مقالة الدرس ٤٤
هل سيخدمون يهوه عندما يكبرون؟
«كَانَ يَسُوعُ يَتَقَدَّمُ فِي ٱلْحِكْمَةِ وَٱلْقَامَةِ وَٱلْحُظْوَةِ عِنْدَ ٱللّٰهِ وَٱلنَّاسِ». — لو ٢:٥٢.
اَلتَّرْنِيمَةُ ١٣٤ اَلْأَوْلَادُ أَمَانَةٌ مِنْ عِنْدِ يَهْوَهَ
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *
١ مَا هُوَ أَفْضَلُ قَرَارٍ يَأْخُذُهُ ٱلشَّخْصُ؟
غَالِبًا مَا تُؤَثِّرُ قَرَارَاتُ ٱلْوَالِدِينَ عَلَى مُسْتَقْبَلِ أَوْلَادِهِمْ. فَقَرَارَاتُهُمُ ٱلسَّيِّئَةُ تُسَبِّبُ ٱلْمَشَاكِلَ لِأَوْلَادِهِمْ. أَمَّا ٱلْجَيِّدَةُ فَتُسَاعِدُهُمْ أَنْ يَعِيشُوا حَيَاةً سَعِيدَةً. طَبْعًا، ٱلْأَوْلَادُ أَيْضًا يَجِبُ أَنْ يَأْخُذُوا قَرَارَاتٍ جَيِّدَةً. وَأَفْضَلُ قَرَارٍ يَأْخُذُهُ ٱلشَّخْصُ هُوَ أَنْ يَخْدُمَ أَبَانَا ٱلْمُحِبَّ يَهْوَهَ. — مز ٧٣:٢٨.
٢ أَيَّةُ قَرَارَاتٍ جَيِّدَةٍ أَخَذَهَا يَسُوعُ وَوَالِدَاهُ؟
٢ أَرَادَ وَالِدَا يَسُوعَ أَنْ يُسَاعِدَا أَوْلَادَهُمَا كَيْ يَخْدُمُوا يَهْوَهَ. وَٱلْقَرَارَاتُ ٱلَّتِي أَخَذَاهَا أَظْهَرَتْ أَنَّ خِدْمَةَ يَهْوَهَ هِيَ أَهَمُّ شَيْءٍ فِي حَيَاتِهِمَا. (لو ٢:٤٠، ٤١، ٥٢) وَيَسُوعُ أَيْضًا أَخَذَ قَرَارَاتٍ جَيِّدَةً سَاعَدَتْهُ أَنْ يُتَمِّمَ دَوْرَهُ فِي قَصْدِ يَهْوَهَ. (مت ٤:١-١٠) لِذَا صَارَ رَجُلًا لَطِيفًا وَشُجَاعًا وَوَلِيًّا لِيَهْوَهَ. فَمَنْ لَا يَفْتَخِرُ بِٱبْنٍ كَهٰذَا؟!
٣ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَتُجِيبُ عَنْهَا ٱلْمَقَالَةُ؟
٣ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنُنَاقِشُ ثَلَاثَةَ أَسْئِلَةٍ: أَيَّةُ قَرَارَاتٍ جَيِّدَةٍ تَتَعَلَّقُ بِيَسُوعَ أَخَذَهَا أَبُوهُ ٱلسَّمَاوِيُّ يَهْوَهُ؟ مَاذَا يَتَعَلَّمُ ٱلْوَالِدُونَ مِنْ قَرَارَاتِ يُوسُفَ وَمَرْيَمَ، وَالِدَيْ يَسُوعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟ وَمَاذَا يَتَعَلَّمُ ٱلشَّبَابُ مِنْ قَرَارَاتِ يَسُوعَ؟
تَعَلَّمْ مِنْ يَهْوَهَ
٤ أَيُّ قَرَارٍ مُهِمٍّ أَخَذَهُ يَهْوَهُ؟
٤ اِخْتَارَ يَهْوَهُ أَفْضَلَ وَالِدَيْنِ لِيَسُوعَ. (مت ١:١٨-٢٣؛ لو ١:٢٦-٣٨) فَتَعَابِيرُ مَرْيَمَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُظْهِرُ كَمْ كَانَتْ تُحِبُّ يَهْوَهَ وَكَلِمَتَهُ. (لو ١:٤٦-٥٥) وَطَاعَةُ يُوسُفَ تُؤَكِّدُ أَنَّهُ كَانَ يَخَافُ يَهْوَهَ وَيُرِيدُ أَنْ يُرْضِيَهُ. — مت ١:٢٤.
