الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏‹ما يريده الروح هو حياة وسلام›‏

‏‹ما يريده الروح هو حياة وسلام›‏

‏‹اَلَّذِينَ هُمْ بِحَسَبِ ٱلرُّوحِ يُوَجِّهُونَ فِكْرَهُمْ إِلَى أُمُورِ ٱلرُّوحِ›.‏ —‏ رو ٨:‏٥‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٥٧،‏ ٥٢

١،‏ ٢ لِمَ يَهُمُّ ٱلْإِصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ مِنْ رُومَا ٱلْمَمْسُوحِينَ خُصُوصًا؟‏

لَرُبَّمَا سَمِعْتَ رُومَا ٨:‏١٥-‏١٧ تُقْرَأُ خِلَالَ ٱلِٱحْتِفَالِ بِذِكْرَى مَوْتِ يَسُوعَ.‏ فَعَلَى ضَوْءِ هٰذِهِ ٱلْآيَاتِ،‏ يَعْرِفُ ٱلْمَمْسُوحُونَ أَنَّ رَجَاءَهُمْ سَمَاوِيٌّ لِأَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يَشْهَدُ مَعَ رُوحِهِمْ.‏ وَيَأْتِي ٱلْعَدَدُ ٱلْأَوَّلُ أَيْضًا فِي هٰذَا ٱلْإِصْحَاحِ عَلَى ذِكْرِ مَنْ هُمْ «فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ».‏ وَلٰكِنْ هَلْ يَنْطَبِقُ ٱلْإِصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ مِنْ رُومَا عَلَى ٱلْمَمْسُوحِينَ فَقَطْ؟‏ أَمْ يُفِيدُ أَيْضًا مَنْ رَجَاؤُهُمْ أَرْضِيٌّ؟‏

٢ إِنَّ هٰذَا ٱلْإِصْحَاحَ مُوَجَّهٌ بِشَكْلٍ خَاصٍّ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ.‏ فَهُمْ مَنْ يَنَالُونَ «ٱلرُّوحَ» وَ ‹يَنْتَظِرُونَ ٱلتَّبَنِّيَ،‏ ٱلْفِدَاءَ مِنْ أَجْسَادِهِمِ› ٱللَّحْمِيَّةِ.‏ (‏رو ٨:‏٢٣‏)‏ فَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ،‏ سَيُصْبِحُونَ أَبْنَاءَ ٱللهِ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ فَقَدْ غَفَرَ لَهُمْ يَهْوَهُ خَطَايَاهُمْ عَلَى أَسَاسِ ٱلْفِدْيَةِ.‏ وَهٰكَذَا بَرَّرَهُمْ بِصِفَتِهِمْ أَبْنَاءَهُ ٱلرُّوحِيِّينَ.‏ —‏ رو ٣:‏٢٣-‏٢٦؛‏ ٤:‏٢٥؛‏ ٨:‏٣٠‏.‏

٣ لِمَ يَهُمُّ ٱلْإِصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ مِنْ رُومَا ٱلَّذِينَ رَجَاؤُهُمْ أَرْضِيٌّ؟‏

٣ لٰكِنَّ ٱلْإِصْحَاحَ ٱلثَّامِنَ مِنْ رُومَا يَهُمُّ أَيْضًا ٱلَّذِينَ رَجَاؤُهُمْ أَرْضِيٌّ.‏ فَهُمْ فِي نَظَرِ ٱللهِ أَبْرَارٌ.‏ وَأَحَدُ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصِ هُوَ إِبْرَاهِيمُ ٱلَّذِي تَحَدَّثَ عَنْهُ بُولُسُ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ٱلرَّابِعِ‏.‏ فَقَدْ عَاشَ هٰذَا ٱلرَّجُلُ ٱلْأَمِينُ قَبْلَ أَنْ يُعْطِيَ يَهْوَهُ ٱلشَّرِيعَةَ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ وَقَبْلَ أَنْ يَمُوتَ يَسُوعُ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ لَاحَظَ يَهْوَهُ إِيمَانَهُ ٱلْبَارِزَ وَٱعْتَبَرَهُ بَارًّا.‏ ‏(‏اقرأ روما ٤:‏٢٠-‏٢٢‏.‏)‏ وَيَصِحُّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ ٱلْيَوْمَ فِي ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ رَجَاؤُهُمْ أَرْضِيٌّ.‏ فَيَهْوَهُ يَعْتَبِرُهُمْ أَبْرَارًا.‏ مِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ،‏ يَسْتَفِيدُونَ هُمْ أَيْضًا مِنَ ٱلْمَشُورَةِ فِي رُومَا ٱلْإِصْحَاحِ ٱلثَّامِنِ‏.‏

