الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ألقِ كل همِّك على يهوه

ألقِ كل همِّك على يهوه

‏‹أَلْقِ كُلَّ هَمِّكَ عَلَى يَهْوَهَ،‏ لِأَنَّهُ يَهْتَمُّ بِكَ›.‏ —‏ ١ بط ٥:‏٧‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٦٠،‏ ٢٣

١،‏ ٢ ‏(‏أ)‏ لِمَ لَيْسَ غَرِيبًا أَنْ نَشْعُرَ بِٱلْهَمِّ وَٱلْقَلَقِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏ (‏ب)‏ مَاذَا تُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟‏

نَعِيشُ ٱلْيَوْمَ حَيَاةً مَلِيئَةً بِٱلضُّغُوطِ.‏ فَٱلشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ غَاضِبٌ جِدًّا وَ «يَجُولُ كَأَسَدٍ زَائِرٍ،‏ وَهُوَ يَطْلُبُ أَنْ يَلْتَهِمَ أَحَدًا».‏ (‏١ بط ٥:‏٨؛‏ رؤ ١٢:‏١٧‏)‏ لِذَا لَيْسَ غَرِيبًا أَنْ نَشْعُرَ بِٱلْهَمِّ وَٱلْقَلَقِ حَتَّى لَوْ كُنَّا خُدَّامًا لِلهِ.‏ فَفِي ٱلْمَاضِي،‏ كَثُرَتِ ٱلْهُمُومُ أَحْيَانًا عَلَى ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ.‏ (‏مز ٥٥:‏٢‏)‏ وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ حَمَلَ «هَمَّ كُلِّ ٱلْجَمَاعَاتِ».‏ (‏٢ كو ١١:‏٢٨‏)‏ فَمَا ٱلْعَمَلُ حِينَ تُسَيْطِرُ عَلَيْكَ هٰذِهِ ٱلْمَشَاعِرُ؟‏

٢ مِثْلَمَا وَقَفَ أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ ٱلْمُحِبُّ إِلَى جَانِبِ خُدَّامِهِ فِي ٱلْمَاضِي،‏ كَذٰلِكَ يَفْعَلُ ٱلْيَوْمَ.‏ فَهُوَ يَرْغَبُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكَ هُمُومَكَ.‏ لِذَا يُشَجِّعُكَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ‹أَنْ تُلْقِيَ كُلَّ هَمِّكَ عَلَى يَهْوَهَ،‏ لِأَنَّهُ يَهْتَمُّ بِكَ›.‏ (‏١ بط ٥:‏٧‏)‏ وَلٰكِنْ كَيْفَ تُلْقِي هَمَّكَ عَلَيْهِ؟‏ مِنْ خِلَالِ أَرْبَعَةِ مُسَاعِدَاتٍ هِيَ:‏ اَلصَّلَاةِ ٱلْحَارَّةِ،‏ قِرَاءَةِ كَلِمَةِ يَهْوَهَ وَٱلتَّأَمُّلِ فِيهَا،‏ ٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنْ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ،‏ وَٱلتَّكَلُّمِ مَعَ شَخْصٍ تَثِقُ بِهِ.‏ وَفِيمَا نُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلطَّرَائِقَ،‏ فَكِّرْ فِي ٱلنِّقَاطِ ٱلَّتِي تَحْتَاجُ أَنْ تُحَسِّنَهَا.‏

