الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٧

كيف تستفيد أكثر من قراءة الكتاب المقدس؟‏

كيف تستفيد أكثر من قراءة الكتاب المقدس؟‏

‏«أتَعرِفُ حَقًّا ما أنتَ تقرَأ؟‏».‏ —‏ أع ٨:‏٣٠‏.‏

التَّرنيمَة ٩٧ الحَياةُ تعتَمِدُ على كَلِمَةِ اللّٰه

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a

١ ماذا يُظهِرُ أنَّ يَسُوع قدَّرَ كَلِمَةَ اللّٰه؟‏

 تخَيَّلْ أنَّكَ جالِسٌ تسمَعُ يَسُوع وهو يُعَلِّم.‏ لا شَكَّ أنَّكَ ستُلاحِظُ أنَّهُ يعرِفُ كَلِمَةَ اللّٰهِ جَيِّدًا،‏ ويَقتَبِسُ مِنها تَكرارًا.‏ فخِلالَ خِدمَتِهِ الَّتي استَمَرَّت ثَلاثَ سِنينَ ونِصفًا،‏ اعتادَ يَسُوع أن يقرَأَ كَلِمَةَ اللّٰهِ عَلَنًا،‏ يقتَبِسَ مِنها،‏ ويَشرَحَها.‏ (‏مت ٥:‏١٧،‏ ١٨،‏ ٢١،‏ ٢٢،‏ ٢٧،‏ ٢٨؛‏ لو ٤:‏١٦-‏٢٠‏)‏ حتَّى إنَّهُ اقتَبَسَ مِنها في أوَّلِ كَلِماتٍ قالَها بَعدَ مَعمودِيَّتِه،‏ وفي آخِرِ كَلِماتٍ قالَها قَبلَ مَوتِه.‏ b —‏ تث ٨:‏٣؛‏ مز ٣١:‏٥؛‏ لو ٤:‏٤؛‏ ٢٣:‏٤٦‏.‏

أظهر يسوع طول حياته أنه يحب كلمة اللّٰه ويطبِّقها (‏أُنظر الفقرة ٢.‏)‏

٢ كَيفَ صارَ يَسُوع يعرِفُ كَلِمَةَ اللّٰهِ جَيِّدًا؟‏ (‏أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.‏)‏

٢ قَبلَ أن يبدَأَ يَسُوع خِدمَتَهُ بِسِنين،‏ اعتادَ أن يستَمِعَ إلى كَلِمَةِ اللّٰهِ ويَقرَأَها.‏ ففي صِغَرِه،‏ كانَ بِالتَّأكيدِ يسمَعُ مَرْيَم ويُوسُف يقتَبِسانِ آياتٍ خِلالَ كَلامِهِما.‏ c (‏تث ٦:‏٦،‏ ٧‏)‏ ولا شَكَّ أنَّهُ كانَ يذهَبُ مع عائِلَتِهِ إلى المَجمَعِ كُلَّ سَبت،‏ ويَسمَعُ بِانتِباهٍ قِراءَةَ كَلِمَةِ اللّٰه.‏ (‏لو ٤:‏١٦‏)‏ لاحِقًا،‏ تعَلَّمَ يَسُوع أن يقرَأَ كَلِمَةَ اللّٰهِ هو بِنَفْسِه.‏ وهكَذا،‏ صارَ يعرِفُها جَيِّدًا.‏ كما أنَّه أحَبَّها وطبَّقَها في حَياتِه.‏ لاحِظْ مَثَلًا ماذا حصَلَ حينَ ذهَبَ إلى الهَيكَلِ بِعُمرِ ١٢ سَنَة.‏ فالمُعَلِّمونَ الَّذينَ يعرِفونَ الشَّريعَةَ جَيِّدًا «تَعَجَّبوا كَثيرًا مِن فَهمِهِ وأجوِبَتِه».‏ —‏ لو ٢:‏٤٦،‏ ٤٧،‏ ٥٢‏.‏

