هيئة منظمة تعمل بانسجام مع كلمة الله
«يَهْوَهُ بِٱلْحِكْمَةِ أَسَّسَ ٱلْأَرْضَ. ثَبَّتَ ٱلسَّمٰوَاتِ بِٱلتَّمْيِيزِ». — ام ٣:١٩.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٠٥، ١٠٧
١، ٢ (أ) مَا رَأْيُ ٱلْبَعْضِ فِي حَاجَةِ ٱلْبَشَرِ إِلَى هَيْئَةٍ مُنَظَّمَةٍ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
يَقُولُ ٱلْبَعْضُ: «لَسْنَا بِحَاجَةٍ إِلَى هَيْئَةٍ مُنَظَّمَةٍ تُرْشِدُنَا. فَٱلْمُهِمُّ أَنْ تَكُونَ عَلَاقَتُنَا بِٱللهِ قَوِيَّةً». فَهَلْ هٰذَا صَحِيحٌ؟ وَمَاذَا تُظْهِرُ ٱلْوَقَائِعُ؟
٢ سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ أَدِلَّةً تُظْهِرُ أَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهُ تَنْظِيمٍ لَا مَثِيلَ لَهُ. وَسَنَرَى أَيْضًا مَا عَلَيْنَا فِعْلُهُ حِينَ نَنَالُ إِرْشَادًا مِنْ هَيْئَةِ يَهْوَهَ. (١ كو ١٤:٣٣، ٤٠) فَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، أَوْصَلَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْبِشَارَةَ إِلَى أَمَاكِنَ كَثِيرَةٍ لِأَنَّهُمُ ٱتَّبَعُوا إِرْشَادَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَيَصِحُّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ ٱلْيَوْمَ. فَٱتِّبَاعُ إِرْشَادِ كَلِمَةِ ٱللهِ وَهَيْئَتِهِ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَنْشُرَ ٱلْبِشَارَةَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. كَمَا أَنَّهُ يُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى طَهَارَةِ وَسَلَامِ وَوَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ.
يَهْوَهُ إِلٰهُ تَنْظِيمٍ لَا مَثِيلَ لَهُ
٣ مَاذَا يُقْنِعُنَا أَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهُ تَنْظِيمٍ لَا مَثِيلَ لَهُ؟
٣ تُثْبِتُ ٱلْخَلِيقَةُ أَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهُ تَنْظِيمٍ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «يَهْوَهُ بِٱلْحِكْمَةِ أَسَّسَ ٱلْأَرْضَ. ثَبَّتَ ٱلسَّمٰوَاتِ بِٱلتَّمْيِيزِ». (ام ٣:١٩) وَنَحْنُ لَا نَعْرِفُ إِلَّا ٱلْقَلِيلَ عَنْ أَعْمَالِهِ ٱلْخَلْقِيَّةِ. تَذْكُرُ أَيُّوب ٢٦:١٤: «إِنَّ هٰذِهِ أَطْرَافُ طُرُقِهِ، وَمُجَرَّدُ هَمْسٍ خَفِيفٍ نَسْمَعُهُ مِنْهُ». مَعَ ذٰلِكَ، نَرَى بِوُضُوحٍ أَنَّ ٱلْكَوَاكِبَ وَٱلنُّجُومَ وَٱلْمَجَرَّاتِ فِي غَايَةِ ٱلتَّنْظِيمِ. (مز ٨:٣، ٤) فَمَلَايِينُ ٱلنُّجُومِ تَتَحَرَّكُ فِي ٱلْفَضَاءِ بِتَرْتِيبٍ. وَٱلْكَوَاكِبُ فِي مَجْمُوعَتِنَا ٱلشَّمْسِيَّةِ تَدُورُ فِي مَسَارَاتٍ مُحَدَّدَةٍ حَوْلَ ٱلشَّمْسِ. إِنَّ هٰذَا ٱلتَّنْظِيمَ ٱلْمُدْهِشَ دَلِيلٌ أَنَّ يَهْوَهَ صَنَعَ ٱلسَّمٰوَاتِ وَٱلْأَرْضَ بِفَهْمٍ وَحِكْمَةٍ. أَفَلَا يَسْتَحِقُّ إِلٰهُنَا أَنْ نُسَبِّحَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْدُمَهُ بِوَلَاءٍ؟! — مز ١٣٦:١، ٥-٩.