٤ مَاذَا يَجِبُ أَنْ تَسْأَلَ نَفْسَكَ عَلَى ضَوْءِ رُومَا ٨:‏٢١‏؟‏

٤ تُؤَكِّدُ رُومَا ٨:‏٢١ أَنَّ ٱلْعَالَمَ ٱلْجَدِيدَ قَادِمٌ وَأَنَّ ٱلْبَشَرَ سَيَتَحَرَّرُونَ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ.‏ فَهُمْ سَيَنَالُونَ «ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ لِأَوْلَادِ ٱللهِ».‏ فَهَلْ تَرَى نَفْسَكَ فِي عَالَمِ ٱللهِ ٱلْجَدِيدِ؟‏ يُخْبِرُنَا ٱلْإِصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ مَا عَلَيْنَا فِعْلُهُ لِنَحْيَا فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ.‏

تَوْجِيهُ ٱلْفِكْرِ إِلَى «أُمُورِ ٱلْجَسَدِ»‏

٥ أَيُّ مَسْأَلَةٍ مُهِمَّةٍ ذَكَرَهَا بُولُسُ فِي رُومَا ٨:‏٤-‏١٣‏؟‏

٥ اقرأ روما ٨:‏٤-‏١٣‏.‏ قَارَنَ بُولُسُ فِي هٰذَا ٱلْإِصْحَاحِ بَيْنَ مَنْ يَسِيرُونَ «بِحَسَبِ ٱلرُّوحِ» وَمَنْ يَسِيرُونَ «بِحَسَبِ ٱلْجَسَدِ».‏ قَدْ تَبْدُو هٰذِهِ مُقَارَنَةً بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ وَغَيْرِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ لٰكِنَّ بُولُسَ كَتَبَ رِسَالَتَهُ إِلَى «جَمِيعِ مَنْ هُمْ فِي رُومَا مِنْ أَحِبَّاءِ ٱللهِ،‏ ٱلْمَدْعُوِّينَ لِيَكُونُوا قِدِّيسِينَ».‏ ‏(‏رو ١:‏٧‏)‏ لِذَا فَإِنَّ مَنْ تَحَدَّثَ عَنْهُمْ كَانُوا جَمِيعًا مَسِيحِيِّينَ.‏ وَلٰكِنْ مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ ٱلْفِئَتَيْنِ؟‏

٦،‏ ٧ ‏(‏أ)‏ مَا هِيَ بَعْضُ مَعَانِي كَلِمَةِ «جَسَدٍ» فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا عَنَى بُولُسُ بِكَلِمَةِ «جَسَدٍ» فِي رُومَا ٨:‏٤-‏١٣‏؟‏

٦ تَحْمِلُ كَلِمَةُ «جَسَدٍ» مَعَانِيَ عَدِيدَةً فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ أَحْيَانًا،‏ تُشِيرُ إِلَى جَسَدِنَا ٱلْحَرْفِيِّ.‏ (‏١ كو ١٥:‏٣٩‏)‏ وَأَحْيَانًا أُخْرَى،‏ تَدُلُّ عَلَى صِلَةِ ٱلْقَرَابَةِ.‏ مَثَلًا،‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ يَسُوعَ «تَحَدَّرَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ بِحَسَبِ ٱلْجَسَدِ».‏ وَكَذٰلِكَ دَعَا بُولُسُ ٱلْيَهُودَ «أَنْسِبَائِي حَسَبَ ٱلْجَسَدِ».‏ —‏ رو ١:‏٣؛‏ ٩:‏٣‏.‏

