ألقِ كل همِّك على يهوه
‹أَلْقِ كُلَّ هَمِّكَ عَلَى يَهْوَهَ، لِأَنَّهُ يَهْتَمُّ بِكَ›. — ١ بط ٥:٧.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٦٠، ٢٣
١، ٢ (أ) لِمَ لَيْسَ غَرِيبًا أَنْ نَشْعُرَ بِٱلْهَمِّ وَٱلْقَلَقِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) مَاذَا تُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟
نَعِيشُ ٱلْيَوْمَ حَيَاةً مَلِيئَةً بِٱلضُّغُوطِ. فَٱلشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ غَاضِبٌ جِدًّا وَ «يَجُولُ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، وَهُوَ يَطْلُبُ أَنْ يَلْتَهِمَ أَحَدًا». (١ بط ٥:٨؛ رؤ ١٢:١٧) لِذَا لَيْسَ غَرِيبًا أَنْ نَشْعُرَ بِٱلْهَمِّ وَٱلْقَلَقِ حَتَّى لَوْ كُنَّا خُدَّامًا لِلهِ. فَفِي ٱلْمَاضِي، كَثُرَتِ ٱلْهُمُومُ أَحْيَانًا عَلَى ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ. (مز ٥٥:٢) وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ حَمَلَ «هَمَّ كُلِّ ٱلْجَمَاعَاتِ». (٢ كو ١١:٢٨) فَمَا ٱلْعَمَلُ حِينَ تُسَيْطِرُ عَلَيْكَ هٰذِهِ ٱلْمَشَاعِرُ؟
٢ مِثْلَمَا وَقَفَ أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ ٱلْمُحِبُّ إِلَى جَانِبِ خُدَّامِهِ فِي ٱلْمَاضِي، كَذٰلِكَ يَفْعَلُ ٱلْيَوْمَ. فَهُوَ يَرْغَبُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكَ هُمُومَكَ. لِذَا يُشَجِّعُكَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ‹أَنْ تُلْقِيَ كُلَّ هَمِّكَ عَلَى يَهْوَهَ، لِأَنَّهُ يَهْتَمُّ بِكَ›. (١ بط ٥:٧) وَلٰكِنْ كَيْفَ تُلْقِي هَمَّكَ عَلَيْهِ؟ مِنْ خِلَالِ أَرْبَعَةِ مُسَاعِدَاتٍ هِيَ: اَلصَّلَاةِ ٱلْحَارَّةِ، قِرَاءَةِ كَلِمَةِ يَهْوَهَ وَٱلتَّأَمُّلِ فِيهَا، ٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنْ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ، وَٱلتَّكَلُّمِ مَعَ شَخْصٍ تَثِقُ بِهِ. وَفِيمَا نُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلطَّرَائِقَ، فَكِّرْ فِي ٱلنِّقَاطِ ٱلَّتِي تَحْتَاجُ أَنْ تُحَسِّنَهَا.
«أَلْقِ عَلَى يَهْوَهَ عِبْئَكَ»
٣ كَيْفَ ‹تُلْقِي عَلَى يَهْوَهَ عِبْئَكَ›؟
٣ اَلْمُسَاعِدُ ٱلْأَوَّلُ هُوَ أَنْ تُصَلِّيَ إِلَى يَهْوَهَ بِحَرَارَةٍ. فَحِينَ تَمُرُّ بِظُرُوفٍ تُسَبِّبُ لَكَ ٱلتَّوَتُّرَ أَوِ ٱلْخَوْفَ أَوِ ٱلْهَمَّ، أَخْبِرْ أَبَاكَ ٱلسَّمَاوِيَّ ٱلْمُحِبَّ بِكُلِّ مَا يُزْعِجُكَ. تَرَجَّى دَاوُدُ يَهْوَهَ قَائِلًا: «أَصْغِ يَا اَللهُ إِلَى صَلَاتِي». ثُمَّ تَابَعَ فِي ٱلْمَزْمُورِ نَفْسِهِ: «أَلْقِ عَلَى يَهْوَهَ عِبْئَكَ، وَهُوَ يَعُولُكَ»، أَيْ يَدْعَمُكَ وَيُقَوِّيكَ. (مز ٥٥:١، ٢٢) لِذَا بَعْدَ أَنْ تَفْعَلَ كُلَّ مَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ لِتَحُلَّ ٱلْمُشْكِلَةَ، لَا تَغْرَقْ فِي ٱلْهَمِّ وَٱلْحُزْنِ بَلْ صَلِّ إِلَى يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ. وَلٰكِنْ كَيْفَ تُسَاعِدُكَ ٱلصَّلَاةُ أَنْ تُخَفِّفَ ٱضْطِرَابَكَ وَتَطْرُدَ ٱلْأَفْكَارَ ٱلسَّوْدَاءَ مِنْ رَأْسِكَ؟ — مز ٩٤:١٨، ١٩.
