مقالة الدرس ٧
كيف تستفيد أكثر من قراءة الكتاب المقدس؟
«أتَعرِفُ حَقًّا ما أنتَ تقرَأ؟». — أع ٨:٣٠.
التَّرنيمَة ٩٧ الحَياةُ تعتَمِدُ على كَلِمَةِ اللّٰه
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a
١ ماذا يُظهِرُ أنَّ يَسُوع قدَّرَ كَلِمَةَ اللّٰه؟
تخَيَّلْ أنَّكَ جالِسٌ تسمَعُ يَسُوع وهو يُعَلِّم. لا شَكَّ أنَّكَ ستُلاحِظُ أنَّهُ يعرِفُ كَلِمَةَ اللّٰهِ جَيِّدًا، ويَقتَبِسُ مِنها تَكرارًا. فخِلالَ خِدمَتِهِ الَّتي استَمَرَّت ثَلاثَ سِنينَ ونِصفًا، اعتادَ يَسُوع أن يقرَأَ كَلِمَةَ اللّٰهِ عَلَنًا، يقتَبِسَ مِنها، ويَشرَحَها. (مت ٥:١٧، ١٨، ٢١، ٢٢، ٢٧، ٢٨؛ لو ٤:١٦-٢٠) حتَّى إنَّهُ اقتَبَسَ مِنها في أوَّلِ كَلِماتٍ قالَها بَعدَ مَعمودِيَّتِه، وفي آخِرِ كَلِماتٍ قالَها قَبلَ مَوتِه. b — تث ٨:٣؛ مز ٣١:٥؛ لو ٤:٤؛ ٢٣:٤٦.
٢ كَيفَ صارَ يَسُوع يعرِفُ كَلِمَةَ اللّٰهِ جَيِّدًا؟ (أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.)
٢ قَبلَ أن يبدَأَ يَسُوع خِدمَتَهُ بِسِنين، اعتادَ أن يستَمِعَ إلى كَلِمَةِ اللّٰهِ ويَقرَأَها. ففي صِغَرِه، كانَ بِالتَّأكيدِ يسمَعُ مَرْيَم ويُوسُف يقتَبِسانِ آياتٍ خِلالَ كَلامِهِما. c (تث ٦:٦، ٧) ولا شَكَّ أنَّهُ كانَ يذهَبُ مع عائِلَتِهِ إلى المَجمَعِ كُلَّ سَبت، ويَسمَعُ بِانتِباهٍ قِراءَةَ كَلِمَةِ اللّٰه. (لو ٤:١٦) لاحِقًا، تعَلَّمَ يَسُوع أن يقرَأَ كَلِمَةَ اللّٰهِ هو بِنَفْسِه. وهكَذا، صارَ يعرِفُها جَيِّدًا. كما أنَّه أحَبَّها وطبَّقَها في حَياتِه. لاحِظْ مَثَلًا ماذا حصَلَ حينَ ذهَبَ إلى الهَيكَلِ بِعُمرِ ١٢ سَنَة. فالمُعَلِّمونَ الَّذينَ يعرِفونَ الشَّريعَةَ جَيِّدًا «تَعَجَّبوا كَثيرًا مِن فَهمِهِ وأجوِبَتِه». — لو ٢:٤٦، ٤٧، ٥٢.
٣ ماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟
٣ بِشَكلٍ مُماثِل، حينَ نقرَأُ كَلِمَةَ اللّٰهِ بِانتِظام، سنعرِفُها جَيِّدًا ونُحِبُّها. ولكنْ كَيفَ نستَفيدُ أكثَرَ مِن قِراءَتِها؟ لِنرَ ماذا قالَ يَسُوع لِلقادَةِ الدِّينِيِّينَ في أيَّامِه. فالكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ والصَّدُّوقِيُّونَ كانوا يقرَأونَ كَلِمَةَ اللّٰهِ دائِمًا ويَعرِفونَها جَيِّدًا. لكنَّهُم لم يستَفيدوا مِن ما قرَأوه. لِذلِك، ذكَرَ لهُم يَسُوع ثَلاثَ طُرُقٍ لِيَستَفيدوا مِن كَلِمَةِ اللّٰه: (١) أن يسعَوا لِيَفهَموها، (٢) أن يبحَثوا فيها عنِ الكُنوزِ الرُّوحِيَّة، و (٣) أن يتَعَلَّموا مِنها دُروسًا تُغَيِّرُ شَخصِيَّتَهُم. وحينَ نتبَعُ نَحنُ أيضًا هذِهِ الطُّرُقَ الثَّلاث، سنستَفيدُ أكثَرَ مِن قِراءَةِ كَلِمَةِ اللّٰه.
