب ١١:‏١٠‏)‏ وَخِلَالَ وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ هٰذَا،‏ لَا يُوجَدُ عَلَى ٱلْأَرْضِ سِوَى بَقِيَّةٍ صَغِيرَةٍ مِمَّنِ ٱخْتَارَهُمُ ٱللهُ لِيَحْيَوْا فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ (‏رؤ ١٢:‏١٧‏)‏ وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّ أَغْلَبِيَّةَ ٱلْـ‍ ١٤٤٬٠٠٠ قَدْ أَنْهَوْا حَيَاتَهُمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِأَمَانَةٍ.‏

١٨ وَلٰكِنْ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَنْظُرَ ٱلَّذِينَ رَجَاؤُهُمْ أَرْضِيٌّ إِلَى مَنْ يَدَّعِي أَنَّ رَجَاءَهُ سَمَاوِيٌّ؟‏ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ رَدُّ فِعْلِكَ إِذَا بَدَأَ شَخْصٌ فِي جَمَاعَتِكَ بِٱلتَّنَاوُلِ مِنَ ٱلرَّمْزَيْنِ فِي ذِكْرَى مَوْتِ يَسُوعَ؟‏ وَهَلْ يَجِبُ أَنْ تَشْغَلَ بَالَكَ أَيَّةُ زِيَادَةٍ فِي عَدَدِ ٱلَّذِينَ يَدَّعُونَ أَنَّ دَعْوَتَهُمْ سَمَاوِيَّةٌ؟‏ سَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةَ.‏

^ ‏[١] ‏(‏اَلْفِقْرَةُ ٤)‏ مِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنَّ عِيدَ ٱلْخَمْسِينَ وَقَعَ فِي نَفْسِ ٱلْيَوْمِ مِنَ ٱلسَّنَةِ ٱلَّذِي أُعْطِيَتْ فِيهِ ٱلشَّرِيعَةُ لِمُوسَى فِي سِينَاءَ.‏ (‏خر ١٩:‏١‏)‏ وَإِذَا صَحَّ ذٰلِكَ،‏ يَكُونُ يَسُوعُ قَدْ أَدْخَلَ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ فِي ذَاتِ ٱلْيَوْمِ مِنَ ٱلسَّنَةِ ٱلَّذِي دَخَلَتْ فِيهِ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ فِي عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ بِوَاسِطَةِ مُوسَى.‏

^ ‏[٢] ‏(‏اَلْفِقْرَةُ ١١)‏ يَرِدُ شَرْحٌ إِضَافِيٌّ لِمَعْنَى ٱلْوِلَادَةِ ٱلثَّانِيَةِ فِي بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ،‏ عَدَدِ ١ نَيْسَانَ (‏إِبْرِيل)‏ ٢٠٠٩،‏ ٱلصَّفَحَاتِ ٣-‏١١‏.‏