‹ما يريده الروح هو حياة وسلام›
‹اَلَّذِينَ هُمْ بِحَسَبِ ٱلرُّوحِ يُوَجِّهُونَ فِكْرَهُمْ إِلَى أُمُورِ ٱلرُّوحِ›. — رو ٨:٥.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٥٧، ٥٢
١، ٢ لِمَ يَهُمُّ ٱلْإِصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ مِنْ رُومَا ٱلْمَمْسُوحِينَ خُصُوصًا؟
لَرُبَّمَا سَمِعْتَ رُومَا ٨:١٥-١٧ تُقْرَأُ خِلَالَ ٱلِٱحْتِفَالِ بِذِكْرَى مَوْتِ يَسُوعَ. فَعَلَى ضَوْءِ هٰذِهِ ٱلْآيَاتِ، يَعْرِفُ ٱلْمَمْسُوحُونَ أَنَّ رَجَاءَهُمْ سَمَاوِيٌّ لِأَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يَشْهَدُ مَعَ رُوحِهِمْ. وَيَأْتِي ٱلْعَدَدُ ٱلْأَوَّلُ أَيْضًا فِي هٰذَا ٱلْإِصْحَاحِ عَلَى ذِكْرِ مَنْ هُمْ «فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ». وَلٰكِنْ هَلْ يَنْطَبِقُ ٱلْإِصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ مِنْ رُومَا عَلَى ٱلْمَمْسُوحِينَ فَقَطْ؟ أَمْ يُفِيدُ أَيْضًا مَنْ رَجَاؤُهُمْ أَرْضِيٌّ؟
٢ إِنَّ هٰذَا ٱلْإِصْحَاحَ مُوَجَّهٌ بِشَكْلٍ خَاصٍّ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ. فَهُمْ مَنْ يَنَالُونَ «ٱلرُّوحَ» وَ ‹يَنْتَظِرُونَ ٱلتَّبَنِّيَ، ٱلْفِدَاءَ مِنْ أَجْسَادِهِمِ› ٱللَّحْمِيَّةِ. (رو ٨:٢٣) فَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ، سَيُصْبِحُونَ أَبْنَاءَ ٱللهِ فِي ٱلسَّمَاءِ. فَقَدْ غَفَرَ لَهُمْ يَهْوَهُ خَطَايَاهُمْ عَلَى أَسَاسِ ٱلْفِدْيَةِ. وَهٰكَذَا بَرَّرَهُمْ بِصِفَتِهِمْ أَبْنَاءَهُ ٱلرُّوحِيِّينَ. — رو ٣:٢٣-٢٦؛ ٤:٢٥؛ ٨:٣٠.
٣ لِمَ يَهُمُّ ٱلْإِصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ مِنْ رُومَا ٱلَّذِينَ رَجَاؤُهُمْ أَرْضِيٌّ؟
ٱلْإِصْحَاحَ ٱلثَّامِنَ مِنْ رُومَا يَهُمُّ أَيْضًا ٱلَّذِينَ رَجَاؤُهُمْ أَرْضِيٌّ. فَهُمْ فِي نَظَرِ ٱللهِ أَبْرَارٌ. وَأَحَدُ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصِ هُوَ إِبْرَاهِيمُ ٱلَّذِي تَحَدَّثَ عَنْهُ بُولُسُ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ٱلرَّابِعِ. فَقَدْ عَاشَ هٰذَا ٱلرَّجُلُ ٱلْأَمِينُ قَبْلَ أَنْ يُعْطِيَ يَهْوَهُ ٱلشَّرِيعَةَ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ وَقَبْلَ أَنْ يَمُوتَ يَسُوعُ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا. مَعَ ذٰلِكَ، لَاحَظَ يَهْوَهُ إِيمَانَهُ ٱلْبَارِزَ وَٱعْتَبَرَهُ بَارًّا. (اقرأ روما ٤:٢٠-٢٢.) وَيَصِحُّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ ٱلْيَوْمَ فِي ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ رَجَاؤُهُمْ أَرْضِيٌّ. فَيَهْوَهُ يَعْتَبِرُهُمْ أَبْرَارًا. مِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ، يَسْتَفِيدُونَ هُمْ أَيْضًا مِنَ ٱلْمَشُورَةِ فِي رُومَا ٱلْإِصْحَاحِ ٱلثَّامِنِ.
