مقالة الدرس ٢
هل تقوِّي اخوتك؟
«هُمْ رُفَقَائِي فِي ٱلْعَمَلِ لِأَجْلِ مَلَكُوتِ ٱللهِ، وَقَدْ صَارُوا لِي عَوْنًا مُقَوِّيًا». — كو ٤:١١.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٩٠ تَبَادَلُوا ٱلتَّشْجِيعَ
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *
١ أَيَّةُ مَشَاكِلَ يُوَاجِهُهَا كَثِيرُونَ مِنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ؟
حَوْلَ ٱلْعَالَمِ، يُعَانِي كَثِيرُونَ مِنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ ظُرُوفًا قَاسِيَةً وَمُؤْلِمَةً. وَرُبَّمَا هٰذَا مَا تَرَاهُ فِي جَمَاعَتِكَ. فَٱلْبَعْضُ يُعَانُونَ مِنْ مَرَضٍ خَطِيرٍ، أَوْ يَتَأَلَّمُونَ لِمَوْتِ شَخْصٍ يُحِبُّونَهُ. وَآخَرُونَ يَحُزُّ ٱلْأَلَمُ فِي قَلْبِهِمْ لِأَنَّ أَحَدَ أَفْرَادِ عَائِلَتِهِمْ أَوْ أَصْدِقَائِهِمْ تَرَكَ ٱلْحَقَّ. وَهُنَاكَ مَنْ تَضَرَّرَ نَتِيجَةَ كَارِثَةٍ طَبِيعِيَّةٍ. كُلُّ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلدَّعْمِ وَٱلتَّشْجِيعِ. فَكَيْفَ نُقَوِّيهِمْ؟
٢ لِمَ ٱحْتَاجَ بُولُسُ إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ؟
٢ تَعَرَّضَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ لِلْخَطَرِ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً. (٢ كو ١١:٢٣-٢٨) وَعَانَى مِنْ «شَوْكَةٍ فِي ٱلْجَسَدِ»، رُبَّمَا كَانَتْ مُشْكِلَةً صِحِّيَّةً. (٢ كو ١٢:٧) كَمَا أَنَّهُ حَزِنَ حِينَ تَخَلَّى عَنْهُ رَفِيقُهُ دِيمَاسُ «لِأَنَّهُ أَحَبَّ نِظَامَ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرَ». (٢ تي ٤:١٠) فَمَعْ أَنَّ بُولُسَ كَانَ مُعَيَّنًا بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَأَخًا شُجَاعًا يُسَاعِدُ غَيْرَهُ دَائِمًا، فَهُوَ شَعَرَ أَحْيَانًا بِٱلْحُزْنِ ٱلشَّدِيدِ وَٱحْتَاجَ إِلَى ٱلدَّعْمِ وَٱلتَّشْجِيعِ. — رو ٩:١، ٢.
٣ كَيْفَ قَوَّى يَهْوَهُ بُولُسَ؟
٣ وَكَيْفَ نَالَ بُولُسُ ٱلدَّعْمَ وَٱلتَّشْجِيعَ؟ لَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ قَوَّاهُ بِرُوحِهِ ٱلْقُدُسِ. (٢ كو ٤:٧؛ في ٤:١٣) وَسَاعَدَهُ أَيْضًا مِنْ خِلَالِ رِفَاقِهِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. فَبُولُسُ قَالَ إِنَّ بَعْضَهُمْ كَانُوا «عَوْنًا مُقَوِّيًا» لَهُ. (كو ٤:١١) وَمِنْ بَيْنِ ٱلَّذِينَ ذَكَرَهُمْ بِٱلِٱسْمِ أَرِسْتَرْخُسُ وَتِيخِيكُسُ وَمُرْقُسُ. فَهُمْ سَاعَدُوهُ أَنْ يَتَحَمَّلَ ٱلظُّرُوفَ ٱلصَّعْبَةَ. وَلٰكِنْ أَيَّةُ صِفَاتٍ تَمَيَّزُوا بِهَا؟ وَكَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِهِمْ؟