٥-٦ أَيَّةُ ظُرُوفٍ سَمَحَ يَهْوَهُ أَنْ يَمُرَّ بِهَا يَسُوعُ؟
٥ لَمْ يَخْتَرْ يَهْوَهُ لِيَسُوعَ وَالِدَيْنِ غَنِيَّيْنِ. فَٱلذَّبِيحَةُ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا يُوسُفُ وَمَرْيَمُ بَعْدَ وِلَادَةِ يَسُوعَ أَظْهَرَتْ أَنَّهُمَا فَقِيرَانِ. (لو ٢:٢٤) وَرُبَّمَا كَانَ لَدَى يُوسُفَ مَشْغَلٌ صَغِيرٌ لِلنِّجَارَةِ قُرْبَ بَيْتِهِ فِي ٱلنَّاصِرَةِ. وَلَا بُدَّ أَنَّ حَيَاةَ يُوسُفَ وَمَرْيَمَ كَانَتْ بَسِيطَةً، وَخَاصَّةً عِنْدَمَا كَبُرَتِ ٱلْعَائِلَةُ وَصَارَ لَدَيْهِمَا سَبْعَةُ أَوْلَادٍ عَلَى ٱلْأَقَلِّ. — مت ١٣:٥٥، ٥٦.
٦ حَمَى يَهْوَهُ ٱبْنَهُ يَسُوعَ مِنْ بَعْضِ ٱلْمَخَاطِرِ، لٰكِنَّهُ لَمْ يَحْمِهِ مِنْ كُلِّ ٱلصُّعُوبَاتِ. (مت ٢:١٣-١٥) تَخَيَّلْ مَثَلًا كَمْ حَزِنَ يَسُوعُ حِينَ تَعَامَلَ مَعْ أَقْرِبَائِهِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ. فَحَتَّى إِخْوَتُهُ لَمْ يُؤْمِنُوا فِي ٱلْبِدَايَةِ أَنَّهُ ٱلْمَسِيَّا. (مر ٣:٢١؛ يو ٧:٥) فَكِّرْ كَمْ تَأَلَّمَ أَيْضًا عِنْدَمَا مَاتَ مُرَبِّيهِ يُوسُفُ وَهُوَ لَا يَزَالُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ شَابًّا صَغِيرًا. وَرُبَّمَا عَنَى ذٰلِكَ أَنْ يَسْتَلِمَ عَمَلَ أَبِيهِ لِأَنَّهُ ٱلِٱبْنُ ٱلْأَكْبَرُ فِي ٱلْعَائِلَةِ. (مر ٦:٣) وَفِيمَا كَانَ يَكْبُرُ، تَعَلَّمَ أَنْ يَتَحَمَّلَ مَسْؤُولِيَّةَ أُمِّهِ وَإِخْوَتِهِ. فَلَا شَكَّ أَنَّهُ عَمِلَ بِٱجْتِهَادٍ لِيُؤَمِّنَ حَاجَاتِهِمْ. لِذَا عَرَفَ مَعْنَى ٱلتَّعَبِ بَعْدَ يَوْمِ عَمَلٍ طَوِيلٍ.