٣ لٰكِنَّ٤ مَاذَا يَجِبُ أَنْ تَسْأَلَ نَفْسَكَ عَلَى ضَوْءِ رُومَا ٨:٢١؟
٤ تُؤَكِّدُ رُومَا ٨:٢١ أَنَّ ٱلْعَالَمَ ٱلْجَدِيدَ قَادِمٌ وَأَنَّ ٱلْبَشَرَ سَيَتَحَرَّرُونَ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ. فَهُمْ سَيَنَالُونَ «ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ لِأَوْلَادِ ٱللهِ». فَهَلْ تَرَى نَفْسَكَ فِي عَالَمِ ٱللهِ ٱلْجَدِيدِ؟ يُخْبِرُنَا ٱلْإِصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ مَا عَلَيْنَا فِعْلُهُ لِنَحْيَا فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ.
تَوْجِيهُ ٱلْفِكْرِ إِلَى «أُمُورِ ٱلْجَسَدِ»
٥ أَيُّ مَسْأَلَةٍ مُهِمَّةٍ ذَكَرَهَا بُولُسُ فِي رُومَا ٨:٤-١٣؟
٥ اقرأ روما ٨:٤-١٣. قَارَنَ بُولُسُ فِي هٰذَا ٱلْإِصْحَاحِ بَيْنَ مَنْ يَسِيرُونَ «بِحَسَبِ ٱلرُّوحِ» وَمَنْ يَسِيرُونَ «بِحَسَبِ ٱلْجَسَدِ». قَدْ تَبْدُو هٰذِهِ مُقَارَنَةً بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ وَغَيْرِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. لٰكِنَّ بُولُسَ كَتَبَ رِسَالَتَهُ إِلَى «جَمِيعِ مَنْ هُمْ فِي رُومَا مِنْ أَحِبَّاءِ ٱللهِ، ٱلْمَدْعُوِّينَ لِيَكُونُوا قِدِّيسِينَ». (رو ١:٧) لِذَا فَإِنَّ مَنْ تَحَدَّثَ عَنْهُمْ كَانُوا جَمِيعًا مَسِيحِيِّينَ. وَلٰكِنْ مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ ٱلْفِئَتَيْنِ؟
٦، ٧ (أ) مَا هِيَ بَعْضُ مَعَانِي كَلِمَةِ «جَسَدٍ» فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ (ب) مَاذَا عَنَى بُولُسُ بِكَلِمَةِ «جَسَدٍ» فِي رُومَا ٨:٤-١٣؟
٦ تَحْمِلُ كَلِمَةُ «جَسَدٍ» مَعَانِيَ عَدِيدَةً فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. أَحْيَانًا، تُشِيرُ إِلَى جَسَدِنَا ٱلْحَرْفِيِّ. (١ كو ١٥:٣٩) وَأَحْيَانًا أُخْرَى، تَدُلُّ عَلَى صِلَةِ ٱلْقَرَابَةِ. مَثَلًا، يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ يَسُوعَ «تَحَدَّرَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ بِحَسَبِ ٱلْجَسَدِ». وَكَذٰلِكَ دَعَا بُولُسُ ٱلْيَهُودَ «أَنْسِبَائِي حَسَبَ ٱلْجَسَدِ». — رو ١:٣؛ ٩:٣.
٧ لٰكِنَّ بُولُسَ فِي رُومَا ٨:٤-١٣ ٱسْتَخْدَمَ كَلِمَةَ «جَسَدٍ» بِمَعْنًى آخَرَ. وَهٰذَا مَا يُؤَكِّدُهُ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ٱلسَّابِعِ. فَقَدْ ذَكَرَ فِي رُومَا ٧:٥: «عِنْدَمَا كُنَّا حَسَبَ ٱلْجَسَدِ، كَانَتِ ٱلْأَهْوَاءُ ٱلْخَاطِئَةُ ٱلَّتِي أَثَارَتْهَا ٱلشَّرِيعَةُ تَعْمَلُ فِي أَعْضَائِنَا». فَٱلَّذِينَ يَعِيشُونَ «بِحَسَبِ ٱلْجَسَدِ» هُمْ مَنْ يَتْبَعُونَ ‹أَهْوَاءَهُمْ›، أَوْ يَفْعَلُونَ مَا يَحْلُو لَهُمْ، لِأَنَّ رَغَبَاتِهِمْ وَمُيُولَهُمُ ٱلنَّاقِصَةَ تَتَحَكَّمُ فِيهِمْ.