كُنْ وَفِيًّا مِثْلَ أَرِسْتَرْخُسَ
٤ كَيْفَ كَانَ أَرِسْتَرْخُسُ صَدِيقًا وَفِيًّا لِبُولُسَ؟
٤ أَرِسْتَرْخُسُ هُوَ مَسِيحِيٌّ مِنْ مَدِينَةِ تَسَالُونِيكِي فِي مَقْدُونِيَةَ وَصَدِيقٌ وَفِيٌّ لِبُولُسَ. نَقْرَأُ عَنْهُ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ حِينَ زَارَ بُولُسُ أَفَسُسَ فِي رِحْلَتِهِ ٱلتَّبْشِيرِيَّةِ ٱلثَّالِثَةِ. فَفِيمَا كَانَا مَعًا، أَمْسَكَ جَمْعٌ غَاضِبٌ بِأَرِسْتَرْخُسَ. (اع ١٩:٢٩) وَعِنْدَمَا أَفْلَتُوهُ أَخِيرًا، لَمْ يَتْرُكْ بُولُسَ خَوْفًا عَلَى نَفْسِهِ بَلْ بَقِيَ مَعَهُ. وَبَعْدَ أَشْهُرٍ، نَقْرَأُ أَنَّ أَرِسْتَرْخُسَ كَانَ لَا يَزَالُ مَعْ بُولُسَ فِي ٱلْيُونَانِ، عِلْمًا أَنَّ ٱلْمُقَاوِمِينَ ٱسْتَمَرُّوا يُهَدِّدُونَ حَيَاةَ بُولُسَ. (اع ٢٠:٢-٤) وَنَحْوَ عَامِ ٥٨ بم، عِنْدَمَا أُرْسِلَ بُولُسُ سَجِينًا إِلَى رُومَا، رَافَقَهُ أَرِسْتَرْخُسُ فِي هٰذِهِ ٱلرِّحْلَةِ ٱلطَّوِيلَةِ. وَفِي ٱلطَّرِيقِ، تَحَطَّمَتْ بِهِمَا ٱلسَّفِينَةُ. (اع ٢٧:١، ٢، ٤١) وَبَعْدَمَا وَصَلَا، قَضَى أَرِسْتَرْخُسُ بَعْضَ ٱلْوَقْتِ كَمَا يَبْدُو مَسْجُونًا مَعْ بُولُسَ. (كو ٤:١٠) فَلَا نَسْتَغْرِبُ إِذًا أَنَّ بُولُسَ تَشَجَّعَ وَتَقَوَّى بِوُجُودِ هٰذَا ٱلصَّدِيقِ ٱلْوَفِيِّ.
٥ كَيْفَ نُطَبِّقُ ٱلْأَمْثَال ١٧:١٧؟
٥ نَتَعَلَّمُ مِنْ أَرِسْتَرْخُسَ أَنْ نَكُونَ أَصْدِقَاءَ أَوْفِيَاءَ وَنَبْقَى إِلَى جَانِبِ إِخْوَتِنَا فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْحُلْوَةِ وَٱلْمُرَّةِ أَيْضًا. (اقرإ الامثال ١٧:١٧.) وَقَدْ يَظَلُّ إِخْوَتُنَا ٱلْمُتَضَايِقُونَ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلدَّعْمِ وَلَوْ مَرَّ وَقْتٌ طَوِيلٌ عَلَى مُصِيبَتِهِمْ. تَقُولُ فْرَانْسِيسُ * ٱلَّتِي خَسِرَتْ أَبَاهَا وَأُمَّهَا خِلَالَ ٣ أَشْهُرٍ بِمَرَضِ ٱلسَّرَطَانِ: «تَتْرُكُ ٱلْمَصَائِبُ أَثَرًا يَدُومُ طَوِيلًا. لِذَا أُقَدِّرُ كَثِيرًا مُسَاعَدَةَ أَصْدِقَائِي ٱلَّذِينَ لَمْ يَنْسَوْا أَنِّي مَا زِلْتُ حَزِينَةً عَلَى مَوْتِ وَالِدَيَّ».