‏«أَلْقِ عَلَى يَهْوَهَ عِبْئَكَ»‏

٣ كَيْفَ ‹تُلْقِي عَلَى يَهْوَهَ عِبْئَكَ›؟‏

٣ اَلْمُسَاعِدُ ٱلْأَوَّلُ هُوَ أَنْ تُصَلِّيَ إِلَى يَهْوَهَ بِحَرَارَةٍ.‏ فَحِينَ تَمُرُّ بِظُرُوفٍ تُسَبِّبُ لَكَ ٱلتَّوَتُّرَ أَوِ ٱلْخَوْفَ أَوِ ٱلْهَمَّ،‏ أَخْبِرْ أَبَاكَ ٱلسَّمَاوِيَّ ٱلْمُحِبَّ بِكُلِّ مَا يُزْعِجُكَ.‏ تَرَجَّى دَاوُدُ يَهْوَهَ قَائِلًا:‏ «أَصْغِ يَا اَللهُ إِلَى صَلَاتِي».‏ ثُمَّ تَابَعَ فِي ٱلْمَزْمُورِ نَفْسِهِ:‏ «أَلْقِ عَلَى يَهْوَهَ عِبْئَكَ،‏ وَهُوَ يَعُولُكَ»،‏ أَيْ يَدْعَمُكَ وَيُقَوِّيكَ.‏ (‏مز ٥٥:‏١،‏ ٢٢‏)‏ لِذَا بَعْدَ أَنْ تَفْعَلَ كُلَّ مَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ لِتَحُلَّ ٱلْمُشْكِلَةَ،‏ لَا تَغْرَقْ فِي ٱلْهَمِّ وَٱلْحُزْنِ بَلْ صَلِّ إِلَى يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ.‏ وَلٰكِنْ كَيْفَ تُسَاعِدُكَ ٱلصَّلَاةُ أَنْ تُخَفِّفَ ٱضْطِرَابَكَ وَتَطْرُدَ ٱلْأَفْكَارَ ٱلسَّوْدَاءَ مِنْ رَأْسِكَ؟‏ —‏ مز ٩٤:‏١٨،‏ ١٩‏.‏

٤ لِمَ ٱلصَّلَاةُ مُهِمَّةٌ جِدًّا حِينَ يُصِيبُنَا ٱلْهَمُّ؟‏

٤ اقرأ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏.‏ لَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ يَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِنَا ٱلْقَلْبِيَّةَ وَٱلْمُتَكَرِّرَةَ.‏ وَلٰكِنْ كَيْفَ؟‏ إِنَّهُ يُعْطِينَا سَلَامًا دَاخِلِيًّا يُهَدِّئُ بَالَنَا وَقَلْبَنَا.‏ وَكَثِيرُونَ يُؤَكِّدُونَ ذٰلِكَ مِنْ تَجْرِبَتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ.‏ فَبَدَلَ ٱلْهَمِّ وَٱلتَّشَاؤُمِ،‏ مَنَحَهُمُ ٱللهُ شُعُورًا رَائِعًا بِٱلسَّلَامِ وَٱلْهُدُوءِ تَفَوَّقَ عَلَى كُلِّ مَخَاوِفِهِمْ وَأَفْكَارِهِمْ.‏ أَنْتَ أَيْضًا تَقْدِرُ أَنْ تَشْعُرَ ‹بِسَلَامِ ٱللهِ›.‏ وَسَتَرَى أَنَّهُ أَقْوَى مِنْ أَيِّ مُشْكِلَةٍ تُوَاجِهُكَ.‏ لِذَا ثِقْ فِي هٰذَا ٱلْوَعْدِ ٱلْمُطَمْئِنِ مِنْ يَهْوَهَ:‏ «قُولُوا لِلَّذِينَ يَعْتَرِي ٱلْهَمُّ قُلُوبَهُمْ:‏ ‹تَقَوَّوْا وَلَا تَخَافُوا.‏ هُوَذَا إِلٰهُكُمْ .‏ .‏ .‏ يَأْتِي وَيُخَلِّصُكُمْ›».‏ —‏ اش ٣٥:‏٤‏.‏

