مقالة الدرس ٤
«الروح نفسه يشهد مع روحنا»
«اَلرُّوحُ نَفْسُهُ يَشْهَدُ مَعْ رُوحِنَا بِأَنَّنَا أَوْلَادُ ٱللهِ». — رو ٨:١٦.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٢٥ أَبْنَاءُ ٱللهِ ٱلْمَمْسُوحُونَ
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *
١-٢ مَاذَا حَدَثَ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم؟
صَبَاحَ ٱلْأَحَدِ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، ٱجْتَمَعَ نَحْوُ ١٢٠ تِلْمِيذًا فِي عُلِّيَّةٍ فِي أُورُشَلِيمَ. (اع ١:١٣-١٥؛ ٢:١) فَقَبْلَ عِدَّةِ أَيَّامٍ، أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ أَنْ يَبْقَوْا فِي أُورُشَلِيمَ كَيْ يَنَالُوا هَدِيَّةً مُمَيَّزَةً. (اع ١:٤، ٥) فَمَاذَا حَصَلَ؟
٢ «فَجْأَةً صَارَ دَوِيٌّ مِنَ ٱلسَّمَاءِ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ شَدِيدَةٍ». وَمَلَأَ هٰذَا ٱلصَّوْتُ ٱلْبَيْتَ كُلَّهُ. ثُمَّ ظَهَرَتْ عَلَى رُؤُوسِ ٱلتَّلَامِيذِ «أَلْسِنَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ» وَ «ٱمْتَلَأَ ٱلْجَمِيعُ رُوحًا قُدُسًا». (اع ٢:٢-٤) بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلْمُذْهِلَةِ، سَكَبَ يَهْوَهُ رُوحَهُ عَلَى هٰذَا ٱلْفَرِيقِ. (اع ١:٨) فَصَارُوا أَوَّلَ ٱلْمُخْتَارِينَ، أَيِ ٱلْمَمْسُوحِينَ، بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ * لِيَحْكُمُوا مَعْ يَسُوعَ فِي ٱلسَّمَاءِ.
كَيْفَ يُخْتَارُ ٱلشَّخْصُ؟
٣ لِمَ لَمْ يَشُكَّ ٱلتَّلَامِيذُ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ أَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ ٱخْتَارَهُمْ؟
٣ لَوْ كُنْتَ وَاحِدًا مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ فِي ٱلْعُلِّيَّةِ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ، فَمَا كُنْتَ لِتَنْسَى مَا حَدَثَ. فَقَدْ ظَهَرَ عَلَى رَأْسِكَ مَا يُشْبِهُ شُعْلَةَ نَارٍ ثُمَّ بَدَأْتَ تَتَكَلَّمُ بِلُغَةٍ مُخْتَلِفَةٍ. (اع ٢:٥-١٢) فَلَنْ تَشُكَّ أَبَدًا أَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ ٱخْتَارَكَ. لٰكِنْ هَلْ يَنَالُ كُلُّ ٱلْمُخْتَارِينَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ بِطَرِيقَةٍ مُذْهِلَةٍ كَهٰذِهِ؟ كَلَّا. فَكَيْفَ يَنَالُونَ دَعْوَتَهُمْ؟ وَمَتَى؟
٤ مَتَى نَالَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ قَدِيمًا دَعْوَتَهُمْ؟
٤ لِنُنَاقِشْ أَوَّلًا مَتَى يَنَالُ ٱلْمُخْتَارُونَ دَعْوَتَهُمْ إِلَى ٱلسَّمَاءِ. لَمْ يَكُنِ ٱلـ ١٢٠ تِلْمِيذًا تَقْرِيبًا هُمُ ٱلْوَحِيدِينَ ٱلَّذِينَ ٱخْتَارَهُمُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ. فَلَاحِقًا فِي ٱلْيَوْمِ نَفْسِهِ، ٱعْتَمَدَ نَحْوُ ٠٠٠,٣ شَخْصٍ وَنَالُوا عِنْدَئِذٍ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ ٱلَّذِي وَعَدَ بِهِ يَسُوعُ. (اع ٢:٣٧، ٣٨، ٤١) لٰكِنْ فِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلتَّالِيَةِ، لَمْ يَنَلْ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ دَعْوَتَهُمْ إِلَى ٱلسَّمَاءِ عِنْدَ مَعْمُودِيَّتِهِمْ. فَٱلسَّامِرِيُّونَ حَلَّ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عَلَيْهِمْ فِي فَتْرَةٍ مَا بَعْدَ مَعْمُودِيَّتِهِمْ. (اع ٨:١٤-١٧) وَٱسْتِثْنَائِيًّا، نَالَ كَرْنِيلِيُوسُ وَأَهْلُ بَيْتِهِ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ قَبْلَ أَنْ يَعْتَمِدُوا. — اع ١٠:٤٤-٤٨.