٦ مَاذَا يَفْعَلُ ٱلْأَصْدِقَاءُ ٱلْأَوْفِيَاءُ؟
٦ وَٱلْأَصْدِقَاءُ ٱلْأَوْفِيَاءُ يُضَحُّونَ لِيَدْعَمُوا إِخْوَتَهُمْ. مَثَلًا، ٱكْتَشَفَ أَخٌ ٱسْمُهُ بِيتِر أَنَّهُ مُصَابٌ بِمَرَضٍ مُمِيتٍ. تُخْبِرُ زَوْجَتُهُ كَاثْرِين: «ذَهَبَ زَوْجَانِ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ مَعَنَا إِلَى ٱلطَّبِيبِ. وَهُنَاكَ عَرَفْنَا عَنْ مَرَضِ بِيتِر. فَقَرَّرَ ٱلزَّوْجَانِ فِي تِلْكَ ٱللَّحْظَةِ أَنَّهُمَا لَنْ يَتْرُكَانَا وَحْدَنَا فِي هٰذِهِ ٱلْمُصِيبَةِ. وَمُنْذُ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ وَهُمَا يَقِفَانِ إِلَى جَانِبِنَا وَلَا يَتْرُكَانِنَا أَبَدًا».
كُنْ أَهْلًا لِلثِّقَةِ مِثْلَ تِيخِيكُسَ
٧-٨ حَسَبَ كُولُوسِي ٤:٧-٩، كَيْفَ كَانَ تِيخِيكُسُ أَهْلًا لِلثِّقَةِ؟
٧ تِيخِيكُسُ هُوَ مَسِيحِيٌّ مِنْ إِقْلِيمِ آسْيَا ٱلرُّومَانِيِّ وَصَدِيقٌ حَقِيقِيٌّ لِبُولُسَ. (اع ٢٠:٤) فَنَحْوَ عَامِ ٥٥ بم، رَتَّبَ بُولُسُ كَيْ تُجْمَعَ ٱلتَّبَرُّعَاتُ لِلْإِخْوَةِ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ. وَرُبَّمَا سَاعَدَ تِيخِيكُسُ بُولُسَ فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ ٱلْمُهِمِّ. (٢ كو ٨:١٨-٢٠) وَخِلَالَ سَجْنِ بُولُسَ أَوَّلَ مَرَّةٍ فِي رُومَا، ٱتَّكَلَ عَلَى تِيخِيكُسَ كَيْ يُوصِلَ رَسَائِلَهُ ٱلْمُشَجِّعَةَ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ فِي آسْيَا. — كو ٤:٧-٩.
٨ وَبَقِيَ تِيخِيكُسُ أَهْلًا لِلثِّقَةِ. (تي ٣:١٢) فَآنَذَاكَ، لَمْ يَكُنْ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَشْخَاصًا يُتَّكَلُ عَلَيْهِمْ مِثْلَ تِيخِيكُسَ. فَخِلَالَ سَجْنِ بُولُسَ لِلْمَرَّةِ ٱلثَّانِيَةِ نَحْوَ عَامِ ٦٥ بم، كَتَبَ أَنَّ مَسِيحِيِّينَ كَثِيرِينَ فِي إِقْلِيمِ آسْيَا تَجَنَّبُوا رِفْقَتَهُ لِأَنَّهُمْ خَافُوا مِنَ ٱلْمُقَاوِمِينَ. (٢ تي ١:١٥) بِٱلْمُقَابِلِ، وَثِقَ بُولُسُ بِتِيخِيكُسَ وَأَوْكَلَ إِلَيْهِ تَعْيِينًا آخَرَ. (٢ تي ٤:١٢) فَلَا شَكَّ أَنَّ بُولُسَ قَدَّرَ هٰذَا ٱلصَّدِيقَ ٱلْحَقِيقِيَّ.
٩ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ تِيخِيكُسَ؟
٩ نَتَعَلَّمُ مِنْ تِيخِيكُسَ أَنْ نَكُونَ أَهْلًا لِلثِّقَةِ. مَثَلًا، نَحْنُ لَا نَعِدُ فَقَطْ أَنْ نَدْعَمَ إِخْوَتَنَا، بَلْ نَفِي بِوَعْدِنَا وَنُسَاعِدُهُمْ. (مت ٥:٣٧؛ لو ١٦:١٠) وَعِنْدَمَا يَشْعُرُونَ أَنَّنَا أَشْخَاصٌ يُتَّكَلُ عَلَيْهِمْ، يَرْتَاحُونَ وَيَتَشَجَّعُونَ. تُوضِحُ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ: «لَا دَاعِيَ أَنْ تَشْغَلَ بَالَكَ وَتُفَكِّرَ هَلْ يَأْتِي ٱلْأَخُ ٱلَّذِي عَرَضَ عَلَيْكَ ٱلْمُسَاعَدَةَ. فَأَنْتَ مُتَأَكِّدٌ أَنَّهُ سَيَفِي بِوَعْدِهِ».