٤ لِمَ ٱلصَّلَاةُ مُهِمَّةٌ جِدًّا حِينَ يُصِيبُنَا ٱلْهَمُّ؟
٤ اقرأ فيلبي ٤:٦، ٧. لَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ يَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِنَا ٱلْقَلْبِيَّةَ وَٱلْمُتَكَرِّرَةَ. وَلٰكِنْ كَيْفَ؟ إِنَّهُ يُعْطِينَا سَلَامًا دَاخِلِيًّا يُهَدِّئُ بَالَنَا وَقَلْبَنَا. وَكَثِيرُونَ يُؤَكِّدُونَ ذٰلِكَ مِنْ تَجْرِبَتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ. فَبَدَلَ ٱلْهَمِّ وَٱلتَّشَاؤُمِ، مَنَحَهُمُ ٱللهُ شُعُورًا رَائِعًا بِٱلسَّلَامِ وَٱلْهُدُوءِ تَفَوَّقَ عَلَى كُلِّ مَخَاوِفِهِمْ وَأَفْكَارِهِمْ. أَنْتَ أَيْضًا تَقْدِرُ أَنْ تَشْعُرَ ‹بِسَلَامِ ٱللهِ›. وَسَتَرَى أَنَّهُ أَقْوَى مِنْ أَيِّ مُشْكِلَةٍ تُوَاجِهُكَ. لِذَا ثِقْ فِي هٰذَا ٱلْوَعْدِ ٱلْمُطَمْئِنِ مِنْ يَهْوَهَ: «قُولُوا لِلَّذِينَ يَعْتَرِي ٱلْهَمُّ قُلُوبَهُمْ: ‹تَقَوَّوْا وَلَا تَخَافُوا. هُوَذَا إِلٰهُكُمْ . . . يَأْتِي وَيُخَلِّصُكُمْ›». — اش ٣٥:٤.
تَأَمَّلْ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ
٥ كَيْفَ تُعْطِيكَ كَلِمَةُ ٱللهِ شُعُورًا بِٱلسَّلَامِ ٱلدَّاخِلِيِّ؟
٥ إِنَّ ٱلْمُسَاعِدَ ٱلثَّانِيَ ٱلَّذِي يُعْطِيكَ سَلَامًا دَاخِلِيًّا هُوَ قِرَاءَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلتَّأَمُّلُ فِيهِ. فَهُوَ يَتَضَمَّنُ نَصَائِحَ عَمَلِيَّةً تُسَاعِدُكَ أَنْ تَتَغَلَّبَ عَلَى ٱلْقَلَقِ، أَوْ تُخَفِّفَهُ، أَوْ تَتَجَنَّبَهُ مِنَ ٱلْأَسَاسِ. وَهٰذَا لَيْسَ مُسْتَغْرَبًا. فَكَلِمَةُ ٱللهِ تَحْتَوِي عَلَى حِكْمَةِ ٱلْخَالِقِ نَفْسِهِ، مَا يَجْعَلُهَا نَافِعَةً وَمُنْعِشَةً. لِذَا حِينَ تَتَأَمَّلُ فِي أَفْكَارِ ٱللهِ كُلَّ يَوْمٍ وَتُفَكِّرُ كَيْفَ تُطَبِّقُ نَصَائِحَهُ ٱلْمُفِيدَةَ، يَهْدَأُ بَالُكَ وَتَتَقَوَّى كَثِيرًا. فَيَهْوَهُ يَقُولُ إِنَّ مَنْ يَقْرَأُ كَلِمَتَهُ لَا يَخَافُ أَوْ ‹يَرْتَعِدُ›، بَلْ ‹يَتَشَجَّعُ وَيَتَقَوَّى›. — يش ١:٧-٩.