٤ لِمَ لَا يَسْتَطِيعُ ٱلْعُلَمَاءُ ٱلْإِجَابَةَ عَنْ أَسْئِلَةٍ مُهِمَّةٍ عَدِيدَةٍ؟
٤ لَا يَزَالُ ٱلْعُلَمَاءُ فِي أَيَّامِنَا يَكْتَشِفُونَ ٱلْكَثِيرَ عَنِ ٱلْكَوْنِ وَكَوْكَبِ ٱلْأَرْضِ. وَهُمْ يَسْتَغِلُّونَ هٰذِهِ ٱلِٱكْتِشَافَاتِ لِتَحْسِينِ حَيَاتِنَا. لٰكِنَّهُمْ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ لَا يُجِيبُونَ عَنْ أَسْئِلَةٍ مُهِمَّةٍ عَدِيدَةٍ. مَثَلًا، لَا يَسْتَطِيعُ عُلَمَاءُ ٱلْفَلَكِ أَنْ يُفَسِّرُوا بِٱلضَّبْطِ كَيْفَ بَدَأَ ٱلْكَوْنُ، أَوْ لِمَاذَا يَعِيشُ ٱلْبَشَرُ وَٱلْحَيَوَانَاتُ وَٱلنَّبَاتَاتُ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَٱلنَّاسُ بِشَكْلٍ عَامٍّ لَا يَعْرِفُونَ لِمَ لَدَيْنَا رَغْبَةٌ قَوِيَّةٌ فِي ٱلْعَيْشِ إِلَى ٱلْأَبَدِ. (جا ٣:١١) فَلِمَ تَبْقَى أَسْئِلَةٌ مُهِمَّةٌ كَهٰذِهِ بِلَا جَوَابٍ؟ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ هُوَ أَنَّ عُلَمَاءَ وَأُنَاسًا كَثِيرِينَ يُؤَيِّدُونَ نَظَرِيَّةَ ٱلتَّطَوُّرِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِوُجُودِ خَالِقٍ. أَمَّا ٱللهُ فَيُجِيبُ فِي كَلِمَتِهِ عَنْ تِلْكَ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلْمُحَيِّرَةِ.
٥ كَيْفَ تَعْتَمِدُ حَيَاتُنَا عَلَى قَوَانِينِ ٱلطَّبِيعَةِ؟
٥ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، وَضَعَ يَهْوَهُ قَوَانِينَ ثَابِتَةً فِي ٱلطَّبِيعَةِ يُمْكِنُنَا ٱلِٱعْتِمَادُ عَلَيْهَا كَامِلًا. فَٱلْكَهْرَبَائِيُّونَ وَٱلْمُهَنْدِسُونَ وَٱلطَّيَّارُونَ وَٱلْجَرَّاحُونَ يَعْتَمِدُونَ عَلَيْهَا فِي عَمَلِهِمْ. لِنَأْخُذْ مَثَلًا بُنْيَةَ ٱلْجِسْمِ ٱلْبَشَرِيِّ. فَهِيَ لَا تَخْتَلِفُ مِنْ شَخْصٍ إِلَى آخَرَ. لِذَا لَا يُضْطَرُّ ٱلْجَرَّاحُ أَنْ يُفَتِّشَ عَنْ قَلْبِ ٱلْمَرِيضِ أَثْنَاءَ ٱلْجِرَاحَةِ. كَمَا أَنَّنَا جَمِيعًا نَحْتَرِمُ قَوَانِينَ ٱلطَّبِيعَةِ هٰذِهِ، كَقَانُونِ ٱلْجَاذِبِيَّةِ. فَتَجَاهُلُهَا يُمْكِنُ أَنْ يُكَلِّفَنَا حَيَاتَنَا.
اَللهُ يُنَظِّمُ شَعْبَهُ
٦ مَاذَا يُؤَكِّدُ أَنَّ يَهْوَهَ يُرِيدُ مِنْ عُبَّادِهِ أَنْ يَكُونُوا مُنَظَّمِينَ؟
٦ لَقَدْ نَظَّمَ يَهْوَهُ ٱلْكَوْنَ بِطَرِيقَةٍ رَائِعَةٍ جِدًّا. لِذَا مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ يَطْلُبَ مِنْ عُبَّادِهِ أَنْ يَكُونُوا هُمْ أَيْضًا مُنَظَّمِينَ. وَهُوَ يَمْنَحُنَا ٱلْإِرْشَادَ بِوَاسِطَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَهَيْئَتِهِ لِتَحْقِيقِ هٰذِهِ ٱلْغَايَةِ. وَنَحْنُ لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَعِيشَ حَيَاةً سَعِيدَةً وَهَنِيئَةً إِلَّا إِذَا ٱتَّبَعْنَا إِرْشَادَهُ هٰذَا.
