مقالة الدرس ٨
هل نصيحتك ‹تُفرِّح القلب›؟
«الزَّيتُ والبَخورُ يُفَرِّحانِ القَلب، وحَلاوَةُ الصَّاحِبِ في مَشورَتِهِ النَّابِعَة مِن كُلِّ النَّفْس». — ام ٢٧:٩.
التَّرنيمَة ١٠٢ لِندعَمِ الضُّعَفاء
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *
١-٢ ماذا تعَلَّمَ أخٌ عن تَقديمِ النَّصيحَة؟
قَبلَ سَنَواتٍ كَثيرَة، كانَ شَيخانِ يزورانِ أُختًا تغيبُ عنِ الاجتِماعاتِ مُنذُ فَترَة. فبدَأَ الشَّيخُ الَّذي يأخُذُ القِيادَةَ في الحَديثِ يقرَأُ لها آياتٍ كَثيرَة عن حُضورِ الاجتِماعات. وفي النِّهايَة، ظنَّ أنَّ الزِّيارَةَ ناجِحَةٌ جِدًّا. ولكنْ بَينَما كانَ يُغادِرُ هو والشَّيخُ الَّذي معه، قالَت لهُما الأُخت: «أنتُما لا تعرِفانِ شَيئًا عنِ الظُّروفِ الَّتي أمُرُّ بها». لقدْ قدَّمَ هذانِ الشَّيخانِ النَّصيحَةَ لِلأُختِ دونَ أن يسألاها عن مَشاكِلِها وظُروفِها. لِذلِك، لم تشعُرْ أنَّ نَصيحَتَهُما ساعَدَتها.
٢ يُخبِرُ الشَّيخُ الَّذي كانَ يأخُذُ القِيادَةَ في الحَديث: «في البِدايَة، شعَرتُ أنَّ الأُختَ تصَرَّفَت بِقِلَّةِ احتِرام. ولكنْ عِندَما فكَّرتُ في المَوضوع، اكتَشَفتُ أنِّي قرَأتُ لها كُلَّ الآياتِ المُناسِبَة، لكنِّي لم أسألْها أيَّ سُؤالٍ مُناسِب مِثلِ ‹ما أخبارُكِ هذِهِ الفَترَة؟› أو ‹كَيفَ أقدِرُ أن أُساعِدَكِ؟›». لقدْ تعَلَّمَ هذا الشَّيخُ دَرسًا مُهِمًّا مِمَّا حصَلَ معه. فقدْ أصبَحَ اليَومَ راعِيًا مُتَعاطِفًا يُشَجِّعُ الإخوَة.
٣ مَن في الجَماعَةِ يقدِرُ أن يُعطِيَ نَصيحَة؟
٣ بِما أنَّ الشُّيوخَ هُم رُعاة، فمِن مَسؤولِيَّتِهِم أن ينصَحوا الإخوَةَ عِندَما يلزَم. لكنَّ الشُّيوخَ لَيسوا الوَحيدينَ الَّذينَ ينصَحونَ الآخَرينَ في الجَماعَة. فرُبَّما يُعطي أخٌ أو أُختٌ نَصيحَةً مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ لِأحَدِ الأصدِقاء. (مز ١٤١:٥؛ ام ٢٥:١٢) أو قد تُقَرِّرُ أُختٌ ناضِجَة أن تنصَحَ الشَّابَّاتِ في مَواضيعَ مِثلِ المَذكورَة في تِيطُس ٢:٣-٥. وطَبعًا، مِن مَسؤولِيَّةِ الوالِدينَ أن ينصَحوا أولادَهُم ويُؤَدِّبوهُم. إذًا، مع أنَّ هذِهِ المَقالَةَ مُوَجَّهَةٌ بِشَكلٍ خُصوصِيٍّ إلى الشُّيوخ، سنَستَفيدُ مِنها كُلُّنا. فستُعَلِّمُنا كَيفَ نُعطي نَصيحَةً مُفيدَة ومُشَجِّعَة، وفي الوَقتِ نَفْسِهِ ‹تُفَرِّحُ القَلب›. — ام ٢٧:٩.
