مقالة الدرس ١٧
التَّرنيمَة ٩٩ رِبواتٌ مِنَ الإخوان
لسنا وحدنا أبدًا
«لا تَخَفْ لِأنِّي . . . أُساعِدُك». — إش ٤١:١٠.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
أربَعُ طُرُقٍ نَرى مِن خِلالِها اهتِمامَ يَهْوَه بنا.
١-٢ (أ) لِماذا نَقولُ إنَّنا لَسنا وَحْدَنا أبَدًا حينَ نُواجِهُ الصُّعوبات؟ (ب) ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟
عِندَما نَمُرُّ بِصُعوبات، قد نَشعُرُ أنَّنا وَحْدَنا تَمامًا في مَركَبٍ صَغيرٍ وَسَطَ بَحرٍ هائِج. لكنَّنا في الحَقيقَةِ لا نُواجِهُ هذِهِ الصُّعوباتِ وَحْدَنا. فأبونا السَّماوِيُّ المُحِبُّ يَرى مُعاناتَنا، ويَعِدُنا بِأن يُساعِدَنا لِنَتَخَطَّاها. فهو يُطَمِّنُ بِرِقَّةٍ خُدَّامَهُ الأوْلِياء: «لا تَخَفْ لِأنِّي . . . أُساعِدُك». — إش ٤١:١٠.
٢ ستُناقِشُ هذِهِ المَقالَةُ كَيفَ يُساعِدُنا يَهْوَه بِأربَعِ طُرُق: (١) يُرشِدُنا، (٢) يُؤَمِّنُ حاجاتِنا، (٣) يَحْمينا، و (٤) يُشَجِّعُنا. فيَهْوَه يُطَمِّنُنا أنَّنا مَهْما واجَهْنا مِن مَشاكِلَ في الحَياة، فهو لن يَنْسانا أبَدًا، لن يَترُكَنا على الإطلاق. إذًا، لَسنا وَحْدَنا أبَدًا.
يَهْوَه يُرشِدُنا
٣-٤ كَيفَ يُرشِدُنا يَهْوَه؟ (مزمور ٤٨:١٤)
٣ إقرإ المزمور ٤٨:١٤. لا يَتَوَقَّعُ يَهْوَه مِنَّا أن نُرشِدَ أنفُسَنا. فكَيفَ يَقودُ خُدَّامَهُ الأوْلِياءَ في أيَّامِنا؟ إحْدى الطُّرُقِ هي مِن خِلالِ صَفَحاتِ الكِتابِ المُقَدَّس. (مز ١١٩:١٠٥) فمِن خِلالِ كَلِمَتِهِ الَّتي أوْحى بها، يُساعِدُنا أن نَأخُذَ قَراراتٍ ونُنَمِّيَ صِفاتٍ تَجعَلُنا سُعَداءَ أكثَرَ الآنَ وتَقودُنا إلى الحَياةِ الأبَدِيَّة في المُستَقبَل. a مَثَلًا، يُعَلِّمُنا يَهْوَه أن لا نَحقِدَ على الآخَرين، أن نَكونَ صادِقينَ في كُلِّ ما نَفعَلُه، وأن نُحِبَّ غَيرَنا مَحَبَّةً قَوِيَّة مِنَ القَلب. (مز ٣٧:٨؛ عب ١٣:١٨؛ ١ بط ١:٢٢) وعِندَما نُظهِرُ صِفاتٍ كهذِه، نَصيرُ أفضَلَ كأصدِقاءَ ووالِدينَ وأزواجٍ وزَوجات.
٤ إضافَةً إلى ذلِك، ضَمَّنَ يَهْوَه في كَلِمَتِهِ قِصَصَ أشخاصٍ حَقيقِيِّينَ مَرُّوا بِصُعوباتٍ مِثلَنا وكانَ لَدَيهِم مَشاعِرُ كمَشاعِرِنا. (١ كو ١٠:١٣؛ يع ٥:١٧) وحينَ نَقرَأُ قِصَصَ حَياتِهِم ونُطَبِّقُ الدُّروسَ الَّتي نَتَعَلَّمُها مِنهُم، نَستَفيدُ بِطَريقَتَيْنِ على الأقَلّ. أوَّلًا، نُدرِكُ أنَّنا لَسنا وَحْدَنا، فآخَرونَ واجَهوا أوْضاعًا مُشابِهَة واستَطاعوا أن يَتَخَطَّوْها. (١ بط ٥:٩) وثانِيًا، نَتَعَلَّمُ كَيفَ نَتَعامَلُ معَ الصُّعوباتِ الَّتي نَمُرُّ بها. — رو ١٥:٤.
