مقالة الدرس ٩
يهوه يطمئن قلبك
«لَمَّا كَثُرَتْ هُمُومِي فِي دَاخِلِي، لَاطَفَتْ تَعْزِيَاتُكَ نَفْسِي». — مز ٩٤:١٩.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٤٤ صَلَاةُ ٱلْمِسْكِينِ
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *
١ مَاذَا يُسَبِّبُ ٱلْقَلَقَ، وَكَيْفَ يُؤَثِّرُ فِينَا؟
هَلْ شَعَرْتَ يَوْمًا أَنَّكَ قَلِقٌ أَوْ مَهْمُومٌ جِدًّا؟ * رُبَّمَا يُضَايِقُكَ شَيْءٌ مُؤْذٍ قَالَهُ أَوْ فَعَلَهُ شَخْصٌ آخَرُ. أَوْ قَدْ يُزْعِجُكَ مَا قُلْتَهُ أَوْ فَعَلْتَهُ أَنْتَ. مَثَلًا، رُبَّمَا ٱرْتَكَبْتَ خَطَأً، وَتَخَافُ ٱلْآنَ أَنْ لَا يُسَامِحَكَ يَهْوَهُ أَبَدًا. وَلِأَنَّ ٱلْأَمْرَ يُقْلِقُكَ كَثِيرًا، تُفَكِّرُ أَنَّ إِيمَانَكَ لَيْسَ قَوِيًّا وَأَنَّكَ شَخْصٌ سَيِّئٌ. فَهَلْ هٰذَا ٱلتَّفْكِيرُ صَحِيحٌ؟
٢ أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ تُظْهِرُ أَنَّ شُعُورَنَا بِٱلْقَلَقِ أَوِ ٱلْهَمِّ لَا يَعْنِي أَنَّ إِيمَانَنَا ضَعِيفٌ؟
٢ لِنَتَأَمَّلْ فِي بَعْضِ ٱلْأَمْثِلَةِ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. حَنَّةُ ٱلَّتِي صَارَتْ لَاحِقًا أُمَّ ٱلنَّبِيِّ صَمُوئِيلَ كَانَ إِيمَانُهَا قَوِيًّا جِدًّا. وَمَعْ ذٰلِكَ، أَصْبَحَتْ مَهْمُومَةً حِينَ عَامَلَهَا بِطَرِيقَةٍ سَيِّئَةٍ أَحَدُ أَفْرَادِ عَائِلَتِهَا. (١ صم ١:٧) اَلرَّسُولُ بُولُسُ أَيْضًا كَانَ إِيمَانُهُ قَوِيًّا، لٰكِنَّ «هَمَّ كُلِّ ٱلْجَمَاعَاتِ» كَانَ حِمْلًا ثَقِيلًا عَلَيْهِ. (٢ كو ١١:٢٨) وَٱلْمَلِكُ دَاوُدُ أَحَبَّهُ يَهْوَهُ كَثِيرًا لِأَنَّ إِيمَانَهُ كَانَ قَوِيًّا. (اع ١٣:٢٢) وَرَغْمَ ذٰلِكَ، تَضَايَقَ كَثِيرًا بِسَبَبِ أَخْطَاءٍ ٱرْتَكَبَهَا. (مز ٣٨:٤) لٰكِنَّ يَهْوَهَ عَزَّى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَطَمْأَنَ قَلْبَهُ. فَلْنَرَ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْهُمْ.
مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ حَنَّةَ ٱلْأَمِينَةِ؟
٣ لِمَ قَدْ يُؤْذِينَا كَلَامُ ٱلْآخَرِينَ؟
٣ مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ نَتَضَايَقَ حِينَ يُؤْذِينَا أَحَدٌ بِكَلَامِهِ أَوْ أَعْمَالِهِ. وَيَصِحُّ هٰذَا خُصُوصًا إِذَا كَانَ مِنْ أَصْدِقَائِنَا أَوْ أَقْرِبَائِنَا، فَنَتَوَتَّرُ لِأَنَّ عَلَاقَتَنَا بِهِ تَضَرَّرَتْ. وَأَحْيَانًا تَكُونُ ٱلْأَذِيَّةُ دُونَ قَصْدٍ حِينَ يَتَكَلَّمُ ٱلشَّخْصُ دُونَ تَفْكِيرٍ، وَمَعْ ذٰلِكَ نَشْعُرُ أَنَّهُ طَعَنَنَا فِي قَلْبِنَا. (ام ١٢:١٨) لٰكِنَّ ٱلْبَعْضَ أَحْيَانًا يَقُولُونَ عَمْدًا أُمُورًا تُؤْذِينَا. تَقُولُ أُخْتٌ صَبِيَّةٌ مَرَّتْ بِظَرْفٍ مُشَابِهٍ: «مُنْذُ بِضْعِ سَنَوَاتٍ، نَشَرَتْ عَنِّي صَدِيقَتِي أَكَاذِيبَ عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِت. تَضَايَقْتُ كَثِيرًا. وَلَمْ أَفْهَمْ لِمَ طَعَنَتْنِي فِي ظَهْرِي». فَإِذَا كَانَ صَدِيقٌ أَوْ قَرِيبٌ لَكَ قَدْ آذَاكَ، فَسَيُفِيدُكَ كَثِيرًا مِثَالُ حَنَّةَ.
٤ أَيُّ وَضْعٍ صَعْبٍ وَاجَهَتْهُ حَنَّةُ؟
٤ وَاجَهَتْ حَنَّةُ وَضْعًا صَعْبًا. فَهِيَ بَقِيَتْ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةً دُونَ أَنْ تُنْجِبَ ٱلْأَوْلَادَ. (١ صم ١:٢) وَفِي إِسْرَائِيلَ قَدِيمًا، ٱعْتَبَرَ ٱلنَّاسُ ٱلْمَرْأَةَ ٱلْعَاقِرَ مَلْعُونَةً. فَلَا شَكَّ أَنَّ حَنَّةَ شَعَرَتْ بِٱلذُّلِّ. (تك ٣٠:١، ٢) لٰكِنَّ هٰذِهِ لَمْ تَكُنْ مُشْكِلَتَهَا ٱلْوَحِيدَةَ. فَزَوْجُهَا كَانَ لَدَيْهِ زَوْجَةٌ أُخْرَى ٱسْمُهَا فَنِنَّةُ، وَقَدْ أَنْجَبَتْ لَهُ ٱلْأَوْلَادَ. وَٱعْتَبَرَتْ فَنِنَّةُ أَنَّ حَنَّةَ مُنَافِسَةٌ لَهَا وَكَانَتْ «تُغِيظُهَا كَثِيرًا لِتُنَغِّصَهَا». (١ صم ١:٦) فِي ٱلْبِدَايَةِ، لَمْ تَتَحَمَّلْ حَنَّةُ وَضْعَهَا. وَتَضَايَقَتْ كَثِيرًا لِدَرَجَةِ أَنَّهَا كَانَتْ «تَبْكِي وَلَا تَأْكُلُ». حَتَّى إِنَّهَا صَارَتْ «مُرَّةَ ٱلنَّفْسِ». (١ صم ١:٧، ١٠) فَمَاذَا سَاعَدَهَا؟
٥ كَيْفَ سَاعَدَتِ ٱلصَّلَاةُ حَنَّةَ؟
٥ صَلَّتْ حَنَّةُ إِلَى يَهْوَهَ وَفَتَحَتْ لَهُ قَلْبَهَا. وَبَعْدَ ذٰلِكَ أَخْبَرَتْ رَئِيسَ ٱلْكَهَنَةِ عَالِيَ عَنْ وَضْعِهَا. فَقَالَ لَهَا: «اِذْهَبِي بِسَلَامٍ، وَلْيُعْطِكِ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ طِلْبَتَكِ ٱلَّتِي ٱلْتَمَسْتِهَا مِنْهُ». فَذَهَبَتْ «وَأَكَلَتْ، وَلَمْ تَعُدْ أَمَارَاتُ ٱلْهَمِّ تَعْلُو وَجْهَهَا». (١ صم ١:١٧، ١٨) لَقَدْ سَاعَدَتِ ٱلصَّلَاةُ حَنَّةَ أَنْ تَسْتَعِيدَ سَلَامَهَا ٱلدَّاخِلِيَّ وَتَشْعُرَ بِرَاحَةِ ٱلْبَالِ.