٨ لِمَ حَذَّرَ بُولُسُ ٱلْمَمْسُوحِينَ مِنَ ٱلسَّيْرِ «بِحَسَبِ ٱلْجَسَدِ»؟
٨ وَلٰكِنْ لِمَ حَذَّرَ بُولُسُ ٱلْمَمْسُوحِينَ مِنَ ٱلْعَيْشِ «بِحَسَبِ ٱلْجَسَدِ»؟ وَهَلْ يُوَاجِهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْيَوْمَ خَطَرًا مُمَاثِلًا؟ إِنَّ كُلَّ مَسِيحِيٍّ مُعَرَّضٌ لِلسَّيْرِ حَسَبَ جَسَدِهِ ٱلْخَاطِئِ. مَثَلًا، كَتَبَ بُولُسُ أَنَّ بَعْضَ ٱلْإِخْوَةِ فِي رُومَا كَانُوا عَبِيدًا «لِبُطُونِهِمْ»، أَوْ شَهَوَاتِهِمْ. وَلَرُبَّمَا أَشَارَ بِذٰلِكَ إِلَى ٱلشَّهْوَةِ ٱلْجِنْسِيَّةِ، أَوِ ٱشْتِهَاءِ ٱلطَّعَامِ وَٱلْمَلَذَّاتِ ٱلْأُخْرَى. (رو ١٦:١٧، ١٨؛ في ٣:١٨، ١٩؛ يه ٤، ٨، ١٢) كَمَا كَتَبَ عَنْ أَحَدِ ٱلْإِخْوَةِ فِي كُورِنْثُوسَ ٱلَّذِي كَانَ يُسَاكِنُ زَوْجَةَ أَبِيهِ. (١ كو ٥:١) فَلَا عَجَبَ أَنْ يُحَذِّرَ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ ‹تَوْجِيهِ فِكْرِهِمْ إِلَى أُمُورِ ٱلْجَسَدِ›. — رو ٨:٥، ٦.
٩ مَاذَا لَا يَعْنِيهِ تَحْذِيرُ بُولُسَ فِي رُومَا ٨:٦؟
٩ وَهٰذَا ٱلتَّحْذِيرُ ضَرُورِيٌّ ٱلْيَوْمَ أَيْضًا. فَٱلْمَسِيحِيُّ يُمْكِنُ أَنْ يَبْدَأَ بِتَوْجِيهِ فِكْرِهِ إِلَى أُمُورِ ٱلْجَسَدِ، حَتَّى لَوْ مَضَتْ سَنَوَاتٌ عَلَى خِدْمَتِهِ لِيَهْوَهَ. وَلٰكِنْ لَا يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّنَا لَا يَجِبُ أَنْ نُفَكِّرَ أَبَدًا فِي ٱلطَّعَامِ، ٱلْعَمَلِ، ٱلتَّسْلِيَةِ، أَوِ ٱلْحُبِّ. فَهٰذِهِ ٱلْأُمُورُ جُزْءٌ لَا يَتَجَزَّأُ مِنَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْيَوْمِيَّةِ. حَتَّى يَسُوعُ ٱسْتَمْتَعَ بِٱلطَّعَامِ، وَأَطْعَمَ ٱلْآخَرِينَ أَيْضًا.
وَكَتَبَ بُولُسُ أَنَّ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلْجِنْسِيَّةَ لَهَا دَوْرٌ مُهِمٌّ فِي ٱلزَّوَاجِ.١٠ إِلَامَ تُشِيرُ عِبَارَةُ ‹تَوْجِيهِ ٱلْفِكْرِ›؟
١٠ إِذًا، مَاذَا عَنَى بُولُسُ حِينَ تَحَدَّثَ عَنْ ‹تَوْجِيهِ ٱلْفِكْرِ إِلَى أُمُورِ ٱلْجَسَدِ›؟ تُشِيرُ ٱلْكَلِمَةُ ٱلْيُونَانِيَّةُ أَنَّ ٱلْمَرْءَ يُرَكِّزُ فِكْرَهُ وَخُطَطَهُ عَلَى أَمْرٍ مُعَيَّنٍ. وَأَوْضَحَ أَحَدُ ٱلْعُلَمَاءِ أَنَّ ٱلتَّعْبِيرَ فِي رُومَا ٨:٥ يُشِيرُ إِلَى أَشْخَاصٍ يَسْمَحُونَ لِشَهَوَاتِهِمِ ٱلْأَنَانِيَّةِ أَنْ تُصْبِحَ «كُلَّ هَمِّهِمْ وَمِحْوَرَ حَدِيثِهِمْ». فَهُمْ يَسْمَحُونَ لَهَا بِأَنْ تَتَحَكَّمَ فِي حَيَاتِهِمْ.