إسعَ لِتفهَمَ ما تقرَأُه
٤ ماذا نتَعَلَّمُ مِن لُوقَا ١٠:٢٥-٢٩؟
٤ مُهِمٌّ أن نفهَمَ ما نقرَأُهُ في كَلِمَةِ اللّٰه، وإلَّا فلن نستَفيدَ مِنها. لاحِظِ القِصَّةَ في لُوقَا ١٠:٢٥-٢٩. (إقرأها.) فمَرَّةً، أتى «رَجُلٌ خَبيرٌ في الشَّريعَةِ» إلى يَسُوع، وسألَه: «ماذا علَيَّ أن أعمَلَ كَي أرِثَ الحَياةَ الأبَدِيَّة». فساعَدَهُ يَسُوع أن يجِدَ الجَوابَ مِن كَلِمَةِ اللّٰه. قالَ له: «ما المَكتوبُ في الشَّريعَة؟ ماذا تَفهَمُ مِنه؟». إستَطاعَ هذا الرَّجُلُ أن يُعطِيَ جَوابًا صَحيحًا. فقدِ اقتَبَسَ الوَصِيَّةَ عن مَحَبَّةِ اللّٰهِ ومَحَبَّةِ القَريب. (لا ١٩:١٨؛ تث ٦:٥) لكنَّهُ سألَ بَعدَ ذلِك: «ومَن هو قَريبي؟». واضِحٌ إذًا أنَّهُ لم يفهَمْ ما قرَأَهُ في كَلِمَةِ اللّٰه. وبِالتَّالي، لم يعرِفْ كَيفَ يُطَبِّقُهُ في حَياتِه.
إسعَ لتفهم ما تقرأه
٥ ماذا يُساعِدُنا أن نفهَمَ كَلِمَةَ اللّٰه؟
٥ ماذا يُساعِدُكَ إذًا أن تفهَمَ أكثَرَ كَلِمَةَ اللّٰه؟ إلَيكَ بَعضَ الاقتِراحات. صلِّ قَبلَ أن تبدَأَ بِالقِراءَة. أُطلُبْ مِن يَهْوَه أن يُعطِيَكَ روحَهُ القُدُسَ لِتُرَكِّزَ وتفهَمَ ما تقرَأُه. ثُمَّ اقرَأْ على مَهلِكَ كَي تستَوعِبَ أكثَر. أيضًا، يُمكِنُكَ أن تقرَأَ بِصَوتٍ عالٍ. وإذا كانَت تَسجيلاتُ الكِتابِ المُقَدَّسِ مُتَوَفِّرَةً بِلُغَتِك، يُمكِنُكَ أن تسمَعَها فيما تُتابِعُ في كِتابِكَ المُقَدَّس. وهكَذا، تستَخدِمُ المَزيدَ مِن حَواسِك، وتُرَسِّخُ بِالتَّالي كَلِمَةَ اللّٰهِ في عَقلِكَ وقَلبِك. (يش ١:٨) وحينَ تنتَهي مِنَ القِراءَة، صلِّ مُجَدَّدًا إلى يَهْوَه كَي تشكُرَهُ على كَلِمَتِه، وتطلُبَ مِنهُ أن يُساعِدَكَ لِتُطَبِّقَ ما قرَأتَه.
٦ ماذا يُساعِدُنا أيضًا أن نفهَمَ كَلِمَةَ اللّٰه؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّوَر.)