٦ مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنِ ٱلصَّلَاةِ مِنْ حَنَّةَ وَمِنْ فِيلِبِّي ٤:٦، ٧؟
١ صم ١:١٢) وَنَحْنُ أَيْضًا بِإِمْكَانِنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ مُطَوَّلًا مَعْ يَهْوَهَ عَنْ هُمُومِنَا وَمَخَاوِفِنَا وَضَعَفَاتِنَا. وَلَا دَاعِيَ أَنْ تَكُونَ صَلَوَاتُنَا شِعْرِيَّةً أَوْ بِأُسْلُوبٍ مُتْقَنٍ. وَأَحْيَانًا قَدْ نَبْكِي فِيمَا نُعَبِّرُ عَنْ حُزْنِنَا ٱلْعَمِيقِ. مَعْ ذٰلِكَ، لَنْ يَضْجَرَ يَهْوَهُ أَبَدًا مِنْ صَلَوَاتِنَا. وَبَدَلَ أَنْ نُصَلِّيَ لِأَجْلِ مَشَاكِلِنَا فَقَطْ، يَلْزَمُ أَنْ نُطَبِّقَ ٱلنَّصِيحَةَ فِي فِيلِبِّي ٤:٦، ٧. (اقرأها.) فَٱلرَّسُولُ بُولُسُ نَصَحَنَا أَنْ نَشْكُرَ يَهْوَهَ حِينَ نُصَلِّي إِلَيْهِ. وَلَدَيْنَا أَسْبَابٌ كَثِيرَةٌ لِنَشْكُرَهُ. مَثَلًا، بِإِمْكَانِنَا أَنْ نَشْكُرَهُ عَلَى هِبَةِ ٱلْحَيَاةِ، خَلِيقَتِهِ ٱلْجَمِيلَةِ، مَحَبَّتِهِ وَوَلَائِهِ لَنَا، وَٱلرَّجَاءِ ٱلرَّائِعِ ٱلَّذِي أَعْطَانَا إِيَّاهُ. وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ أَيْضًا مِنْ مِثَالِ حَنَّةَ؟
٦ بِإِمْكَانِنَا أَنْ نَسْتَعِيدَ سَلَامَنَا ٱلدَّاخِلِيَّ إِذَا صَلَّيْنَا إِلَى يَهْوَهَ بِٱسْتِمْرَارٍ. قَضَتْ حَنَّةُ وَقْتًا طَوِيلًا تَتَكَلَّمُ مَعْ أَبِيهَا ٱلسَّمَاوِيِّ. (٧ أَيْنَ ٱعْتَادَتْ حَنَّةُ وَزَوْجُهَا أَنْ يَذْهَبَا؟
٧ مَعْ أَنَّ حَنَّةَ وَاجَهَتِ ٱلْمَشَاكِلَ، ذَهَبَتْ بِٱنْتِظَامٍ مَعْ زَوْجِهَا لِتَعْبُدَ يَهْوَهَ فِي ٱلْمَسْكَنِ فِي شِيلُوهَ. (١ صم ١:١-٥) وَقَدْ كَانَتْ هُنَاكَ حِينَ شَجَّعَهَا عَالِي وَتَمَنَّى لَهَا أَنْ يَسْتَجِيبَ يَهْوَهُ صَلَاتَهَا. — ١ صم ١:٩، ١٧.
٨ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱلِٱجْتِمَاعَاتُ؟ أَوْضِحْ.