٤ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟
٤ سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَةِ أربَعَةَ أسئِلَةٍ عن إعطاءِ النَّصائِح: (١) ماذا يجِبُ أن يكونَ دافِعُنا؟ (٢) هلِ النَّصيحَةُ ضَرورِيَّةٌ فِعلًا؟ (٣) مَن يجِبُ أن يُعطِيَ النَّصيحَة؟ (٤) كَيفَ نُعطي نَصيحَةً مُفيدَة؟
ماذا يجِبُ أن يكونَ دافِعُنا؟
٥ ماذا يُساعِدُ الشَّيخَ أن يُقَدِّمَ النَّصيحَةَ بِدافِعِ المَحَبَّة؟ (١ كورنثوس ١٣:٤، ٧)
٥ يُحِبُّ الشُّيوخُ كُلَّ الإخوَة. وأحيانًا، يُظهِرونَ هذِهِ المَحَبَّةَ عِندَما ينصَحونَ شَخصًا على وَشْكِ أن يأخُذَ طَريقًا خاطِئًا. (غل ٦:١) ولكنْ قَبلَ أن يتَكَلَّمَ أحَدُ الشُّيوخِ مع هذا الشَّخص، جَيِّدٌ أن يُفَكِّرَ في ما تعنيهِ المَحَبَّة. قالَ الرَّسولُ بُولُس: «المَحَبَّةُ طَويلَةُ الأناةِ ولَطيفَة . . . تصبِرُ على كُلِّ شَيء، وتُصَدِّقُ كُلَّ شَيء، وترجو كُلَّ شَيء، وتحتَمِلُ كُلَّ شَيء». (إقرأ ١ كورنثوس ١٣:٤، ٧.) والتَّأمُّلُ في هذا الوَصفِ يُساعِدُ الشَّيخَ أن يفحَصَ نَفْسَهُ لِيَرى هل يُعطي النَّصيحَةَ بِدافِعِ المَحَبَّة. ويُساعِدُهُ أيضًا أن يبقى إيجابِيًّا تِجاهَ أخيه. وإذا أحَسَّ الشَّخصُ أنَّ الشَّيخَ يُحِبُّه، فسَيَكونُ أسهَلَ علَيهِ أن يقبَلَ النَّصيحَة. — رو ١٢:١٠.
٦ أيُّ مِثالٍ جَيِّدٍ رسَمَهُ الرَّسولُ بُولُس؟
٦ رسَمَ الرَّسولُ بُولُس مِثالًا جَيِّدًا لِلشُّيوخ. مَثَلًا، حينَ احتاجَ الإخوَةُ في تَسَالُونِيكِي إلى نَصيحَة، لم يتَرَدَّدْ بُولُس أن يُعطِيَها لهُم. ولكنْ في الرِّسالَتَينِ اللَّتَينِ كتَبَهُما إلَيهِم، مدَحَهُم في البِدايَةِ على عَمَلِهِم بِأمانَةٍ واجتِهادِهِم ومَحَبَّتِهِم واحتِمالِهِم. كما تعاطَفَ معهُم وأخَذَ ظُروفَهُم بِعَينِ الاعتِبار. فهوَ اعتَرَفَ أنَّ حَياتَهُم لَيسَت سَهلَة، وأنَّهُم يتَحَمَّلونَ الكَثيرَ مِنَ الاضطِهادات. (١ تس ١:٣؛ ٢ تس ١:٤) حتَّى إنَّهُ قالَ لِهؤُلاءِ الإخوَةِ إنَّهُم مِثالٌ لِباقي المَسيحِيِّين. (١ تس ١:٨، ٩) تخَيَّلْ كم فرِحوا بِمَدحِ بُولُس الصَّادِق. واضِحٌ إذًا أنَّهُ كانَ يُحِبُّ كَثيرًا الإخوَةَ في تَسَالُونِيكِي. لِهذا السَّبَب، استَطاعَ أن يُعطِيَهُم نَصيحَةً مُفيدَة في رِسالَتَيه. — ١ تس ٤:١، ٣-٥، ١١؛ ٢ تس ٣:١١، ١٢.
٧ لِماذا يتَضايَقُ البَعضُ مِنَ النَّصيحَة؟
٧ وماذا قد يحصُلُ إذا لم تُعطَ النَّصيحَةُ بِالطَّريقَةِ الصَّحيحَة؟ لاحَظَ شَيخٌ لَدَيهِ خِبرَة: «أحيانًا يتَضايَقُ البَعضُ مِنَ النَّصيحَة. لكنَّ السَّبَبَ لا يكونُ النَّصيحَةَ بِحَدِّ ذاتِها، بل لِأنَّها لم تُعطَ بِمَحَبَّة». فماذا نتَعَلَّم؟ يسهُلُ على الشَّخصِ أن يقبَلَ النَّصيحَةَ حينَ نُعطيها لهُ لِأنَّنا نُحِبُّه، لا لِأنَّنا مَزعوجونَ مِنه.