١١ مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يُصْبِحَ مِحْوَرَ ٱهْتِمَامِنَا؟
١١ لِذَا وَجَبَ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا أَنْ يَفْحَصُوا أَنْفُسَهُمْ لِيَعْرِفُوا مَا هُوَ مِحْوَرُ حَيَاتِهِمْ. فَهَلْ يُرَكِّزُونَ عَلَى «أُمُورِ ٱلْجَسَدِ»؟ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، عَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَفْحَصَ حَيَاتَنَا. فَعَلَامَ يَدُورُ حَدِيثُنَا؟ وَمَاذَا يَسْتَهْوِينَا فِعْلًا؟ يَنْشَغِلُ ٱلْبَعْضُ بِتَذَوُّقِ أَنْوَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنَ ٱلْخَمْرِ، تَزْيِينِ بُيُوتِهِمْ، شِرَاءِ ثِيَابٍ جَدِيدَةٍ، ٱسْتِثْمَارِ أَمْوَالِهِمْ، ٱلتَّخْطِيطِ لِلْعُطَلِ، وَمَا شَابَهَ. كُلُّ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ لَيْسَتْ خَطَأً بِحَدِّ ذَاتِهَا. فَهِيَ جُزْءٌ مِنَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْيَوْمِيَّةِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، حَوَّلَ يَسُوعُ ٱلْمَاءَ إِلَى خَمْرٍ فِي وَلِيمَةِ عُرْسٍ. وَبُولُسُ نَصَحَ تِيمُوثَاوُسَ أَنْ يَشْرَبَ «قَلِيلًا مِنَ ٱلْخَمْرِ». (١ تي ٥:٢٣؛ يو ٢:٣-١١) لٰكِنَّ ٱلْخَمْرَ لَمْ تَكُنْ كُلَّ هَمِّهِمَا وَمِحْوَرَ حَدِيثِهِمَا. وَمَاذَا عَنَّا؟ مَا هُوَ مِحْوَرُ ٱهْتِمَامَاتِنَا؟
١٢، ١٣ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَفْحَصَ أَنْفُسَنَا؟
١٢ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَفْحَصَ أَنْفُسَنَا. حَذَّرَ بُولُسُ: «مَا يُرِيدُهُ ٱلْجَسَدُ إِنَّمَا هُوَ مَوْتٌ». (رو ٨:٦) فَٱلتَّفْكِيرُ دَائِمًا فِي أُمُورِ ٱلْجَسَدِ يُؤَدِّي إِلَى ٱلْمَوْتِ، إِمَّا ٱلْمَوْتِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْآنَ أَوِ ٱلْمَوْتِ ٱلْحَرْفِيِّ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. وَلٰكِنْ يُمْكِنُ تَجَنُّبُ هٰذَا ٱلْمَصِيرِ. فَٱلْإِنْسَانُ بِٱسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يَتَغَيَّرَ. وَهٰذَا مَا حَدَثَ مَعَ ٱلشَّخْصِ ٱلَّذِي كَانَ يُمَارِسُ ٱلْعَهَارَةَ فِي كُورِنْثُوسَ. فَبَعْدَمَا نَالَ ٱلتَّأْدِيبَ، أَجْرَى تَغْيِيرَاتٍ فِي حَيَاتِهِ. فَتَوَقَّفَ عَنِ ٱتِّبَاعِ شَهَوَاتِهِ ٱلْجَسَدِيَّةِ وَخَدَمَ يَهْوَهَ مُجَدَّدًا بِطَرِيقَةٍ مَقْبُولَةٍ. — ٢ كو ٢:٦-٨.