٥ مَن يَستَخدِمُهُم يَهْوَه لِيُرشِدَنا في طَريقِ الحَياة؟
٥ هَيَّأَ يَهْوَه أيضًا إخوَتَنا في الإيمانِ كَي يُرشِدونا. b مَثَلًا، يَزورُ نُظَّارُ الدَّوائِرِ الجَماعاتِ بِانتِظامٍ لِيُشَجِّعونا. وخِطاباتُهُم تُقَوِّي إيمانَنا وتُساعِدُنا أن نُحافِظَ على وَحدَتِنا الثَّمينَة. (أع ١٥:٤٠–١٦:٥) كما أنَّ شُيوخَ الجَماعاتِ يَهتَمُّونَ اهتِمامًا صادِقًا بِخَيرِ كُلِّ ناشِر. (١ بط ٥:٢، ٣) أيضًا، يُرشِدُ الوالِدونَ أوْلادَهُم روحِيًّا، فهُم يُساعِدونَهُم كَي يَصيرَ لَدَيهِم عاداتٌ شَخصِيَّة جَيِّدَة، ويُنَمُّوا قُدرَتَهُم على التَّفكيرِ بِطَريقَةٍ سَليمَة. (أم ٢٢:٦) وتُساعِدُ المَسِيحِيَّاتُ النَّاضِجاتُ الأخَواتِ الأصغَرَ سِنًّا بِمِثالِهِنَّ الجَيِّد، نَصائِحِهِنَّ العَمَلِيَّة، وتَشجيعِهِنَّ المَليءِ بِالمَحَبَّة. — تي ٢:٣-٥.
٦ ماذا يَجِبُ أن نَفعَلَ لِنَستَفيدَ مِن إرشادِ يَهْوَه؟
٦ تَمَّمَ يَهْوَه دَورَهُ حينَ أعْطانا الإرشادَ الَّذي نَحتاجُ إلَيه. ولكنْ كَيفَ نُظهِرُ أنَّنا نُقَدِّرُ ما فَعَلَهُ مِن أجْلِنا؟ تَقولُ الأمْثَال ٣:٥، ٦: «إتَّكِلْ على يَهْوَه بِكُلِّ قَلبِك، ولا تَعتَمِدْ على فَهمِك». وعِندَما تَفعَلُ ذلِك، «سيَجعَلُ طُرُقَكَ مُستَقيمَة»، أي سيُساعِدُكَ أن تَتَجَنَّبَ مَشاكِلَ كَثيرَة وتَعيشَ حَياةً سَعيدَة أكثَر. فكم نَحنُ شاكِرونَ لِيَهْوَه الَّذي يُعْطينا نَصائِحَ شَخصِيَّة كُلُّها مَحَبَّة! — مز ٣٢:٨.
يَهْوَه يُؤَمِّنُ حاجاتِنا
٧ كَيفَ يُؤَمِّنُ يَهْوَه حاجاتِنا؟ (فيلبي ٤:١٩)
٧ إقرأ فيلبي ٤:١٩. بِالإضافَةِ إلى الإرشادِ الرُّوحِيّ، يُبارِكُ يَهْوَه جُهودَنا لِنَحصُلَ على حاجاتِنا، مِثلِ الطَّعامِ والثِّيابِ والمَسكَن. (مت ٦:٣٣؛ ٢ تس ٣:١٢) صَحيحٌ أنَّهُ مِنَ الطَّبيعِيِّ أن نُفَكِّرَ كَيفَ نُؤَمِّنُ حاجاتِنا الجَسَدِيَّة، لكنَّ يَهْوَه يُشَجِّعُنا أن لا نَقلَقَ زِيادَةً عنِ اللُّزومِ بِهذا الخُصوص. (أُنظر الملاحظة الدراسية على متى ٦:٢٥ [بالإنكليزية].) لِماذا؟ لِأنَّ أبانا لن يَتَخَلَّى أبَدًا عن خُدَّامِهِ الأُمَناءِ وَقتَ الحاجَة. (مت ٦:٨؛ عب ١٣:٥) ونَحنُ نَثِقُ بِوَعْدِهِ أن يُؤَمِّنَ لنا حاجاتِنا لِأنَّهُ دائِمًا يَعِدُ ويَفي، لا يَتَراجَعُ أبَدًا عن كَلامِه.