٣ ماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟‏

٣ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ حينَ نقرَأُ كَلِمَةَ اللّٰهِ بِانتِظام،‏ سنعرِفُها جَيِّدًا ونُحِبُّها.‏ ولكنْ كَيفَ نستَفيدُ أكثَرَ مِن قِراءَتِها؟‏ لِنرَ ماذا قالَ يَسُوع لِلقادَةِ الدِّينِيِّينَ في أيَّامِه.‏ فالكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ والصَّدُّوقِيُّونَ كانوا يقرَأونَ كَلِمَةَ اللّٰهِ دائِمًا ويَعرِفونَها جَيِّدًا.‏ لكنَّهُم لم يستَفيدوا مِن ما قرَأوه.‏ لِذلِك،‏ ذكَرَ لهُم يَسُوع ثَلاثَ طُرُقٍ لِيَستَفيدوا مِن كَلِمَةِ اللّٰه:‏ (‏١)‏ أن يسعَوا لِيَفهَموها،‏ (‏٢)‏ أن يبحَثوا فيها عنِ الكُنوزِ الرُّوحِيَّة،‏ و (‏٣)‏ أن يتَعَلَّموا مِنها دُروسًا تُغَيِّرُ شَخصِيَّتَهُم.‏ وحينَ نتبَعُ نَحنُ أيضًا هذِهِ الطُّرُقَ الثَّلاث،‏ سنستَفيدُ أكثَرَ مِن قِراءَةِ كَلِمَةِ اللّٰه.‏

إسعَ لِتفهَمَ ما تقرَأُه

٤ ماذا نتَعَلَّمُ مِن لُوقَا ١٠:‏٢٥-‏٢٩‏؟‏

٤ مُهِمٌّ أن نفهَمَ ما نقرَأُهُ في كَلِمَةِ اللّٰه،‏ وإلَّا فلن نستَفيدَ مِنها.‏ لاحِظِ القِصَّةَ في لُوقَا ١٠:‏٢٥-‏٢٩‏.‏ (‏إقرأها.‏)‏ فمَرَّةً،‏ أتى «رَجُلٌ خَبيرٌ في الشَّريعَةِ» إلى يَسُوع،‏ وسألَه:‏ «ماذا علَيَّ أن أعمَلَ كَي أرِثَ الحَياةَ الأبَدِيَّة».‏ فساعَدَهُ يَسُوع أن يجِدَ الجَوابَ مِن كَلِمَةِ اللّٰه.‏ قالَ له:‏ «ما المَكتوبُ في الشَّريعَة؟‏ ماذا تَفهَمُ مِنه؟‏».‏ إستَطاعَ هذا الرَّجُلُ أن يُعطِيَ جَوابًا صَحيحًا.‏ فقدِ اقتَبَسَ الوَصِيَّةَ عن مَحَبَّةِ اللّٰهِ ومَحَبَّةِ القَريب.‏ (‏لا ١٩:‏١٨؛‏ تث ٦:‏٥‏)‏ لكنَّهُ سألَ بَعدَ ذلِك:‏ «ومَن هو قَريبي؟‏».‏ واضِحٌ إذًا أنَّهُ لم يفهَمْ ما قرَأَهُ في كَلِمَةِ اللّٰه.‏ وبِالتَّالي،‏ لم يعرِفْ كَيفَ يُطَبِّقُهُ في حَياتِه.‏

إسعَ لتفهم ما تقرأه

٥ ماذا يُساعِدُنا أن نفهَمَ كَلِمَةَ اللّٰه؟‏

٥ ماذا يُساعِدُكَ إذًا أن تفهَمَ أكثَرَ كَلِمَةَ اللّٰه؟‏ إلَيكَ بَعضَ الاقتِراحات.‏ صلِّ قَبلَ أن تبدَأَ بِالقِراءَة.‏ أُطلُبْ مِن يَهْوَه أن يُعطِيَكَ روحَهُ القُدُسَ لِتُرَكِّزَ وتفهَمَ ما تقرَأُه.‏ ثُمَّ اقرَأْ على مَهلِكَ كَي تستَوعِبَ أكثَر.‏ أيضًا،‏ يُمكِنُكَ أن تقرَأَ بِصَوتٍ عالٍ.‏ وإذا كانَت تَسجيلاتُ الكِتابِ المُقَدَّسِ مُتَوَفِّرَةً بِلُغَتِك،‏ يُمكِنُكَ أن تسمَعَها فيما تُتابِعُ في كِتابِكَ المُقَدَّس.‏ وهكَذا،‏ تستَخدِمُ المَزيدَ مِن حَواسِك،‏ وتُرَسِّخُ بِالتَّالي كَلِمَةَ اللّٰهِ في عَقلِكَ وقَلبِك.‏ (‏يش ١:‏٨‏)‏ وحينَ تنتَهي مِنَ القِراءَة،‏ صلِّ مُجَدَّدًا إلى يَهْوَه كَي تشكُرَهُ على كَلِمَتِه،‏ وتطلُبَ مِنهُ أن يُساعِدَكَ لِتُطَبِّقَ ما قرَأتَه.‏