تَأَمَّلْ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ

٥ كَيْفَ تُعْطِيكَ كَلِمَةُ ٱللهِ شُعُورًا بِٱلسَّلَامِ ٱلدَّاخِلِيِّ؟‏

٥ إِنَّ ٱلْمُسَاعِدَ ٱلثَّانِيَ ٱلَّذِي يُعْطِيكَ سَلَامًا دَاخِلِيًّا هُوَ قِرَاءَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلتَّأَمُّلُ فِيهِ.‏ فَهُوَ يَتَضَمَّنُ نَصَائِحَ عَمَلِيَّةً تُسَاعِدُكَ أَنْ تَتَغَلَّبَ عَلَى ٱلْقَلَقِ،‏ أَوْ تُخَفِّفَهُ،‏ أَوْ تَتَجَنَّبَهُ مِنَ ٱلْأَسَاسِ.‏ وَهٰذَا لَيْسَ مُسْتَغْرَبًا.‏ فَكَلِمَةُ ٱللهِ تَحْتَوِي عَلَى حِكْمَةِ ٱلْخَالِقِ نَفْسِهِ،‏ مَا يَجْعَلُهَا نَافِعَةً وَمُنْعِشَةً.‏ لِذَا حِينَ تَتَأَمَّلُ فِي أَفْكَارِ ٱللهِ كُلَّ يَوْمٍ وَتُفَكِّرُ كَيْفَ تُطَبِّقُ نَصَائِحَهُ ٱلْمُفِيدَةَ،‏ يَهْدَأُ بَالُكَ وَتَتَقَوَّى كَثِيرًا.‏ فَيَهْوَهُ يَقُولُ إِنَّ مَنْ يَقْرَأُ كَلِمَتَهُ لَا يَخَافُ أَوْ ‹يَرْتَعِدُ›،‏ بَلْ ‹يَتَشَجَّعُ وَيَتَقَوَّى›.‏ —‏ يش ١:‏٧-‏٩‏.‏

٦ أَيُّ أَثَرٍ يَتْرُكُهُ فِينَا كَلَامُ يَسُوعَ؟‏

٦ نَجِدُ أَيْضًا فِي كَلِمَةِ ٱللهِ أَقْوَالَ يَسُوعَ وَتَعَالِيمَهُ ٱلْمُنْعِشَةَ.‏ فَقَدِ ٱنْجَذَبَتْ إِلَيْهِ أَعْدَادٌ كَبِيرَةٌ مِنَ ٱلنَّاسِ لِأَنَّهُ هَدَّأَ ٱلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ مُضْطَرِبَةٌ وَقَوَّى ٱلضُّعَفَاءَ وَعَزَّى ٱلْمُكْتَئِبِينَ.‏ ‏(‏اقرأ متى ١١:‏٢٨-‏٣٠‏.‏)‏ كَمَا ٱهْتَمَّ بِحَاجَاتِ ٱلْآخَرِينَ ٱلرُّوحِيَّةِ وَٱلْعَاطِفِيَّةِ وَٱلْجَسَدِيَّةِ.‏ (‏مر ٦:‏٣٠-‏٣٢‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ لَمْ يَعُدْ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلْآنَ،‏ لٰكِنَّهُ لَا يَزَالُ يَهْتَمُّ بِنَا مِثْلَمَا ٱهْتَمَّ بِٱلرُّسُلِ ٱلَّذِينَ رَافَقُوهُ.‏ فَهُوَ ٱلْيَوْمَ مَلِكٌ فِي ٱلسَّمَاءِ يُحِبُّنَا وَيَتَعَاطَفُ مَعَنَا.‏ لِذَا ‹عِنْدَمَا تَحْتَاجُ إِلَى ٱلْعَوْنِ› فِي ٱلْأَوْقَاتِ ٱلصَّعْبَةِ،‏ ‹يَأْتِي لِمُسَاعَدَتِكَ›.‏ فَكَلَامُهُ يُزِيحُ ٱلْهَمَّ عَنْ صَدْرِكَ وَيَمْلَأُ قَلْبَكَ بِٱلْأَمَلِ وَٱلشَّجَاعَةِ.‏ —‏ عب ٢:‏١٧،‏ ١٨؛‏ ٤:‏١٦‏.‏

اِسْتَفِدْ مِنْ ثَمَرِ رُوحِ ٱللهِ

٧ مَا فَائِدَةُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلَّذِي يُزَوِّدُنَا بِهِ ٱللهُ؟‏