٨ ماذا فَعَلَ يَهْوَه مِن أجْلِ دَاوُد؟
٨ لاحِظْ كَيفَ ساعَدَ يَهْوَه دَاوُد. فخِلالَ السِّنينَ الصَّعبَة حينَ كانَ هارِبًا، أمَّنَ يَهْوَه لهُ ولِرِجالِهِ ما احتاجوا إلَيهِ لِيَبْقَوْا أحياء. كَتَبَ دَاوُد وهو يُفَكِّرُ كَيفَ اهتَمَّ يَهْوَه بهِ على مَرِّ السِّنين: «كُنتُ شابًّا وكَبِرتُ في العُمر، ولم أرَ شَخصًا صالِحًا تَخَلَّى عنهُ اللّٰه، ولا أوْلادَهُ يَتَوَسَّلونَ مِن أجْلِ الخُبز». (مز ٣٧:٢٥) أنتَ أيضًا، لا شَكَّ أنَّكَ رَأيتَ خِلالَ حَياتِكَ كَيفَ أمَّنَ يَهْوَه بِكُلِّ مَحَبَّةٍ حاجاتِ خُدَّامِهِ الأوْلِياء.
٩ كَيفَ يُؤَمِّنُ يَهْوَه حاجاتِ شَعبِهِ اليَومَ حينَ تَحدُثُ كارِثَة؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّوَر.)
٩ إضافَةً إلى ذلِك، يُؤَمِّنُ يَهْوَه حاجاتِ شَعبِهِ وَقتَ الكَوارِث. مَثَلًا، حينَ حَصَلَت مَجاعَةٌ في القَرنِ الأوَّل، أرسَلَ المَسِيحِيُّونَ مِن عِدَّةِ مَناطِقَ مُساعَداتٍ لِإخوَتِهِم وأخَواتِهِمِ المُحتاجين. (أع ١١:٢٧-٣٠؛ رو ١٥:٢٥، ٢٦) وفي أيَّامِنا أيضًا، يُظهِرُ شَعبُ اللّٰهِ روحَ الكَرَمِ نَفْسَها. فحينَ تَضرِبُ كارِثَةٌ مِنطَقَةً ما، يَدفَعُ يَهْوَه شَعبَهُ بِكُلِّ مَحَبَّةٍ أن يُؤَمِّنوا لِلمُتَضَرِّرينَ حاجاتِهِمِ الأساسِيَّة، مِثلَ الطَّعامِ والماءِ والثِّيابِ والأدوِيَة. كما أنَّ فِرَقَ البِناءِ تُصلِحُ البُيوتَ وقاعاتِ المَلَكوتِ المُتَضَرِّرَة. ويُسارِعُ خُدَّامُ يَهْوَه لِيُقَدِّموا الدَّعمَ المَعْنَوِيَّ والرُّوحِيَّ لِلَّذينَ خَسِروا أحِبَّاءَهُم أو مُمتَلَكاتِهِم. c
١٠-١١ ماذا تَتَعَلَّمُ مِنِ اختِبارِ بُورِيس؟
١٠ يُؤَمِّنُ يَهْوَه أيضًا بِكَرَمٍ حاجاتِ الَّذينَ لَيسوا بَعد مِن خُدَّامِه. ونَحنُ نَتَمَثَّلُ بِهِ ونُفَتِّشُ عن فُرَصٍ لِنُظهِرَ اللُّطفَ للَّذينَ إيمانُهُم مُختَلِفٌ عن إيمانِنا. (غل ٦:١٠) وهذا يُؤَدِّي غالِبًا إلى شَهادَةٍ جَيِّدَة. لاحِظِ اختِبارَ مُديرِ مَدرَسَةٍ في أُوكْرَانِيَا اسْمُهُ بُورِيس. فمع أنَّهُ لَيسَ شاهِدًا لِيَهْوَه، كانَ دائِمًا يُعامِلُ التَّلاميذَ الشُّهودَ بِلُطفٍ ويَحتَرِمُ مُعتَقَداتِهِم. وعِندَما قَرَّرَ أن يَهرُبَ بِسَبَبِ الحَربِ إلى مِنطَقَةٍ أكثَرَ أمانًا في البَلَد، قَدَّمَ لهُ إخوَتُنا المُساعَدَةَ اللَّازِمَة. وبَعدَ فَترَة، حَضَرَ ذِكْرى مَوتِ المَسِيح. يَقولُ وهو يَتَذَكَّرُ ما حَصَلَ معه: «كانَ الشُّهودُ لُطَفاءَ جِدًّا معي واهتَمُّوا بِحاجاتي. أشكُرُهُم مِن كُلِّ قَلبي».