كيف تساعدك الملاحظات المختصرة أن تفهم ما تقرأه وتتذكره؟‏ (‏أُنظر الفقرة ٦.‏)‏

٦ ماذا يُساعِدُنا أيضًا أن نفهَمَ كَلِمَةَ اللّٰه؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّوَر.‏)‏

٦ إلَيكَ اقتِراحَينِ إضافِيَّينِ لِتفهَمَ أكثَرَ الكِتابَ المُقَدَّس.‏ فكِّرْ في بَعضِ الأسئِلَة.‏ فحينَ تقرَأُ قِصَّة،‏ اسألْ نَفْسَك:‏ ‹مَن هيَ الشَّخصِيَّاتُ الرَّئيسِيَّة؟‏ مَن قالَ هذِهِ العِبارَة؟‏ لِمَن قالَها،‏ ولِماذا؟‏ أينَ ومتى حصَلَت هذِهِ القِصَّة؟‏›.‏ ستُساعِدُكَ أسئِلَةٌ كهذِه أن تُحَلِّلَ ما تقرَأُهُ وتجِدَ الأفكارَ الرَّئيسِيَّة.‏ أيضًا،‏ اكتُبْ مُلاحَظاتٍ مُختَصَرَة.‏ فحينَ تكتُبُ الأفكار،‏ تفهَمُها أكثَرَ وتتَذَكَّرُها مُدَّةً أطوَل.‏ وماذا تقدِرُ أن تُسَجِّلَ في مُلاحَظاتِك؟‏ أسئِلَةً تخطُرُ على بالِك،‏ نِقاطًا وجَدتَها أثناءَ بَحثِك،‏ أو مُلَخَّصًا لِلأفكارِ الرَّئيسِيَّة.‏ كما يُمكِنُكَ أن تكتُبَ كَيفَ ستُطَبِّقُ ما قرَأتَه،‏ وكَيفَ أثَّرَ في مَشاعِرِك.‏ وحينَ تأخُذُ مُلاحَظاتٍ كهذِه،‏ ستشعُرُ أنَّ يَهْوَه يتَكَلَّمُ معَكَ أنت.‏

٧ أيُّ صِفَةٍ نحتاجُها لِنفهَمَ كَلِمَةَ اللّٰه،‏ ولِماذا؟‏ (‏متى ٢٤:‏١٥‏)‏

٧ ذكَرَ يَسُوع صِفَةً ضَرورِيَّة لِنفهَمَ كَلِمَةَ اللّٰه:‏ التَّمييز.‏ ‏(‏إقرأ متى ٢٤:‏١٥‏.‏)‏ فالتَّمييزُ يُساعِدُنا أن نفهَمَ كَيفَ ترتَبِطُ الآياتُ بَعضُها بِبَعض،‏ وكَيفَ ترتَبِطُ بِما يحصُلُ في العالَمِ حَولَنا.‏ وهكَذا،‏ مِثلَما ذكَرَ يَسُوع،‏ نُلاحِظُ كَيفَ تتِمُّ نُبُوَّاتُ الكِتابِ المُقَدَّس.‏ وبِالتالي،‏ نستَفيدُ أكثَرَ مِن قِراءتِه.‏