٧ وَعَدَنَا يَسُوعُ أَنَّ أَبَانَا فِي ٱلسَّمَاءِ يُعْطِي دَائِمًا رُوحًا قُدُسًا لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ.‏ (‏لو ١١:‏١٠-‏١٣‏)‏ وَهٰذَا يُوَفِّرُ لَكَ مُسَاعِدًا ثَالِثًا نَافِعًا جِدًّا يُخَفِّفُ مِنَ ٱلْهَمِّ،‏ وَهُوَ ثَمَرُ ٱلرُّوحِ.‏ فَٱلصِّفَاتُ ٱلرَّائِعَةُ ٱلَّتِي تُنْتِجُهَا فِيكَ قُوَّةُ ٱللهِ ٱلْفَعَّالَةُ تَعْكِسُ شَخْصِيَّةَ ٱللهِ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.‏ ‏(‏اقرأ غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣؛‏ كو ٣:‏١٠‏)‏ وَفِيمَا تُنَمِّي هٰذِهِ ٱلصِّفَاتِ،‏ تُحَسِّنُ عَلَاقَتَكَ بِٱلْآخَرِينَ وَتَبْتَعِدُ عَنْ مَوَاقِفَ كَثِيرَةٍ تُشْعِرُكَ بِٱلْهَمِّ وَٱلْقَلَقِ.‏ فَلْنَرَ مَعًا كَيْفَ ذٰلِكَ.‏

٨-‏١٢ كَيْفَ يُسَاعِدُكَ ثَمَرُ ٱلرُّوحِ أَنْ تُعَالِجَ أَوْ تَتَجَنَّبَ ٱلْمَوَاقِفَ ٱلَّتِي تُسَبِّبُ ٱلْهَمَّ وَٱلْقَلَقَ؟‏

٨ ‏«اَلْمَحَبَّةُ،‏ ٱلْفَرَحُ،‏ ٱلسَّلَامُ».‏ حِينَ تُعَامِلُ ٱلنَّاسَ بِٱحْتِرَامٍ،‏ يَسْهُلُ عَلَيْكَ إِجْمَالًا أَنْ تَتَحَكَّمَ بِمَشَاعِرِكَ ٱلسَّلْبِيَّةِ.‏ فَٱلِٱحْتِرَامُ يَعْنِي أَنْ تُظْهِرَ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلْأَخَوِيَّةَ وَٱلْحَنَانَ وَٱلْإِكْرَامَ لِلْآخَرِينَ،‏ وَهٰذَا يُجَنِّبُكَ مَوَاقِفَ تُسَبِّبُ ٱلتَّشَنُّجَ وَٱلْغَضَبَ وَٱلتَّوَتُّرَ.‏ —‏ رو ١٢:‏١٠‏.‏

٩ ‏«طُولُ ٱلْأَنَاةِ،‏ ٱللُّطْفُ،‏ ٱلصَّلَاحُ».‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «كُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ،‏ ذَوِي حَنَانٍ،‏ مُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا».‏ (‏اف ٤:‏٣٢‏)‏ وَعِنْدَمَا تَتْبَعُ هٰذِهِ ٱلنَّصِيحَةَ،‏ تَعِيشُ بِسَلَامٍ مَعَ ٱلْآخَرِينَ وَتَنْجَحُ فِي حَلِّ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلَّتِي تَنْشَأُ بِسَبَبِ ٱلنَّقْصِ ٱلْبَشَرِيِّ.‏

١٠ ‏«اَلْإِيمَانُ».‏ فِي أَيَّامِنَا هٰذِهِ،‏ غَالِبًا مَا نَحْمِلُ هَمَّ ٱلْمَالِ وَٱلْمُمْتَلَكَاتِ.‏ (‏ام ١٨:‏١١‏)‏ وَلٰكِنْ إِذَا كَانَ لَدَيْكَ إِيمَانٌ قَوِيٌّ أَنَّ ٱللهَ يُحِبُّكَ وَيَهْتَمُّ بِحَاجَاتِكَ،‏ تُوَفِّرُ عَلَى نَفْسِكَ هُمُومًا كَهٰذِهِ.‏ فَقَدْ نَصَحَنَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنْ نَكُونَ «قَانِعِينَ بِٱلْأُمُورِ ٱلْحَاضِرَةِ».‏ وَأَضَافَ:‏ «قَالَ [ٱللهُ]:‏ ‹لَنْ أَتْرُكَكَ وَلَنْ أَتَخَلَّى عَنْكَ›.‏ حَتَّى إِنَّنَا نَتَشَجَّعُ جِدًّا فَنَقُولُ:‏ ‹يَهْوَهُ مُعِينِي فَلَا أَخَافُ.‏ مَاذَا يَفْعَلُ بِي ٱلْإِنْسَانُ؟‏›».‏ —‏ عب ١٣:‏٥،‏ ٦‏.‏