٧ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مُنَظَّمٌ وَمُنْسَجِمٌ؟
٧ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ هَدِيَّةٌ فَرِيدَةٌ مِنْ يَهْوَهَ. فَهُوَ لَيْسَ مَجْمُوعَةَ قِصَصٍ يَهُودِيَّةٍ وَمَسِيحِيَّةٍ غَيْرِ مُتَرَابِطَةٍ. إِنَّمَا هُوَ مَجْمُوعَةُ أَسْفَارٍ مُنَظَّمَةٍ وَمُنْسَجِمَةٍ كُتِبَتْ بِوَحْيٍ إِلٰهِيٍّ. وَلَهُ مِحْوَرٌ وَاحِدٌ مِنَ ٱلتَّكْوِينِ إِلَى ٱلرُّؤْيَا. فَكَلِمَةُ ٱللهِ تُخْبِرُنَا أَنَّ ‹ٱلنَّسْلَ› ٱلْمَوْعُودَ بِهِ، يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ، سَيُحَوِّلُ ٱلْأَرْضَ مُجَدَّدًا إِلَى فِرْدَوْسٍ جَمِيلٍ. وَتُعَلِّمُنَا أَيْضًا أَنَّ مَلَكُوتَهُ سَيُثْبِتُ أَنَّ يَهْوَهَ وَحْدَهُ لَهُ ٱلْحَقُّ فِي ٱلْحُكْمِ. — اقرإ التكوين ٣:١٥؛ متى ٦:١٠؛ رؤيا ١١:١٥.
٨ كَيْفَ كَانَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مِثَالًا فِي ٱلتَّنْظِيمِ؟
٨ قَدِيمًا، كَانَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ مِثَالًا فِي ٱلتَّنْظِيمِ خر ٣٨:٨) كَمَا أَعْطَى ٱللهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ إِرْشَادَاتٍ لِيَنْقُلُوا مُعَسْكَرَهُمْ وَخَيْمَةَ ٱلِٱجْتِمَاعِ بِطَرِيقَةٍ مُنَظَّمَةٍ. وَلَاحِقًا، نَظَّمَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ ٱللَّاوِيِّينَ وَٱلْكَهَنَةَ فِي فِرَقٍ لِيُؤَدُّوا ٱلْمُهِمَّاتِ ٱلْمُوكَلَةَ إِلَيْهِمْ. (١ اخ ٢٣:١-٦؛ ٢٤:١-٣) وَحِينَ أَطَاعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ وَصَايَا يَهْوَهَ، بَقُوا مُنَظَّمِينَ وَعَاشُوا مَعًا بِسَلَامٍ وَوَحْدَةٍ. — تث ١١:٢٦، ٢٧؛ ٢٨:١-١٤.