٦ إلَيكَ اقتِراحَينِ إضافِيَّينِ لِتفهَمَ أكثَرَ الكِتابَ المُقَدَّس. فكِّرْ في بَعضِ الأسئِلَة. فحينَ تقرَأُ قِصَّة، اسألْ نَفْسَك: ‹مَن هيَ الشَّخصِيَّاتُ الرَّئيسِيَّة؟ مَن قالَ هذِهِ العِبارَة؟ لِمَن قالَها، ولِماذا؟ أينَ ومتى حصَلَت هذِهِ القِصَّة؟›. ستُساعِدُكَ أسئِلَةٌ كهذِه أن تُحَلِّلَ ما تقرَأُهُ وتجِدَ الأفكارَ الرَّئيسِيَّة. أيضًا، اكتُبْ مُلاحَظاتٍ مُختَصَرَة. فحينَ تكتُبُ الأفكار، تفهَمُها أكثَرَ وتتَذَكَّرُها مُدَّةً أطوَل. وماذا تقدِرُ أن تُسَجِّلَ في مُلاحَظاتِك؟ أسئِلَةً تخطُرُ على بالِك، نِقاطًا وجَدتَها أثناءَ بَحثِك، أو مُلَخَّصًا لِلأفكارِ الرَّئيسِيَّة. كما يُمكِنُكَ أن تكتُبَ كَيفَ ستُطَبِّقُ ما قرَأتَه، وكَيفَ أثَّرَ في مَشاعِرِك. وحينَ تأخُذُ مُلاحَظاتٍ كهذِه، ستشعُرُ أنَّ يَهْوَه يتَكَلَّمُ معَكَ أنت.
٧ أيُّ صِفَةٍ نحتاجُها لِنفهَمَ كَلِمَةَ اللّٰه، ولِماذا؟ (متى ٢٤:١٥)
٧ ذكَرَ يَسُوع صِفَةً ضَرورِيَّة لِنفهَمَ كَلِمَةَ اللّٰه: التَّمييز. (إقرأ متى ٢٤:١٥.) فالتَّمييزُ يُساعِدُنا أن نفهَمَ كَيفَ ترتَبِطُ الآياتُ بَعضُها بِبَعض، وكَيفَ ترتَبِطُ بِما يحصُلُ في العالَمِ حَولَنا. وهكَذا، مِثلَما ذكَرَ يَسُوع، نُلاحِظُ كَيفَ تتِمُّ نُبُوَّاتُ الكِتابِ المُقَدَّس. وبِالتالي، نستَفيدُ أكثَرَ مِن قِراءتِه.
٨ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ لِنقرَأَ بِتَمييز؟
٨ يُعطي يَهْوَه لِخُدَّامِهِ التَّمييز. فاطلُبْ مِنهُ أن يُعطِيَكَ هذِهِ الصِّفَة. (أم ٢:٦) وما دَورُكَ أنت؟ حلِّلْ ما تقرَأُه، ولاحِظْ كَيفَ يرتَبِطُ بِما كُنتَ تعرِفُه. أيضًا، استَعمِلْ أدَواتِ البَحثِ مِثلَ دَليلُ المَواضيعِ في مَطبوعاتِ شُهودِ يَهْوَه. فهي ستُساعِدُكَ أن تفهَمَ مَقاطِعَ الكِتابِ المُقَدَّس، وتَعرِفَ كَيفَ تُطَبِّقُها في حَياتِك. (عب ٥:١٤) وهكَذا، سيُساعِدُكَ التَّمييزُ أن تفهَمَ أكثَرَ كَلِمَةَ اللّٰه.
إبحَثْ عن كُنوزٍ روحِيَّة
٩ أيُّ حَقيقَةٍ مُهِمَّة لم ينتَبِهْ لها الصَّدُّوقِيُّون؟
٩ عرَفَ الصَّدُّوقِيُّونَ جَيِّدًا الأسفارَ الخَمسَة الأُولى مِن كَلِمَةِ اللّٰه. لكنَّهُم لم ينتَبِهوا لِحَقائِقَ مُهِمَّة مَوجودَة فيها. فمَرَّةً، تجادَلوا مع يَسُوع أنَّهُ لا توجَدُ قِيامَة. فسألَهُم: «أفَلَمْ تَقرَأوا في كِتابِ مُوسَى، في القِصَّةِ عن شَجَرَةِ العُلَّيْق، أنَّ اللّٰهَ قالَ له: ‹أنا إلهُ إبْرَاهِيم وإلهُ إسْحَاق وإلهُ يَعْقُوب›؟». (مر ١٢:١٨، ٢٦) فعلى الأرجَح، قرَأَ الصَّدُّوقِيُّونَ هذِهِ القِصَّةَ مَرَّاتٍ كَثيرَة. ولكنْ واضِحٌ مِن سُؤالِ يَسُوع أنَّهُم لم ينتَبِهوا لِحَقيقَةٍ مُهِمَّة فيها: تَعليمِ القِيامَة. — مر ١٢:٢٧؛ لو ٢٠:٣٨. d
١٠ إلامَ يجِبُ أن ننتَبِهَ أثناءَ قِراءَتِنا؟
١٠ فما الدَّرسُ لنا؟ حينَ نقرَأُ آيَةً أو قِصَّةً في الكِتابِ المُقَدَّس، يلزَمُ أن ننتَبِهَ لِكُلِّ ما تُعَلِّمُنا إيَّاه. فبَدَلَ أن نكتَفِيَ بِالأفكارِ الَّتي نُلاحِظُها بِسُهولَة، يجِبُ أن نبحَثَ عنِ الحَقائِقِ والمَبادِئِ الأعمَق.