١١ ‏«اَلْوَدَاعَةُ،‏ وَضَبْطُ ٱلنَّفْسِ».‏ إِنَّ ٱلتَّحَلِّيَ بِهَاتَيْنِ ٱلصِّفَتَيْنِ مُهِمٌّ وَنَافِعٌ.‏ فَهُمَا تَمْنَعَانِكَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مِنْ قَوْلِ أَوْ فِعْلِ شَيْءٍ قَدْ يُوَتِّرُكَ أَوْ يُقْلِقُكَ،‏ وَسَتَنْجَحُ فِي ٱلتَّخَلُّصِ مِنْ «كُلِّ مَرَارَةٍ وَغَضَبٍ وَسُخْطٍ وَصِيَاحٍ وَكَلَامِ إِهَانَةٍ».‏ —‏ اف ٤:‏٣١‏.‏

١٢ طَبْعًا،‏ يَلْزَمُ أَنْ تَكُونَ مُتَوَاضِعًا كَيْ تَخْضَعَ تَحْتَ ‹يَدِ ٱللهِ ٱلْقَدِيرَةِ وتُلْقِيَ كُلَّ هَمِّكَ عَلَيْهِ›.‏ (‏١ بط ٥:‏٦،‏ ٧‏)‏ فَٱلتَّوَاضُعُ يُسَاعِدُكَ أَنْ تَنْظُرَ بِوَاقِعِيَّةٍ إِلَى قُدُرَاتِكَ ٱلْجَسَدِيَّةِ وَٱلْعَقْلِيَّةِ وَٱلْعَاطِفِيَّةِ.‏ (‏مي ٦:‏٨‏)‏ وَهٰكَذَا تَتَّكِلُ عَلَى يَهْوَهَ لَا عَلَى نَفْسِكَ.‏ وَحِينَ تَلْمُسُ مَحَبَّتَهُ وَدَعْمَهُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ،‏ تَغْلِبُ ٱلْهَمَّ بَدَلَ أَنْ يَغْلِبَكَ.‏

‏‹‏لَا تَحْمِلْ هَمًّا›‏

١٣ مَاذَا قَصَدَ يَسُوعُ حِينَ قَالَ:‏ ‹لَا تَحْمِلُوا هَمًّا›؟‏

١٣ يُقَدِّمُ لَنَا يَسُوعُ فِي مَتَّى ٦:‏٣٤ ‏(‏اقرأها.‏)‏ هٰذِهِ ٱلنَّصِيحَةَ ٱلْحَكِيمَةَ:‏ ‹لَا تَحْمِلُوا هَمًّا›.‏ لٰكِنَّ تَطْبِيقَهَا لَيْسَ بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ.‏ طَبْعًا،‏ لَمْ يَقْصِدْ يَسُوعُ أَنَّ خَادِمَ ٱللهِ لَنْ يَقْلَقَ أَوْ يَحْمِلَ هَمًّا أَبَدًا فِي حَيَاتِهِ.‏ وَهٰذَا مَا يُؤَكِّدُهُ مِثَالُ دَاوُدَ وَبُولُسَ.‏ فَيَسُوعُ كَانَ يُعَلِّمُ تَلَامِيذَهُ أَنَّ ٱلْهَمَّ بِلَا لُزُومٍ أَوِ ٱلزَّائِدَ عَنِ ٱللُّزُومِ لَنْ يَحُلَّ ٱلْمَشَاكِلَ.‏ فَكُلَّ يَوْمٍ فِيهِ مَا يَكْفِي مِنَ ٱلْمَصَاعِبِ وَٱلضُّغُوطِ،‏ وَلَا دَاعِيَ أَنْ نُفَكِّرَ فِي أَحْزَانِ ٱلْمَاضِي وَمَخَاوِفِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ وَنَزِيدَهَا عَلَى هُمُومِ ٱلْحَاضِرِ.‏ فَكَيْفَ نُطَبِّقُ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ؟‏