٧ (أ) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ جَيِّدٌ أَنْ يُفَكِّرَ فِيهَا ٱلْمُتَزَوِّجُونَ بِخُصُوصِ تَرْبِيَةِ ٱلْأَوْلَادِ؟ (ب) كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱلْأَمْثَال ٢:١-٦ أَنْ نُدَرِّبَ أَوْلَادَنَا؟
٧ إِذَا كُنْتَ مُتَزَوِّجًا وَتَرْغَبُ أَنْ تُنْجِبَ ٱلْأَوْلَادَ، فَٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أَنَا وَرَفِيقُ زَوَاجِي مُتَوَاضِعَانِ وَنُحِبُّ يَهْوَهَ وَكَلِمَتَهُ لِيُؤَمِّنَنَا عَلَى تَرْبِيَةِ طِفْلٍ صَغِيرٍ؟›. (مز ١٢٧:٣، ٤) وَإِذَا كَانَ لَدَيْكَ أَوْلَادٌ، فَٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أُعَلِّمُ أَوْلَادِي أَهَمِّيَّةَ ٱلِٱجْتِهَادِ فِي ٱلْعَمَلِ؟›. (جا ٣:١٢، ١٣) ‹هَلْ أُحَاوِلُ جُهْدِي أَنْ أَحْمِيَهُمْ مِنْ مَخَاطِرِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ؟›. (ام ٢٢:٣) طَبْعًا، لَنْ تَقْدِرَ أَنْ تَحْمِيَ أَوْلَادَكَ مِنْ كُلِّ صُعُوبَاتِ ٱلْحَيَاةِ. فَهٰذَا مُسْتَحِيلٌ. لٰكِنَّكَ تَقْدِرُ أَنْ تُعَلِّمَهُمْ بِمَحَبَّةٍ كَيْفَ يُوَاجِهُونَهَا بِٱلِٱتِّكَالِ عَلَى كَلِمَةِ يَهْوَهَ. (اقرإ الامثال ٢:١-٦.) مَثَلًا، إِذَا تَرَكَ أَحَدُ أَفْرَادِ ٱلْعَائِلَةِ ٱلْحَقَّ، فَعَلِّمْ أَوْلَادَكَ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِمَ مُهِمٌّ أَنْ نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ. (مز ٣١:٢٣) وَإِذَا مَاتَ شَخْصٌ تُحِبُّونَهُ، فَسَاعِدْهُمْ أَنْ يَرَوْا كَيْفَ تُعَزِّينَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ كَيْ نَتَغَلَّبَ عَلَى حُزْنِنَا وَنَشْعُرَ بِٱلسَّلَامِ. — ٢ كو ١:٣، ٤؛ ٢ تي ٣:١٦.
تَعَلَّمْ مِنْ يُوسُفَ وَمَرْيَمَ
٨ كَيْفَ طَبَّقَ يُوسُفُ وَمَرْيَمُ ٱلتَّثْنِيَة ٦:٦، ٧؟
٨ سَاعَدَ يُوسُفُ وَمَرْيَمُ ٱبْنَهُمَا يَسُوعَ أَنْ يَصِيرَ شَابًّا يُحِبُّ يَهْوَهَ. فَهُمَا أَحَبَّا يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِمَا وَأَطَاعَا إِرْشَادَاتِه لِلْوَالِدِينَ. (اقرإ التثنية ٦:٦، ٧.) وَكَانَ كُلُّ هَمِّهِمَا أَنْ يُحِبَّ أَوْلَادُهُمَا يَهْوَهَ أَيْضًا.
٩ أَيَّةُ قَرَارَاتٍ مُهِمَّةٍ أَخَذَهَا يُوسُفُ وَمَرْيَمُ؟
٩ كَانَ يُوسُفُ وَمَرْيَمُ يَهْتَمَّانِ دَائِمًا بِحَاجَاتِ أَوْلَادِهِمَا ٱلرُّوحِيَّةِ. فَلَا شَكَّ أَنَّهُمْ كَعَائِلَةٍ حَضَرُوا ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ أَيَّامَ ٱلسَّبْتِ فِي مَجْمَعِ ٱلنَّاصِرَةِ، وَذَهَبُوا سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيَحْتَفِلُوا بِعِيدِ ٱلْفِصْحِ. (لو ٢:٤١؛ ٤:١٦) وَخِلَالَ هٰذِهِ ٱلرِّحْلَاتِ، رُبَّمَا عَلَّمَ يُوسُفُ وَمَرْيَمُ يَسُوعَ وَإِخْوَتَهُ عَنْ تَارِيخِ شَعْبِ يَهْوَهَ. فَرُبَّمَا زَارُوا مَعًا ٱلْأَمَاكِنَ ٱلْمَذْكُورَةَ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَعِنْدَمَا كَبُرَتِ ٱلْعَائِلَةُ، لَا بُدَّ أَنَّهُ صَارَ صَعْبًا عَلَى يُوسُفَ وَمَرْيَمَ أَنْ يُحَافِظَا عَلَى بَرْنَامَجٍ رُوحِيٍّ جَيِّدٍ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ كَافَاهُمَا عَلَى تَعَبِهِمَا. فَقَدْ بَقِيَتْ عَائِلَتُهُمَا قَوِيَّةً رُوحِيًّا.