٦ أَيُّ أَثَرٍ يَتْرُكُهُ فِينَا كَلَامُ يَسُوعَ؟
٦ نَجِدُ أَيْضًا فِي كَلِمَةِ ٱللهِ أَقْوَالَ يَسُوعَ وَتَعَالِيمَهُ ٱلْمُنْعِشَةَ. فَقَدِ ٱنْجَذَبَتْ إِلَيْهِ أَعْدَادٌ كَبِيرَةٌ مِنَ ٱلنَّاسِ لِأَنَّهُ هَدَّأَ ٱلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ مُضْطَرِبَةٌ وَقَوَّى ٱلضُّعَفَاءَ وَعَزَّى ٱلْمُكْتَئِبِينَ. (اقرأ متى ١١:٢٨-٣٠.) كَمَا ٱهْتَمَّ بِحَاجَاتِ ٱلْآخَرِينَ ٱلرُّوحِيَّةِ وَٱلْعَاطِفِيَّةِ وَٱلْجَسَدِيَّةِ. (مر ٦:٣٠-٣٢) صَحِيحٌ أَنَّهُ لَمْ يَعُدْ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلْآنَ، لٰكِنَّهُ لَا يَزَالُ يَهْتَمُّ بِنَا مِثْلَمَا ٱهْتَمَّ بِٱلرُّسُلِ ٱلَّذِينَ رَافَقُوهُ. فَهُوَ ٱلْيَوْمَ مَلِكٌ فِي ٱلسَّمَاءِ يُحِبُّنَا وَيَتَعَاطَفُ مَعَنَا. لِذَا ‹عِنْدَمَا تَحْتَاجُ إِلَى ٱلْعَوْنِ› فِي ٱلْأَوْقَاتِ ٱلصَّعْبَةِ، ‹يَأْتِي لِمُسَاعَدَتِكَ›. فَكَلَامُهُ يُزِيحُ ٱلْهَمَّ عَنْ صَدْرِكَ وَيَمْلَأُ قَلْبَكَ بِٱلْأَمَلِ وَٱلشَّجَاعَةِ. — عب ٢:١٧، ١٨؛ ٤:١٦.
اِسْتَفِدْ مِنْ ثَمَرِ رُوحِ ٱللهِ
٧ مَا فَائِدَةُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلَّذِي يُزَوِّدُنَا بِهِ ٱللهُ؟
٧ وَعَدَنَا يَسُوعُ أَنَّ أَبَانَا فِي ٱلسَّمَاءِ يُعْطِي دَائِمًا رُوحًا قُدُسًا لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ. (لو ١١:١٠-١٣) وَهٰذَا يُوَفِّرُ لَكَ مُسَاعِدًا ثَالِثًا نَافِعًا جِدًّا يُخَفِّفُ مِنَ ٱلْهَمِّ، وَهُوَ ثَمَرُ ٱلرُّوحِ. فَٱلصِّفَاتُ ٱلرَّائِعَةُ ٱلَّتِي تُنْتِجُهَا فِيكَ قُوَّةُ ٱللهِ ٱلْفَعَّالَةُ تَعْكِسُ شَخْصِيَّةَ ٱللهِ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. (اقرأ غلاطية ٥:٢٢، ٢٣؛ كو ٣:١٠) وَفِيمَا تُنَمِّي هٰذِهِ ٱلصِّفَاتِ، تُحَسِّنُ عَلَاقَتَكَ بِٱلْآخَرِينَ وَتَبْتَعِدُ عَنْ مَوَاقِفَ كَثِيرَةٍ تُشْعِرُكَ بِٱلْهَمِّ وَٱلْقَلَقِ. فَلْنَرَ مَعًا كَيْفَ ذٰلِكَ.
٨-١٢ كَيْفَ يُسَاعِدُكَ ثَمَرُ ٱلرُّوحِ أَنْ تُعَالِجَ أَوْ تَتَجَنَّبَ ٱلْمَوَاقِفَ ٱلَّتِي تُسَبِّبُ ٱلْهَمَّ وَٱلْقَلَقَ؟
٨ «اَلْمَحَبَّةُ، ٱلْفَرَحُ، ٱلسَّلَامُ». حِينَ تُعَامِلُ ٱلنَّاسَ بِٱحْتِرَامٍ، يَسْهُلُ عَلَيْكَ إِجْمَالًا أَنْ تَتَحَكَّمَ بِمَشَاعِرِكَ ٱلسَّلْبِيَّةِ. فَٱلِٱحْتِرَامُ يَعْنِي أَنْ تُظْهِرَ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلْأَخَوِيَّةَ وَٱلْحَنَانَ وَٱلْإِكْرَامَ لِلْآخَرِينَ، وَهٰذَا يُجَنِّبُكَ مَوَاقِفَ تُسَبِّبُ ٱلتَّشَنُّجَ وَٱلْغَضَبَ وَٱلتَّوَتُّرَ. — رو ١٢:١٠.