٨ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ لِنقرَأَ بِتَمييز؟‏

٨ يُعطي يَهْوَه لِخُدَّامِهِ التَّمييز.‏ فاطلُبْ مِنهُ أن يُعطِيَكَ هذِهِ الصِّفَة.‏ (‏أم ٢:‏٦‏)‏ وما دَورُكَ أنت؟‏ حلِّلْ ما تقرَأُه،‏ ولاحِظْ كَيفَ يرتَبِطُ بِما كُنتَ تعرِفُه.‏ أيضًا،‏ استَعمِلْ أدَواتِ البَحثِ مِثلَ دَليلُ المَواضيعِ في مَطبوعاتِ شُهودِ يَهْوَه.‏ فهي ستُساعِدُكَ أن تفهَمَ مَقاطِعَ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ وتَعرِفَ كَيفَ تُطَبِّقُها في حَياتِك.‏ (‏عب ٥:‏١٤‏)‏ وهكَذا،‏ سيُساعِدُكَ التَّمييزُ أن تفهَمَ أكثَرَ كَلِمَةَ اللّٰه.‏

إبحَثْ عن كُنوزٍ روحِيَّة

٩ أيُّ حَقيقَةٍ مُهِمَّة لم ينتَبِهْ لها الصَّدُّوقِيُّون؟‏

٩ عرَفَ الصَّدُّوقِيُّونَ جَيِّدًا الأسفارَ الخَمسَة الأُولى مِن كَلِمَةِ اللّٰه.‏ لكنَّهُم لم ينتَبِهوا لِحَقائِقَ مُهِمَّة مَوجودَة فيها.‏ فمَرَّةً،‏ تجادَلوا مع يَسُوع أنَّهُ لا توجَدُ قِيامَة.‏ فسألَهُم:‏ ‏«أفَلَمْ تَقرَأوا في كِتابِ مُوسَى،‏ في القِصَّةِ عن شَجَرَةِ العُلَّيْق،‏ أنَّ اللّٰهَ قالَ له:‏ ‹أنا إلهُ إبْرَاهِيم وإلهُ إسْحَاق وإلهُ يَعْقُوب›؟‏».‏ (‏مر ١٢:‏١٨،‏ ٢٦‏)‏ فعلى الأرجَح،‏ قرَأَ الصَّدُّوقِيُّونَ هذِهِ القِصَّةَ مَرَّاتٍ كَثيرَة.‏ ولكنْ واضِحٌ مِن سُؤالِ يَسُوع أنَّهُم لم ينتَبِهوا لِحَقيقَةٍ مُهِمَّة فيها:‏ تَعليمِ القِيامَة.‏ —‏ مر ١٢:‏٢٧؛‏ لو ٢٠:‏٣٨‏.‏ d

١٠ إلامَ يجِبُ أن ننتَبِهَ أثناءَ قِراءَتِنا؟‏

١٠ فما الدَّرسُ لنا؟‏ حينَ نقرَأُ آيَةً أو قِصَّةً في الكِتابِ المُقَدَّس،‏ يلزَمُ أن ننتَبِهَ لِكُلِّ ما تُعَلِّمُنا إيَّاه.‏ فبَدَلَ أن نكتَفِيَ بِالأفكارِ الَّتي نُلاحِظُها بِسُهولَة،‏ يجِبُ أن نبحَثَ عنِ الحَقائِقِ والمَبادِئِ الأعمَق.‏

١١ كَيفَ تجِدُ كُنوزًا روحِيَّة؟‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٦،‏ ١٧‏)‏