٥ حَسَبَ ٢ كُورِنْثُوس ١:٢١، ٢٢، مَا دَوْرُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟
٥ لِنُنَاقِشِ ٱلْآنَ كَيْفَ يَنَالُ ٱلْمُخْتَارُونَ دَعْوَتَهُمْ إِلَى ٱلسَّمَاءِ. فِي ٱلْبِدَايَةِ، رُبَّمَا يَسْتَصْعِبُ بَعْضُ ٱلْمُخْتَارِينَ أَنْ يَقْبَلُوا ٱلْفِكْرَةَ أَنَّ يَهْوَهَ ٱخْتَارَهُمْ، فَيَتَسَاءَلُونَ: ‹لِمَ أَنَا؟›. أَمَّا آخَرُونَ فَلَا يَشْعُرُونَ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ. لٰكِنْ مَهْمَا كَانَ شُعُورُهُمْ، يَشْرَحُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ كَيْفَ يَخْتَارُهُمُ ٱللهُ قَائِلًا: «بَعْدَمَا آمَنْتُمْ، خُتِمْتُمْ * بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلْمَوْعُودِ بِهِ، ٱلَّذِي هُوَ عُرْبُونُ مِيرَاثِنَا». (اف ١:١٣، ١٤) فَيَهْوَهُ يَسْتَخْدِمُ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ كَيْ يُؤَكِّدَ لِهٰؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنَّهُ ٱخْتَارَهُمْ. وَهٰكَذَا يَكُونُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ مِثْلَ «عُرْبُونٍ»، أَيْ ضَمَانَةٍ أَوْ وَعْدٍ، أَنَّهُمْ سَيَعِيشُونَ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي ٱلسَّمَاءِ لَا عَلَى ٱلْأَرْضِ. — اقرأ ٢ كورنثوس ١:٢١، ٢٢.
٦ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ ٱلشَّخْصُ ٱلْمُخْتَارُ كَيْ يَنَالَ جَائِزَتَهُ؟
٢ بط ١:١٠) فَحَتَّى لَوِ ٱخْتَارَ ٱللهُ شَخْصًا كَيْ يَعِيشَ فِي ٱلسَّمَاءِ، فَلَنْ يَنَالَ جَائِزَتَهُ إِلَّا إِذَا بَقِيَ أَمِينًا. — في ٣:١٢-١٤؛ عب ٣:١؛ رؤ ٢:١٠.