٧ لٰكِنَّ بُولُسَ فِي رُومَا ٨:‏٤-‏١٣ ٱسْتَخْدَمَ كَلِمَةَ «جَسَدٍ» بِمَعْنًى آخَرَ.‏ وَهٰذَا مَا يُؤَكِّدُهُ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ٱلسَّابِعِ‏.‏ فَقَدْ ذَكَرَ فِي رُومَا ٧:‏٥‏:‏ «عِنْدَمَا كُنَّا حَسَبَ ٱلْجَسَدِ،‏ كَانَتِ ٱلْأَهْوَاءُ ٱلْخَاطِئَةُ ٱلَّتِي أَثَارَتْهَا ٱلشَّرِيعَةُ تَعْمَلُ فِي أَعْضَائِنَا».‏ فَٱلَّذِينَ يَعِيشُونَ «بِحَسَبِ ٱلْجَسَدِ» هُمْ مَنْ يَتْبَعُونَ ‹أَهْوَاءَهُمْ›،‏ أَوْ يَفْعَلُونَ مَا يَحْلُو لَهُمْ،‏ لِأَنَّ رَغَبَاتِهِمْ وَمُيُولَهُمُ ٱلنَّاقِصَةَ تَتَحَكَّمُ فِيهِمْ.‏

٨ لِمَ حَذَّرَ بُولُسُ ٱلْمَمْسُوحِينَ مِنَ ٱلسَّيْرِ «بِحَسَبِ ٱلْجَسَدِ»؟‏

٨ وَلٰكِنْ لِمَ حَذَّرَ بُولُسُ ٱلْمَمْسُوحِينَ مِنَ ٱلْعَيْشِ «بِحَسَبِ ٱلْجَسَدِ»؟‏ وَهَلْ يُوَاجِهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْيَوْمَ خَطَرًا مُمَاثِلًا؟‏ إِنَّ كُلَّ مَسِيحِيٍّ مُعَرَّضٌ لِلسَّيْرِ حَسَبَ جَسَدِهِ ٱلْخَاطِئِ.‏ مَثَلًا،‏ كَتَبَ بُولُسُ أَنَّ بَعْضَ ٱلْإِخْوَةِ فِي رُومَا كَانُوا عَبِيدًا «لِبُطُونِهِمْ»،‏ أَوْ شَهَوَاتِهِمْ.‏ وَلَرُبَّمَا أَشَارَ بِذٰلِكَ إِلَى ٱلشَّهْوَةِ ٱلْجِنْسِيَّةِ،‏ أَوِ ٱشْتِهَاءِ ٱلطَّعَامِ وَٱلْمَلَذَّاتِ ٱلْأُخْرَى.‏ (‏رو ١٦:‏١٧،‏ ١٨؛‏ في ٣:‏١٨،‏ ١٩؛‏ يه ٤،‏ ٨،‏ ١٢‏)‏ كَمَا كَتَبَ عَنْ أَحَدِ ٱلْإِخْوَةِ فِي كُورِنْثُوسَ ٱلَّذِي كَانَ يُسَاكِنُ زَوْجَةَ أَبِيهِ.‏ (‏١ كو ٥:‏١‏)‏ فَلَا عَجَبَ أَنْ يُحَذِّرَ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ ‹تَوْجِيهِ فِكْرِهِمْ إِلَى أُمُورِ ٱلْجَسَدِ›.‏ —‏ رو ٨:‏٥،‏ ٦‏.‏