١١ وكَيفَ تجِدُ كُنوزًا روحِيَّة حينَ تقرَأُ الكِتابَ المُقَدَّس؟‏ لاحِظْ ماذا تقولُ ٢ تِيمُوثَاوُس ٣:‏١٦،‏ ١٧‏.‏ (‏إقرأها.‏)‏ ‏‹فكُلُّ الأسفارِ المُقَدَّسَة نافِعَةٌ› في أربَعَةِ مَجالات:‏ (‏١)‏ التَّعليم،‏ (‏٢)‏ التَّوبيخ،‏ (‏٣)‏ التَّقويم،‏ و (‏٤)‏ التَّأديب.‏ وحينَ تُبقي هذِهِ الفَوائِدَ الأربَع في بالِك،‏ ستجِدُ كُنوزًا روحِيَّة حتَّى في المَقاطِعِ الَّتي تمُرُّ علَيها عادَةً مُرورَ الكِرام.‏ فحلِّلِ المَقطَعَ لِترى ماذا يُعَلِّمُكَ عن يَهْوَه،‏ مَشيئَتِه،‏ ومَبادِئِه.‏ ثُمَّ فكِّرْ كَيفَ ينفَعُكَ لِلتَّوبيخ،‏ أي كَيفَ يُساعِدُكَ أن تُحَدِّدَ المُيولَ والأفكارَ الخاطِئَة وترفُضَها،‏ وتبقى بِالتَّالي وَلِيًّا لِيَهْوَه.‏ أيضًا،‏ لاحِظْ كَيفَ ينفَعُكَ لِلتَّقويم.‏ مَثَلًا،‏ فكِّرْ كَيفَ تستَخدِمُهُ لِتُصَحِّحَ رَأيًا خاطِئًا عِندَ الَّذينَ تُبَشِّرُهُم.‏ وأخيرًا،‏ تأمَّلْ كَيفَ ينفَعُكَ لِلتَّأديب،‏ أي كَيفَ يُدَرِّبُكَ لِتُفَكِّرَ مِثلَ يَهْوَه.‏ وهكَذا،‏ ستستَفيدُ أكثَرَ مِن قِراءَةِ الكِتابِ المُقَدَّس.‏

تعَلَّمْ دُروسًا تُغَيِّرُ شَخصِيَّتَك

١٢ لِمَ سألَ يَسُوع الفَرِّيسِيِّين:‏ «ألَمْ تَقرَأوا»؟‏

١٢ مَرَّةً،‏ انتَقَدَ الفَرِّيسِيُّونَ تَلاميذَ يَسُوع،‏ قائِلينَ إنَّهُم يكسِرونَ شَريعَةَ السَّبت.‏ فسألَهُم يَسُوع بِاستِغراب:‏ ‏«ألَمْ تَقرَأوا؟‏»،‏ وأظهَرَ بِالتَّالي أنَّهُم كانوا يقرَأونَ كَلِمَةَ اللّٰهِ بِدافِعٍ خاطِئ.‏ e (‏مت ١٢:‏١-‏٧‏)‏ بَعدَ ذلِك،‏ ذكَرَ يَسُوع مِثالَينِ مِن كَلِمَةِ اللّٰه،‏ واقتَبَسَ آيَةً مِن سِفرِ هُوشَع.‏ وهكَذا،‏ كشَفَ أنَّ الفَرِّيسِيِّينَ لم يفهَموا الهَدَفَ مِن شَريعَةِ السَّبت،‏ ولم يكونوا رُحَماء.‏ ولكنْ لِماذا لم يستَفيدوا مِن ما قرَأوه؟‏ لِأنَّهُم كانوا مُتَكَبِّرين،‏ وقرَأوا كَلِمَةَ اللّٰهِ كَي ينتَقِدوا غَيرَهُم.‏ لِذلِك لم تُؤَثِّرْ في شَخصِيَّتِهِم.‏ —‏ مت ٢٣:‏٢٣؛‏ يو ٥:‏٣٩،‏ ٤٠‏.‏

١٣ متى سنستَفيدُ مِن قِراءَةِ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ ولِماذا؟‏

١٣ فما الدَّرسُ لنا؟‏ يجِبُ أن نقرَأَ الكِتابَ المُقَدَّسَ بِدافِعٍ صَحيح.‏ فبِعَكسِ الفَرِّيسِيِّين،‏ يلزَمُ أن نكونَ مُتَواضِعين،‏ ونقرَأَ كَلِمَةَ اللّٰهِ كَي نتَعَلَّمَ مِنها.‏ تقولُ يَعْقُوب ١:‏٢١‏:‏ ‏«إقبَلوا بِوَداعَةٍ أن يَغرِسَ اللّٰهُ فيكُمُ الكَلِمَة».‏ فكَي يغرِسَ اللّٰهُ كَلِمَتَهُ في قَلبِنا،‏ يجِبُ أن نكونَ وُدَعاء،‏ لا أشخاصًا مُتَكَبِّرينَ ينتَقِدونَ غَيرَهُم.‏ فعِندَئِذٍ فَقَط،‏ سنتَعَلَّمُ مِن كَلِمَتِهِ دُروسًا عنِ الرَّحمَةِ والحَنانِ والمَحَبَّة،‏ دُروسًا تُغَيِّرُ شَخصِيَّتَنا.‏