٩ «طُولُ ٱلْأَنَاةِ، ٱللُّطْفُ، ٱلصَّلَاحُ». يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «كُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، ذَوِي حَنَانٍ، مُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا». (اف ٤:٣٢) وَعِنْدَمَا تَتْبَعُ هٰذِهِ ٱلنَّصِيحَةَ، تَعِيشُ بِسَلَامٍ مَعَ ٱلْآخَرِينَ وَتَنْجَحُ فِي حَلِّ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلَّتِي تَنْشَأُ بِسَبَبِ ٱلنَّقْصِ ٱلْبَشَرِيِّ.
١٠ «اَلْإِيمَانُ». فِي أَيَّامِنَا هٰذِهِ، غَالِبًا مَا نَحْمِلُ هَمَّ ٱلْمَالِ وَٱلْمُمْتَلَكَاتِ. (ام ١٨:١١) وَلٰكِنْ إِذَا كَانَ لَدَيْكَ إِيمَانٌ قَوِيٌّ أَنَّ ٱللهَ يُحِبُّكَ وَيَهْتَمُّ بِحَاجَاتِكَ، تُوَفِّرُ عَلَى نَفْسِكَ هُمُومًا كَهٰذِهِ. فَقَدْ نَصَحَنَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنْ نَكُونَ «قَانِعِينَ بِٱلْأُمُورِ ٱلْحَاضِرَةِ». وَأَضَافَ: «قَالَ [ٱللهُ]: ‹لَنْ أَتْرُكَكَ وَلَنْ أَتَخَلَّى عَنْكَ›. حَتَّى إِنَّنَا نَتَشَجَّعُ جِدًّا فَنَقُولُ: ‹يَهْوَهُ مُعِينِي فَلَا أَخَافُ. مَاذَا يَفْعَلُ بِي ٱلْإِنْسَانُ؟›». — عب ١٣:٥، ٦.
١١ «اَلْوَدَاعَةُ، وَضَبْطُ ٱلنَّفْسِ». إِنَّ ٱلتَّحَلِّيَ بِهَاتَيْنِ ٱلصِّفَتَيْنِ مُهِمٌّ وَنَافِعٌ. فَهُمَا تَمْنَعَانِكَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مِنْ قَوْلِ أَوْ فِعْلِ شَيْءٍ قَدْ يُوَتِّرُكَ أَوْ يُقْلِقُكَ، وَسَتَنْجَحُ فِي ٱلتَّخَلُّصِ مِنْ «كُلِّ مَرَارَةٍ وَغَضَبٍ وَسُخْطٍ وَصِيَاحٍ وَكَلَامِ إِهَانَةٍ». — اف ٤:٣١.
١٢ طَبْعًا، يَلْزَمُ أَنْ تَكُونَ مُتَوَاضِعًا كَيْ تَخْضَعَ تَحْتَ ‹يَدِ ٱللهِ ٱلْقَدِيرَةِ وتُلْقِيَ كُلَّ هَمِّكَ عَلَيْهِ›. (١ بط ٥:٦، ٧) فَٱلتَّوَاضُعُ يُسَاعِدُكَ أَنْ تَنْظُرَ بِوَاقِعِيَّةٍ إِلَى قُدُرَاتِكَ ٱلْجَسَدِيَّةِ وَٱلْعَقْلِيَّةِ وَٱلْعَاطِفِيَّةِ. (مي ٦:٨) وَهٰكَذَا تَتَّكِلُ عَلَى يَهْوَهَ لَا عَلَى نَفْسِكَ. وَحِينَ تَلْمُسُ مَحَبَّتَهُ وَدَعْمَهُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، تَغْلِبُ ٱلْهَمَّ بَدَلَ أَنْ يَغْلِبَكَ.