١٤ كَيْفَ نُزِيلُ هُمُومَ ٱلْمَاضِي؟‏

١٤ أَحْيَانًا تُضْعِفُكَ ٱلْهُمُومُ نَتِيجَةَ تَصَرُّفَاتِكَ أَوْ أَغْلَاطِكَ فِي ٱلْمَاضِي.‏ فَقَدْ يُتْعِبُكَ ٱلْإِحْسَاسُ بِٱلذَّنْبِ عَلَى خَطَإٍ فَعَلْتَهُ رُبَّمَا مُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ.‏ وَهٰذَا مَا مَرَّ بِهِ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ.‏ فَهُوَ شَعَرَ أَحْيَانًا أَنَّ ذُنُوبَهُ كَانَتْ «كَحِمْلٍ ثَقِيلٍ» فَوْقَ رَأْسِهِ،‏ حَتَّى إِنَّهُ تَوَجَّعَ ‹مِنْ أَنِينِ قَلْبِهِ›.‏ (‏مز ٣٨:‏٣،‏ ٤،‏ ٨،‏ ١٨‏)‏ فَمَاذَا فَعَلَ؟‏ وَثِقَ بِرَحْمَةِ يَهْوَهَ وَغُفْرَانِهِ.‏ فَعَبَّرَ بِكُلِّ ٱقْتِنَاعٍ:‏ «سَعِيدٌ هُوَ ٱلَّذِي عُفِيَ عَنْ مَعْصِيَتِهِ».‏ —‏ اقرإ المزمور ٣٢:‏١-‏٣،‏ ٥‏.‏

١٥ ‏(‏أ)‏ لِمَ لَا دَاعِيَ أَنْ نَحْمِلَ هَمَّ ٱلْحَاضِرِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نَقْدِرُ عَمَلِيًّا أَنْ نُخَفِّفَ مِنْ هُمُومِنَا؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ:‏ «‏ خُطُوَاتٌ عَمَلِيَّةٌ لِلتَّخْفِيفِ مِنَ ٱلْهَمِّ وَٱلْقَلَقِ‏».‏)‏

١٥ فِي أَحْيَانٍ أُخْرَى،‏ تَخْنُقُكَ هُمُومُ ٱلْحَاضِرِ.‏ مَثَلًا،‏ حِينَ كَتَبَ دَاوُدُ ٱلْمَزْمُورَ ٥٥‏،‏ كَانَتْ حَيَاتُهُ فِي خَطَرٍ.‏ (‏مز ٥٥:‏٢-‏٥‏)‏ رَغْمَ ذٰلِكَ،‏ لَمْ يَسْمَحْ لِلْخَوْفِ وَٱلْهَمِّ أَنْ يُخَسِّرَاهُ ثِقَتَهُ بِيَهْوَهَ.‏ فَقَدْ صَلَّى إِلَيْهِ بِحَرَارَةٍ وَأَخْبَرَهُ عَنْ مَشَاكِلِهِ،‏ لٰكِنَّهُ عَرَفَ أَيْضًا أَنَّ عَلَيْهِ فِعْلَ مَا يَلْزَمُ لِيُعَالِجَ سَبَبَ هَمِّهِ.‏ (‏٢ صم ١٥:‏٣٠-‏٣٤‏)‏ وَفِي ذٰلِكَ دَرْسٌ لَنَا.‏ فَبَدَلَ أَنْ نَدَعَ ٱلْهَمَّ يَأْكُلُنَا،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَأْخُذَ خُطُوَاتٍ عَمَلِيَّةً لِنَحُلَّ ٱلْمَسْأَلَةَ ثُمَّ نَتْرُكَ ٱلْبَاقِيَ بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ.‏