٩ مَاذَا لَا يَعْنِيهِ تَحْذِيرُ بُولُسَ فِي رُومَا ٨:‏٦‏؟‏

٩ وَهٰذَا ٱلتَّحْذِيرُ ضَرُورِيٌّ ٱلْيَوْمَ أَيْضًا.‏ فَٱلْمَسِيحِيُّ يُمْكِنُ أَنْ يَبْدَأَ بِتَوْجِيهِ فِكْرِهِ إِلَى أُمُورِ ٱلْجَسَدِ،‏ حَتَّى لَوْ مَضَتْ سَنَوَاتٌ عَلَى خِدْمَتِهِ لِيَهْوَهَ.‏ وَلٰكِنْ لَا يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّنَا لَا يَجِبُ أَنْ نُفَكِّرَ أَبَدًا فِي ٱلطَّعَامِ،‏ ٱلْعَمَلِ،‏ ٱلتَّسْلِيَةِ،‏ أَوِ ٱلْحُبِّ.‏ فَهٰذِهِ ٱلْأُمُورُ جُزْءٌ لَا يَتَجَزَّأُ مِنَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْيَوْمِيَّةِ.‏ حَتَّى يَسُوعُ ٱسْتَمْتَعَ بِٱلطَّعَامِ،‏ وَأَطْعَمَ ٱلْآخَرِينَ أَيْضًا.‏ وَكَتَبَ بُولُسُ أَنَّ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلْجِنْسِيَّةَ لَهَا دَوْرٌ مُهِمٌّ فِي ٱلزَّوَاجِ.‏

هَلْ نُظْهِرُ بِحَدِيثِنَا أَنَّ فِكْرَنَا مُوَجَّهٌ إِلَى أُمُورِ ٱلرُّوحِ أَمْ أُمُورِ ٱلْجَسَدِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٠،‏ ١١.‏)‏

١٠ إِلَامَ تُشِيرُ عِبَارَةُ ‹تَوْجِيهِ ٱلْفِكْرِ›؟‏

١٠ إِذًا،‏ مَاذَا عَنَى بُولُسُ حِينَ تَحَدَّثَ عَنْ ‏‹تَوْجِيهِ ٱلْفِكْرِ إِلَى أُمُورِ ٱلْجَسَدِ›؟‏ تُشِيرُ ٱلْكَلِمَةُ ٱلْيُونَانِيَّةُ أَنَّ ٱلْمَرْءَ يُرَكِّزُ فِكْرَهُ وَخُطَطَهُ عَلَى أَمْرٍ مُعَيَّنٍ.‏ وَأَوْضَحَ أَحَدُ ٱلْعُلَمَاءِ أَنَّ ٱلتَّعْبِيرَ فِي رُومَا ٨:‏٥ يُشِيرُ إِلَى أَشْخَاصٍ يَسْمَحُونَ لِشَهَوَاتِهِمِ ٱلْأَنَانِيَّةِ أَنْ تُصْبِحَ «كُلَّ هَمِّهِمْ وَمِحْوَرَ حَدِيثِهِمْ».‏ فَهُمْ يَسْمَحُونَ لَهَا بِأَنْ تَتَحَكَّمَ فِي حَيَاتِهِمْ.‏

١١ مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يُصْبِحَ مِحْوَرَ ٱهْتِمَامِنَا؟‏

١١ لِذَا وَجَبَ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا أَنْ يَفْحَصُوا أَنْفُسَهُمْ لِيَعْرِفُوا مَا هُوَ مِحْوَرُ حَيَاتِهِمْ.‏ فَهَلْ يُرَكِّزُونَ عَلَى «أُمُورِ ٱلْجَسَدِ»؟‏ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ عَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَفْحَصَ حَيَاتَنَا.‏ فَعَلَامَ يَدُورُ حَدِيثُنَا؟‏ وَمَاذَا يَسْتَهْوِينَا فِعْلًا؟‏ يَنْشَغِلُ ٱلْبَعْضُ بِتَذَوُّقِ أَنْوَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنَ ٱلْخَمْرِ،‏ تَزْيِينِ بُيُوتِهِمْ،‏ شِرَاءِ ثِيَابٍ جَدِيدَةٍ،‏ ٱسْتِثْمَارِ أَمْوَالِهِمْ،‏ ٱلتَّخْطِيطِ لِلْعُطَلِ،‏ وَمَا شَابَهَ.‏ كُلُّ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ لَيْسَتْ خَطَأً بِحَدِّ ذَاتِهَا.‏ فَهِيَ جُزْءٌ مِنَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْيَوْمِيَّةِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ حَوَّلَ يَسُوعُ ٱلْمَاءَ إِلَى خَمْرٍ فِي وَلِيمَةِ عُرْسٍ.‏ وَبُولُسُ نَصَحَ تِيمُوثَاوُسَ أَنْ يَشْرَبَ «قَلِيلًا مِنَ ٱلْخَمْرِ».‏ (‏١ تي ٥:‏٢٣؛‏ يو ٢:‏٣-‏١١‏)‏ لٰكِنَّ ٱلْخَمْرَ لَمْ تَكُنْ كُلَّ هَمِّهِمَا وَمِحْوَرَ حَدِيثِهِمَا.‏ وَمَاذَا عَنَّا؟‏ مَا هُوَ مِحْوَرُ ٱهْتِمَامَاتِنَا؟‏