٨ بِإِمْكَانِنَا أَنْ نَسْتَعِيدَ سَلَامَنَا ٱلدَّاخِلِيَّ إِذَا حَضَرْنَا ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ. فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلِٱفْتِتَاحِيَّةِ فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ، نَطْلُبُ عَادَةً مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُعْطِيَنَا رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ. وَٱلسَّلَامُ هُوَ أَحَدُ أَوْجُهِ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ. (غل ٥:٢٢) وَإِذَا حَضَرْنَا ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ حَتَّى لَوْ كُنَّا قَلِقِينَ أَوْ مَهْمُومِينَ، يُشَجِّعُنَا يَهْوَهُ وَإِخْوَتُنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَهٰذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَسْتَعِيدَ سَلَامَنَا وَنَشْعُرَ بِرَاحَةِ ٱلْبَالِ. فَٱلصَّلَاةُ وَٱلِٱجْتِمَاعَاتُ طَرِيقَتَانِ مُهِمَّتَانِ يَدْعَمُنَا يَهْوَهُ مِنْ خِلَالِهِمَا. (عب ١٠:٢٤، ٢٥) لِنُنَاقِشِ ٱلْآنَ دَرْسًا آخَرَ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ حَنَّةَ.
٩ مَا ٱلَّذِي لَمْ يَتَغَيَّرْ فِي حَالَةِ حَنَّةَ، وَمَاذَا سَاعَدَهَا؟
٩ لَمْ تَخْتَفِ مَشَاكِلُ حَنَّةَ عَلَى ٱلْفَوْرِ. فَبَعْدَ أَنْ رَجَعَتْ مِنَ ٱلْمَسْكَنِ إِلَى بَيْتِهَا، كَانَ عَلَيْهَا أَنْ تَسْتَمِرَّ فِي ٱلْعَيْشِ مَعْ فَنِنَّةَ. وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ لَا يُخْبِرُنَا أَنَّ تَصَرُّفَاتِ فَنِنَّةَ تَحَسَّنَتْ. فَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ، كَانَ عَلَى حَنَّةَ أَنْ تَسْتَمِرَّ فِي تَحَمُّلِ كَلَامِ ضَرَّتِهَا ٱلْمُؤْذِي. لٰكِنَّ حَنَّةَ ٱسْتَعَادَتْ سَلَامَهَا ٱلدَّاخِلِيَّ وَحَافَظَتْ عَلَيْهِ. فَبَعْدَ أَنِ ٱتَّكَلَتْ عَلَى يَهْوَهَ وَتَرَكَتِ ٱلْمَسْأَلَةَ بَيْنَ يَدَيْهِ، ٱرْتَاحَتْ وَلَمْ تَعُدْ مَهْمُومَةً. وَبَعْدَ فَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ، ٱسْتَجَابَ يَهْوَهُ صَلَاتَهَا وَأَنْجَبَتِ ٱلْأَوْلَادَ. — ١ صم ١:١٩، ٢٠؛ ٢:٢١.
١٠ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ حَنَّةَ؟
١٠ بِإِمْكَانِنَا أَنْ نَسْتَعِيدَ سَلَامَنَا ٱلدَّاخِلِيَّ حَتَّى لَوْ لَمْ تُحَلَّ مُشْكِلَتُنَا. بَعْضُ ٱلْمَشَاكِلِ لَا تَزُولُ حَتَّى لَوْ صَلَّيْنَا مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا وَحَضَرْنَا ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ. رَغْمَ ذٰلِكَ، يَهْوَهُ قَادِرٌ أَنْ يُطَمْئِنَ قَلْبَنَا مِثْلَمَا فَعَلَ مَعْ حَنَّةَ. فَهُوَ لَنْ يَنْسَانَا أَبَدًا وَسَيُكَافِئُنَا عَلَى أَمَانَتِنَا عَاجِلًا أَوْ آجِلًا. — عب ١١:٦.
مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ؟
١١ لِمَ شَعَرَ بُولُسُ بِٱلْقَلَقِ؟
١١ كَانَ لَدَى بُولُسَ أَسْبَابٌ كَثِيرَةٌ لِيَقْلَقَ. مَثَلًا، أَحَبَّ ٱلْإِخْوَةَ وَٱلْأَخَوَاتِ كَثِيرًا، لِذَا حَمَلَ هَمَّهُمْ حِينَ وَاجَهُوا ٱلْمَشَاكِلَ. (٢ كو ٢:٤؛ ١١:٢٨) كَمَا تَعَرَّضَ لِمُقَاوَمَةٍ عَنِيفَةٍ فِي تَعْيِينِهِ، فَضُرِبَ وَسُجِنَ. وَمَرَّ أَيْضًا بِظُرُوفٍ مَادِّيَّةٍ صَعْبَةٍ وغَيْرِهَا مِنَ ٱلْمَشَاكِلِ. (في ٤:١٢) وَخِلَالَ رِحْلَاتِهِ، تَحَطَّمَتْ بِهِ ٱلسَّفِينَةُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ عَلَى ٱلْأَقَلِّ. فَهَلْ تَتَخَيَّلُ كَمْ صَارَ ٱلسَّفَرُ فِي ٱلْبَحْرِ يُخِيفُهُ؟! (٢ كو ١١:٢٣-٢٧) وَلٰكِنْ مَاذَا سَاعَدَ بُولُسَ؟
١٢ مَاذَا خَفَّفَ مِنْ قَلَقِ بُولُسَ؟
١٢ صَحِيحٌ أَنَّ بُولُسَ حَمَلَ هَمَّ ٱلْإِخْوَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ، لٰكِنَّهُ لَمْ يُجَرِّبْ أَنْ يَحُلَّ كُلَّ مَشَاكِلِهِمْ وَحْدَهُ. فَهُوَ عَرَفَ حُدُودَهُ. لِذَا طَلَبَ مِنَ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يُسَاعِدُوهُ وَيَهْتَمُّوا بِهِمْ. مَثَلًا، فَوَّضَ بَعْضَ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ إِلَى رِجَالٍ يُتَّكَلُ عَلَيْهِمْ مِثْلِ تِيمُوثَاوُسَ وَتِيطُسَ. وَلَا شَكَّ أَنَّهُمْ أَرَاحُوهُ كَثِيرًا بِمَا فَعَلُوهُ. — في ٢:١٩، ٢٠؛ تي ١:١، ٤، ٥.
١٣ كَيْفَ يَتَمَثَّلُ ٱلشُّيُوخُ بِبُولُسَ؟
١٣ اُطْلُبِ ٱلْمُسَاعَدَةَ. مِثْلَ بُولُسَ، يَحْمِلُ شُيُوخٌ كَثِيرُونَ هَمَّ ٱلْإِخْوَةِ ٱلَّذِينَ يُوَاجِهُونَ ٱلْمَشَاكِلَ. لٰكِنْ هُنَاكَ حُدُودٌ لِمَا يَقْدِرُ أَنْ يَفْعَلَهُ ٱلشَّيْخُ. لِذَا يَلْزَمُ أَنْ يَعْرِفَ حُدُودَهُ وَيَطْلُبَ ٱلْمُسَاعَدَةَ مِنْ إِخْوَةٍ آخَرِينَ مُؤَهَّلِينَ. وَجَيِّدٌ أَيْضًا أَنْ يُدَرِّبَ ٱلشَّبَابَ كَيْ يُسَاعِدُوهُ فِي ٱلِٱهْتِمَامِ بِرَعِيَّةِ ٱللهِ. — ٢ تي ٢:٢.
١٤ مِمَّ لَمْ يَخَفْ بُولُسُ، وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِهِ؟
١٤ اِعْتَرِفْ أَنَّكَ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ. كَانَ بُولُسُ مُتَوَاضِعًا، لِذَا عَرَفَ أَنَّهُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ مِنْ رِفَاقِهِ. فَلَمْ يَخَفْ أَنْ يَعْتَبِرَهُ ٱلْآخَرُونَ ضَعِيفًا، بَلِ ٱعْتَرَفَ أَنَّهُ حَصَلَ عَلَى ٱلتَّشْجِيعِ مِنْ أَصْدِقَائِهِ. قَالَ لِفِلِيمُونَ: «فَرِحْتُ كَثِيرًا وَتَعَزَّيْتُ عِنْدَمَا سَمِعْتُ بِمَحَبَّتِكَ». (فل ٧) كَمَا ذَكَرَ عِدَّةَ أَشْخَاصٍ شَجَّعُوهُ فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ. (كو ٤:٧-١١) نَحْنُ أَيْضًا عَلَيْنَا أَنْ نَعْتَرِفَ بِتَوَاضُعٍ أَنَّنَا بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ إِخْوَتَنَا لَنْ يَبْخُلُوا عَلَيْنَا بِٱلْمُسَاعَدَةِ.
