مقالة الدرس ٤٩
هل سيستجيب يهوه صلواتي؟
«تدعونَني وتأتونَ وتُصَلُّونَ إلَيّ، فأسمَعُ لكُم». — إر ٢٩:١٢.
التَّرنيمَة ٤١ إسمَعْ صَلاتي
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a
١-٢ لِمَ قد نشعُرُ أنَّ يَهْوَه لا يستَجيبُ صَلَواتِنا؟
«تَلَذَّذْ بِيَهْوَه، وهو سيُعْطيكَ رَغَباتِ قَلبِك». (مز ٣٧:٤) ألَيسَ هذا وَعدًا رائِعًا؟! ولكنْ هل يعني أنَّ يَهْوَه سيُعطينا فَورًا كُلَّ ما نطلُبُه؟ ولِمَ هذا سُؤالٌ مُهِمّ؟ لِنُفَكِّرْ في السِّيناريُواتِ التَّالِيَة. تُصَلِّي أُختٌ عَزباء إلى يَهْوَه لِتَحضُرَ مَدرَسَةَ الكارِزينَ بِالمَلَكوت. ولكنْ تمُرُّ عِدَّةُ سِنين، ولا تُدعى إلى المَدرَسَة. يطلُبُ أخٌ شابٌّ مِن يَهْوَه أن يشفِيَهُ مِن مَرَضِهِ الخَطير، كَي يخدُمَ أكثَرَ في الجَماعَة. لكنَّ صِحَّتَهُ لا تتَحَسَّن. يُصَلِّي والِدانِ مَسيحِيَّانِ لِيَظَلَّ ابْنُهُما في الحَقّ. لكنَّهُ يُقَرِّرُ أن يتَوَقَّفَ عن خِدمَةِ يَهْوَه.
٢ وماذا عنك؟ هل طلَبتَ مِن يَهْوَه شَيئًا، لكنَّكَ لم تنَلْه؟ في هذِهِ الحالَة، قد تشعُرُ أنَّهُ يستَجيبُ لِغَيرِك، لكنَّهُ لا يستَجيبُ لك. أو قد تتَساءَلُ هل فعَلتَ شَيئًا أحزَنَه. هكَذا شعَرَت أُختٌ اسْمُها جَانِيس. b فقدْ صلَّت هي وزَوجُها تَكرارًا لِيَخدُما في بَيْت إيل. تُخبِر: «كُنتُ مُتَأكِّدَةً أنَّنا سنذهَبُ إلى بَيْت إيل في أقرَبِ وَقت». ولكنْ مرَّ شَهرٌ بَعدَ شَهرٍ وسَنَةٌ بَعدَ سَنَة، ولم يُدعَيا إلى بَيْت إيل. تقولُ جَانِيس: «كُنتُ حَزينَةً ومُحتارَة. تساءَلتُ هل فعَلتُ شَيئًا أحزَنَ يَهْوَه. فأنا توَسَّلتُ إلَيهِ تَحديدًا كَي نذهَبَ إلى بَيْت إيل. فلِمَ لم يستَجِبْ لي؟».
٣ ماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟
٣ لَيسَ غَريبًا أن نشعُرَ أنَّ يَهْوَه لا يستَجيبُ صَلَواتِنا. فحتَّى في الماضي، شعَرَ بَعضُ خُدَّامِهِ الأُمَناءِ بِهذِهِ الطَّريقَة. (أي ٣٠:٢٠؛ مز ٢٢:٢؛ ) فهل تشعُرُ هكَذا أنتَ أيضًا؟ كَيفَ تتَأكَّدُ إذًا أنَّ يَهْوَه سيَستَجيبُ صَلَواتِك؟ ( حب ١:٢مز ٦٥:٢) لِتعرِفَ الجَواب، علَيكَ في البِدايَةِ أن تتَأمَّلَ في النِّقاطِ التَّالِيَة: (١) ماذا نتَوَقَّعُ مِن يَهْوَه؟ (٢) ماذا يُريدُ يَهْوَه مِنَّا؟ و (٣) لِمَ يلزَمُ أحيانًا أن نُعَدِّلَ ما نطلُبُهُ في صَلَواتِنا؟
ماذا نتَوَقَّعُ مِن يَهْوَه؟
٤ حَسَبَ إرْمِيَا ٢٩:١٢، ماذا يعِدُنا يَهْوَه؟
٤ يعِدُنا بِأنَّهُ سيَسمَعُ صَلَواتِنا. (إقرأ إرميا ٢٩:١٢.) إلهُنا يُحِبُّنا لِأنَّنا نخدُمُهُ بِأمانَة. لِذا، يعِدُنا أنَّهُ لن يتَجاهَلَ صَلَواتِنا. (مز ١٠:١٧؛ ٣٧:٢٨) لكنَّ هذا لا يعني أنَّهُ سيُلَبِّي فَورًا كُلَّ طَلَباتِنا. فأحيانًا، علَينا أن ننتَظِرَ بِصَبر. وبَعضُ طَلَباتِنا لن يتَحَقَّقَ إلَّا في العالَمِ الجَديد.