١٠ أَيُّ دَرْسَيْنِ يَتَعَلَّمُهُمَا ٱلْوَالِدُونَ مِنْ يُوسُفَ وَمَرْيَمَ؟
١٠ مَاذَا تَتَعَلَّمُ مِنْ يُوسُفَ وَمَرْيَمَ؟ اَلدَّرْسُ ٱلْأَوَّلُ وَٱلْأَهَمُّ هُوَ أَنْ تُظْهِرَ لِأَوْلَادِكَ بِٱلْكَلَامِ وَٱلْعَمَلِ أَنَّكَ تُحِبُّ يَهْوَهَ كَثِيرًا. فَلَا تَنْسَ أَنَّ أَفْضَلَ هَدِيَّةٍ تُقَدِّمُهَا لَهُمْ هِيَ أَنْ تُرَبِّيَهُمْ عَلَى مَحَبَّةِ يَهْوَهَ. وَٱلدَّرْسُ ٱلْمُهِمُّ ٱلْآخَرُ هُوَ أَنْ تُعَلِّمَهُمْ كَيْفَ يَلْتَزِمُونَ بِبَرْنَامَجٍ لِلدَّرْسِ وَٱلصَّلَاةِ وَٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَٱلْخِدْمَةِ. (١ تي ٦:٦) طَبْعًا، عَلَيْكَ أَنْ تَهْتَمَّ بِحَاجَاتِهِمِ ٱلْمَادِّيَّةِ. (١ تي ٥:٨) وَلٰكِنْ أَبْقِ فِي بَالِكَ أَنَّ عَلَاقَتَهُمُ ٱلْقَوِيَّةَ بِيَهْوَهَ، لَا ٱلْمَالَ وَٱلْمُمْتَلَكَاتِ، هِيَ ٱلَّتِي سَتُخَلِّصُهُمْ مِنْ هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ لِيَعِيشُوا فِي عَالَمِ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدِ. * — حز ٧:١٩؛ ١ تي ٤:٨.
١١ (أ) كَيْفَ تُسَاعِدُ ١ تِيمُوثَاوُس ٦:١٧-١٩ ٱلْوَالِدِينَ أَنْ يَأْخُذُوا قَرَارَاتٍ لِخَيْرِ أَوْلَادِهِمْ؟ (ب) أَيَّةُ أَهْدَافٍ قَدْ تُفَكِّرُ فِيهَا عَائِلَتُكَ، وَمَا هِيَ ٱلْبَرَكَاتُ؟ ( اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «فَكِّرُوا فِي هٰذِهِ ٱلْأَهْدَافِ».)
١١ نَحْنُ نَفْرَحُ جِدًّا عِنْدَمَا نَرَى وَالِدِينَ كَثِيرِينَ يَأْخُذُونَ قَرَارَاتٍ لِخَيْرِ أَوْلَادِهِمِ ٱلرُّوحِيِّ. فَهُمْ يَحْضُرُونَ مَعًا ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْأُسْبُوعِيَّةَ وَٱلدَّائِرِيَّةَ وَٱلسَّنَوِيَّةَ. وَيُبَشِّرُونَ مَعًا فِي مُقَاطَعَةِ جَمَاعَتِهِمْ، وَحَتَّى فِي ٱلْمُقَاطَعَاتِ ٱلَّتِي لَا تُخْدَمُ دَائِمًا. وَعَائِلَاتٌ أُخْرَى تَزُورُ بَيْتَ إِيلَ أَوْ تُشَارِكُ فِي مَشَارِيعِ ٱلْبِنَاءِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ. طَبْعًا، قَدْ يَكُونُ هٰذَا صَعْبًا عَلَيْهِمْ أَوْ يَتَطَلَّبُ مِنْهُمْ أَنْ يُضَحُّوا بِٱلْمَالِ. لٰكِنَّهُ يُغْنِيهِمْ رُوحِيًّا. (اقرأ ١ تيموثاوس ٦:١٧-١٩.) فَٱلْأَوْلَادُ ٱلَّذِينَ يَكْبُرُونَ فِي عَائِلَاتٍ كَهٰذِهِ غَالِبًا مَا يَبْقَوْنَ نَشَاطَى رُوحِيًّا وَلَا يَنْدَمُونَ عَلَى شَيْءٍ فِي حَيَاتِهِمْ. * — ام ١٠:٢٢.