١١ نَحنُ أيضًا نَتَمَثَّلُ بِأبينا السَّماوِيِّ الرَّحيمِ حينَ نُظهِرُ المَحَبَّةَ لِلَّذينَ بِحاجَة، سَواءٌ كانوا شُهودًا لِيَهْوَه أم لا. (لو ٦:٣١، ٣٦) ونَأمُلُ أنَّ جُهودَنا لِنُحِبَّ النَّاسَ ستَدفَعُهُم أن يَتَعَلَّموا الحَقَّ ويَصيروا تَلاميذَ لِلمَسِيح. (١ بط ٢:١٢) ولكنْ مَهْما كانَتِ النَّتيجَة، فسَنَشعُرُ بِالسَّعادَةِ الكَبيرَة الَّتي تَأتي مِنَ العَطاء. — أع ٢٠:٣٥.
يَهْوَه يَحْمينا
١٢ أيُّ حِمايَةٍ يَعِدُ يَهْوَه أن يُؤَمِّنَها لِخُدَّامِهِ كمَجموعَة؟ (مزمور ٩١:١، ٢، ١٤)
١٢ إقرإ المزمور ٩١:١، ٢، ١٤. يَعِدُنا يَهْوَه اليَومَ أن يُؤَمِّنَ لنا الحِمايَةَ الرُّوحِيَّة. فهو لن يَسمَحَ أبَدًا لِلشَّيْطَان أن يُلَوِّثَ العِبادَةَ النَّقِيَّة. (يو ١٧:١٥) وعِندَما يَبدَأُ «الضِّيقُ العَظيم»، سنَكونُ واثِقينَ تَمامًا بِأنَّ يَهْوَه سيُتَمِّمُ وَعْدَهُ ويَحْمي شَعبَهُ لَيسَ فَقَط روحِيًّا بل جَسَدِيًّا أيضًا. — رؤ ٧:٩، ١٤.
١٣ بِأيِّ طَريقَتَيْنِ يَحْمينا يَهْوَه كأفراد؟
١٣ وأيُّ حِمايَةٍ يُؤَمِّنُها لنا يَهْوَه كأفراد؟ مِن خِلالِ الكِتابِ المُقَدَّس، يُساعِدُنا يَهْوَه أن نُمَيِّزَ الصَّوابَ مِنَ الخَطَإ. (عب ٥:١٤) وعِندَما نَعيشُ حَسَبَ مَبادِئِ كَلِمَتِه، نُوَفِّرُ على أنفُسِنا الأذى الرُّوحِيَّ والجَسَدِيَّ على السَّواء. (مز ٩١:٤) إضافَةً إلى ذلِك، يُؤَمِّنُ يَهْوَه الحِمايَةَ لنا بِواسِطَةِ الجَماعَة. (إش ٣٢:١، ٢) فحينَ نُحيطُ أنفُسَنا بِالَّذينَ يُحِبُّونَهُ ويَعيشونَ حَسَبَ مَبادِئِه، نَنالُ التَّشجيعَ والقُوَّةَ لِنُقاوِمَ التَّأثيراتِ المُؤْذِيَة. — أم ١٣:٢٠.