٥ ماذا يأخُذُ يَهْوَه في الاعتِبارِ حينَ نُصَلِّي؟ أوضِح.
٥ يأخُذُ قَصدَهُ في الاعتِبارِ حينَ نُصَلِّي إلَيه. (إش ٥٥:٨، ٩) يشمُلُ قَصدُ يَهْوَه أن تمتَلِئَ الأرضُ بِأشخاصٍ يخضَعونَ جَميعًا لِحُكمِهِ بِفَرَح. لكنَّ الشَّيْطَان يدَّعي أنَّ البَشَرَ سيَكونونَ سُعَداءَ أكثَرَ حينَ يحكُمونَ بَعضُهُم بَعضًا. (تك ٣:١-٥) وكَي يُبَرهِنَ يَهْوَه أنَّ ادِّعاءَ الشَّيْطَان كاذِب، سمَحَ لِلبَشَرِ بِأن يحكُموا بَعضُهُم بَعضًا. لكنَّ حُكمَهُم سبَّبَ الكَثيرَ مِنَ المَشاكِلِ المَوجودَة اليَوم. (جا ٨:٩) ونَحنُ نعرِفُ أنَّ يَهْوَه لن يُزيلَ كُلَّ هذِهِ المَشاكِلِ الآن. وإلَّا فسَيَبدو أنَّ حُكمَ البَشَرِ ناجِح، أي أنَّهُم يقدِرونَ أن يحُلُّوا مَشاكِلَهُم هُم بِأنفُسِهِم.
٦ لِمَ نحتاجُ أن نثِقَ بِأنَّ يَهْوَه يتَصَرَّفُ دائِمًا بِانسِجامٍ مع مَحَبَّتِهِ وعَدلِه؟
٦ يستَجيبُ طَلَباتٍ مُتَشابِهَة بِطُرُقٍ مُختَلِفَة. مَثَلًا، حينَ مرِضَ المَلِكُ حَزَقِيَّا مَرَضًا شَديدًا، توَسَّلَ إلى يَهْوَه كَي يشفِيَه. ويَهْوَه استَجابَ لهُ وشفاه. (٢ مل ٢٠:١-٦) بِالمُقابِل، حينَ توَسَّلَ الرَّسولُ بُولُس إلى يَهْوَه بِخُصوصِ «شَوكَةٍ في الجَسَد»، رُبَّما مُشكِلَةٍ صِحِّيَّة، لم يُزِلْ يَهْوَه هذِهِ المُشكِلَة. (٢ كو ١٢:٧-٩) لِنأخُذْ أيضًا ما حصَلَ معَ الرَّسولَينِ يَعْقُوب وبُطْرُس. فالمَلِكُ هِيرُودُس أرادَ أن يقتُلَهُما كِلَيهِما. فصلَّتِ الجَماعَةُ مِن أجْلِ بُطْرُس، وعلى الأرجَحِ مِن أجْلِ يَعْقُوب أيضًا. لكنَّ يَعْقُوب قُتِل، بَينَما نجا بُطْرُس بِأُعجوبَة. (أع ١٢:١-١١) لِذا، قد نتَساءَل: ‹لِمَ خلَّصَ يَهْوَه بُطْرُس، لكنَّهُ لم يُخَلِّصْ يَعْقُوب؟›. لا يُخبِرُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ الجَواب. c لكنَّنا مُتَأكِّدونَ أنَّ يَهْوَه «لا يَظلِمُ أبدًا». (تث ٣٢:٤) كما نعرِفُ أنَّهُ كانَ راضِيًا عن بُطْرُس ويَعْقُوب كِلَيهِما. (رؤ ٢١:١٤) إذًا، لا يستَجيبُ لنا يَهْوَه دائِمًا بِالطَّريقَةِ الَّتي نتَوَقَّعُها. لكنَّنا مُتَأكِّدونَ أنَّهُ يستَجيبُ لنا دائِمًا بِانسِجامٍ مع مَحَبَّتِهِ وعَدلِه. لِذا، لا نتَشَكَّى مِن أيِّ طَريقَةٍ يختارُها. — أي ٣٣:١٣.