نَتِيجَةَ ٱتِّبَاعِهَا ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْمُوسَوِيَّةَ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، قَامَتْ بَعْضُ ٱلنِّسَاءِ «بِخِدْمَةٍ مُنَظَّمَةٍ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ ٱلِٱجْتِمَاعِ». (٩ لِمَ كَانَتِ ٱلْجَمَاعَاتُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ مُنَظَّمَةً؟
٩ وَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، كَانَتِ ٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ أَيْضًا مُنَظَّمَةً، لِأَنَّهَا ٱتَّبَعَتِ ٱلْإِرْشَادَاتِ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ. فِي ٱلْبِدَايَةِ، تَأَلَّفَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ مِنَ ٱلرُّسُلِ، ثُمَّ ضَمَّتِ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلشُّيُوخِ. (اع ٦:١-٦؛ اع ١٥:٦) كَمَا أَوْحَى يَهْوَهُ إِلَى أَعْضَاءٍ فِي ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ أَوْ أَشْخَاصٍ عَمِلُوا مَعَهُمْ أَنْ يَكْتُبُوا رَسَائِلَ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ. (١ تي ٣:١-١٣؛ تي ١:٥-٩) فَكَيْفَ ٱسْتَفَادَتِ ٱلْجَمَاعَاتُ مِنِ ٱتِّبَاعِ هٰذِهِ ٱلْإِرْشَادَاتِ؟
١٠ مَاذَا نَتَجَ حِينَ ٱتَّبَعَتِ ٱلْجَمَاعَاتُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ إِرْشَادَاتِ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
١٠ اقرإ الاعمال ١٦:٤، ٥. نَقَلَ مُمَثِّلُونَ عَنِ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ «ٱلْأَحْكَامَ ٱلَّتِي قَرَّرَهَا ٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ ٱلَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ». وَإِذِ ٱتَّبَعَتِ ٱلْجَمَاعَاتُ هٰذِهِ ٱلْأَحْكَامَ أَوِ ٱلْإِرْشَادَاتِ، كَانَتْ «تَتَشَدَّدُ فِي ٱلْإِيمَانِ وَتَزْدَادُ فِي ٱلْعَدَدِ يَوْمًا فَيَوْمًا». فَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ مِثَالِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلِ؟
هَلْ تَتْبَعُ ٱلْإِرْشَادَاتِ ٱلْيَوْمَ؟
١١ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمُعَيَّنُونَ حِينَ يَتَلَقَّوْنَ تَوْجِيهًا مِنْ هَيْئَةِ يَهْوَهَ؟
١١ عَلَى لِجَانِ ٱلْفُرُوعِ وَٱلْبُلْدَانِ، نُظَّارِ ٱلدَّوَائِرِ، وَشُيُوخِ ٱلْجَمَاعَاتِ أَنْ يُطِيعُوا تَوْجِيهَاتِ هَيْئَةِ يَهْوَهَ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، تُوصِينَا كَلِمَةُ ٱللهِ جَمِيعًا أَنْ نَكُونَ طَائِعِينَ وَمُذْعِنِينَ. (تث ٣٠:١٦؛ عب ١٣:٧، ١٧) فَلَا مَكَانَ لِرُوحِ ٱلِٱنْتِقَادِ وَٱلتَّمَرُّدِ فِي هَيْئَةِ ٱللهِ، لِأَنَّ رُوحًا كَهٰذِهِ تُعَكِّرُ ٱلسَّلَامَ وَٱلْوَحْدَةَ وَٱلْمَحَبَّةَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَلَا أَحَدَ مِنَّا يُرِيدُ أَنْ يَتَمَثَّلَ بِدِيُوتْرِيفِسَ ٱلَّذِي لَمْ يَحْتَرِمِ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْمَسْؤُولِينَ. (اقرأ ٣ يوحنا ٩، ١٠.) لِذَا لِيَسْأَلْ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ: ‹هَلْ أُشَجِّعُ ٱلْإِخْوَةَ وَٱلْأَخَوَاتِ أَنْ يَبْقَوْا أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ؟ وَهَلْ أُسَارِعُ إِلَى تَطْبِيقِ إِرْشَادَاتِ هَيْئَتِهِ وَأَدْعَمُ قَرَارَاتِهَا؟›.
١٢ أَيُّ تَعْدِيلٍ طَرَأَ عَلَى طَرِيقَةِ تَعْيِينِ ٱلشُّيُوخِ وَٱلْخُدَّامِ ٱلْمُسَاعِدِينَ؟
١٢ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، طَرَأَ مُؤَخَّرًا تَعْدِيلٌ عَلَى طَرِيقَةِ تَعْيِينِ ٱلشُّيُوخِ وَٱلْخُدَّامِ ٱلْمُسَاعِدِينَ. فَقَدْ أَوْكَلَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ هٰذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ إِلَى ٱلنُّظَّارِ ٱلْجَائِلِينَ. وَهِيَ بِذٰلِكَ تَتْبَعُ مِثَالَ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. [١] وَقَدْ أَصْبَحَ هٰذَا ٱلتَّعْدِيلُ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ ٱبْتِدَاءً مِنْ ١ أَيْلُولَ (سِبْتَمْبِر) ٢٠١٤. فَخِلَالَ ٱلزِّيَارَةِ، يُحَاوِلُ نَاظِرُ ٱلدَّائِرَةِ ٱلتَّعَرُّفَ بِٱلْأَشْخَاصِ ٱلْمُوصَى بِهِمْ وَعَائِلَاتِهِمْ. وَقَدْ يَشْتَرِكُ فِي ٱلْخِدْمَةِ مَعَ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةِ. (١ تي ٣:٤، ٥) ثُمَّ يُرَاجِعُ مُؤَهِّلَاتِهِمْ بِدِقَّةٍ مَعَ هَيْئَةِ ٱلشُّيُوخِ عَلَى ضَوْءِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. — ١ تي ٣:١-١٠، ١٢، ١٣؛ ١ بط ٥:١-٣.