١٦ لِمَ مَعْنَى ٱسْمِ ٱللهِ يُقَوِّي إِيمَانَنَا؟‏

١٦ يُمْكِنُ أَيْضًا أَنْ تَشْغَلَ بَالَكَ مَخَاوِفُ ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ وَلٰكِنْ مَا فَائِدَةُ أَنْ تَقْلَقَ بِشَأْنِ أُمُورٍ لَمْ تَحْصُلْ بَعْدُ؟‏ فَفِي أَغْلَبِ ٱلْأَوْقَاتِ،‏ لَا يَسُوءُ ٱلْوَضْعُ إِلَى ٱلدَّرَجَةِ ٱلَّتِي تَخَيَّلْتَهَا.‏ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ مَا مِنْ ظَرْفٍ إِلَّا وَيَسْتَطِيعُ يَهْوَهُ أَنْ يَتَحَكَّمَ فِيهِ.‏ فَٱسْمُهُ بِحَدِّ ذَاتِهِ يَعْنِي «يُصَيِّرُ».‏ (‏خر ٣:‏١٤‏)‏ وَهٰذَا ٱلْمَعْنَى ٱلْعَمِيقُ لِلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ يَهْوَهَ قَادِرٌ تَمَامًا عَلَى تَحْقِيقِ قَصْدِهِ لِخُدَّامِهِ ٱلْبَشَرِ.‏ لِذَا كُنْ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّهُ سَيُبَارِكُ خُدَّامَهُ ٱلْأُمَنَاءَ وَيُرِيحُ قُلُوبَهُمْ مِنْ هُمُومِ ٱلْمَاضِي وَٱلْحَاضِرِ وَٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏

اِفْتَحْ قَلْبَكَ

١٧،‏ ١٨ لِمَ ٱلتَّوَاصُلُ ٱلْجَيِّدُ يُسَاعِدُ عَلَى مُقَاوَمَةِ ٱلْهُمُومِ؟‏

١٧ اَلْمُسَاعِدُ ٱلرَّابِعُ هُوَ أَنْ تَفْتَحَ قَلْبَكَ لِشَخْصٍ تَثِقُ بِهِ.‏ فَقَدْ يُسَاعِدُكَ رَفِيقُ زَوَاجِكَ،‏ صَدِيقٌ مُقَرَّبٌ إِلَيْكَ،‏ أَوْ شَيْخٌ فِي جَمَاعَتِكَ أَنْ تَتَبَنَّى نَظْرَةً مُتَّزِنَةً إِلَى وَضْعِكَ.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «اَلْهَمُّ فِي قَلْبِ ٱلْإِنْسَانِ يَحْنِيهِ،‏ أَمَّا ٱلْكَلِمَةُ ٱلطَّيِّبَةُ فَهِيَ تُفْرِحُهُ».‏ (‏ام ١٢:‏٢٥‏)‏ فَٱلتَّوَاصُلُ ٱلصَّرِيحُ وَٱلصَّادِقُ يُمَكِّنُكَ مِنْ فَهْمِ مَخَاوِفِكَ وَٱلتَّغَلُّبِ عَلَيْهَا.‏ تَنْصَحُنَا كَلِمَةُ ٱللهِ:‏ «تَبْطُلُ ٱلْمَقَاصِدُ مِنْ غَيْرِ تَشَاوُرٍ،‏ وَٱلْإِنْجَازُ بِكَثْرَةِ ٱلْمُشِيرِينَ».‏ —‏ ام ١٥:‏٢٢‏.‏

١٨ وَيُوَفِّرُ لَكَ يَهْوَهُ مُسَاعَدَةً إِضَافِيَّةً مِنْ خِلَالِ ٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْأُسْبُوعِيَّةِ.‏ فَهُنَاكَ تَلْتَقِي بِإِخْوَتِكَ وَأَخَوَاتِكَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَهْتَمُّونَ بِكَ وَيُشَجِّعُونَكَ.‏ (‏عب ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ وَ «تَبَادُلُ ٱلتَّشْجِيعِ» هٰذَا يُقَوِّيكَ رُوحِيًّا وَيُسَهِّلُ عَلَيْكَ أَنْ تُوَاجِهَ هُمُومَكَ.‏ —‏ رو ١:‏١٢‏.‏