١١ كَيفَ تجِدُ كُنوزًا روحِيَّة؟ (٢ تيموثاوس ٣:١٦، ١٧)
١١ وكَيفَ تجِدُ كُنوزًا روحِيَّة حينَ تقرَأُ الكِتابَ المُقَدَّس؟ لاحِظْ ماذا تقولُ ٢ تِيمُوثَاوُس ٣:١٦، ١٧. (إقرأها.) ‹فكُلُّ الأسفارِ المُقَدَّسَة نافِعَةٌ› في أربَعَةِ مَجالات: (١) التَّعليم، (٢) التَّوبيخ، (٣) التَّقويم، و (٤) التَّأديب. وحينَ تُبقي هذِهِ الفَوائِدَ الأربَع في بالِك، ستجِدُ كُنوزًا روحِيَّة حتَّى في المَقاطِعِ الَّتي تمُرُّ علَيها عادَةً مُرورَ الكِرام. فحلِّلِ المَقطَعَ لِترى ماذا يُعَلِّمُكَ عن يَهْوَه، مَشيئَتِه، ومَبادِئِه. ثُمَّ فكِّرْ كَيفَ ينفَعُكَ لِلتَّوبيخ، أي كَيفَ يُساعِدُكَ أن تُحَدِّدَ المُيولَ والأفكارَ الخاطِئَة وترفُضَها، وتبقى بِالتَّالي وَلِيًّا لِيَهْوَه. أيضًا، لاحِظْ كَيفَ ينفَعُكَ لِلتَّقويم. مَثَلًا، فكِّرْ كَيفَ تستَخدِمُهُ لِتُصَحِّحَ رَأيًا خاطِئًا عِندَ الَّذينَ تُبَشِّرُهُم. وأخيرًا، تأمَّلْ كَيفَ ينفَعُكَ لِلتَّأديب، أي كَيفَ يُدَرِّبُكَ لِتُفَكِّرَ مِثلَ يَهْوَه. وهكَذا، ستستَفيدُ أكثَرَ مِن قِراءَةِ الكِتابِ المُقَدَّس.
تعَلَّمْ دُروسًا تُغَيِّرُ شَخصِيَّتَك
١٢ لِمَ سألَ يَسُوع الفَرِّيسِيِّين: «ألَمْ تَقرَأوا»؟
١٢ مَرَّةً، انتَقَدَ الفَرِّيسِيُّونَ تَلاميذَ يَسُوع، قائِلينَ إنَّهُم يكسِرونَ شَريعَةَ السَّبت. فسألَهُم يَسُوع بِاستِغراب: «ألَمْ تَقرَأوا؟»، وأظهَرَ بِالتَّالي أنَّهُم كانوا يقرَأونَ كَلِمَةَ اللّٰهِ بِدافِعٍ خاطِئ. e (مت ١٢:١-٧) بَعدَ ذلِك، ذكَرَ يَسُوع مِثالَينِ مِن كَلِمَةِ اللّٰه، واقتَبَسَ آيَةً مِن سِفرِ هُوشَع. وهكَذا، كشَفَ أنَّ الفَرِّيسِيِّينَ لم يفهَموا الهَدَفَ مِن شَريعَةِ السَّبت، ولم يكونوا رُحَماء. ولكنْ لِماذا لم يستَفيدوا مِن ما قرَأوه؟ لِأنَّهُم كانوا مُتَكَبِّرين، وقرَأوا كَلِمَةَ اللّٰهِ كَي ينتَقِدوا غَيرَهُم. لِذلِك لم تُؤَثِّرْ في شَخصِيَّتِهِم. — مت ٢٣:٢٣؛ يو ٥:٣٩، ٤٠.