٦ إِذَا ٱخْتِيرَ أَحَدُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ، فَهَلْ هٰذَا يَضْمَنُ أَنَّهُ سَيَنَالُ ٱلْجَائِزَةَ؟ لَا. صَحِيحٌ أَنَّهُ مُتَأَكِّدٌ أَنَّ ٱللهَ ٱخْتَارَهُ لِيَكُونَ فِي ٱلسَّمَاءِ، لٰكِنْ عَلَيْهِ أَنْ يَتَذَكَّرَ هٰذِهِ ٱلنَّصِيحَةَ: «أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ، ٱجْتَهِدُوا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ لِتَجْعَلُوا دَعْوَتَكُمْ وَٱخْتِيَارَكُمْ أَكِيدَيْنِ. فَإِذَا بَقِيتُمْ تَفْعَلُونَ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ، فَلَنْ تَسْقُطُوا أَبَدًا». (كَيْفَ يَعْرِفُ ٱلشَّخْصُ أَنَّهُ مِنَ ٱلْمُخْتَارِينَ؟
٧ كَيْفَ يَعْرِفُ ٱلْمُخْتَارُونَ أَنَّ لَدَيْهِمْ دَعْوَةً سَمَاوِيَّةً؟
٧ كَيْفَ يَعْرِفُ ٱلشَّخْصُ أَنَّ لَدَيْهِ دَعْوَةً سَمَاوِيَّةً؟ أَعْطَى بُولُسُ جَوَابًا وَاضِحًا حِينَ كَتَبَ إِلَى «ٱلْمَدْعُوِّينَ لِيَكُونُوا قِدِّيسِينَ» فِي رُومَا: «لَمْ تَنَالُوا رُوحَ ٱلْعُبُودِيَّةِ ٱلَّذِي يُعِيدُكُمْ إِلَى ٱلْخَوْفِ، بَلْ نِلْتُمْ رُوحَ ٱلتَّبَنِّي ٱلَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: ‹أَبَّا، أَيُّهَا ٱلْآبُ!›. وَٱلرُّوحُ نَفْسُهُ يَشْهَدُ مَعْ رُوحِنَا بِأَنَّنَا أَوْلَادُ ٱللهِ». (رو ١:٧؛ ٨:١٥، ١٦) فَبِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، يُؤَكِّدُ يَهْوَهُ لِلْمُخْتَارِينَ أَنَّ دَعْوَتَهُمْ سَمَاوِيَّةٌ. — ١ تس ٢:١٢.
٨ كَيْفَ تُظْهِرُ ١ يُوحَنَّا ٢:٢٠، ٢٧ أَنَّ ٱلْمُخْتَارِينَ لَا يَحْتَاجُونَ إِلَى تَأْكِيدٍ مِنْ أَحَدٍ أَنَّ دَعْوَتَهُمْ سَمَاوِيَّةٌ؟
٨ لَا يَتْرُكُ يَهْوَهُ أَيَّ شَكٍّ فِي عُقُولِ وَقُلُوبِ ٱلْمُخْتَارِينَ أَنَّهُمْ سَيَعِيشُونَ فِي ٱلسَّمَاءِ. (اقرأ ١ يوحنا ٢:٢٠، ٢٧.) طَبْعًا، يَحْتَاجُ هٰؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا مِنْ يَهْوَهَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ مِثْلَ بَاقِي ٱلْإِخْوَةِ. لٰكِنَّهُمْ لَا يَحْتَاجُونَ أَنْ يُؤَكِّدَ لَهُمْ أَحَدٌ أَنَّهُمْ مُخْتَارُونَ. فَيَهْوَهُ ٱسْتَعْمَلَ أَعْظَمَ قُوَّةٍ فِي ٱلْكَوْنِ، رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ، لِيُؤَكِّدَ لَهُمْ أَنَّ دَعْوَتَهُمْ سَمَاوِيَّةٌ.
‹يُولَدُونَ ثَانِيَةً›
٩ حَسَبَ أَفَسُس ١:١٨، أَيُّ تَغْيِيرٍ يَحْدُثُ لِلشَّخْصِ عِنْدَمَا يُخْتَارُ؟
٩ قَدْ يَصْعُبُ عَلَى مُعْظَمِ خُدَّامِ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ أَنْ يَفْهَمُوا ٱلتَّغْيِيرَ ٱلَّذِي يَحْدُثُ لِلشَّخْصِ عِنْدَمَا يُخْتَارُ. وَهٰذَا طَبِيعِيٌّ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَخْتَبِرُوا ذٰلِكَ. فَٱللهُ خَلَقَ ٱلْبَشَرَ لِيَعِيشُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ لَا فِي ٱلسَّمَاءِ. (تك ١:٢٨؛ مز ٣٧:٢٩) لٰكِنَّهُ يَخْتَارُ بَعْضَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ كَيْ يَحْكُمُوا مَعَ ٱبْنِهِ. وَعِنْدَمَا يُعَيِّنُهُمْ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، يُغَيِّرُ رَجَاءَهُمْ وَطَرِيقَةَ تَفْكِيرِهِمْ تَغْيِيرًا كَبِيرًا، فَيَتَطَلَّعُونَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ فِي ٱلسَّمَاءِ. — اقرأ افسس ١:١٨.