٧ ماذا يلزَمُ أن نتَجَنَّب، ولِماذا؟
٧ أيضًا، يلزَمُ أن لا نُقارِنَ نَفْسَنا بِالآخَرين. مَثَلًا، قد نطلُبُ مِن يَهْوَه شَيئًا مُعَيَّنًا، لكنَّنا لا ننالُه. وفي الوَقتِ نَفْسِه، نرى أنَّ شَخصًا آخَرَ طلَبَ شَيئًا مُشابِهًا، ويَبدو لنا أنَّ يَهْوَه استَجابَ له. هذا حصَلَ مع أُختٍ اسْمُها آنَا. فقدْ أُصيبَ زَوجُها مَاثْيُو بِالسَّرَطان. وفي الوَقتِ نَفْسِه، كانَت توجَدُ أُختانِ مُسِنَّتانِ تُحارِبانِ هذا المَرَض. فتوَسَّلَت آنَا إلى يَهْوَه مِن أجْلِ زَوجِها، ومِن أجْلِ الأُختَين. لكنَّ زَوجَها مات، بَينَما شُفِيَتِ الأُختان. فتساءَلَت آنَا: ‹هل تدَخَّلَ يَهْوَه وشفى الأُختَين؟ في هذِهِ الحالَة، لِمَ لم يستَجِبْ لي ويَشفِ زَوجي؟!›. طَبعًا، لا نستَطيعُ أن نُحَدِّدَ لِمَ شُفِيَتِ الأُختان. لكنَّنا نعرِفُ أنَّ يَهْوَه سيَحُلُّ كُلَّ مَشاكِلِنا حَلًّا جَذرِيًّا، وأنَّهُ ينتَظِرُ بِشَوقٍ أن يُقيمَ أصدِقاءَهُ الَّذينَ ماتوا. — أي ١٤:١٥.
٨ (أ) حَسَبَ إشَعْيَا ٤٣:٢، كَيفَ يدعَمُنا يَهْوَه؟ (ب) كَيفَ تُساعِدُنا الصَّلاةُ خِلالَ الصُّعوبات؟ (شاهِدْ فيديو الصَّلاةُ تُساعِدُنا أن نتَحَمَّل.)
٨ يدعَمُنا دائِمًا. يَهْوَه هو أبونا السَّماوِيُّ المُحِبّ. وهو يتَضايَقُ كَثيرًا حينَ يرانا نُعاني. (إش ٦٣:٩) ولكنْ في الوَقتِ نَفْسِه، لا يُجَنِّبُنا كُلَّ المَشاكِلِ الَّتي تُشبِهُ الأنهارَ الجارِفَة والنَّارَ اللَّاذِعَة. (إقرأ إشعيا ٤٣:٢.) لكنَّهُ يعِدُ بِأن يُساعِدَنا كَي ‹نجتازَها›. فهو لن يدَعَها تُسَبِّبُ لنا أذًى دائِمًا، أي تُخَسِّرُنا عَلاقَتَنا به. كما يُقَوِّينا بِواسِطَةِ روحِهِ القُدُسِ لِنتَحَمَّلَها. (لو ١١:١٣؛ في ٤:١٣) لِذا، نثِقُ أنَّهُ سيُعطينا دائِمًا ما نحتاجُهُ بِالضَّبطِ كَي نتَحَمَّلَ ونبقى أولِياءَ له. d
ماذا يُريدُ يَهْوَه مِنَّا؟
٩ حَسَبَ يَعْقُوب ١:٦، ٧، لِمَ نحتاجُ أن نثِقَ بِأنَّ يَهْوَه سيُساعِدُنا؟
٩ يُريدُ أن نثِقَ به. (عب ١١:٦) أحيانًا، قد نشعُرُ أنَّنا نُواجِهُ مَشاكِلَ فَوقَ طاقَتِنا. وحتَّى قد نشُكُّ أنَّ يَهْوَه سيُساعِدُنا. لكنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ يُؤَكِّدُ لنا أنَّنا نقدِرُ أن ‹نتَسَلَّقَ سورًا› بِمُساعَدَةِ قُوَّةِ اللّٰه. (مز ١٨:٢٩) فبَدَلَ أن نستَسلِمَ لِلشُّكوك، لِنُصَلِّ بِإيمانٍ قَوِيّ، واثِقينَ أنَّ يَهْوَه سيَستَجيبُ صَلَواتِنا. — إقرأ يعقوب ١:٦، ٧.