١٣ كَيْفَ نَدْعَمُ قَرَارَاتِ ٱلشُّيُوخِ؟
١٣ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَيْضًا أَنْ نُطِيعَ إِرْشَادَ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمُؤَسَّسَ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَهُمْ يَتْبَعُونَ ٱلْكَلَامَ «ٱلصَّحِيحَ» أَوِ ٱلْمُفِيدَ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ. (١ تي ٦:٣) مَثَلًا، كَانَ ٱلْبَعْضُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ «يَسِيرُونَ بِلَا تَرْتِيبٍ . . . لَا يَعْمَلُونَ أَلْبَتَّةَ، بَلْ هُمْ فُضُولِيُّونَ». وَقَدْ نَبَّهَهُمُ ٱلشُّيُوخُ مِرَارًا وَتَكْرَارًا، إِلَّا أَنَّهُمُ ٱسْتَمَرُّوا فِي رَفْضِ ٱلْمَشُورَةِ. فَأَوْضَحَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تُعَامِلَ ٱلْجَمَاعَةُ مَنْ يَتَصَرَّفُ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ. أَوْصَى: «لِيَبْقَ مِثْلُ هٰذَا مَوْسُومًا، وَتَوَقَّفُوا عَنْ مُعَاشَرَتِهِ». وَلٰكِنْ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، لَا يَجِبُ أَنْ تَعْتَبِرَهُ ٱلْجَمَاعَةُ عَدُوًّا. (٢ تس ٣:١١-١٥) وَٱلْيَوْمَ، إِذَا ٱسْتَمَرَّ شَخْصٌ فِي مَسْلَكٍ يُؤَثِّرُ سَلْبًا عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ، مِثْلِ مُوَاعَدَةِ غَيْرِ مُؤْمِنٍ، فَقَدْ يُقَرِّرُ ٱلشُّيُوخُ إِلْقَاءَ خِطَابٍ تَحْذِيرِيٍّ. (١ كو ٧:٣٩) فَفِي حَالِ كُنْتَ تَعْرِفُ ٱلشَّخْصَ ٱلْمَعْنِيَّ، هَلْ تَتَجَاوَبُ مَعَ ٱلْإِرْشَادِ وَتَتَجَنَّبُ مُعَاشَرَتَهُ ٱجْتِمَاعِيًّا؟ سَيُسَاعِدُهُ ٱهْتِمَامُكَ ٱلْحُبِّيُّ وَمَوْقِفُكَ ٱلثَّابِتُ أَنْ يُغَيِّرَ سُلُوكَهُ. [٢]
حَافِظْ عَلَى طَهَارَةِ وَسَلَامِ وَوَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ
١٤ كَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى طَهَارَةِ ٱلْجَمَاعَةِ؟
١٤ إِنَّ ٱتِّبَاعَ إِرْشَادِ كَلِمَةِ ٱللهِ يُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى طَهَارَةِ ٱلْجَمَاعَةِ. لِنَتَأَمَّلْ مَثَلًا فِي حَالَةٍ نَشَأَتْ فِي كُورِنْثُوسَ قَدِيمًا. فَقَدْ سَاعَدَ بُولُسُ ٱلْعَدِيدِينَ هُنَاكَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا ٱلْحَقَّ، وَأَحَبَّهُمْ كَثِيرًا. (١ كو ١:١، ٢) لٰكِنَّهُ قَلِقَ جِدًّا حِينَ سَمِعَ أَنَّ ٱلْجَمَاعَةَ تَسَاهَلَتْ فِي قَضِيَّةِ شَخْصٍ يُمَارِسُ ٱلْعَهَارَةَ. لِذَا أَوْصَى ٱلشُّيُوخَ أَنْ يُسَلِّمُوهُ إِلَى ٱلشَّيْطَانِ، أَيْ يَفْصِلُوهُ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ. فَلَزِمَ أَنْ يَنْزِعُوا «ٱلْخَمِيرَةَ»، أَيِ ٱلتَّأْثِيرَ ٱلْمُفْسِدَ. (١ كو ٥:١، ٥-٧، ١٢) وَٱلْيَوْمَ، عَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَدْعَمَ قَرَارَ ٱلشُّيُوخِ بِفَصْلِ خَاطِئٍ غَيْرِ تَائِبٍ. وَهٰكَذَا نُحَافِظُ عَلَى طَهَارَةِ ٱلْجَمَاعَةِ، وَرُبَّمَا نَدْفَعُ ٱلْخَاطِئَ إِلَى ٱلتَّوْبَةِ وَطَلَبِ غُفْرَانِ يَهْوَهَ.