١٠ مَا مَعْنَى أَنْ ‹يُولَدَ ٱلشَّخْصُ ثَانِيَةً›؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْحَاشِيَةَ.)
١٠ عِنْدَمَا يُخْتَارُ ٱلْمَسِيحِيُّ لِيَعِيشَ فِي ٱلسَّمَاءِ، «يُولَدُ ثَانِيَةً» أَوْ «يُولَدُ مِنْ فَوْقُ» حَسَبَ بَعْضِ ٱلتَّرْجَمَاتِ. * وَيَسُوعُ قَالَ أَيْضًا إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلَّذِي لَمْ ‹يُولَدْ ثَانِيَةً›، أَوْ لَمْ ‹يُولَدْ مِنَ ٱلرُّوحِ›، يَسْتَحِيلُ أَنْ يَفْهَمَ كَيْفَ يَحْدُثُ ذٰلِكَ بِٱلضَّبْطِ. — يو ٣:٣-٨.
١١ أَوْضِحْ كَيْفَ تَتَغَيَّرُ طَرِيقَةُ تَفْكِيرِ ٱلْمُخْتَارِينَ.
١١ وَكَيْفَ تَتَغَيَّرُ طَرِيقَةُ تَفْكِيرِ ٱلَّذِينَ يَخْتَارُهُمْ يَهْوَهُ؟ قَبْلَ ٱخْتِيَارِهِمْ، كَانُوا يُحِبُّونَ كَثِيرًا رَجَاءَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ
عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَكَانُوا يَنْتَظِرُونَ بِشَوْقٍ أَنْ يُزِيلَ يَهْوَهُ ٱلشَّرَّ وَيُحَوِّلَ ٱلْأَرْضَ إِلَى جَنَّةٍ. وَرُبَّمَا تَخَيَّلُوا أَنْفُسَهُمْ يَسْتَقْبِلُونَ أَحَدَ أَفْرَادِ عَائِلَتِهِمْ أَوْ أَصْدِقَائِهِمِ ٱلَّذِي قَامَ مِنَ ٱلْمَوْتِ. لٰكِنْ بَعْدَمَا صَارُوا مِنَ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤، تَغَيَّرَتْ طَرِيقَةُ تَفْكِيرِهِمْ. وَلَيْسَ ٱلسَّبَبُ أَنَّ رَجَاءَ ٱلْحَيَاةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ لَمْ يَعُدْ يُعْجِبُهُمْ، أَوْ أَنَّهُمْ كَئِيبُونَ أَوْ يَمُرُّونَ بِظَرْفٍ صَعْبٍ، أَوْ أَنَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ صَارَتْ فَجْأَةً مُمِلَّةً فِي نَظَرِهِمْ. بَلْ يَهْوَهُ ٱسْتَخْدَمَ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ كَيْ يُغَيِّرَ طَرِيقَةَ تَفْكِيرِهِمْ وَٱلرَّجَاءَ ٱلَّذِي يُحِبُّونَهُ.١٢ حَسَبَ ١ بُطْرُس ١:٣، ٤، كَيْفَ يَشْعُرُ ٱلْمُخْتَارُونَ تِجَاهَ رَجَائِهِمْ؟
١٢ وَقَدْ يَشْعُرُ ٱلْمُخْتَارُونَ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَحِقُّونَ هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازَ ٱلْكَبِيرَ. لٰكِنَّهُمْ لَا يَشُكُّونَ لَحْظَةً وَاحِدَةً أَنَّ يَهْوَهَ ٱخْتَارَهُمْ. وَعِنْدَمَا يُفَكِّرُونَ فِي رَجَائِهِمْ، يَمْتَلِئُ قَلْبُهُمْ بِٱلْفَرَحِ وَٱلتَّقْدِيرِ. — اقرأ ١ بطرس ١:٣، ٤.