١٤ (أ) لِماذا لا يُجَنِّبُنا يَهْوَه كُلَّ الصُّعوبات؟ (ب) كَيفَ يُطَمِّنُنا المَزْمُور ٩:١٠؟ (أُنظُرْ أيضًا الحاشِيَة.)
١٤ في الماضي، كانَ يَهْوَه يَحْمي عُبَّادَهُ أحيانًا مِنَ الأذى الجَسَدِيّ. لكنَّهُ لم يَفعَلْ ذلِك في كُلِّ الحالات. والكِتابُ المُقَدَّسُ يُخبِرُنا أنَّ الحَوادِثَ قد تُصيبُ الجَميعَ «في أوْقاتٍ غَيرِ مُتَوَقَّعَة». (جا ٩:١١) أيضًا، سَمَحَ يَهْوَه على مَرِّ التَّاريخِ أن يُواجِهَ خُدَّامُهُ الاضطِهادَ أو حتَّى المَوتَ لِيُبَرهِنَ أنَّ الشَّيْطَان كَذَّاب. (أي ٢:٤-٦؛ مت ٢٣:٣٤) وهذا لا يَزالُ يَحدُثُ في أيَّامِنا. ومع أنَّ يَهْوَه قد لا يُجَنِّبُنا الصُّعوبات، نَحنُ أكيدونَ أنَّهُ لن يَتَخَلَّى أبَدًا عنِ الَّذينَ يُحِبُّونَه. d — مز ٩:١٠.
يَهْوَه يُشَجِّعُنا
١٥ كَيفَ تُشَجِّعُنا الصَّلاة، كَلِمَةُ اللّٰه، وإخوَتُنا المَسِيحِيُّون؟ (٢ كورنثوس ١:٣، ٤)
١٥ إقرأ ٢ كورنثوس ١:٣، ٤. أحيانًا، نَمُرُّ بِضيقَةٍ أو بِفَتَراتٍ مِنَ الحُزنِ أوِ القَلَق. ورُبَّما تُعاني الآنَ مِن بَعضِ الصُّعوباتِ الَّتي تَجعَلُكَ تَشعُرُ بِالوَحدَة. لِذلِك تَتَساءَل: ‹هل هُناك أحَدٌ يَفهَمُ مَشاعِري؟›. في الحَقيقَة، يَهْوَه يَفهَمُ مَشاعِرَكَ ويُحِسُّ بِوَجَعِك. وأكثَرُ مِن ذلِك، يَهْوَه «يُعَزِّينا في كُلِّ ضيقَتِنا». كَيفَ؟ إذا تَوَسَّلنا إلَيهِ في الصَّلاة، يُعْطينا «سَلامَ اللّٰهِ الَّذي يَفوقُ فَهمَ أيِّ إنسان». (في ٤:) كما أنَّنا نَجِدُ التَّعزِيَةَ والتَّشجيعَ حينَ نَقرَأُ كَلِماتِ يَهْوَه لنا في الكِتابِ المُقَدَّس. فمَعْنَوِيَّاتُنا تَرتَفِعُ عِندَما نَتَأمَّلُ في التَّعابيرِ عنِ المَحَبَّةِ والحِكمَةِ والأمَلِ المَوْجودَة في هذا الكَنزِ الثَّمينِ الَّذي أهْداهُ لنا اللّٰه. أيضًا، تُقَدِّمُ لنا الاجتِماعاتُ المَسِيحِيَّة الدَّعمَ الَّذي نَحتاجُ إلَيهِ مِن خِلالِ الجَوِّ الدَّافِئِ وَسَطَ عائِلَتِنا الرُّوحِيَّة والتَّشجيعِ المُؤَسَّسِ على الكِتابِ المُقَدَّس. ٦، ٧
١٦ ماذا تَتَعَلَّمُ مِنِ اختِبارِ نَاثَان وبْرِيسِيلَّا؟