١٥ مَاذَا فَعَلَ بُولُسُ عِنْدَمَا وَاجَهَ ظَرْفًا صَعْبًا جِدًّا؟
١٥ اِتَّكِلْ عَلَى كَلِمَةِ ٱللهِ. عَرَفَ بُولُسُ أَنَّ كَلِمَةَ ٱللهِ قَادِرَةٌ أَنْ تُعَزِّيَهُ. (رو ١٥:٤) وَعَرَفَ أَنَّهَا تُعْطِيهِ ٱلْحِكْمَةَ لِيُوَاجِهَ أَيَّ مِحْنَةٍ. (٢ تي ٣:١٥، ١٦) فَحِينَ كَانَ مَسْجُونًا فِي رُومَا لِلْمَرَّةِ ٱلثَّانِيَةِ، شَعَرَ أَنَّ مَوْتَهُ قَرِيبٌ. فَمَاذَا فَعَلَ فِي هٰذَا ٱلْوَقْتِ ٱلصَّعْبِ؟ طَلَبَ مِنْ تِيمُوثَاوُسَ أَنْ يَأْتِيَ إِلَيْهِ بِسُرْعَةٍ وَيُحْضِرَ مَعَهُ «ٱلْأَدْرَاجَ». (٢ تي ٤:٦، ٧، ٩، ١٣) لِمَاذَا؟ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ كَانَتْ هٰذِهِ ٱلْأَدْرَاجُ جُزْءًا مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ، وَكَانَ يُرِيدُ أَنْ يَقْرَأَهَا وَيَدْرُسَهَا. نَحْنُ أَيْضًا يَلْزَمُ أَنْ نَتَمَثَّلَ بِبُولُسَ وَنَدْرُسَ كَلِمَةَ ٱللهِ بِٱنْتِظَامٍ. وَهٰكَذَا مَهْمَا كَانَتِ ٱلْمُشْكِلَةُ ٱلَّتِي نُوَاجِهُهَا، فَسَيُطَمْئِنُ يَهْوَهُ قَلْبَنَا مِنْ خِلَالِ كَلِمَتِهِ.
مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ؟
١٦ كَيْفَ شَعَرَ دَاوُدُ عِنْدَمَا ٱرْتَكَبَ خَطَأً خَطِيرًا؟
١٦ كَانَ ضَمِيرُ دَاوُدَ يُعَذِّبُهُ كَثِيرًا. فَقَدْ زَنَى مَعْ بَثْشَبَعَ، دَبَّرَ أَنْ يُقْتَلَ زَوْجُهَا، وَحَاوَلَ أَنْ يُخْفِيَ خَطَأَهُ. (٢ صم ١٢:٩) فِي ٱلْبِدَايَةِ، تَجَاهَلَ دَاوُدُ صَوْتَ ضَمِيرِهِ. فَتَضَرَّرَتْ عَلَاقَتُهُ بِيَهْوَهَ، وَتَضَايَقَ كَثِيرًا عَاطِفِيًّا وَجَسَدِيًّا. (مز ٣٢:٣، ٤) فَمَاذَا سَاعَدَهُ؟ وَمَاذَا يُسَاعِدُنَا إِذَا ٱرْتَكَبْنَا خَطَأً خَطِيرًا؟
١٧ كَيْفَ يُظْهِرُ ٱلْمَزْمُور ٥١:١-٤ أَنَّ دَاوُدَ تَابَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ؟
١٧ صَلِّ وَٱطْلُبِ ٱلْغُفْرَانَ. فِي ٱلنِّهَايَةِ، صَلَّى دَاوُدُ إِلَى يَهْوَهَ. فَٱعْتَرَفَ لَهُ بِخَطَايَاهُ مُظْهِرًا تَوْبَةً حَقِيقِيَّةً. (اقرإ المزمور ٥١:١-٤.) وَهٰذَا أَرَاحَهُ كَثِيرًا. (مز ٣٢:١، ٢، ٤، ٥) لِذَا إِذَا ٱرْتَكَبْتَ خَطَأً خَطِيرًا، فَلَا تُحَاوِلْ أَنْ تُخْفِيَهُ. بَلْ صَلِّ إِلَى يَهْوَهَ وَٱعْتَرِفْ بِخَطَئِكَ. فَهٰذَا سَيُرِيحُكَ مِنْ عَذَابِ ٱلضَّمِيرِ. لٰكِنْ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُصْلِحَ عَلَاقَتَكَ بِيَهْوَهَ، فَٱلصَّلَاةُ وَحْدَهَا لَا تَكْفِي.