١٣ متى سنستَفيدُ مِن قِراءَةِ الكِتابِ المُقَدَّس، ولِماذا؟
١٣ فما الدَّرسُ لنا؟ يجِبُ أن نقرَأَ الكِتابَ المُقَدَّسَ بِدافِعٍ صَحيح. فبِعَكسِ الفَرِّيسِيِّين، يلزَمُ أن نكونَ مُتَواضِعين، ونقرَأَ كَلِمَةَ اللّٰهِ كَي نتَعَلَّمَ مِنها. تقولُ يَعْقُوب ١:٢١: «إقبَلوا بِوَداعَةٍ أن يَغرِسَ اللّٰهُ فيكُمُ الكَلِمَة». فكَي يغرِسَ اللّٰهُ كَلِمَتَهُ في قَلبِنا، يجِبُ أن نكونَ وُدَعاء، لا أشخاصًا مُتَكَبِّرينَ ينتَقِدونَ غَيرَهُم. فعِندَئِذٍ فَقَط، سنتَعَلَّمُ مِن كَلِمَتِهِ دُروسًا عنِ الرَّحمَةِ والحَنانِ والمَحَبَّة، دُروسًا تُغَيِّرُ شَخصِيَّتَنا.
١٤ كَيفَ نعرِفُ كم تُغَيِّرُ كَلِمَةُ اللّٰهِ شَخصِيَّتَنا؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَين.)
١٤ وكَيفَ نعرِفُ كم تُغَيِّرُ كَلِمَةُ اللّٰهِ شَخصِيَّتَنا؟ مِنَ الطَّريقَةِ الَّتي نُعامِلُ بها الآخَرين. فالفَرِّيسِيُّونَ لم تصِلْ كَلِمَةُ اللّٰهِ إلى قَلبِهِم، وبِالنَّتيجَةِ ‹حَكَموا على أشخاصٍ غَيرِ مُذنِبين›. (مت ١٢:٧) لِذا، يجِبُ أن نفحَصَ كَيفَ ننظُرُ إلى الآخَرينَ ونتَعامَلُ معهُم. مَثَلًا، هل نتَحَدَّثُ عن صِفاتِهِمِ الجَيِّدَة، أم عن عُيوبِهِم؟ هل نُظهِرُ لهُمُ الرَّحمَةَ ونُسامِحُهُم، أم ننتَقِدُهُم ونحقِدُ علَيهِم؟ ستُساعِدُنا أسئِلَةٌ كهذِه أن نفحَصَ نَفْسَنا، ونرى كم تُغَيِّرُ كَلِمَةُ اللّٰهِ أفكارَنا ومَشاعِرَنا وتَصَرُّفاتِنا. — ١ تي ٤:١٢، ١٥؛ عب ٤:١٢.
ستفرَحُ بِقِراءَةِ كَلِمَةِ اللّٰه
١٥ كَيفَ شعَرَ يَسُوع تِجاهَ كَلِمَةِ اللّٰه؟
١٥ أحَبَّ يَسُوع كَثيرًا كَلِمَةَ اللّٰه. لاحِظْ كَيفَ تصِفُ النُّبُوَّةُ في المَزْمُور ٤٠:٨ مَشاعِرَه: «أنا أفرَحُ بِأن أعمَلَ مَشيئَتَكَ يا إلهي، وشَريعَتُكَ هي في أعماقي». وبِالنَّتيجَة، فرِحَ يَسُوع بِخِدمَةِ يَهْوَه وكانَ ناجِحًا فيها. نَحنُ أيضًا، مُهِمٌّ أن نسعى لِنُدخِلَ كَلِمَةَ اللّٰهِ إلى قَلبِنا. فعِندَئِذٍ، سنفرَحُ كَثيرًا ونكونُ ناجِحين. — مز ١:١-٣.