١٢،‏ ١٣ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَفْحَصَ أَنْفُسَنَا؟‏

١٢ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَفْحَصَ أَنْفُسَنَا.‏ حَذَّرَ بُولُسُ:‏ «مَا يُرِيدُهُ ٱلْجَسَدُ إِنَّمَا هُوَ مَوْتٌ».‏ ‏(‏رو ٨:‏٦‏)‏ فَٱلتَّفْكِيرُ دَائِمًا فِي أُمُورِ ٱلْجَسَدِ يُؤَدِّي إِلَى ٱلْمَوْتِ،‏ إِمَّا ٱلْمَوْتِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْآنَ أَوِ ٱلْمَوْتِ ٱلْحَرْفِيِّ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ وَلٰكِنْ يُمْكِنُ تَجَنُّبُ هٰذَا ٱلْمَصِيرِ.‏ فَٱلْإِنْسَانُ بِٱسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يَتَغَيَّرَ.‏ وَهٰذَا مَا حَدَثَ مَعَ ٱلشَّخْصِ ٱلَّذِي كَانَ يُمَارِسُ ٱلْعَهَارَةَ فِي كُورِنْثُوسَ.‏ فَبَعْدَمَا نَالَ ٱلتَّأْدِيبَ،‏ أَجْرَى تَغْيِيرَاتٍ فِي حَيَاتِهِ.‏ فَتَوَقَّفَ عَنِ ٱتِّبَاعِ شَهَوَاتِهِ ٱلْجَسَدِيَّةِ وَخَدَمَ يَهْوَهَ مُجَدَّدًا بِطَرِيقَةٍ مَقْبُولَةٍ.‏ —‏ ٢ كو ٢:‏٦-‏٨‏.‏

١٣ مَعَ أَنَّ هٰذَا ٱلشَّخْصَ تَمَادَى كَثِيرًا فِي ٱلْعَيْشِ «حَسَبَ ٱلْجَسَدِ»،‏ تَمَكَّنَ مِنْ إِجْرَاءِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱللَّازِمَةِ.‏ لِذٰلِكَ،‏ إِذَا بَدَأَ ٱلْمَسِيحِيُّ بِٱتِّبَاعِ شَهَوَاتِهِ ٱلْخَاطِئَةِ بَدَلَ مَقَايِيسِ يَهْوَهَ،‏ فَلَا يَجِبُ أَنْ يَيْأَسَ.‏ بَلْ يَجِبُ أَنْ يُبْقِيَ فِي بَالِهِ تَحْذِيرَ بُولُسَ.‏ وَهٰذَا مَا سَيَدْفَعُهُ إِلَى إِجْرَاءِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱللَّازِمَةِ فِي حَيَاتِهِ.‏

‏‹تَوْجِيهُ ٱلْفِكْرِ إِلَى أُمُورِ ٱلرُّوحِ›‏

١٤،‏ ١٥ ‏(‏أ)‏ إِلَامَ يَجِبُ أَنْ نُوَجِّهَ فِكْرَنَا بِحَسَبِ مَشُورَةِ بُولُسَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا لَا يَعْنِيهِ ‹تَوْجِيهُ ٱلْفِكْرِ إِلَى أُمُورِ ٱلرُّوحِ›؟‏