١٨ كَيْفَ تَصَرَّفَ دَاوُدُ حِينَ أَدَّبَهُ يَهْوَهُ؟
٢ صم ١٢:١٠-١٤) فَإِذَا ٱرْتَكَبْنَا خَطَأً خَطِيرًا، يَلْزَمُ أَنْ نُخْبِرَ ٱلرُّعَاةَ ٱلَّذِينَ عَيَّنَهُمْ يَهْوَهُ. (يع ٥:١٤، ١٥) وَلَا يَجِبُ أَنْ نُبَرِّرَ نَفْسَنَا. فَإِذَا قَبِلْنَا ٱلتَّأْدِيبَ بِسُرْعَةٍ وَعَمِلْنَا بِمُوجَبِهِ، نَسْتَرِدُّ سَلَامَنَا وَفَرَحَنَا بِسُرْعَةٍ.
١٨ اِقْبَلِ ٱلتَّأْدِيبَ. عِنْدَمَا أَرْسَلَ يَهْوَهُ ٱلنَّبِيَّ نَاثَانَ لِيَفْضَحَ خَطِيَّةَ دَاوُدَ، لَمْ يُبَرِّرْ دَاوُدُ نَفْسَهُ أَوْ يُقَلِّلْ مِنْ خُطُورَةِ مَا فَعَلَ. بَلِ ٱعْتَرَفَ فَوْرًا أَنَّهُ أَخْطَأَ بِٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى إِلَى يَهْوَهَ، وَلَيْسَ فَقَطْ إِلَى زَوْجِ بَثْشَبَعَ. وَلِأَنَّهُ قَبِلَ ٱلتَّأْدِيبَ، سَامَحَهُ يَهْوَهُ. (١٩ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ تَصْمِيمُنَا؟
١٩ صَمِّمْ أَنْ لَا تُعِيدَ ٱلْأَخْطَاءَ نَفْسَهَا. عَرَفَ دَاوُدُ أَنَّهُ بِحَاجَةٍ إِلَى مُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ كَيْ لَا يُعِيدَ ٱلْأَخْطَاءَ نَفْسَهَا. (مز ٥١:٧، ١٠، ١٢) وَبَعْدَ أَنْ سَامَحَهُ يَهْوَهُ، صَمَّمَ أَنْ يَبْتَعِدَ عَنِ ٱلْأَفْكَارِ ٱلْخَاطِئَةِ. وَبِٱلنَّتِيجَةِ ٱسْتَرَدَّ سَلَامَهُ ٱلدَّاخِلِيَّ.