‹لَا تَحْمِلْ هَمًّا›
١٣ مَاذَا قَصَدَ يَسُوعُ حِينَ قَالَ: ‹لَا تَحْمِلُوا هَمًّا›؟
١٣ يُقَدِّمُ لَنَا يَسُوعُ فِي مَتَّى ٦:٣٤ (اقرأها.) هٰذِهِ ٱلنَّصِيحَةَ ٱلْحَكِيمَةَ: ‹لَا تَحْمِلُوا هَمًّا›. لٰكِنَّ تَطْبِيقَهَا لَيْسَ بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ. طَبْعًا، لَمْ يَقْصِدْ يَسُوعُ أَنَّ خَادِمَ ٱللهِ لَنْ يَقْلَقَ أَوْ يَحْمِلَ هَمًّا أَبَدًا فِي حَيَاتِهِ. وَهٰذَا مَا يُؤَكِّدُهُ مِثَالُ دَاوُدَ وَبُولُسَ. فَيَسُوعُ كَانَ يُعَلِّمُ تَلَامِيذَهُ أَنَّ ٱلْهَمَّ بِلَا لُزُومٍ أَوِ ٱلزَّائِدَ عَنِ ٱللُّزُومِ لَنْ يَحُلَّ ٱلْمَشَاكِلَ. فَكُلَّ يَوْمٍ فِيهِ مَا يَكْفِي مِنَ ٱلْمَصَاعِبِ وَٱلضُّغُوطِ، وَلَا دَاعِيَ أَنْ نُفَكِّرَ فِي أَحْزَانِ ٱلْمَاضِي وَمَخَاوِفِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ وَنَزِيدَهَا عَلَى هُمُومِ ٱلْحَاضِرِ. فَكَيْفَ نُطَبِّقُ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ؟
١٤ كَيْفَ نُزِيلُ هُمُومَ ٱلْمَاضِي؟
١٤ أَحْيَانًا تُضْعِفُكَ ٱلْهُمُومُ نَتِيجَةَ تَصَرُّفَاتِكَ أَوْ أَغْلَاطِكَ فِي ٱلْمَاضِي. فَقَدْ يُتْعِبُكَ ٱلْإِحْسَاسُ بِٱلذَّنْبِ عَلَى خَطَإٍ فَعَلْتَهُ رُبَّمَا مُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ. وَهٰذَا مَا مَرَّ بِهِ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ. فَهُوَ شَعَرَ أَحْيَانًا أَنَّ ذُنُوبَهُ كَانَتْ «كَحِمْلٍ ثَقِيلٍ» فَوْقَ رَأْسِهِ، حَتَّى إِنَّهُ تَوَجَّعَ ‹مِنْ أَنِينِ قَلْبِهِ›. (مز ٣٨:٣، ٤، ٨، ١٨) فَمَاذَا فَعَلَ؟ وَثِقَ بِرَحْمَةِ يَهْوَهَ وَغُفْرَانِهِ. فَعَبَّرَ بِكُلِّ ٱقْتِنَاعٍ: «سَعِيدٌ هُوَ ٱلَّذِي عُفِيَ عَنْ مَعْصِيَتِهِ». — اقرإ المزمور ٣٢:١-٣، ٥.
١٥ (أ) لِمَ لَا دَاعِيَ أَنْ نَحْمِلَ هَمَّ ٱلْحَاضِرِ؟ (ب) كَيْفَ نَقْدِرُ عَمَلِيًّا أَنْ نُخَفِّفَ مِنْ هُمُومِنَا؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ: « خُطُوَاتٌ عَمَلِيَّةٌ لِلتَّخْفِيفِ مِنَ ٱلْهَمِّ وَٱلْقَلَقِ».)
١٥ فِي أَحْيَانٍ أُخْرَى، تَخْنُقُكَ هُمُومُ ٱلْحَاضِرِ. مَثَلًا، حِينَ كَتَبَ دَاوُدُ ٱلْمَزْمُورَ ٥٥، كَانَتْ حَيَاتُهُ فِي خَطَرٍ. (مز ٥٥:٢-٥) رَغْمَ ذٰلِكَ، لَمْ يَسْمَحْ لِلْخَوْفِ وَٱلْهَمِّ أَنْ يُخَسِّرَاهُ ثِقَتَهُ بِيَهْوَهَ. فَقَدْ صَلَّى إِلَيْهِ بِحَرَارَةٍ وَأَخْبَرَهُ عَنْ مَشَاكِلِهِ، لٰكِنَّهُ عَرَفَ أَيْضًا أَنَّ عَلَيْهِ فِعْلَ مَا يَلْزَمُ لِيُعَالِجَ سَبَبَ هَمِّهِ. (٢ صم ١٥:٣٠-٣٤) وَفِي ذٰلِكَ دَرْسٌ لَنَا. فَبَدَلَ أَنْ نَدَعَ ٱلْهَمَّ يَأْكُلُنَا، عَلَيْنَا أَنْ نَأْخُذَ خُطُوَاتٍ عَمَلِيَّةً لِنَحُلَّ ٱلْمَسْأَلَةَ ثُمَّ نَتْرُكَ ٱلْبَاقِيَ بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ.