١٠ أوضِحْ كَيفَ نعمَلُ حَسَبَ صَلَواتِنا.
١٠ يُريدُ أن نعمَلَ حَسَبَ صَلَواتِنا. مَثَلًا، يُريدُ أخٌ أن يطلُبَ مِن مُديرِهِ إجازَةً لِيَحضُرَ اجتِماعًا سَنَوِيًّا. لِذا، يُصَلِّي إلى يَهْوَه كَي يُساعِدَه. فكَيفَ يستَجيبُ لهُ يَهْوَه؟ يُمكِنُ أن يُعطِيَهُ الشَّجاعَةَ لِيَتَحَدَّثَ مع مُديرِه. لكنَّ الأخَ علَيهِ أن يقومَ بِدَورِه: أن يذهَبَ إلى المُدير، ويَطلُبَ مِنهُ الإجازَة. وقدْ يحتاجُ أن يفعَلَ ذلِك أكثَرَ مِن مَرَّة. وحتَّى يُمكِنُ أن يطلُبَ مِن أحَدِ زُمَلائِهِ أن يحِلَّ مَحَلَّهُ خِلالَ الإجازَة، أو يعرِضَ على مُديرِهِ أن يخصِمَ هذِهِ الإجازَةَ مِن راتِبِه.
١١ لِمَ يجِبُ أن نُصَلِّيَ تَكرارًا بِخُصوصِ ما يشغَلُ بالَنا؟
١١ يُريدُ أن نُصَلِّيَ إلَيهِ تَكرارًا بِخُصوصِ ما يشغَلُ بالَنا. (١ تس ٥:١٧) أشارَ يَسُوع أنَّ بَعضَ طَلَباتِنا لن يُستَجابَ فَورًا. (لو ١١:٩) لِذا، بَدَلَ أن نستَسلِم، يجِبُ أن نُصَلِّيَ تَكرارًا ومِن كُلِّ قَلبِنا. (لو ١٨:١-٧) فحينَ نستَمِرُّ في طَلَبِ شَيءٍ مُعَيَّنٍ مِن يَهْوَه، نُظهِرُ لهُ أنَّنا نُريدُ فِعلًا ما نطلُبُه. كما نُظهِرُ لهُ أنَّنا نُؤمِنُ بِأنَّهُ سيُساعِدُنا.
لِمَ يلزَمُ أحيانًا أن نُعَدِّلَ ما نطلُبُه؟
١٢ (أ) ماذا يجِبُ أن نسألَ نَفْسَنا بِخُصوصِ ما نطلُبُه، ولِماذا؟ (ب) كَيفَ نُظهِرُ لِيَهْوَه الاحتِرامَ في صَلَواتِنا؟ (أُنظُرِ الإطار « هل تُظهِرُ طَلَباتي الاحتِرامَ لِيَهْوَه؟».)
١٢ ماذا لَو طلَبنا شَيئًا مِن يَهْوَه في الصَّلاة، ولم ننَله؟ جَيِّدٌ أن نسألَ نَفْسَنا ثَلاثَةَ أسئِلَة. السُّؤالُ الأوَّل هو: ‹هل ما أطلُبُهُ في مَحَلِّه؟›. ففي أحيانٍ كَثيرَة، نظُنُّ أنَّ ما نطلُبُهُ هو لِمَصلَحَتِنا. لكنَّهُ لا يكونُ كذلِك على المَدى البَعيد. وقدْ نطلُبُ مِن يَهْوَه أن يحُلَّ مُشكِلَتَنا بِطَريقَةٍ مُعَيَّنَة. ولكنْ قد توجَدُ طَريقَةٌ أفضَلُ لِحَلِّها. أيضًا، قد لا يكونُ ما نطلُبُهُ بِحَسَبِ مَشيئَةِ يَهْوَه. (١ يو ٥:١٤) لِنأخُذْ مَثَلًا الوالِدَينِ المَذكورَينِ في البِدايَة. فهُما طلَبا مِن يَهْوَه أن يظَلَّ ابْنُهُما في الحَقّ. لِلوَهلَةِ الأُولى، يبدو طَلَبُهُما في مَحَلِّه. لكنَّ يَهْوَه لا يُجبِرُ أحَدًا أن يخدُمَه. بل يُريدُ مِنَ الجَميع، بِمَن فيهِم أولادُنا، أن يختاروا هُم بِأنفُسِهِم أن يخدُموه. (تث ١٠:١٢، ١٣؛ ٣٠:١٩، ٢٠) فمِنَ الأفضَلِ إذًا أن يطلُبَ الوالِدانِ مِن يَهْوَه أن يُساعِدَهُما لِيَصِلا إلى قَلبِ ابْنِهِما. وهكَذا، يُشَجِّعانِهِ أن يُحِبَّ يَهْوَه ويَصيرَ صَديقًا له. — أم ٢٢:٦؛ أف ٦:٤.