١٤ بَعْدَمَا حَذَّرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مِنْ ‹تَوْجِيهِ ٱلْفِكْرِ إِلَى أُمُورِ ٱلْجَسَدِ›،‏ قَالَ:‏ «أَمَّا مَا يُرِيدُهُ ٱلرُّوحُ فَهُوَ حَيَاةٌ وَسَلَامٌ».‏ فَمَا أَعْظَمَ هٰذِهِ ٱلْمُكَافَأَةَ!‏ وَلٰكِنْ كَيْفَ نَحْصُلُ عَلَيْهَا؟‏

١٥ لَا يَعْنِي ‹تَوْجِيهُ ٱلْفِكْرِ إِلَى أُمُورِ ٱلرُّوحِ› أَنْ يَتَخَلَّى ٱلْمَرْءُ تَمَامًا عَنْ أُمُورِ ٱلدُّنْيَا.‏ فَلَا يَعُودُ يَتَحَدَّثُ أَوْ يُفَكِّرُ إِلَّا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَيَهْوَهَ.‏ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ بُولُسَ وَغَيْرَهُ مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.‏ فَقَدْ عَاشُوا حَيَاةً عَادِيَّةً،‏ وَكَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ.‏ وَتَزَوَّجَ كَثِيرُونَ مِنْهُمْ وَأَنْجَبُوا أَوْلَادًا.‏ كَمَا أَنَّهُمْ عَمِلُوا لِيَعُولُوا أَنْفُسَهُمْ.‏ —‏ مر ٦:‏٣؛‏ ١ تس ٢:‏٩‏.‏

١٦ مَاذَا ٱحْتَلَّ ٱلْمَرْتَبَةَ ٱلْأُولَى فِي حَيَاةِ بُولُسَ؟‏

١٦ لٰكِنَّ شُؤُونَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْيَوْمِيَّةِ لَمْ تَكُنْ مِحْوَرَ حَيَاةِ خُدَّامِ ٱللهِ هٰؤُلَاءِ.‏ مَثَلًا،‏ أَمَّنَ بُولُسُ مَعِيشَتَهُ بِصُنْعِ ٱلْخِيَامِ.‏ إِلَّا أَنَّ خِدْمَةَ ٱللهِ هِيَ ٱلَّتِي ٱحْتَلَّتِ ٱلْمَرْتَبَةَ ٱلْأُولَى فِي حَيَاتِهِ.‏ فَقَدْ رَكَّزَ عَلَى عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ.‏ ‏(‏اقرإ الاعمال ١٨:‏٢-‏٤؛‏ ٢٠:‏٢٠،‏ ٢١،‏ ٣٤،‏ ٣٥‏.‏)‏ وَكَانَ عَلَى ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ فِي رُومَا أَنْ يَتْبَعُوا مِثَالَهُ.‏ وَيَحْسُنُ بِنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَتَمَثَّلَ بِهِ.‏ —‏ رو ١٥:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

١٧ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ حِينَ ‹نُوَجِّهُ فِكْرَنَا إِلَى أُمُورِ ٱلرُّوحِ›؟‏

١٧ وَمَاذَا يَنْتُجُ حِينَ تَكُونُ خِدْمَةُ يَهْوَهَ هِيَ مِحْوَرَ حَيَاتِنَا؟‏ تَقُولُ رُومَا ٨:‏٦‏:‏ «أَمَّا مَا يُرِيدُهُ ٱلرُّوحُ فَهُوَ حَيَاةٌ وَسَلَامٌ».‏ وَنَحْنُ نَفْعَلُ «مَا يُرِيدُهُ ٱلرُّوحُ» عِنْدَمَا نَتْبَعُ تَوْجِيهَهُ وَنَتَبَنَّى فِكْرَ يَهْوَهَ.‏ عِنْدَئِذٍ نَتَمَتَّعُ بِحَيَاةٍ سَعِيدَةٍ لَهَا مَعْنًى ٱلْآنَ وَحَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏

١٨ أَيُّ سَلَامٍ نَتَمَتَّعُ بِهِ حِينَ ‹نُوَجِّهُ فِكْرَنَا إِلَى أُمُورِ ٱلرُّوحِ›؟‏

١٨ وَمَاذَا عَنَى بُولُسُ حِينَ قَالَ إِنَّ ‹مَا يُرِيدُهُ ٱلرُّوحُ هُوَ سَلَامٌ›؟‏ يُرِيدُ كُلُّ ٱلنَّاسِ أَنْ يَنْعَمُوا بِٱلسَّلَامِ،‏ خَاصَّةً سَلَامَ ٱلْعَقْلِ.‏ إِلَّا أَنَّ قَلِيلِينَ يَتَمَتَّعُونَ بِهِ.‏ أَمَّا نَحْنُ فَيُنْعِمُ يَهْوَهُ عَلَيْنَا بِسَلَامِ ٱلْعَقْلِ.‏ كَمَا أَنَّنَا نَتَمَتَّعُ بِٱلسَّلَامِ مَعَ أَعْضَاءِ عَائِلَاتِنَا وَٱلْإِخْوَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَلٰكِنْ بِسَبَبِ نَقْصِنَا،‏ تَنْشَأُ أَحْيَانًا مَشَاكِلُ بَيْنَنَا.‏ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ،‏ لِنَتْبَعْ مَشُورَةَ يَسُوعَ:‏ «صَالِحْ أَخَاكَ».‏ (‏مت ٥:‏٢٤‏)‏ وَلْنَتَذَكَّرْ دَائِمًا أَنَّ إِخْوَتَنَا وَأَخَوَاتِنَا يَخْدُمُونَ هُمْ أَيْضًا «ٱللهَ مُعْطِيَ ٱلسَّلَامِ».‏ —‏ رو ١٥:‏٣٣؛‏ ١٦:‏٢٠‏.‏

١٩ أَيُّ سَلَامٍ فَرِيدٍ نَتَمَتَّعُ بِهِ؟‏

١٩ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ نَحْنُ نَنْعَمُ بِسَلَامٍ آخَرَ لَا يُقَدَّرُ بِثَمَنٍ.‏ فَحِينَ ‹نُوَجِّهُ فِكْرَنَا إِلَى أُمُورِ ٱلرُّوحِ›،‏ نَتَمَتَّعُ بِعَلَاقَةٍ سِلْمِيَّةٍ مَعَ خَالِقِنَا.‏ فَقَدْ تَنَبَّأَ إِشَعْيَا أَنَّ يَهْوَهَ ‹يَحْفَظُ فِي سَلَامٍ دَائِمٍ› كُلَّ مَنْ يَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ.‏ —‏ اش ٢٦:‏٣‏؛‏ اقرأ روما ٥:‏١‏.‏

٢٠ لِمَ نُقَدِّرُ ٱلْمَشُورَةَ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ٱلثَّامِنِ مِنْ رُومَا‏؟‏

٢٠ إِذًا،‏ سَوَاءٌ كُنَّا نَرْجُو ٱلْعَيْشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي ٱلسَّمَاءِ أَوْ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ كُلُّنَا نَسْتَفِيدُ مِنَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْحَكِيمَةِ فِي رُومَا ٱلْإِصْحَاحِ ٱلثَّامِنِ‏.‏ فَنَحْنُ نُقَدِّرُ مَشُورَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِأَنْ نُرَكِّزَ عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ وَأَلَّا نَتْبَعَ شَهَوَاتِنَا.‏ وَنَحْنُ نَثِقُ أَنَّنَا سَنُكَافَأُ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ إِذَا وَجَّهْنَا فِكْرَنَا إِلَى «أُمُورِ ٱلرُّوحِ».‏ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «عَطِيَّةُ ٱللهِ .‏ .‏ .‏ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا».‏ —‏ رو ٦:‏٢٣‏.‏