١٣ هَلْ يُرِيدُ ٱلْمُخْتَارُونَ أَنْ يَمُوتُوا؟ أَوْضِحْ.
١٣ لٰكِنْ هَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّ ٱلْمُخْتَارِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَمُوتُوا لِيَنَالُوا مُكَافَأَتَهُمْ؟ أَجَابَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ. فَهُوَ شَبَّهَ ٱلْجِسْمَ بِخَيْمَةٍ وَقَالَ: «نَحْنُ ٱلَّذِينَ فِي هٰذِهِ ٱلْخَيْمَةِ، نَئِنُّ مُثَقَّلِينَ؛ لَا لِأَنَّنَا نُرِيدُ أَنْ نَخْلَعَهَا بَلْ لِأَنَّنَا نُرِيدُ أَنْ نَلْبَسَ ٱلْآخَرَ، لِكَيْ تَبْتَلِعَ ٱلْحَيَاةُ مَا هُوَ مَائِتٌ». (٢ كو ٥:٤) فَٱلْمُخْتَارُونَ لَا يَزَالُونَ يُحِبُّونَ حَيَاتَهُمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَلَا يُرِيدُونَ أَنْ تَنْتَهِيَ بِسُرْعَةٍ. فَهُمْ يَسْتَمْتِعُونَ بِهَا وَيُرِيدُونَ أَنْ يَسْتَفِيدُوا مِنْ كُلِّ يَوْمٍ لِيَخْدُمُوا يَهْوَهَ مَعْ عَائِلَتِهِمْ وَأَصْدِقَائِهِمْ. مَعْ ذٰلِكَ، مَهْمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ، فَلَا يَغِيبُ عَنْ بَالِهِمِ ٱلرَّجَاءُ ٱلرَّائِعُ ٱلَّذِي يَنْتَظِرُونَهُ. — ١ كو ١٥:٥٣؛ ٢ بط ١:٤؛ ١ يو ٣:٢، ٣؛ رؤ ٢٠:٦.
هَلِ ٱخْتَارَكَ يَهْوَهُ؟
١٤ أَيَّةُ أُمُورٍ لَا تَدُلُّ أَنَّ ٱلشَّخْصَ مِنَ ٱلْمُخْتَارِينَ؟
١٤ هَلْ تَتَسَاءَلُ إِنْ كَانَ ٱللهُ قَدِ ٱخْتَارَكَ؟ فَكِّرْ فِي هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلْمُهِمَّةِ: هَلْ لَدَيْكَ رَغْبَةٌ قَوِيَّةٌ أَنْ تُرْضِيَ يَهْوَهَ؟ هَلْ أَنْتَ غَيُورٌ جِدًّا فِي ٱلْخِدْمَةِ؟ هَلْ أَنْتَ مُجْتَهِدٌ فِي دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَتُحِبُّ أَنْ تَتَعَلَّمَ عَنْ «أَعْمَاقِ ٱللهِ»؟ (١ كو ٢:١٠) هَلْ تُحِسُّ أَنَّ يَهْوَهَ يُبَارِكُكَ كَثِيرًا فِي خِدْمَتِكَ؟ هَلْ تَشْعُرُ بِمَسْؤُولِيَّةٍ كَبِيرَةٍ أَنْ تُسَاعِدَ ٱلْآخَرِينَ رُوحِيًّا؟ هَلْ لَمَسْتَ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً يَدَ يَهْوَهَ فِي حَيَاتِكَ؟ إِذَا أَجَبْتَ بِنَعَمْ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ، فَهَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّكَ مِنَ ٱلْمُخْتَارِينَ؟ لَا. فَكُلُّ خُدَّامِ يَهْوَهَ يُمْكِنُ أَنْ يَشْعُرُوا بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، مَهْمَا كَانَ رَجَاؤُهُمْ. وَيَهْوَهُ يُعْطِي ٱلرُّوحَ نَفْسَهُ لِأَيٍّ مِنْ خُدَّامِهِ، سَوَاءٌ كَانُوا مِنَ ٱلْمُخْتَارِينَ أَمْ لَا. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، إِذَا كُنْتَ تَتَسَاءَلُ هَلْ أَنْتَ مِنَ ٱلْمُخْتَارِينَ، فَهٰذَا ٱلشَّكُّ هُوَ بِحَدِّ ذَاتِهِ دَلِيلٌ أَنَّكَ لَسْتَ وَاحِدًا مِنْهُمْ. فَٱلْمُخْتَارُونَ لَا يَشُكُّونَ هَلِ ٱخْتَارَهُمُ ٱللهُ، بَلْ هُمْ مُتَأَكِّدُونَ تَمَامًا.