١٣ حَسَبَ ١ بُطْرُس ٥:٦، ٧، متى سيُساعِدُنا يَهْوَه؟ أوضِح.
١٣ السُّؤالُ الثَّاني هو: ‹هل يرى يَهْوَه أنَّهُ الوَقتُ المُناسِبُ لِيَستَجيبَ طَلَبي؟›. فقدْ نشعُرُ أنَّنا نحتاجُ أن يستَجيبَ لنا فَورًا. لكنَّهُ يعرِفُ متى هو الوَقتَ المُناسِب. (إقرأ ١ بطرس ٥:٦، ٧.) فحينَ لا يستَجيبُ لنا فَورًا، قد نظُنُّ أنَّ جَوابَه: ‹لا›. ولكنْ في الحَقيقَة، قد يكونُ جَوابُه: ‹لَيسَ الآن›. لِنأخُذْ مَثَلًا الأخَ الشَّابَّ الَّذي صلَّى لِيُشفى مِن مَرَضِه. فلَو شفاهُ يَهْوَه بِأُعجوبَة، فقدْ يتَّهِمُهُ الشَّيْطَان أنَّهُ يخدُمُ يَهْوَه لِهذا السَّبَبِ فَقَط. (أي ١:٩-١١؛ ٢:٤) إضافَةً إلى ذلِك، حدَّدَ يَهْوَه الوَقتَ الَّذي سيَشفي فيهِ كُلَّ الأمراض. (إش ٣٣:٢٤؛ رؤ ٢١:٣، ٤) وحتَّى يأتِيَ هذا الوَقت، لا نتَوَقَّعُ أن يشفِيَنا بِأُعجوبَة. فمِنَ الأفضَلِ إذًا أن يطلُبَ الأخُ مِن يَهْوَه أن يُعطِيَهُ القُوَّةَ وراحَةَ البال. وهكَذا، يتَحَمَّلُ المَرَضَ ويَستَمِرُّ في خِدمَتِهِ بِأمانَة. — مز ٢٩:١١.
١٤ ماذا تتَعَلَّمُ مِنِ اختِبارِ جَانِيس؟
١٤ لِنرَ أيضًا ماذا حصَلَ مع جَانِيس، الَّتي صلَّت لِتخدُمَ في بَيْت إيل. فقدْ مرَّت خَمسُ سِنينَ قَبلَ أن تفهَمَ كَيفَ استَجابَ يَهْوَه صَلاتَها. تُخبِر: «خِلالَ ذلِكَ الوَقت، ظلَّ يَهْوَه يُعَلِّمُني ويُنَقِّيني. فكُنتُ بِحاجَةٍ أن أزيدَ ثِقَتي به، أتَعَمَّقَ أكثَرَ في دَرسي الشَّخصِيّ، وأتَعَلَّمَ كَيفَ أُحافِظُ على فَرَحي بِغَضِّ النَّظَرِ عنِ الظُّروف». لاحِقًا، دُعِيَت جَانِيس وزَوجُها إلى العَمَلِ الدَّائِرِيّ. وتقولُ عمَّا حصَلَ معها: «إستَجابَ يَهْوَه صَلَواتي، ولكنْ بِطَريقَةٍ تختَلِفُ عمَّا توَقَّعتُه. أخَذتُ وَقتًا كَي أُلاحِظَ كم كانَت تِلكَ الطَّريقَةُ رائِعَة. لكنِّي أُقَدِّرُ كَثيرًا الفُرصَةَ الَّتي أتَتني لِأشعُرَ بِمَحَبَّةِ يَهْوَه ولُطفِه».