١٦ ماذا تُخَطِّطُ لِتفعَلَ كَي تستَفيدَ أكثَرَ مِن كَلِمَةِ اللّٰه؟ (أُنظُرِ الإطار: « كَيفَ تُطَبِّقُ ما قالَهُ يَسُوع؟».)
١٦ لِنُحَسِّنْ إذًا مَهاراتِنا في قِراءَةِ الكِتابِ المُقَدَّس. وسَيُساعِدُنا في هذا المَجالِ أن نتَمَثَّلَ بِيَسُوع ونتبَعَ الطُّرُقَ الثَّلاثَ الَّتي ذكَرَها. فكَي نزيدَ فَهمَنا، مُهِمٌّ أن نُصَلِّي، نقرَأَ على مَهلِنا، نُفَكِّرَ في أسئِلَة، ونكتُبَ مُلاحَظاتٍ مُختَصَرَة. كما يلزَمُ أن نطلُبَ مِن يَهْوَه أن يُعطِيَنا التَّمييز، ثُمَّ نُحَلِّلَ بِدَورِنا ما نقرَأُهُ ونستَعمِلَ أدَواتِ البَحث. أيضًا، مُهِمٌّ أن نتَعَمَّقَ ونبحَثَ عنِ الكُنوزِ الرُّوحِيَّة، حتَّى في المَقاطِعِ الَّتي نمُرُّ علَيها عادَةً مُرورَ الكِرام. وأخيرًا، يجِبُ أن نقرَأَ بالدَّافِعِ الصَّحيح، ونتَعَلَّمَ دُروسًا تُغَيِّرُ شَخصِيَّتَنا. وهكَذا، نستَفيدُ أكثَرَ مِن قِراءَةِ الكِتابِ المُقَدَّس، ونقتَرِبُ إلى أبينا السَّماوِيِّ يَهْوَه. — مز ١١٩:١٧، ١٨؛ يع ٤:٨.
التَّرنيمَة ٩٥ سَبيلُ الأبرارِ يزدادُ نورًا
a كخُدَّامٍ لِيَهْوَه، نجتَهِدُ كُلُّنا لِنقرَأَ يَومِيًّا كَلِمَتَه، الكِتابَ المُقَدَّس. طَبعًا، يقرَأُ كَثيرونَ غَيرُنا الكِتابَ المُقَدَّس. لكنَّهُم لا يفهَمونَه. وهذا حصَلَ لِلقادَةِ الدِّينِيِّينَ أيَّامَ يَسُوع. فَلنُراجِعْ ماذا قالَ لهُم، ونرَ بِالتَّالي كَيفَ نستَفيدُ أكثَرَ مِن قِراءةِ كَلِمَةِ اللّٰه.
b حينَ اعتَمَدَ يَسُوع ونزَلَ علَيهِ الرُّوحُ القُدُس، استَعادَ كما يبدو ذِكرَياتِ حَياتِهِ في السَّماء. — مت ٣:١٦.
c عرَفَت مَرْيَم كَلِمَةَ اللّٰهِ جَيِّدًا، واقتَبَسَت مِنها تَكرارًا. (لو ١:٤٦-٥٥) على الأرجَح، لم يكُنْ لدى مَرْيَم ويُوسُف نُسخَةٌ مِن كَلِمَةِ اللّٰه. لكنَّهُما سمِعا بِانتِباهٍ قِراءَتَها في المَجمَع، واستَطاعا بِالتَّالي أن يحفَظا آياتٍ عَديدَة.
d أُنظُرْ مَقالَة «إقتَرِبْ إلى اللّٰه: ‹إلهُ أحياء›» في بُرجِ المُراقَبَة، عَدَد ١ شُبَاط (فِبْرَايِر) ٢٠١٣.
e أُنظُرْ كذلِك مَتَّى ١٩:٤-٦. هُناك أيضًا سألَ يَسُوع الفَرِّيسِيِّين: «ألَمْ تَقرَأوا؟». فمع أنَّهُم قرَأوا قِصَّةَ الخَلق، لم ينتَبِهوا لِما تُعَلِّمُهُ عن رَأيِ اللّٰهِ في الزَّواج.
f وصف الصورة: خلال اجتماع في قاعة الملكوت، يرتكب أخ يهتم بالصوت والصورة أخطاء كثيرة. مع ذلك، يمدحه أخان بعد الاجتماع على جهوده، ولا يركِّزان على أخطائه.