١٦ إلَيكَ اختِبارًا يوضِحُ كَيفَ يُواسينا يَهْوَه ويُشَجِّعُنا مِن خِلالِ كَلِمَتِه. فمُنذُ سَنَوات، قَرَّرَ زَوجانِ مِنَ الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَة اسْمُهُما نَاثَان وبْرِيسِيلَّا أن يَنتَقِلا إلى مِنطَقَةٍ فيها حاجَةٌ أكبَرُ إلى ناشِرينَ لِلمَلَكوت. يَقولُ نَاثَان: «كُنَّا واثِقَيْنِ أنَّ يَهْوَه سيُبارِكُ جُهودَنا». ولكنْ بَعدَما وَصَلَ نَاثَان وبْرِيسِيلَّا إلى تَعيينِهِما الجَديد، واجَها مَشاكِلَ صِحِّيَّة ومادِّيَّة لم يَتَوَقَّعاها. وفي النِّهايَة، اضطُرَّا أن يَرجِعا إلى بَلَدِهِما. وهُناك، ظَلَّا يُواجِهانِ مَشاكِلَ مادِّيَّة. يَتَذَكَّرُ نَاثَان: «كُنتُ أتَساءَلُ لِماذا لم يُبارِكْنا اللّٰهُ بِالطَّريقَةِ الَّتي تَوَقَّعناها. حتَّى إنَّني بَدَأتُ أُفَكِّرُ هل فَعَلتُ خَطَأً ما». ولكنْ معَ الوَقت، أدرَكَ نَاثَان وبْرِيسِيلَّا أنَّ اللّٰهَ لم يَتَخَلَّ عنهُما في ضيقَتِهِما. يُخبِرُ نَاثَان: «في تِلكَ الأوْقاتِ الصَّعبَة، صارَ الكِتابُ المُقَدَّسُ مِثلَ صَديقٍ حَكيمٍ يُعْطينا التَّشجيعَ والإرشاد. وحينَ رَكَّزنا على الطُّرُقِ الَّتي ساعَدَنا بها يَهْوَه أن نَتَحَمَّلَ هذا الظَّرفَ الصَّعبَ بَدَلَ أن نُرَكِّزَ على المُشكِلَةِ بِحَدِّ ذاتِها، صِرنا جاهِزَيْنِ لِنُواجِهَ بِإيمانٍ التَّحَدِّياتِ الَّتي تَنتَظِرُنا في المُستَقبَل».
١٧ كَيفَ حَصَلَت هِيلْغَا على الدَّعمِ والتَّشجيع؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٧ يَمنَحُنا إخوَتُنا وأخَواتُنا أيضًا الدَّعمَ والتَّشجيع. كَيف؟ إلَيكَ اختِبارَ أُختٍ اسْمُها هِيلْغَا تَعيشُ في هَنْغَارِيَا. فطَوالَ عَشَراتِ السِّنين، عانَت هِيلْغَا مِن مَشاكِلَ عَديدَة جَعَلَتها تَشعُرُ بِاليَأْسِ وعَدَمِ القيمَة. لكنَّها حينَ تَتَذَكَّرُ الماضي، تَرى كَيفَ شَجَّعَها يَهْوَه مِن خِلالِ الجَماعَة. تَكتُب: «لَطالَما ساعَدَني يَهْوَه حينَ كانَ يَرى قُوَّتي تَضعُفُ بِسَبَبِ عَمَلي المُتعِب، الاهتِمامِ بِابْني الَّذي كانَ مَريضًا، وغَيرِها مِنَ المَسؤولِيَّات. فخِلالَ الثَّلاثينَ سَنَةً الماضِيَة، لم يَمُرَّ يَومٌ لم يوفِ فيهِ يَهْوَه بِوَعْدِهِ أن يَدعَمَني. فهو يُقَوِّيني في كَثيرٍ مِنَ الأوْقاتِ مِن خِلالِ تَعابيرِ الآخَرينَ اللَّطيفَة والمَليئَة بِالتَّعاطُفِ والتَّقدير. ففي أغلَبِ الأحيان، أتَلَقَّى رِسالَةً أو بِطاقَةً أو أسمَعُ كَلِمَةَ مَدحٍ حينَ أكونُ في أمَسِّ الحاجَةِ إلَيها».