هلِ النَّصيحَةُ ضَرورِيَّةٌ فِعلًا؟
٨ ماذا يجِبُ أن يسألَ الشَّيخُ نَفْسَهُ ليُقَرِّرَ هلِ النَّصيحَةُ ضَرورِيَّة؟
٨ لا يجِبُ أن يتَسَرَّعَ الشُّيوخُ في إعطاءِ النَّصائِح. فقَبلَ أن يُعطِيَ الشَّيخُ نَصيحَة، جَيِّدٌ أن يسألَ نَفْسَه: ‹هل ضَرورِيٌّ فِعلًا أن أتَكَلَّم؟ هل أنا مُتَأكِّدٌ أنَّ ما يفعَلُهُ هذا الشَّخصُ خَطَأ؟ هل كسَرَ وَصِيَّةً مِنَ الكِتابِ ام ٢٩:٢٠) لِذلِك، إذا لم يكُنِ الشَّيخُ مُتَأكِّدًا أنَّ النَّصيحَةَ ضَرورِيَّة، يقدِرُ أن يتَشاوَرَ مع شَيخٍ آخَرَ لِيَرى إذا كانَ ما يفعَلُهُ الشَّخصُ خَطَأً فِعلًا ويَستاهِلُ النَّصيحَة. — ٢ تي ٣:١٦، ١٧.
المُقَدَّس، أم إنَّهُ مُجَرَّدُ اختِلافٍ في الرَّأْي؟›. يتَجَنَّبُ الشُّيوخُ الحُكَماءُ أن يتَسَرَّعوا في كَلامِهِم. (٩ ماذا نتَعَلَّمُ مِن بُولُس عن إعطاءِ نَصيحَةٍ حَولَ الثِّيابِ والمَظهَر؟ (١ تيموثاوس ٢:٩، ١٠)
٩ مَثَلًا، لِنفتَرِضْ أنَّ شَيخًا يشعُرُ بِالقَلَقِ بِخُصوصِ ثِيابِ أحَدِ النَّاشِرينَ ومَظهَرِه. في هذِهِ الحالَة، مُهِمٌّ أن يسألَ نَفْسَه: ‹هل هُناكَ أساسٌ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ لِأتَكَلَّمَ معه؟›. وكَي لا يُعطيَ الشَّيخُ رَأيَهُ الشَّخصِيّ، جَيِّدٌ أن يأخُذَ رَأيَ شَيخٍ آخَرَ أو أحَدِ الإخوَةِ أوِ الأخَواتِ النَّاضِجين. فيُمكِنُ مَثَلًا أن يُراجِعا معًا نَصيحَةَ بُولُس عنِ الثِّيابِ والمَظهَر. (إقرأ ١ تيموثاوس ٢:٩، ١٠.) ففي هذِهِ الآيات، أعطى بُولُس مَبادِئَ عامَّة تُظهِرُ أنَّ ثِيابَ المَسيحِيِّ يجِبُ أن تكونَ مُرَتَّبَةً ومُحتَشِمَة ولائِقَة. لكنَّ بُولُس لم يكتُبْ لائِحَةً بِالمَمنوعِ والمَسموح. فهو عرَفَ أنَّ كُلَّ مَسيحِيٍّ لَدَيهِ الحَقُّ أن يلبَسَ حَسَبَ ذَوقِه، ولكنْ ضِمنَ الحُدودِ الَّتي يرسُمُها الكِتابُ المُقَدَّس. لِذلِك، كَي يُقَرِّرَ الشَّيخُ هلِ النَّصيحَةُ ضَرورِيَّة، يجِبُ أن يسألَ نَفْسَهُ إذا كانَت ثِيابُ هذا الشَّخصِ مُحتَشِمَةً ومُرَتَّبَة ولائِقَة.
١٠ أيُّ فِكرَةٍ تُساعِدُنا أن نحتَرِمَ رَأيَ الآخَرين؟
١٠ جَيِّدٌ أن نتَذَكَّرَ أنَّ الإخوَةَ النَّاضِجينَ لا يأخُذونَ بِالضَّرورَةِ نَفْسَ القَرارات. مع ذلِك، يكونُ قَرارُ كُلِّ واحِدٍ مِنهُم مَقبولًا. لِذلِك، لا يجِبُ أن نفرِضَ على الآخَرينَ ما نراهُ نَحنُ صَحيحًا. — رو ١٤:١٠.