١٥ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلْمُخْتَارِينَ لَيْسُوا ٱلْوَحِيدِينَ ٱلَّذِينَ يَنَالُونَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ؟
١٥ نَقْرَأُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ أَشْخَاصٍ أُمَنَاءَ ١ صم ١٦:١٣) وَهُوَ سَاعَدَهُ أَنْ يَفْهَمَ أُمُورًا عَمِيقَةً عَنْ يَهْوَهَ، وَوَجَّهَهُ كَيْ يَكْتُبَ أَجْزَاءً مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (مر ١٢:٣٦) رَغْمَ ذٰلِكَ، قَالَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ إِنَّ دَاوُدَ «لَمْ يَصْعَدْ إِلَى ٱلسَّمٰوَاتِ». (اع ٢:٣٤) أَيْضًا، كَانَ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ ‹مُمْتَلِئًا رُوحًا قُدُسًا›. (لو ١:١٣-١٦) وَذَكَرَ يَسُوعُ أَنْ لَا أَحَدَ مِنَ ٱلْبَشَرِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانِ. لٰكِنَّهُ قَالَ أَيْضًا إِنَّ يُوحَنَّا لَنْ يَحْكُمَ فِي مَمْلَكَةِ ٱللهِ. (مت ١١:١٠، ١١) فَيَهْوَهُ ٱسْتَخْدَمَ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ كَيْ يُسَاعِدَ دَاوُدَ وَيُوحَنَّا أَنْ يُحَقِّقَا إِنْجَازَاتٍ كَبِيرَةً، لٰكِنَّهُ لَمْ يَسْتَخْدِمْ هٰذَا ٱلرُّوحَ لِيَدْعُوَهُمَا إِلَى ٱلْحَيَاةِ فِي ٱلسَّمَاءِ. فَهَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّهُمَا أَقَلُّ أَمَانَةً مِنَ ٱلْمُخْتَارِينَ؟ لَا، بَلْ يَعْنِي بِبَسَاطَةٍ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُقِيمُهُمَا لِيَعِيشَا فِي ٱلْفِرْدَوْسِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. — يو ٥:٢٨، ٢٩؛ اع ٢٤:١٥.
نَالُوا ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ مَعْ أَنَّ رَجَاءَهُمْ لَيْسَ سَمَاوِيًّا. مَثَلًا، ‹عَمِلَ رُوحُ يَهْوَهَ فِي دَاوُدَ›. (١٦ مَاذَا يَنْتَظِرُ مُعْظَمُ شَعْبِ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ؟
١٦ مُعْظَمُ شَعْبِ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ لَيْسَ لَدَيْهِمْ رَجَاءُ ٱلْحَيَاةِ فِي ٱلسَّمَاءِ. فَهُمْ مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ وَسَارَةَ وَدَاوُدَ وَيُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانِ وَشَخْصِيَّاتٍ أُخْرَى فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، يَنْتَظِرُونَ بِشَوْقٍ أَنْ يَعِيشُوا عَلَى ٱلْأَرْضِ تَحْتَ حُكْمِ مَمْلَكَةِ ٱللهِ. — عب ١١:١٠.