كيف نعرف كم نستفيد من كلمة اللّٰه؟‏ (‏أُنظر الفقرة ١٤.‏)‏ f

١٤ كَيفَ نعرِفُ كم تُغَيِّرُ كَلِمَةُ اللّٰهِ شَخصِيَّتَنا؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَين.‏)‏

١٤ وكَيفَ نعرِفُ كم تُغَيِّرُ كَلِمَةُ اللّٰهِ شَخصِيَّتَنا؟‏ مِنَ الطَّريقَةِ الَّتي نُعامِلُ بها الآخَرين.‏ فالفَرِّيسِيُّونَ لم تصِلْ كَلِمَةُ اللّٰهِ إلى قَلبِهِم،‏ وبِالنَّتيجَةِ ‹حَكَموا على أشخاصٍ غَيرِ مُذنِبين›.‏ (‏مت ١٢:‏٧‏)‏ لِذا،‏ يجِبُ أن نفحَصَ كَيفَ ننظُرُ إلى الآخَرينَ ونتَعامَلُ معهُم.‏ مَثَلًا،‏ هل نتَحَدَّثُ عن صِفاتِهِمِ الجَيِّدَة،‏ أم عن عُيوبِهِم؟‏ هل نُظهِرُ لهُمُ الرَّحمَةَ ونُسامِحُهُم،‏ أم ننتَقِدُهُم ونحقِدُ علَيهِم؟‏ ستُساعِدُنا أسئِلَةٌ كهذِه أن نفحَصَ نَفْسَنا،‏ ونرى كم تُغَيِّرُ كَلِمَةُ اللّٰهِ أفكارَنا ومَشاعِرَنا وتَصَرُّفاتِنا.‏ —‏ ١ تي ٤:‏١٢،‏ ١٥؛‏ عب ٤:‏١٢‏.‏

ستفرَحُ بِقِراءَةِ كَلِمَةِ اللّٰه

١٥ كَيفَ شعَرَ يَسُوع تِجاهَ كَلِمَةِ اللّٰه؟‏

١٥ أحَبَّ يَسُوع كَثيرًا كَلِمَةَ اللّٰه.‏ لاحِظْ كَيفَ تصِفُ النُّبُوَّةُ في المَزْمُور ٤٠:‏٨ مَشاعِرَه:‏ «أنا أفرَحُ بِأن أعمَلَ مَشيئَتَكَ يا إلهي،‏ وشَريعَتُكَ هي في أعماقي».‏ وبِالنَّتيجَة،‏ فرِحَ يَسُوع بِخِدمَةِ يَهْوَه وكانَ ناجِحًا فيها.‏ نَحنُ أيضًا،‏ مُهِمٌّ أن نسعى لِنُدخِلَ كَلِمَةَ اللّٰهِ إلى قَلبِنا.‏ فعِندَئِذٍ،‏ سنفرَحُ كَثيرًا ونكونُ ناجِحين.‏ —‏ مز ١:‏١-‏٣‏.‏

١٦ ماذا تُخَطِّطُ لِتفعَلَ كَي تستَفيدَ أكثَرَ مِن كَلِمَةِ اللّٰه؟‏ (‏أُنظُرِ الإطار:‏ «‏ كَيفَ تُطَبِّقُ ما قالَهُ يَسُوع؟‏‏».‏)‏