١٣ مَعَ أَنَّ هٰذَا ٱلشَّخْصَ تَمَادَى كَثِيرًا فِي ٱلْعَيْشِ «حَسَبَ ٱلْجَسَدِ»، تَمَكَّنَ مِنْ إِجْرَاءِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱللَّازِمَةِ. لِذٰلِكَ، إِذَا بَدَأَ ٱلْمَسِيحِيُّ بِٱتِّبَاعِ شَهَوَاتِهِ ٱلْخَاطِئَةِ بَدَلَ مَقَايِيسِ يَهْوَهَ، فَلَا يَجِبُ أَنْ يَيْأَسَ. بَلْ يَجِبُ أَنْ يُبْقِيَ فِي بَالِهِ تَحْذِيرَ بُولُسَ. وَهٰذَا مَا سَيَدْفَعُهُ إِلَى إِجْرَاءِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱللَّازِمَةِ فِي حَيَاتِهِ.
‹تَوْجِيهُ ٱلْفِكْرِ إِلَى أُمُورِ ٱلرُّوحِ›
١٤، ١٥ (أ) إِلَامَ يَجِبُ أَنْ نُوَجِّهَ فِكْرَنَا بِحَسَبِ مَشُورَةِ بُولُسَ؟ (ب) مَاذَا لَا يَعْنِيهِ ‹تَوْجِيهُ ٱلْفِكْرِ إِلَى أُمُورِ ٱلرُّوحِ›؟
١٤ بَعْدَمَا حَذَّرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مِنْ ‹تَوْجِيهِ ٱلْفِكْرِ إِلَى أُمُورِ ٱلْجَسَدِ›، قَالَ: «أَمَّا مَا يُرِيدُهُ ٱلرُّوحُ فَهُوَ حَيَاةٌ وَسَلَامٌ». فَمَا أَعْظَمَ هٰذِهِ ٱلْمُكَافَأَةَ! وَلٰكِنْ كَيْفَ نَحْصُلُ عَلَيْهَا؟
١٥ لَا يَعْنِي ‹تَوْجِيهُ ٱلْفِكْرِ إِلَى أُمُورِ ٱلرُّوحِ› أَنْ مر ٦:٣؛ ١ تس ٢:٩.
يَتَخَلَّى ٱلْمَرْءُ تَمَامًا عَنْ أُمُورِ ٱلدُّنْيَا. فَلَا يَعُودُ يَتَحَدَّثُ أَوْ يُفَكِّرُ إِلَّا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَيَهْوَهَ. خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ بُولُسَ وَغَيْرَهُ مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. فَقَدْ عَاشُوا حَيَاةً عَادِيَّةً، وَكَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ. وَتَزَوَّجَ كَثِيرُونَ مِنْهُمْ وَأَنْجَبُوا أَوْلَادًا. كَمَا أَنَّهُمْ عَمِلُوا لِيَعُولُوا أَنْفُسَهُمْ. —١٦ مَاذَا ٱحْتَلَّ ٱلْمَرْتَبَةَ ٱلْأُولَى فِي حَيَاةِ بُولُسَ؟
١٦ لٰكِنَّ شُؤُونَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْيَوْمِيَّةِ لَمْ تَكُنْ مِحْوَرَ حَيَاةِ خُدَّامِ ٱللهِ هٰؤُلَاءِ. مَثَلًا، أَمَّنَ بُولُسُ مَعِيشَتَهُ بِصُنْعِ ٱلْخِيَامِ. إِلَّا أَنَّ خِدْمَةَ ٱللهِ هِيَ ٱلَّتِي ٱحْتَلَّتِ ٱلْمَرْتَبَةَ ٱلْأُولَى فِي حَيَاتِهِ. فَقَدْ رَكَّزَ عَلَى عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ. (اقرإ الاعمال ١٨:٢-٤؛ ٢٠:٢٠، ٢١، ٣٤، ٣٥.) وَكَانَ عَلَى ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ فِي رُومَا أَنْ يَتْبَعُوا مِثَالَهُ. وَيَحْسُنُ بِنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَتَمَثَّلَ بِهِ. — رو ١٥:١٥، ١٦.