مَن يجِبُ أن يُعطِيَ النَّصيحَة؟
١١-١٢ إذا كانَتِ النَّصيحَةُ ضَرورِيَّة، فماذا يجِبُ أن يسألَ الشَّيخُ نَفْسَه، ولِماذا؟
١١ إذا وجَدَ الشَّيخُ أنَّ النَّصيحَةَ ضَرورِيَّة، فالسُّؤالُ التَّالي الَّذي يجِبُ أن يُفَكِّرَ فيهِ هو: ‹مَن يجِبُ أن يُعطِيَ النَّصيحَة؟›. مَثَلًا، قَبلَ أن يُعطِيَ الشَّيخُ نَصيحَةً لِأُختٍ مُتَزَوِّجَة أو وَلَدٍ قاصِر، جَيِّدٌ أن يتَكَلَّمَ أوَّلًا مع رَأسِ العائِلَة. * وقدْ يُفَضِّلُ رَأسُ العائِلَةِ أن يُقَدِّمَها هو بِنَفْسِه، أو أن يكونَ مَوجودًا عِندَما يُقَدِّمُها الشَّيخ. ومِثلَما ذكَرنا في الفَقرَة ٣، يكونُ أفضَلَ أحيانًا أن تُعطِيَ أُختٌ ناضِجَة نَصيحَةً لِأُختٍ شابَّة.
١٢ وهُناكَ أمرٌ آخَرُ يجِبُ أن يُفَكِّرَ فيهِ الشَّيخ. فمُهِمٌّ أن يسألَ نَفْسَه: ‹هل أنا الشَّخصُ المُناسِبُ لأُعطِيَ هذِهِ النَّصيحَة، أم مِنَ الأفضَلِ أن يُعطِيَها شَخصٌ آخَر؟›. لِنفتَرِضْ مَثَلًا أنَّ أحَدَ الإخوَةِ يشعُرُ أنَّهُ بِلا قيمَة. في هذِهِ الحالَة، سيَستَفيدُ مِن نَصيحَةِ شَيخٍ مرَّ بِهذِهِ المُشكِلَةِ أكثَرَ مِن نَصيحَةِ شَيخٍ لم يمُرَّ بها. فالشَّيخُ الَّذي عانى مِن هذِهِ المَشاعِرِ يفهَمُ جَيِّدًا كَيفَ يُحِسُّ الأخُ ويَعرِفُ كَيفَ يُكَلِّمُه. ولكنْ على أيِّ حال، مِن مَسؤولِيَّةِ كُلِّ الشُّيوخِ أن يُشَجِّعوا الإخوَةَ ويَدفَعوهُم أن يقوموا بِتَعديلاتٍ تُرضي يَهْوَه. لِذلِك عِندَما تكونُ النَّصيحَةُ ضَرورِيَّة، يجِبُ أن تُقَدَّمَ حتَّى لَو لم يمُرَّ أيُّ واحِدٍ مِنَ الشُّيوخِ بِمُشكِلَةٍ مُشابِهَة.
كَيفَ نُعطي نَصيحَةً مُفيدَة؟
١٣-١٤ لِماذا مُهِمٌّ أن يكونَ الشَّيخُ مُستَعِدًّا أن يسمَع؟
١٣كُنْ مُستَعِدًّا أن تسمَع. حينَ يُحَضِّرُ الشَّيخُ لِيُعطِيَ نَصيحَةً لأحَدِ الإخوَة، يجِبُ أن يسألَ نَفْسَه: ‹ماذا أعرِفُ عن ظُروفِ هذا الأخ؟ ما أخبارُهُ هذِهِ الفَترَة؟ هل يمُرُّ بِظُروفٍ صَعبَة لا أعلَمُ بها؟ ما أكثَرُ شَيءٍ يحتاجُهُ الآن؟›.