١٠ حَسَبَ ٱلْأَمْثَال ١٨:٢٤، مَاذَا يُرِيحُ ٱلْمُتَضَايِقِينَ؟
١٠ غَالِبًا مَا يَرْتَاحُ ٱلْمُتَضَايِقُونَ أَوِ ٱلْحَزِينُونَ عِنْدَمَا يَتَكَلَّمُونَ مَعْ صَدِيقٍ يَثِقُونَ بِهِ. (اقرإ الامثال ١٨:٢٤.) يَقُولُ أَخٌ ٱسْمُهُ بِيجَاي شَعَرَ بِحُزْنٍ شَدِيدٍ عِنْدَمَا فُصِلَ ٱبْنُهُ: «كُنْتُ بِحَاجَةٍ أَنْ أَفْتَحَ قَلْبِي لِشَخْصٍ أَثِقُ بِهِ». وَيَذْكُرُ كَارْلُوسُ ٱلَّذِي خَسِرَ ٱمْتِيَازًا يُحِبُّهُ بِسَبَبِ خَطَإٍ ٱرْتَكَبَهُ: «اِحْتَجْتُ إِلَى شَخْصٍ أُعَبِّرُ لَهُ عَنْ مَشَاعِرِي دُونَ أَنْ يَحْكُمَ عَلَيَّ». فَتَكَلَّمَ كَارْلُوس مَعَ ٱلشُّيُوخِ، وَهُمْ سَاعَدُوهُ أَنْ يَتَخَطَّى ٱلْمَوْضُوعَ. وَمَا أَرَاحَهُ أَيْضًا أَنَّهُمْ لَنْ يُخْبِرُوا ٱلْآخَرِينَ عَمَّا قَالَهُ.
١١ مَاذَا يَلْزَمُ كَيْ يَفْتَحَ ٱلْآخَرُونَ قَلْبَهُمْ لَنَا؟
١١ وَكَيْ يَثِقَ بِنَا ٱلْآخَرُونَ وَيَفْتَحُوا قَلْبَهُمْ لَنَا، يَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ صَبُورِينَ. إِلَيْكَ مِثَالَ جَانَّا ٱلَّتِي تَخَلَّى عَنْهَا زَوْجُهَا. فَعِنْدَمَا عَبَّرَتْ عَنْ مَشَاعِرِهَا لِأَصْدِقَائِهَا ٱلْمُقَرَّبِينَ، ٱرْتَفَعَتْ مَعْنَوِيَّاتُهَا. تَقُولُ: «اِسْتَمَعُوا إِلَيَّ بِصَبْرٍ مَعْ أَنِّي رُبَّمَا كَرَّرْتُ ٱلْكَلَامَ نَفْسَهُ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً». أَنْتَ أَيْضًا، تَقْدِرُ أَنْ تَكُونَ صَدِيقًا جَيِّدًا إِذَا أَصْغَيْتَ إِلَى ٱلْآخَرِينَ.
كُنْ خَدُومًا مِثْلَ مُرْقُسَ
١٢ مَنْ هُوَ مُرْقُسُ، وَكَيْفَ خَدَمَ ٱلْآخَرِينَ؟
١٢ مُرْقُسُ، ٱلْمَدْعُوُّ أَيْضًا يُوحَنَّا، هُوَ مَسِيحِيٌّ مِنْ أُورُشَلِيمَ أَصْلُهُ يَهُودِيٌّ. وَقَرِيبُهُ بَرْنَابَا كَانَ مُرْسَلًا مَعْرُوفًا. (كو ٤:١٠) وَيَبْدُو أَنَّ عَائِلَةَ مُرْقُسَ كَانَتْ غَنِيَّةً. مَعْ ذٰلِكَ، لَمْ يَكُنِ ٱلْمَالُ هُوَ ٱلْأَهَمَّ فِي حَيَاتِهِ. بَلْ كَانَ شَخْصًا خَدُومًا يَفْرَحُ بِمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ. فَهُوَ مَثَلًا خَدَمَ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً إِلَى جَانِبِ بُولُسَ وَبُطْرُسَ. فَفِيمَا قَامَ هٰذَانِ ٱلرَّسُولَانِ بِتَعْيِينَاتِهِمَا، رُبَّمَا أَمَّنَ مُرْقُسُ حَاجَاتِهِمَا ٱلْأَسَاسِيَّةَ. (اع ١٣:٢-٥؛ ١ بط ٥:١٣) وَقَدِ ٱعْتَبَرَهُ بُولُسُ مِنْ ‹رُفَقَائِهِ فِي ٱلْعَمَلِ لِأَجْلِ مَلَكُوتِ ٱللهِ› وَ «عَوْنًا مُقَوِّيًا» لَهُ. — كو ٤:١٠، ١١.