٢٠ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُقَدِّرُ غُفْرَانَ يَهْوَهَ؟
٢٠ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُقَدِّرُ غُفْرَانَ يَهْوَهَ عِنْدَمَا نُصَلِّي إِلَيْهِ وَنَطْلُبُ ٱلْمُسَامَحَةَ، نَقْبَلُ ٱلتَّأْدِيبَ، وَنَفْعَلُ كُلَّ مَا نَقْدِرُ عَلَيْهِ كَيْ لَا نُعِيدَ ٱلْخَطَأَ نَفْسَهُ. حِينَئِذٍ نَشْعُرُ بِٱلسَّلَامِ مِنْ جَدِيدٍ. وَهٰذَا مَا حَصَلَ مَعْ أَخٍ ٱسْمُهُ جِيمْسُ ٱرْتَكَبَ خَطَأً خَطِيرًا. قَالَ: «عِنْدَمَا ٱعْتَرَفْتُ بِخَطِيَّتِي لِلشُّيُوخِ، شَعَرْتُ وَكَأَنَّ ثِقْلًا كَبِيرًا رُفِعَ عَنِّي. وَعِنْدَئِذٍ بَدَأْتُ أَشْعُرُ بِٱلسَّلَامِ مِنْ جَدِيدٍ». وَنَحْنُ نَتَشَجَّعُ كَثِيرًا حِينَ نَعْرِفُ أَنَّ «يَهْوَهَ قَرِيبٌ مِنَ ٱلْمُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ، وَيُخَلِّصُ ٱلْمُنْسَحِقِي ٱلرُّوحِ». — مز ٣٤:١٨.
٢١ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ كَيْ يُعَزِّيَنَا يَهْوَهُ وَيُطَمْئِنَ قَلْبَنَا؟
٢١ فِيمَا تَقْتَرِبُ نِهَايَةُ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، مِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنْ تَزْدَادَ أَسْبَابُ ٱلْهَمِّ وَٱلْقَلَقِ. لِذَا حِينَ تَقْلَقُ، ٱطْلُبِ ٱلْمُسَاعَدَةَ مِنْ يَهْوَهَ عَلَى ٱلْفَوْرِ. اُدْرُسِ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِٱجْتِهَادٍ. تَعَلَّمْ مِنْ أَمْثِلَةِ حَنَّةَ وَبُولُسَ وَدَاوُدَ. اُطْلُبْ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُسَاعِدَكَ لِتَعْرِفَ لِمَ أَنْتَ مَهْمُومٌ. (مز ١٣٩:٢٣) أَلْقِ عَلَيْهِ هُمُومَكَ، وَخَاصَّةً ٱلَّتِي لَا تَقْدِرُ أَنْ تَتَحَكَّمَ بِهَا. عِنْدَئِذٍ، سَتَشْعُرُ مِثْلَ كَاتِبِ ٱلْمَزْمُورِ ٱلَّذِي قَالَ لِيَهْوَهَ: «لَمَّا كَثُرَتْ هُمُومِي فِي دَاخِلِي، لَاطَفَتْ تَعْزِيَاتُكَ نَفْسِي». — مز ٩٤:١٩.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٤ «يَهْوَهُ رَاعِيَّ»
^ الفقرة 5 جَمِيعُنَا نَقْلَقُ بِسَبَبِ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلَّتِي نُوَاجِهُهَا. وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنُنَاقِشُ ثَلَاثَةَ أَمْثِلَةٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ خُدَّامٍ لِيَهْوَهَ شَعَرُوا بِٱلْقَلَقِ. وَسَنَرَى كَيْفَ عَزَّاهُمْ يَهْوَهُ وَأَرَاحَ بَالَهُمْ.
^ الفقرة 1 شَرْحُ ٱلْمُفْرَدَاتِ وَٱلتَّعَابِيرِ: اَلْقَلَقُ أَوِ ٱلْهَمُّ شُعُورٌ بِٱلتَّوَتُّرِ أَوِ ٱلِٱنْزِعَاجِ أَوِ ٱلْخَوْفِ بِسَبَبِ أَمْرٍ مَا. وَمِنْ أَسْبَابِهِ ٱلْمَرَضُ، ٱلْمَشَاكِلُ ٱلْمَالِيَّةُ أَوِ ٱلْعَائِلِيَّةُ، وَغَيْرُهَا. وَأَحْيَانًا نَقْلَقُ بِسَبَبِ أَخْطَاءٍ ٱرْتَكَبْنَاهَا فِي ٱلْمَاضِي أَوْ مَشَاكِلَ نَعْتَقِدُ أَنَّنَا سَنُوَاجِهُهَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.