١٧ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ حِينَ ‹نُوَجِّهُ فِكْرَنَا إِلَى أُمُورِ ٱلرُّوحِ›؟
١٧ وَمَاذَا يَنْتُجُ حِينَ تَكُونُ خِدْمَةُ يَهْوَهَ هِيَ مِحْوَرَ حَيَاتِنَا؟ تَقُولُ رُومَا ٨:٦: «أَمَّا مَا يُرِيدُهُ ٱلرُّوحُ فَهُوَ حَيَاةٌ وَسَلَامٌ». وَنَحْنُ نَفْعَلُ «مَا يُرِيدُهُ ٱلرُّوحُ» عِنْدَمَا نَتْبَعُ تَوْجِيهَهُ وَنَتَبَنَّى فِكْرَ يَهْوَهَ. عِنْدَئِذٍ نَتَمَتَّعُ بِحَيَاةٍ سَعِيدَةٍ لَهَا مَعْنًى ٱلْآنَ وَحَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.
١٨ أَيُّ سَلَامٍ نَتَمَتَّعُ بِهِ حِينَ ‹نُوَجِّهُ فِكْرَنَا إِلَى أُمُورِ ٱلرُّوحِ›؟
١٨ وَمَاذَا عَنَى بُولُسُ حِينَ قَالَ إِنَّ ‹مَا يُرِيدُهُ ٱلرُّوحُ هُوَ سَلَامٌ›؟ يُرِيدُ كُلُّ ٱلنَّاسِ أَنْ يَنْعَمُوا بِٱلسَّلَامِ، خَاصَّةً سَلَامَ ٱلْعَقْلِ. إِلَّا أَنَّ قَلِيلِينَ يَتَمَتَّعُونَ بِهِ. أَمَّا نَحْنُ فَيُنْعِمُ يَهْوَهُ عَلَيْنَا بِسَلَامِ ٱلْعَقْلِ. كَمَا أَنَّنَا نَتَمَتَّعُ بِٱلسَّلَامِ مَعَ أَعْضَاءِ عَائِلَاتِنَا وَٱلْإِخْوَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَلٰكِنْ بِسَبَبِ نَقْصِنَا، تَنْشَأُ أَحْيَانًا مَشَاكِلُ بَيْنَنَا. فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ، لِنَتْبَعْ مَشُورَةَ يَسُوعَ: «صَالِحْ أَخَاكَ». (مت ٥:٢٤) وَلْنَتَذَكَّرْ دَائِمًا أَنَّ إِخْوَتَنَا وَأَخَوَاتِنَا يَخْدُمُونَ هُمْ أَيْضًا «ٱللهَ مُعْطِيَ ٱلسَّلَامِ». — رو ١٥:٣٣؛ ١٦:٢٠.
١٩ أَيُّ سَلَامٍ فَرِيدٍ نَتَمَتَّعُ بِهِ؟
١٩ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، نَحْنُ نَنْعَمُ بِسَلَامٍ آخَرَ لَا يُقَدَّرُ بِثَمَنٍ. فَحِينَ ‹نُوَجِّهُ فِكْرَنَا إِلَى أُمُورِ ٱلرُّوحِ›، نَتَمَتَّعُ بِعَلَاقَةٍ سِلْمِيَّةٍ مَعَ خَالِقِنَا. فَقَدْ تَنَبَّأَ إِشَعْيَا أَنَّ يَهْوَهَ ‹يَحْفَظُ فِي سَلَامٍ دَائِمٍ› كُلَّ مَنْ يَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ. — اش ٢٦:٣؛ اقرأ روما ٥:١.
٢٠ لِمَ نُقَدِّرُ ٱلْمَشُورَةَ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ٱلثَّامِنِ مِنْ رُومَا؟
٢٠ إِذًا، سَوَاءٌ كُنَّا نَرْجُو ٱلْعَيْشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي ٱلسَّمَاءِ أَوْ عَلَى ٱلْأَرْضِ، كُلُّنَا نَسْتَفِيدُ مِنَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْحَكِيمَةِ فِي رُومَا ٱلْإِصْحَاحِ ٱلثَّامِنِ. فَنَحْنُ نُقَدِّرُ مَشُورَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِأَنْ نُرَكِّزَ عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ وَأَلَّا نَتْبَعَ شَهَوَاتِنَا. وَنَحْنُ نَثِقُ أَنَّنَا سَنُكَافَأُ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ إِذَا وَجَّهْنَا فِكْرَنَا إِلَى «أُمُورِ ٱلرُّوحِ». كَتَبَ بُولُسُ: «عَطِيَّةُ ٱللهِ . . . هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا». — رو ٦:٢٣.