١٥ كَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى ٱلسَّلَامِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
١٥ كَمَا نَشَأَتْ مُشْكِلَةٌ أُخْرَى فِي كُورِنْثُوسَ. فَٱلْبَعْضُ كَانُوا يَشْتَكُونَ إِخْوَتَهُمْ إِلَى ٱلْمَحَاكِمِ. فَسَأَلَهُمْ بُولُسُ: «لِمَ لَا تَقْبَلُونَ بِٱلْحَرِيِّ أَنْ يُسَاءَ إِلَيْكُمْ؟». (١ كو ٦:١-٨) اَلْيَوْمَ أَيْضًا، يَدْخُلُ بَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ شُرَكَاءَ فِي مَشَارِيعَ تِجَارِيَّةٍ. وَلٰكِنْ قَدْ يَخْسَرُ أَحَدُ ٱلطَّرَفَيْنِ مَالَهُ أَوْ يَشْعُرُ أَنَّ ٱلطَّرَفَ ٱلْآخَرَ ٱحْتَالَ عَلَيْهِ. فَيَشْتَكِيهِ إِلَى ٱلْمَحَاكِمِ. إِلَّا أَنَّ كَلِمَةَ ٱللهِ تُوضِحُ أَنَّ تَحَمُّلَ ٱلْخَسَارَةِ أَفْضَلُ مِنْ تَعْيِيرِ ٱسْمِ ٱللهِ أَوْ تَعْكِيرِ سَلَامِ ٱلْجَمَاعَةِ. [٣] فَعَلَيْنَا بِٱلْأَحْرَى أَنْ نَتْبَعَ مَشُورَةَ يَسُوعَ لِكَيْ نَحُلَّ ٱلْمَشَاكِلَ وَٱلْخِلَافَاتِ ٱلْخَطِيرَةَ. (اقرأ متى ٥:٢٣، ٢٤؛ ١٨:١٥-١٧.) وَهٰكَذَا نُحَافِظُ عَلَى ٱلْوَحْدَةِ وَٱلسَّلَامِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.
١٦ لِمَ يَعِيشُ شَعْبُ ٱللهِ فِي وَحْدَةٍ؟
١٦ تَقُولُ كَلِمَةُ ٱللهِ: «هُوَذَا مَا أَحْسَنَ وَمَا أَحْلَى مز ١٣٣:١) وَصَحَّ ذٰلِكَ فِي ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا. فَعِنْدَمَا أَطَاعُوا يَهْوَهَ، بَقُوا مُنَظَّمِينَ وَمُتَّحِدِينَ. وَمَاذَا عَنْ خُدَّامِ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ؟ أَنْبَأَ يَهْوَهُ: «أَجْعَلُهُمْ فِي وَحْدَةٍ، كَغَنَمٍ فِي ٱلصِّيرَةِ». (مي ٢:١٢) وَأَنْبَأَ أَيْضًا عَلَى لِسَانِ ٱلنَّبِيِّ صَفَنْيَا أَنَّ خُدَّامَهُ هٰؤُلَاءِ سَيَتَعَلَّمُونَ ٱلْحَقَّ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَيَعْبُدُونَهُ بِوَحْدَةٍ. قَالَ: «أُحَوِّلُ ٱلشُّعُوبَ إِلَى لُغَةٍ نَقِيَّةٍ لِيَدْعُوا كُلُّهُمْ بِٱسْمِ يَهْوَهَ، لِيَخْدُمُوهُ كَتِفًا إِلَى كَتِفٍ». (صف ٣:٩) فَيَا لَهُ مِنِ ٱمْتِيَازٍ أَنْ نَعْبُدَ يَهْوَهَ بِوَحْدَةٍ!