١٣ كَيْفَ تُظْهِرُ ٢ تِيمُوثَاوُس ٤:١١ أَنَّ بُولُسَ قَدَّرَ مَا فَعَلَهُ مُرْقُسُ؟
١٣ صَارَ مُرْقُسُ مِنْ أَصْدِقَاءِ بُولُسَ ٱلْمُقَرَّبِينَ. مَثَلًا، خِلَالَ سَجْنِ بُولُسَ آخِرَ مَرَّةٍ فِي رُومَا نَحْوَ عَامِ ٦٥ بم، كَتَبَ رِسَالَتَهُ ٱلثَّانِيَةَ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ. وَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَأْتِيَ إِلَى رُومَا وَيُحْضِرَ مَعَهُ مُرْقُسَ. (٢ تي ٤:١١) فَلَا بُدَّ أَنَّ بُولُسَ قَدَّرَ مَا فَعَلَهُ مُرْقُسُ مِنْ قَبْلُ، وَعَرَفَ أَنَّهُ سَيَكُونُ مَصْدَرَ تَشْجِيعٍ لَهُ. لِذَا أَرَادَ أَنْ يَكُونَ إِلَى جَانِبِهِ فِي هٰذَا ٱلظَّرْفِ ٱلصَّعْبِ. وَمُرْقُسُ سَاعَدَ بُولُسَ بِطُرُقٍ عَمَلِيَّةٍ. فَرُبَّمَا أَمَّنَ لَهُ ٱلطَّعَامَ أَوْ أَدَوَاتِ ٱلْكِتَابَةِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ هٰذَا ٱلدَّعْمَ سَاعَدَ بُولُسَ أَنْ يَتَحَمَّلَ أَيَّامَهُ ٱلْأَخِيرَةَ قَبْلَ إِعْدَامِهِ.
١٤-١٥ مَاذَا تُعَلِّمُنَا مَتَّى ٧:١٢ عَنْ مُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ؟
متى ٧:١٢. عِنْدَمَا نَمُرُّ بِظَرْفٍ صَعْبٍ، نُقَدِّرُ كَثِيرًا دَعْمَ إِخْوَتِنَا بِطُرُقٍ عَمَلِيَّةٍ. تَقُولُ أُخْتٌ ٱسْمُهَا رَايِن مَاتَ وَالِدُهَا فِي حَادِثٍ مَأْسَاوِيٍّ: «حِينَ تَكُونُ حَزِينًا، حَتَّى ٱلْأَعْمَالُ ٱلرُّوتِينِيَّةُ تَصِيرُ صَعْبَةً عَلَيْكَ. لِذَا عِنْدَمَا يُقَدِّمُ لَكَ أَحَدٌ مُسَاعَدَةً، وَلَوْ صَغِيرَةً، تَتَشَجَّعُ كَثِيرًا».
١٤ اقرأ١٥ وَكَيْ نُسَاعِدَ ٱلْآخَرِينَ عَمَلِيًّا، يَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ دَقِيقِي ٱلْمُلَاحَظَةِ وَنَنْتَبِهَ إِلَى حَاجَاتِهِمْ. مَثَلًا، لَاحَظَتْ أُخْتٌ أَنَّ بِيتِر وَكَاثْرِينَ، ٱلْمَذْكُورَيْنِ سَابِقًا، لَمْ يَعُودَا قَادِرَيْنِ أَنْ يَقُودَا سَيَّارَتَهُمَا. فَأَعَدَّتْ بَرْنَامَجًا كَيْ تُوصِلَهُمَا هِيَ وَبَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ إِلَى مَوَاعِيدِهِمَا مَعَ ٱلطَّبِيبِ. وَكَيْفَ شَعَرَ ٱلزَّوْجَانِ؟ تَقُولُ كَاثْرِين: «شَعَرْنَا أَنَّ حِمْلًا أُزِيحَ عَنْ أَكْتَافِنَا». فَلَا تَسْتَخِفَّ أَبَدًا بِٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلَّتِي تُقَدِّمُهَا مَهْمَا كَانَتْ صَغِيرَةً.