١٦ لِمَ مَعْنَى ٱسْمِ ٱللهِ يُقَوِّي إِيمَانَنَا؟
١٦ يُمْكِنُ أَيْضًا أَنْ تَشْغَلَ بَالَكَ مَخَاوِفُ ٱلْمُسْتَقْبَلِ. وَلٰكِنْ مَا فَائِدَةُ أَنْ تَقْلَقَ بِشَأْنِ أُمُورٍ لَمْ تَحْصُلْ بَعْدُ؟ فَفِي أَغْلَبِ ٱلْأَوْقَاتِ، لَا يَسُوءُ ٱلْوَضْعُ إِلَى ٱلدَّرَجَةِ ٱلَّتِي تَخَيَّلْتَهَا. إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، مَا مِنْ ظَرْفٍ إِلَّا وَيَسْتَطِيعُ يَهْوَهُ أَنْ يَتَحَكَّمَ فِيهِ. فَٱسْمُهُ بِحَدِّ ذَاتِهِ يَعْنِي «يُصَيِّرُ». (خر ٣:١٤) وَهٰذَا ٱلْمَعْنَى ٱلْعَمِيقُ لِلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ يَهْوَهَ قَادِرٌ تَمَامًا عَلَى تَحْقِيقِ قَصْدِهِ لِخُدَّامِهِ ٱلْبَشَرِ. لِذَا كُنْ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّهُ سَيُبَارِكُ خُدَّامَهُ ٱلْأُمَنَاءَ وَيُرِيحُ قُلُوبَهُمْ مِنْ هُمُومِ ٱلْمَاضِي وَٱلْحَاضِرِ وَٱلْمُسْتَقْبَلِ.
اِفْتَحْ قَلْبَكَ
١٧، ١٨ لِمَ ٱلتَّوَاصُلُ ٱلْجَيِّدُ يُسَاعِدُ عَلَى مُقَاوَمَةِ ٱلْهُمُومِ؟
١٧ اَلْمُسَاعِدُ ٱلرَّابِعُ هُوَ أَنْ تَفْتَحَ قَلْبَكَ لِشَخْصٍ ام ١٢:٢٥) فَٱلتَّوَاصُلُ ٱلصَّرِيحُ وَٱلصَّادِقُ يُمَكِّنُكَ مِنْ فَهْمِ مَخَاوِفِكَ وَٱلتَّغَلُّبِ عَلَيْهَا. تَنْصَحُنَا كَلِمَةُ ٱللهِ: «تَبْطُلُ ٱلْمَقَاصِدُ مِنْ غَيْرِ تَشَاوُرٍ، وَٱلْإِنْجَازُ بِكَثْرَةِ ٱلْمُشِيرِينَ». — ام ١٥:٢٢.
تَثِقُ بِهِ. فَقَدْ يُسَاعِدُكَ رَفِيقُ زَوَاجِكَ، صَدِيقٌ مُقَرَّبٌ إِلَيْكَ، أَوْ شَيْخٌ فِي جَمَاعَتِكَ أَنْ تَتَبَنَّى نَظْرَةً مُتَّزِنَةً إِلَى وَضْعِكَ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «اَلْهَمُّ فِي قَلْبِ ٱلْإِنْسَانِ يَحْنِيهِ، أَمَّا ٱلْكَلِمَةُ ٱلطَّيِّبَةُ فَهِيَ تُفْرِحُهُ». (١٨ وَيُوَفِّرُ لَكَ يَهْوَهُ مُسَاعَدَةً إِضَافِيَّةً مِنْ خِلَالِ ٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْأُسْبُوعِيَّةِ. فَهُنَاكَ تَلْتَقِي بِإِخْوَتِكَ وَأَخَوَاتِكَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَهْتَمُّونَ بِكَ وَيُشَجِّعُونَكَ. (عب ١٠:٢٤، ٢٥) وَ «تَبَادُلُ ٱلتَّشْجِيعِ» هٰذَا يُقَوِّيكَ رُوحِيًّا وَيُسَهِّلُ عَلَيْكَ أَنْ تُوَاجِهَ هُمُومَكَ. — رو ١:١٢.