عَلَاقَتُكَ بِٱللهِ هِيَ ٱلْمُسَاعِدُ ٱلْأَقْوَى

١٩ مَاذَا يُؤَكِّدُ أَنَّ عَلَاقَتَنَا بِٱللهِ تُقَوِّينَا؟‏

١٩ إِلَيْكَ كَيْفَ تَعَلَّمَ شَيْخٌ فِي جَمَاعَةٍ بِكَنَدَا أَهَمِّيَّةَ أَنْ يُلْقِيَ هَمَّهُ عَلَى يَهْوَهَ.‏ فَهُوَ يَعْمَلُ مُعَلِّمًا وَمُرْشِدًا فِي إِحْدَى ٱلْمَدَارِسِ،‏ وَهِيَ وَظِيفَةٌ تُسَبِّبُ لَهُ تَوَتُّرًا شَدِيدًا.‏ كَمَا أَنَّهُ يُعَانِي نَوْعًا مِنِ ٱضْطِرَابَاتِ ٱلْقَلَقِ.‏ فَكَيْفَ يَتَكَيَّفُ مَعَ ظَرْفِهِ؟‏ يَقُولُ:‏ «وَجَدْتُ أَنَّ ٱلْعَمَلَ بِجِدٍّ عَلَى تَقْوِيَةِ عَلَاقَتِي بِيَهْوَهَ هُوَ ٱلْعِلَاجُ ٱلْأَقْوَى لِهُمُومِي.‏ كَمَا أَنِّي أُقَدِّرُ جِدًّا مُسَاعَدَةَ أَصْدِقَائِي ٱلْحَقِيقِيِّينَ وَإِخْوَتِي ٱلرُّوحِيِّينَ فِي ٱلْأَوْقَاتِ ٱلصَّعْبَةِ.‏ وَأَرْتَاحُ كَثِيرًا حِينَ أُعَبِّرُ لِزَوْجَتِي بِصِدْقٍ وَصَرَاحَةٍ عَنْ مَشَاعِرِي.‏ أَيْضًا،‏ صِرْتُ أَنْظُرُ بِوَاقِعِيَّةٍ إِلَى وَضْعِي بِفَضْلِ ٱلدَّعْمِ ٱلْكَبِيرِ مِنْ نَاظِرِ ٱلدَّائِرَةِ وَرُفَقَائِي ٱلشُّيُوخِ.‏ وَقَدِ ٱسْتَشَرْتُ طَبِيبًا لِأَفْهَمَ حَالَتِي ٱلصِّحِّيَّةَ،‏ نَظَّمْتُ وَقْتِي،‏ وَخَصَّصْتُ فَتَرَاتٍ لِلرَّاحَةِ وَٱلرِّيَاضَةِ.‏ وَمَعَ ٱلْوَقْتِ،‏ صِرْتُ أَتَحَكَّمُ أَكْثَرَ بِظُرُوفِي.‏ وَحِينَ أَعْجَزُ عَنْ فِعْلِ ذٰلِكَ،‏ أَتْرُكُ ٱلْأُمُورَ بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ».‏

٢٠ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ نُلْقِي هَمَّنَا عَلَى يَهْوَهَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا تُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟‏

٢٠ إِذًا،‏ تَعَلَّمْنَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ أَنْ نُلْقِيَ هَمَّنَا عَلَى يَهْوَهَ مِنْ خِلَالِ ٱلصَّلَاةِ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ وَٱلتَّأَمُّلِ فِي كَلِمَتِهِ.‏ وَتَعَلَّمْنَا أَيْضًا كَمْ مُهِمٌّ أَنْ نُنَمِّيَ ثَمَرَ ٱلرُّوحِ،‏ نَفْتَحَ قَلْبَنَا لِصَدِيقٍ نَثِقُ بِهِ،‏ وَنَتَقَوَّى بِمُعَاشَرَةِ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَلٰكِنْ هُنَالِكَ وَسِيلَةٌ أُخْرَى يَدْعَمُنَا يَهْوَهُ مِنْ خِلَالِهَا،‏ وَهِيَ وَعْدُهُ بِمُكَافَأَتِنَا.‏ فَلْنُنَاقِشْ هٰذَا ٱلْمَوْضُوعَ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏ —‏ عب ١١:‏٦‏.‏