١٦ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مُرْقُسَ عَنْ دَعْمِ إِخْوَتِنَا؟
١٦ لَا شَكَّ أَنَّ مُرْقُسَ كَانَ مَشْغُولًا بِتَعْيِينَاتٍ مُهِمَّةٍ، مِثْلِ كِتَابَةِ ٱلْإِنْجِيلِ ٱلَّذِي يَحْمِلُ ٱسْمَهُ. مَعْ ذٰلِكَ، وَجَدَ وَقْتًا لِيَدْعَمَ بُولُسَ. وَبُولُسُ طَلَبَ مُسَاعَدَتَهُ دُونَ تَرَدُّدٍ. تَقُولُ أَنْجِيلَا ٱلَّتِي سَاعَدَهَا أَصْدِقَاؤُهَا حِينَ قُتِلَ فَرْدٌ مِنْ عَائِلَتِهَا: «عِنْدَمَا تُحِسُّ أَنَّ أَصْدِقَاءَكَ مُسْتَعِدُّونَ فِعْلًا لِمُسَاعَدَتِكَ، يَسْهُلُ عَلَيْكَ أَنْ تَطْلُبَ مِنْهُمْ خِدْمَةً مَا. فَأَنْتَ تَعْرِفُ جَيِّدًا أَنَّهُمْ لَنْ يَتَرَدَّدُوا فِي دَعْمِكَ». وَمَاذَا عَنْكَ؟ اِسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أَنَا مَعْرُوفٌ بِأَنِّي جَاهِزٌ دَائِمًا لِأَدْعَمَ إِخْوَتِي؟›.
صَمِّمْ أَنْ تُقَوِّيَ إِخْوَتَكَ
١٧ عَلَامَ تُشَجِّعُنَا ٢ كُورِنْثُوس ١:٣، ٤؟
١٧ لَا دَاعِيَ أَنْ نُفَتِّشَ كَثِيرًا كَيْ نَجِدَ إِخْوَةً بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ. وَرُبَّمَا نَقْدِرُ أَنْ نُقَوِّيَهُمْ بِنَفْسِ ٱلْأَفْكَارِ ٱلَّتِي قَوَّانَا بِهَا آخَرُونَ. تَقُولُ أُخْتٌ ٱسْمُهَا نِينُو مَاتَتْ ٢ كورنثوس ١:٣، ٤.) وَتَقُولُ فْرَانْسِيسُ ٱلْمَذْكُورَةُ مِنْ قَبْلُ: «اَلْآيَةُ فِي ٢ كُورِنْثُوس ١:٤ صَحِيحَةٌ فِعْلًا. فَعِنْدَمَا يُعَزِّينَا ٱلْإِخْوَةُ، نَقْدِرُ أَنْ نُعَزِّيَ غَيْرَنَا بِٱلطَّرِيقَةِ نَفْسِهَا».
جَدَّتُهَا: «إِذَا كُنَّا مُسْتَعِدِّينَ أَنْ نُسَاعِدَ إِخْوَتَنَا، يَسْتَخْدِمُنَا يَهْوَهُ لِنُعَزِّيَهُمْ». (اقرأ١٨ (أ) لِمَ يَتَرَدَّدُ ٱلْبَعْضُ فِي مُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ؟ (ب) كَيْفَ نَدْعَمُ غَيْرَنَا؟ أَعْطِ مِثَالًا.