أَنْ يَسْكُنَ ٱلْإِخْوَةُ مَعًا فِي وَحْدَةٍ!». (١٧ كَيْفَ يُعَالِجُ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسَائِلَ ٱلْقَضَائِيَّةَ؟
١٧ وَلِلشُّيُوخِ أَيْضًا دَوْرٌ فِي ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى وَحْدَةِ وَطَهَارَةِ ٱلْجَمَاعَةِ. لِذَا يَجِبُ أَنْ يُعَالِجُوا ٱلْمَسَائِلَ ٱلْقَضَائِيَّةَ فَوْرًا وَبِطَرِيقَةٍ حُبِّيَّةٍ. فَهُمْ يَعْرِفُونَ أَنَّ يَهْوَهَ مُحِبٌّ، لٰكِنَّهُ لَا يَتَغَاضَى عَنِ ٱلْخَطَإِ. (ام ١٥:٣) وَبُولُسُ رَسَمَ مِثَالًا حَسَنًا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. فَهُوَ أَحَبَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي كُورِنْثُوسَ كَثِيرًا، لٰكِنَّهُ لَمْ يَتَرَدَّدْ أَنْ يَكْتُبَ إِلَيْهِمْ رِسَالَةً قَوِيَّةً. وَهَلْ تَجَاوَبَ ٱلشُّيُوخُ هُنَاكَ مَعَ تَوْجِيهِهِ؟ نَعَمْ. وَقَدْ مَدَحَهُمْ عَلَى ذٰلِكَ فِي ٱلرِّسَالَةِ ٱلثَّانِيَةِ ٱلَّتِي كَتَبَهَا بَعْدَ بِضْعَةِ أَشْهُرٍ. وَمَاذَا عَنْ أَيَّامِنَا؟ إِذَا ٱرْتَكَبَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ خَطَأً مَا، يُحَاوِلُ ٱلشُّيُوخُ إِصْلَاحَهُ بِوَدَاعَةٍ وَلُطْفٍ. — غل ٦:١.
١٨ (أ) كَيْفَ سَاعَدَتْ مَشُورَةُ كَلِمَةِ ٱللهِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلَ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٨ لَقَدْ سَاعَدَتْ مَشُورَةُ كَلِمَةِ ٱللهِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلَ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى طَهَارَةِ وَسَلَامِ وَوَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ. (١ كو ١:١٠؛ اف ٤:١١-١٣؛ ١ بط ٣:٨) وَهٰكَذَا ٱسْتَطَاعُوا أَنْ يُبَشِّرُوا «فِي كُلِّ ٱلْخَلِيقَةِ ٱلَّتِي تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ». (كو ١:٢٣) وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، شَعْبُ يَهْوَهَ مُتَّحِدُونَ وَمُنَظَّمُونَ. وَهُمْ يَكْرِزُونَ بِٱلْبِشَارَةِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ. وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنَرَى أَدِلَّةً إِضَافِيَّةً عَلَى رَغْبَتِهِمِ ٱلْقَوِيَّةِ أَنْ يُكْرِمُوا ٱلسَّيِّدَ ٱلرَّبَّ يَهْوَهَ وَيُطِيعُوا إِرْشَادَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. — مز ٧١:١٥، ١٦.
^ [١] (اَلْفِقْرَةُ ١٢) لِمَزِيدٍ مِنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ، ٱنْظُرْ «أَسْئِلَةٌ مِنَ ٱلْقُرَّاءِ» فِي عَدَدِ ١٥ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ٢٠١٤ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ.
^ [٢] (اَلْفِقْرَةُ ١٣) اُنْظُرْ كِتَابَ شَعْبٌ مُنَظَّمٌ لِفِعْلِ مَشِيئَةِ يَهْوَهَ، ٱلصَّفَحَاتِ ١٣٤-١٣٦.
^ [٣] (اَلْفِقْرَةُ ١٥) هُنَالِكَ حَالَاتٌ يُقَرِّرُ فِيهَا ٱلْمَسِيحِيُّ أَنْ يَتَّخِذَ إِجْرَاءً قَضَائِيًّا بِحَقِّ مَسِيحِيٍّ آخَرَ. تَجِدُ مَعْلُومَاتٍ حَوْلَ هٰذَا ٱلْمَوْضُوعِ فِي ٱلصَّفْحَةِ ٢٢٣ مِنْ كِتَابِ اِحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ ٱللهِ، ٱنْظُرْ أَيْضًا ٱلْحَاشِيَةَ ٱلْأُولَى.