١٤ لا شَكَّ أنَّ المَبدَأَ في يَعْقُوب ١:١٩ ينطَبِقُ على الَّذينَ يُعطونَ النَّصيحَة. كتَبَ يَعْقُوب: «لِيَكُنْ كُلُّ واحِدٍ سَريعًا في الاستِماع، بَطيئًا في التَّكَلُّم، بَطيئًا في الغَضَب». فقدْ يظُنُّ الشَّيخُ أنَّهُ يعرِفُ جَيِّدًا ظُروفَ الشَّخص، ولكنْ هل هذا صَحيحٌ فِعلًا؟ تُذَكِّرُنا الأمْثَال ١٨:١٣: «مَن يُجِبْ عن أمرٍ قَبلَ أن يسمَعَه، فذاكَ حَماقَةٌ لهُ ومَذَلَّة». لِذلِك مِنَ الأفضَلِ أن يسمَعَ الشَّيخُ مِنَ الشَّخصِ مُباشَرَةً عن ظُروفِه. وهذا يتَطَلَّبُ مِنَ الشَّيخِ أن يسمَعَ قَبلَ أن يتَكَلَّم. هل تذكُرُ الدَّرسَ الَّذي تعَلَّمَهُ الشَّيخُ في بِدايَةِ المَقالَة؟ لقدْ تعَلَّمَ أنَّهُ بَدَلَ أن يبدَأَ بِقِراءَةِ الآياتِ الَّتي حضَّرَها، كانَ علَيهِ أن يسألَ الأُختَ أسئِلَةً مِثل: «ما أخبارُكِ هذِهِ الفَترَة؟» أو «كَيفَ أقدِرُ أن أُساعِدَكِ؟». إذًا، مُهِمٌّ أن يأخُذَ الشُّيوخُ وَقتَهُم لِيَعرِفوا جَيِّدًا وَضعَ الإخوَة. وهكَذا يقدِرونَ أن يُساعِدوهُم ويُشَجِّعوهُم أكثَر.
١٥ كَيفَ يُطَبِّقُ الشُّيوخُ المَبدَأَ في الأمْثَال ٢٧:٢٣؟
١٥إعرِفْ حالَ غَنَمِك. مِثلَما ذكَرنا في البِدايَة، كَي نُعطِيَ نَصيحَةً مُفيدَة، لا يكفي أن نقرَأَ بَعضَ الآياتِ أو نُقَدِّمَ اقتِراحًا أوِ اثنَين. فإخوَتُنا يجِبُ أن يُحِسُّوا أنَّنا نُحِبُّهُم ونفهَمُهُم ونُريدُ فِعلًا أن نُساعِدَهُم. (إقرإ الامثال ٢٧:٢٣.) لِذلِك، يجِبُ أن يبذُلَ الشُّيوخُ كُلَّ جُهدِهِم لِيُؤَسِّسوا صَداقاتٍ قَوِيَّة معَ الإخوَة.
١٦ ماذا يُساعِدُ الشُّيوخَ أن يُعطوا نَصيحَةً مُفيدَة؟
١٦ طَبعًا، لا يجِبُ أن يُعطِيَ الشُّيوخُ الانطِباعَ أنَّهُم رَسمِيُّون، وأنَّهُم لا يتَكَلَّمونَ معَ الإخوَةِ إلَّا كَي ينصَحوهُم. على العَكس، يجِبُ أن يبقَوا دائِمًا على تَواصُلٍ معَ الإخوَة، ويَقِفوا إلى جانِبِهِم عِندَما يمُرُّونَ بِظُروفٍ صَعبَة. يقولُ شَيخٌ لَدَيهِ خِبرَة: «عِندَما تفعَلُ ذلِك، تصيرُ صَديقَهُم. وهكَذا عِندَما يحتاجونَ إلى نَصيحَة، يكونُ أسهَلَ علَيكَ بِكَثيرٍ أن تُعطِيَها لهُم». وهُم أيضًا، سيَكونُ أسهَلَ علَيهِم أن يقبَلوا نَصيحَتَك.
١٧ متى خُصوصًا يحتاجُ الشَّيخُ إلى الصَّبرِ واللُّطف؟
١٧كُنْ صَبورًا ولَطيفًا. متى خُصوصًا يحتاجُ الشَّيخُ إلى الصَّبرِ واللُّطف؟ عِندَما يرفُضُ أحَدُ الإخوَةِ في البِدايَةِ نَصيحَةً مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس. فيَجِبُ أن ينتَبِهَ الشَّيخُ كَي لا يُستَفَزَّ إذا لم يقبَلِ الأخُ نَصيحَتَهُ أو يُطَبِّقْها فَورًا. فجَيِّدٌ أن يتَمَثَّلَ الشَّيخُ بِيَسُوع الَّذي قالَت عنهُ النُّبُوَّة: «لن يَكسِرَ قَصَبَةً مُنحَنِيَة ولن يُطفِئَ فَتيلَةً تُدَخِّن». (مت ١٢:٢٠) وكَيفَ يفعَلُ الشَّيخُ ذلِك؟ حينَ يُصَلِّي وَحدَه، يُمكِنُ أن يطلُبَ مِن يَهْوَه أن يُبارِكَ الأخ ويُساعِدَهُ لِيَفهَمَ السَّبَبَ وَراءَ النَّصيحَةِ ويُطَبِّقَها. مِن جِهَةٍ أُخرى، الأخُ الَّذي ينالُ النَّصيحَةَ يحتاجُ إلى الوَقتِ لِيُفَكِّرَ فيها. وإذا تكَلَّمَ الشَّيخُ معهُ بِصَبرٍ ولُطف، يسهُلُ على الأخِ أن يُرَكِّزَ على مَضمونِ النَّصيحَة، لا على أُسلوبِ الشَّيخ. وطَبعًا، يجِبُ أن تكونَ النَّصيحَةُ دائِمًا مُؤَسَّسَةً على كَلِمَةِ اللّٰه.