١٦ لِنُحَسِّنْ إذًا مَهاراتِنا في قِراءَةِ الكِتابِ المُقَدَّس.‏ وسَيُساعِدُنا في هذا المَجالِ أن نتَمَثَّلَ بِيَسُوع ونتبَعَ الطُّرُقَ الثَّلاثَ الَّتي ذكَرَها.‏ فكَي نزيدَ فَهمَنا،‏ مُهِمٌّ أن نُصَلِّي،‏ نقرَأَ على مَهلِنا،‏ نُفَكِّرَ في أسئِلَة،‏ ونكتُبَ مُلاحَظاتٍ مُختَصَرَة.‏ كما يلزَمُ أن نطلُبَ مِن يَهْوَه أن يُعطِيَنا التَّمييز،‏ ثُمَّ نُحَلِّلَ بِدَورِنا ما نقرَأُهُ ونستَعمِلَ أدَواتِ البَحث.‏ أيضًا،‏ مُهِمٌّ أن نتَعَمَّقَ ونبحَثَ عنِ الكُنوزِ الرُّوحِيَّة،‏ حتَّى في المَقاطِعِ الَّتي نمُرُّ علَيها عادَةً مُرورَ الكِرام.‏ وأخيرًا،‏ يجِبُ أن نقرَأَ بالدَّافِعِ الصَّحيح،‏ ونتَعَلَّمَ دُروسًا تُغَيِّرُ شَخصِيَّتَنا.‏ وهكَذا،‏ نستَفيدُ أكثَرَ مِن قِراءَةِ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ ونقتَرِبُ إلى أبينا السَّماوِيِّ يَهْوَه.‏ —‏ مز ١١٩:‏١٧،‏ ١٨؛‏ يع ٤:‏٨‏.‏

التَّرنيمَة ٩٥ سَبيلُ الأبرارِ يزدادُ نورًا

a كخُدَّامٍ لِيَهْوَه،‏ نجتَهِدُ كُلُّنا لِنقرَأَ يَومِيًّا كَلِمَتَه،‏ الكِتابَ المُقَدَّس.‏ طَبعًا،‏ يقرَأُ كَثيرونَ غَيرُنا الكِتابَ المُقَدَّس.‏ لكنَّهُم لا يفهَمونَه.‏ وهذا حصَلَ لِلقادَةِ الدِّينِيِّينَ أيَّامَ يَسُوع.‏ فَلنُراجِعْ ماذا قالَ لهُم،‏ ونرَ بِالتَّالي كَيفَ نستَفيدُ أكثَرَ مِن قِراءةِ كَلِمَةِ اللّٰه.‏

b حينَ اعتَمَدَ يَسُوع ونزَلَ علَيهِ الرُّوحُ القُدُس،‏ استَعادَ كما يبدو ذِكرَياتِ حَياتِهِ في السَّماء.‏ —‏ مت ٣:‏١٦‏.‏

c عرَفَت مَرْيَم كَلِمَةَ اللّٰهِ جَيِّدًا،‏ واقتَبَسَت مِنها تَكرارًا.‏ (‏لو ١:‏٤٦-‏٥٥‏)‏ على الأرجَح،‏ لم يكُنْ لدى مَرْيَم ويُوسُف نُسخَةٌ مِن كَلِمَةِ اللّٰه.‏ لكنَّهُما سمِعا بِانتِباهٍ قِراءَتَها في المَجمَع،‏ واستَطاعا بِالتَّالي أن يحفَظا آياتٍ عَديدَة.‏

d أُنظُرْ مَقالَة «‏إقتَرِبْ إلى اللّٰه:‏ ‹إلهُ أحياء›‏‏» في بُرجِ المُراقَبَة،‏ عَدَد ١ شُبَاط (‏فِبْرَايِر)‏ ٢٠١٣.‏

e أُنظُرْ كذلِك مَتَّى ١٩:‏٤-‏٦‏.‏ هُناك أيضًا سألَ يَسُوع الفَرِّيسِيِّين:‏ «ألَمْ تَقرَأوا؟‏».‏ فمع أنَّهُم قرَأوا قِصَّةَ الخَلق،‏ لم ينتَبِهوا لِما تُعَلِّمُهُ عن رَأيِ اللّٰهِ في الزَّواج.‏

f وصف الصورة:‏ خلال اجتماع في قاعة الملكوت،‏ يرتكب أخ يهتم بالصوت والصورة أخطاء كثيرة.‏ مع ذلك،‏ يمدحه أخان بعد الاجتماع على جهوده،‏ ولا يركِّزان على أخطائه.‏