١٥ لِمَ قد نحتاجُ أن نطلُبَ أشياءَ عامَّة أكثَر؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّوَر.)
١٥ أمَّا السُّؤالُ الثَّالِث، فهو: ‹هل يلزَمُ أن أُعَدِّلَ ما أطلُبُه؟›. طَبعًا، جَيِّدٌ أن نطلُبَ في صَلَواتِنا أشياءَ مُحَدَّدَة. ولكنْ أحيانًا، قد نحتاجُ أن نطلُبَ أشياءَ عامَّة أكثَر. فهذا يُساعِدُنا أن نُلاحِظَ ما هي مَشيئَةُ يَهْوَه. لِنأخُذْ مَثَلًا الأُختَ العَزباء الَّتي صلَّت لِتحضُرَ مَدرَسَةَ الكارِزين. فهي تُريدُ أن تحضُرَها لِتخدُمَ حَيثُ توجَدُ حاجَةٌ أكبَر. ولكنْ فيما تطلُبُ ذلِك مِن يَهْوَه في صَلَواتِها، جَيِّدٌ أن تطلُبَ مِنهُ أيضًا أن يُرشِدَها إلى طُرُقٍ أُخرى لِتزيدَ خِدمَتَها. (أع ١٦:٩، ١٠) ثُمَّ تعمَلُ حَسَبَ صَلاتِها. فتسألُ مَثَلًا ناظِرَ الدَّائِرَةِ عنِ الجَماعاتِ القَريبَة الَّتي تحتاجُ إلى فاتِحين. أو تكتُبُ رِسالَةً إلى مَكتَبِ الفَرعِ لِتسألَ أينَ توجَدُ حاجَةٌ أكبَر. e
١٦ مِمَّ نَحنُ واثِقون؟
١٦ كما رأينا إذًا، نَحنُ نثِقُ أنَّ يَهْوَه سيَستَجيبُ صَلَواتِنا بِانسِجامٍ مع مَحَبَّتِهِ وعَدلِه. (مز ٤:٣؛ إش ٣٠:١٨) وهو يستَجيبُ لنا أحيانًا بِطَريقَةٍ تختَلِفُ عمَّا نتَوَقَّعُه. لكنَّهُ لا يتَجاهَلُ أبَدًا صَلَواتِنا. فهو يُحِبُّنا كَثيرًا، ولن يتَخَلَّى أبَدًا عنَّا. (مز ٩:١٠) ‹فلْنتَّكِلْ علَيهِ دائِمًا›، ونفتَحْ لهُ قَلبَنا في الصَّلاة. — مز ٦٢:٨.
التَّرنيمَة ٤٣ صَلاةُ شُكر
a في هذِهِ المَقالَة، سنرى ماذا يُؤَكِّدُ لنا أنَّ يَهْوَه سيَستَجيبُ دائِمًا صَلَواتِنا بِانسِجامٍ مع مَحَبَّتِهِ وعَدلِه.
b تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.
c أُنظُرْ مَقالَة «هل تثِقُ بِالطَّريقَةِ الَّتي يعمَلُ بها يَهْوَه؟» في بُرجِ المُراقَبَة، عَدَد شُبَاط (فِبْرَايِر) ٢٠٢٢، الفَقَرات ٣-٦.
d لِتعرِفَ أكثَرَ كَيفَ يُساعِدُنا يَهْوَه أن نتَحَمَّلَ الصُّعوبات، شاهِدْ فيديو الصَّلاةُ تُساعِدُنا أن نتَحَمَّل على jw.org.
e لِتجِدَ إرشاداتٍ عنِ الخِدمَةِ في مُقاطَعَةِ فَرعٍ آخَر، انظُرْ كِتاب شَعبٌ مُنَظَّمٌ لِفِعلِ مَشيئَةِ يَهْوَه، الفَصل ١٠، الفَقَرات ٦-٩.
f وصف الصور: أختان تصلي كل واحدة منهما قبل أن تقدِّم طلبًا لمدرسة الكارزين بالملكوت. لاحقًا، تُدعى واحدة فقط إلى المدرسة. لكن الأخت الأخرى لا تستسلم، بل تصلي إلى يهوه كي يرشدها إلى طرق أخرى لتزيد خدمتها. ثم تكتب رسالة إلى مكتب الفرع، وتتطوع لتخدم حيث توجد حاجة أكبر.