١٨ (أ) ماذا يجِبُ أن نُبقِيَ في بالِنا بِخُصوصِ إعطاءِ النَّصيحَة؟ (ب) بِرَأيِك، ماذا يُناقِشُ الوالِدانِ في الصُّورَةِ حَسَبَ الإطار؟
١٨تعَلَّمْ مِن أخطائِك. ما دُمنا ناقِصين، لن نستَطيعَ أن نُطَبِّقَ كامِلًا الاقتِراحاتِ في هذِهِ المَقالَة. (يع ٣:٢) فنَحنُ سنُخطِئ، ولكنِ المُهِمُّ أن نتَعَلَّمَ مِن أخطائِنا. وحينَ يشعُرُ الإخوَةُ أنَّنا نُعطيهِمِ النَّصيحَةَ بِمَحَبَّة، يكونُ أسهَلَ علَيهِم أن يُسامِحونا إذا ضايَقناهُم بِكَلامِنا أو تَصَرُّفاتِنا. — أُنظُرْ أيضًا الإطار « كَلِمَةٌ لِلوالِدين».
ماذا تعَلَّمنا؟
١٩ كَيفَ نُفَرِّحُ قَلبَ إخوَتِنا؟
١٩ مِثلَما رأيْنا، لَيسَ سَهلًا أن نُعطِيَ نَصيحَةً مُفيدَة. فنَحنُ ناقِصون، والَّذينَ ننصَحُهُم ناقِصونَ أيضًا. لِذلِك، أبقِ في بالِكَ المَبادِئَ الَّتي درَسناها في هذِهِ المَقالَة. فتأكَّدْ أنَّكَ تُعطي النَّصيحَةَ بِدافِعِ المَحَبَّة. وتأكَّدْ أيضًا أنَّ النَّصيحَةَ ضَرورِيَّةٌ فِعلًا، وأنَّكَ الشَّخصُ المُناسِبُ لِيُقَدِّمَها. وقَبلَ أن تُعطِيَ النَّصيحَةَ لِشَخصٍ ما، جرِّبْ أن تفهَمَ ظُروفَه. فاطرَحْ علَيهِ أسئِلَة، واسمَعْ أجوِبَتَهُ جَيِّدًا. حاوِلْ أن ترى الأُمورَ مِن وِجهَةِ نَظَرِه. كُنْ لَطيفًا وقَريبًا جِدًّا مِن إخوَتِك. وتذَكَّرْ هَدَفَنا الأساسِيّ: لا نُريدُ أن تكونَ نَصيحَتُنا مُفيدَةً فَقَط، بل أيضًا أن ‹تُفَرِّحَ القَلب›. — ام ٢٧:٩.
التَّرنيمَة ١٠٣ الرُّعاةُ عَطايا في رِجال
^ الفقرة 5 لَيسَ سَهلًا دائِمًا أن نُعطِيَ نَصيحَة. فماذا يُساعِدُنا أن نُقَدِّمَها بِطَريقَةٍ تُفيدُ غَيرَنا وتُشَجِّعُهُم؟ هذِهِ المَقالَةُ ستُساعِدُ الشُّيوخَ خُصوصًا أن يُعطوا النَّصيحَةَ بِطَريقَةٍ تُسَهِّلُ على الآخَرينَ أن يقبَلوها ويُطَبِّقوها.
^ الفقرة 11 أُنظُرْ مَقالَة «الرِّئاسَةُ في الجَماعَة» في بُرجِ المُراقَبَة، عَدَدِ شُبَاط (فِبْرَايِر) ٢٠٢١.