١٨ كَيفَ نُشَجِّعُ الآخَرين؟
١٨ لَدَينا الامتِيازُ أن نَتَمَثَّلَ بِإلهِنا ونُشَجِّعَ الآخَرين. فكَيفَ نَفعَلُ ذلِك؟ حينَ نَستَمِعُ إلَيهِم بِصَبر، نُواسيهِم بِكَلامِنا، ونُساعِدُهُم بِطُرُقٍ عَمَلِيَّة. (أم ٣:٢٧) فنَحنُ نَعمَلُ جُهدَنا لِنُشَجِّعَ كُلَّ الَّذينَ يَمُرُّونَ بِصُعوبات، بِمَن فيهِمِ الَّذينَ لَيسوا بَعد خُدَّامًا لِلّٰه. فعِندَما يَخسَرُ جيرانُنا شَخصًا يُحِبُّونَه، يَمُرُّونَ بِمَشاكِلَ صِحِّيَّة، أو يُعانونَ مِنَ الهُموم، نَزورُهُم ونَستَمِعُ إلَيهِم ونُخبِرُهُم أفكارًا مُشَجِّعَة ومُعَزِّيَة مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس. وحينَ نَتَمَثَّلُ بِيَهْوَه، «إلهِ كُلِّ تَعزِيَة»، لا نُساعِدُ فَقَط إخوَتَنا في الإيمانِ أن يَتَحَمَّلوا الصُّعوبات، بل نُلَيِّنُ أيضًا قُلوبَ غَيرِ المُؤْمِنينَ ونَجذِبُهُم إلى العِبادَةِ النَّقِيَّة. — مت ٥:١٦.
يَهْوَه دائِمًا معنا
١٩ ماذا يَفعَلُ يَهْوَه مِن أجْلِنا، وكَيفَ نَتَمَثَّلُ به؟
١٩ يَهْوَه يَهتَمُّ إلى حَدٍّ بَعيدٍ بِكُلِّ الَّذينَ يُحِبُّونَه. فهو لا يَتَخَلَّى عنَّا في ضيقاتِنا. ومِثلَما يَعتَني الأبُ والأُمُّ بِأوْلادِهِما بِكُلِّ مَحَبَّة، يَعتَني يَهْوَه بِعُبَّادِهِ الأُمَناء. فهو يُرشِدُنا، يُؤَمِّنُ حاجاتِنا، يَحْمينا، ويُشَجِّعُنا. ونَحنُ نَتَمَثَّلُ بِأبينا السَّماوِيِّ المُحِبِّ حينَ نَدعَمُ الآخَرينَ ونُشَجِّعُهُم عِندَما يَمُرُّونَ بِصُعوبات. وحتَّى لَو تَعَرَّضنا نَحنُ لِضيقاتٍ أو أحزان، نَثِقُ تَمامًا أنَّ يَهْوَه معنا. فهو أساسًا وَعَدَنا: «لا تَخَفْ لِأنِّي معك». (إش ٤١:١٠) ما أروَعَ هذِهِ الثِّقَةَ الَّتي لَدَينا! فِعلًا، لَسنا وَحْدَنا أبَدًا.
التَّرنيمَة ١٠٠ لِنَكُنْ مِضيافين
a أُنظُرِ المَقالَة «إتَّخِذْ قَراراتٍ تُكرِمُ اللّٰه» في عَدَد ١٥ نَيْسَان (أبْرِيل) ٢٠١١ مِن بُرجِ المُراقَبَة.
b أُنظُرِ الفَقَرات ١١-١٤ في المَقالَة «إتبَعْ إرشادَ يَهْوَه دائِمًا» في عَدَد شُبَاط (فِبْرَايِر) ٢٠٢٤ مِن بُرجِ المُراقَبَة.
c تَجِدُ أمثِلَةً حَديثَة على مَوْقِعِنا jw.org إذا كَتَبتَ «أعمالَ الإغاثَة» في خانَةِ البَحث.
d أُنظُرْ «أسئِلَةٌ مِنَ القُرَّاء» في عَدَد شُبَاط (فِبْرَايِر) ٢٠١٧ مِن بُرجِ المُراقَبَة.
e وصف الصور: إخوة وأخوات في ملاوي ينالون الدعم المادي والروحي بعدما تعرَّضوا لكارثة طبيعية.