١٧ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَتُجِيبُ عَنْهَا ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟
١٧ لَا يَزَالُ بَعْضُ ٱلْمُخْتَارِينَ ضِمْنَ شَعْبِ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ. (رؤ ١٢:١٧) لِذَا طَبِيعِيٌّ أَنْ نُفَكِّرَ فِي أَسْئِلَةٍ مِثْلِ: كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَنْظُرَ ٱلْمُخْتَارُونَ إِلَى أَنْفُسِهِمْ؟ إِذَا تَنَاوَلَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ فِي جَمَاعَتِكَ مِنَ ٱلرَّمْزَيْنِ فِي ٱلذِّكْرَى، فَكَيْفَ تُعَامِلُهُ؟ وَهَلْ يَجِبُ أَنْ تَقْلَقَ إِذَا بَقِيَ عَدَدُ ٱلْمُتَنَاوِلِينَ يَزِيدُ؟ سَتُجِيبُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ.
^ الفقرة 5 مُنْذُ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، يُعْطِي يَهْوَهُ بَعْضَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ رَجَاءً رَائِعًا: أَنْ يَحْكُمُوا مَعَ ٱبْنِهِ فِي ٱلسَّمَاءِ. لٰكِنْ كَيْفَ يَعْرِفُ هٰؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَنَّ ٱللهَ ٱخْتَارَهُمْ لِهٰذَا ٱلِٱمْتِيَازِ؟ وَكَيْفَ يُخْتَارُونَ؟ سَتُجِيبُ ٱلْمَقَالَةُ عَنْ هٰذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ. وَهِيَ مُؤَسَّسَةٌ عَلَى مَقَالَةٍ فِي عَدَدِ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر) ٢٠١٦ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ.
^ الفقرة 2 شَرْحُ ٱلْمُفْرَدَاتِ وَٱلتَّعَابِيرِ: إِنَّ ٱلْمُخْتَارِينَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ هُمُ ٱلَّذِينَ عَيَّنَهُمْ يَهْوَهُ بِرُوحِهِ كَيْ يَحْكُمُوا مَعْ يَسُوعَ فِي ٱلسَّمَاءِ. فَبِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، يُعْطِيهِمْ يَهْوَهُ ‹عُرْبُونًا› أَوْ وَعْدًا لِلْمُسْتَقْبَلِ. (اف ١:١٣، ١٤) وَهٰؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقُولُوا إِنَّ ٱلرُّوحَ «يَشْهَدُ» أَوْ يُؤَكِّدُ لَهُمْ أَنَّهُمْ سَيَحْكُمُونَ مَعْ يَسُوعَ فِي ٱلسَّمَاءِ. — رو ٨:١٦.
^ الفقرة 5 شَرْحُ ٱلْمُفْرَدَاتِ وَٱلتَّعَابِيرِ: لَا يَصِيرُ هٰذَا ٱلْخَتْمُ نِهَائِيًّا إِلَّا فِي وَقْتٍ مَا قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ ٱلْمُخْتَارُونَ أُمَنَاءَ لِيَهْوَهَ أَوْ يَبْدَأَ ٱلضِّيقُ ٱلْعَظِيمُ. — اف ٤:٣٠؛ رؤ ٧:٢-٤؛ اُنْظُرْ «أَسْئِلَةٌ مِنَ ٱلْقُرَّاءِ» فِي عَدَدِ نَيْسَانَ (إِبْرِيل) ٢٠١٦ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ.
^ الفقرة 10 تَجِدُ شَرْحًا إِضَافِيًّا لِمَعْنَى ٱلْوِلَادَةِ ٱلثَّانِيَةِ فِي بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ، عَدَدِ ١ نَيْسَانَ (إِبْرِيل) ٢٠٠٩، ٱلصَّفَحَاتِ ٣-١١.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٢٧ اَلْكَشْفُ عَنْ أَبْنَاءِ ٱللهِ
^ الفقرة 57 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: سَوَاءٌ كُنَّا مَسْجُونِينَ مِنْ أَجْلِ إِيمَانِنَا أَوْ كُنَّا نُبَشِّرُ وَنُعَلِّمُ بِحُرِّيَّةٍ، نَحْنُ نَنْتَظِرُ بِشَوْقٍ أَنْ نَعِيشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ تَحْتَ حُكْمِ مَمْلَكَةِ ٱللهِ.