عَلَاقَتُكَ بِٱللهِ هِيَ ٱلْمُسَاعِدُ ٱلْأَقْوَى
١٩ مَاذَا يُؤَكِّدُ أَنَّ عَلَاقَتَنَا بِٱللهِ تُقَوِّينَا؟
١٩ إِلَيْكَ كَيْفَ تَعَلَّمَ شَيْخٌ فِي جَمَاعَةٍ بِكَنَدَا أَهَمِّيَّةَ أَنْ يُلْقِيَ هَمَّهُ عَلَى يَهْوَهَ. فَهُوَ يَعْمَلُ مُعَلِّمًا وَمُرْشِدًا فِي إِحْدَى ٱلْمَدَارِسِ، وَهِيَ وَظِيفَةٌ تُسَبِّبُ لَهُ تَوَتُّرًا شَدِيدًا. كَمَا أَنَّهُ يُعَانِي نَوْعًا مِنِ ٱضْطِرَابَاتِ ٱلْقَلَقِ. فَكَيْفَ يَتَكَيَّفُ مَعَ ظَرْفِهِ؟ يَقُولُ: «وَجَدْتُ أَنَّ ٱلْعَمَلَ بِجِدٍّ عَلَى تَقْوِيَةِ عَلَاقَتِي بِيَهْوَهَ هُوَ ٱلْعِلَاجُ ٱلْأَقْوَى لِهُمُومِي. كَمَا أَنِّي أُقَدِّرُ جِدًّا مُسَاعَدَةَ أَصْدِقَائِي ٱلْحَقِيقِيِّينَ وَإِخْوَتِي ٱلرُّوحِيِّينَ فِي ٱلْأَوْقَاتِ ٱلصَّعْبَةِ. وَأَرْتَاحُ كَثِيرًا حِينَ أُعَبِّرُ لِزَوْجَتِي بِصِدْقٍ وَصَرَاحَةٍ عَنْ مَشَاعِرِي. أَيْضًا، صِرْتُ أَنْظُرُ بِوَاقِعِيَّةٍ إِلَى وَضْعِي بِفَضْلِ ٱلدَّعْمِ ٱلْكَبِيرِ مِنْ نَاظِرِ ٱلدَّائِرَةِ وَرُفَقَائِي ٱلشُّيُوخِ. وَقَدِ ٱسْتَشَرْتُ طَبِيبًا لِأَفْهَمَ حَالَتِي ٱلصِّحِّيَّةَ، نَظَّمْتُ وَقْتِي، وَخَصَّصْتُ فَتَرَاتٍ لِلرَّاحَةِ وَٱلرِّيَاضَةِ. وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، صِرْتُ أَتَحَكَّمُ أَكْثَرَ بِظُرُوفِي. وَحِينَ أَعْجَزُ عَنْ فِعْلِ ذٰلِكَ، أَتْرُكُ ٱلْأُمُورَ بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ».
٢٠ (أ) كَيْفَ نُلْقِي هَمَّنَا عَلَى يَهْوَهَ؟ (ب) مَاذَا تُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟
٢٠ إِذًا، تَعَلَّمْنَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ أَنْ نُلْقِيَ هَمَّنَا عَلَى يَهْوَهَ مِنْ خِلَالِ ٱلصَّلَاةِ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ وَٱلتَّأَمُّلِ فِي كَلِمَتِهِ. وَتَعَلَّمْنَا أَيْضًا كَمْ مُهِمٌّ أَنْ نُنَمِّيَ ثَمَرَ ٱلرُّوحِ، نَفْتَحَ قَلْبَنَا لِصَدِيقٍ نَثِقُ بِهِ، وَنَتَقَوَّى بِمُعَاشَرَةِ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَلٰكِنْ هُنَالِكَ وَسِيلَةٌ أُخْرَى يَدْعَمُنَا يَهْوَهُ مِنْ خِلَالِهَا، وَهِيَ وَعْدُهُ بِمُكَافَأَتِنَا. فَلْنُنَاقِشْ هٰذَا ٱلْمَوْضُوعَ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ. — عب ١١:٦.