١٨ مُهِمٌّ أَنْ نُسَاعِدَ ٱلَّذِينَ يَمُرُّونَ بِمُشْكِلَةٍ وَلَوْ كَانَ ذٰلِكَ صَعْبًا عَلَيْنَا. فَلَا يَلْزَمُ أَنْ نَتَرَدَّدَ فِي دَعْمِ إِخْوَتِنَا حَتَّى لَوْ لَمْ نَعْرِفْ مَاذَا نَقُولُ أَوْ كَيْفَ نَتَصَرَّفُ. يَتَذَكَّرُ شَيْخٌ ٱسْمُهُ بُول كَمْ بَذَلَ ٱلْإِخْوَةُ مِنْ جُهْدٍ لِيُعَزُّوهُ عِنْدَمَا مَاتَ وَالِدُهُ. يَقُولُ: «شَعَرْتُ أَنَّهُمْ مُرْتَبِكُونَ وَلَا يَعْرِفُونَ مَاذَا يَقُولُونَ. مَعْ ذٰلِكَ، لَمْ يَتَرَدَّدُوا فِي دَعْمِي وَتَشْجِيعِي. وَهٰذَا أَثَّرَ فِيَّ كَثِيرًا». وَيُخْبِرُ أَخٌ ٱسْمُهُ تَاجُون ضَرَبَ زِلْزَالٌ كَبِيرٌ مِنْطَقَتَهُ: «بِصَرَاحَةٍ، لَا أَذْكُرُ مَضْمُونَ كُلِّ ٱلرَّسَائِلِ ٱلَّتِي وَصَلَتْنِي بَعْدَ ٱلزِّلْزَالِ. لٰكِنِّي أَحْسَسْتُ بِمَحَبَّةِ ٱلْإِخْوَةِ لِأَنَّهُمْ سَأَلُوا عَنِّي وَٱطْمَأَنُّوا عَلَيَّ». فَكَيْ نَدْعَمَ إِخْوَتَنَا وَنُشَجِّعَهُمْ، عَلَيْنَا أَنْ نُظْهِرَ لَهُمُ ٱلْمَحَبَّةَ.
١٩ لِمَ أَنْتَ مُصَمِّمٌ أَنْ تَكُونَ «عَوْنًا مُقَوِّيًا» لِإِخْوَتِكَ؟
١٩ فِيمَا نَقْتَرِبُ مِنْ نِهَايَةِ هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ، سَتَصِيرُ ٱلظُّرُوفُ أَسْوَأَ وَٱلْحَيَاةُ أَصْعَبَ. (٢ تي ٣:١٣) وَسَنَظَلُّ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ لِأَنَّنَا نَاقِصُونَ وَنَرْتَكِبُ ٱلْأَخْطَاءَ. فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، ٱسْتَطَاعَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنْ يَحْتَمِلَ حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ بِدَعْمِ يَهْوَهَ وَرِفَاقِهِ أَيْضًا. لِذَا فَلْنَكُنْ أَصْدِقَاءَ أَوْفِيَاءَ مِثْلَ أَرِسْتَرْخُسَ، أَهْلًا لِلثِّقَةِ مِثْلَ تِيخِيكُسَ، وَخَدُومِينَ مِثْلَ مُرْقُسَ. وَهٰكَذَا نُقَوِّي إِخْوَتَنَا كَيْ يَثْبُتُوا فِي ٱلْإِيمَانِ. — ١ تس ٣:٢، ٣.
^ الفقرة 5 وَاجَهَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ظُرُوفًا صَعْبَةً فِي حَيَاتِهِ، فَوَقَفَ أَصْدِقَاؤُهُ إِلَى جَانِبِهِ وَدَعَمُوهُ. وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنَتَحَدَّثُ عَنْ ثَلَاثَةٍ مِنْهُمْ وَنَتَعَلَّمُ مِنْ صِفَاتِهِمْ.
^ الفقرة 5 بَعْضُ ٱلْأَسْمَاءِ مُسْتَعَارَةٌ.
اَلتَّرْنِيمَةُ ١١١ كَثِيرَةٌ أَفْرَاحُنَا
^ الفقرة 56 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: أَرِسْتَرْخُسُ يُسَاعِدُ بُولُسَ حِينَ تَحَطَّمَتْ بِهِمَا ٱلسَّفِينَةُ.
^ الفقرة 58 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: بُولُسُ يُسَلِّمُ تِيخِيكُسَ رِسَالَةً كَيْ يُوصِلَهَا إِلَى إِحْدَى ٱلْجَمَاعَاتِ.
^ الفقرة 60 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: مُرْقُسُ يُسَاعِدُ بُولُسَ عَمَلِيًّا.