تَعَلَّمْ مِنْ يَسُوعَ
١٢ مَاذَا لَزِمَ أَنْ يَفْعَلَ يَسُوعُ وَهُوَ يَكْبُرُ؟
١٢ يَأْخُذُ يَهْوَهُ دَائِمًا ٱلْقَرَارَاتِ ٱلصَّحَّ بِخُصُوصِ يَسُوعَ. وَيُوسُفُ وَمَرْيَمُ أَخَذَا قَرَارَاتٍ أَثَّرَتْ فِيهِ إِيجَابِيًّا. وَلٰكِنْ كَانَ عَلَيْهِ هُوَ أَيْضًا أَنْ يَتَحَمَّلَ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ وَيَأْخُذَ قَرَارَاتٍ جَيِّدَةً. (غل ٦:٥) فَمِثْلَ كُلِّ ٱلْبَشَرِ، كَانَ لَدَيْهِ إِرَادَةٌ حُرَّةٌ. وَكَانَ يَقْدِرُ أَنْ يُفَكِّرَ بِأَنَانِيَّةٍ وَيَفْعَلَ مَا يُرْضِيهِ. لٰكِنَّهُ ٱخْتَارَ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى عَلَاقَتِهِ بِيَهْوَهَ. (يو ٨:٢٩) فَمَاذَا يَتَعَلَّمُ ٱلشَّبَابُ ٱلْيَوْمَ مِنْ مِثَالِهِ؟
١٣ أَيُّ قَرَارٍ مُهِمٍّ أَخَذَهُ يَسُوعُ مُنْذُ صِغَرِهِ؟
١٣ اِخْتَارَ يَسُوعُ مُنْذُ صِغَرِهِ أَنْ يُطِيعَ وَالِدَيْهِ. فَهُوَ لَمْ يَرْفُضْ يَوْمًا نَصَائِحَهُمَا، وَلَمْ يُفَكِّرْ أَبَدًا أَنَّهُ يَفْهَمُ أَكْثَرَ مِنْهُمَا. بَلْ «بَقِيَ خَاضِعًا لَهُمَا». (لو ٢:٥١) وَلَا شَكَّ أَنَّهُ أَخَذَ بِجِدِّيَّةٍ مَسْؤُولِيَّتَهُ كَٱبْنٍ بِكْرٍ فِي ٱلْعَائِلَةِ. فَعَمِلَ بِٱجْتِهَادٍ لِيَتَعَلَّمَ مِهْنَةَ مُرَبِّيهِ يُوسُفَ وَيُؤَمِّنَ حَاجَاتِ ٱلْعَائِلَةِ.
١٤ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ يَسُوعَ كَانَ تِلْمِيذًا مُجْتَهِدًا لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ؟
١٤ لَا بُدَّ أَنَّ يُوسُفَ وَمَرْيَمَ أَخْبَرَا يَسُوعَ عَمَّا حَصَلَ عِنْدَ وِلَادَتِهِ وَمَاذَا قَالَ عَنْهُ آنَذَاكَ ٱلْمَلَائِكَةُ وَٱلنَّاسُ. (لو ٢:٨-١٩، ٢٥-٣٨) لٰكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكْتَفِ بِمَا سَمِعَهُ، بَلْ دَرَسَ أَيْضًا بِٱجْتِهَادٍ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ. كَيْفَ نَعْرِفُ ذٰلِكَ؟ عِنْدَمَا كَانَ صَبِيًّا عُمْرُهُ ١٢ سَنَةً، ٱنْدَهَشَ ٱلْمُعَلِّمُونَ فِي أُورُشَلِيمَ مِنْ «فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ». (لو ٢:٤٦، ٤٧) وَفِي ٱلْعُمْرِ نَفْسِهِ، كَانَ قَدْ تَأَكَّدَ مِنْ خِلَالِ دَرْسِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ أَبُوهُ. — لو ٢:٤٢، ٤٣، ٤٩.
١٥ كَيْفَ أَظْهَرَتْ حَيَاةُ يَسُوعَ أَنَّهُ قَرَّرَ أَنْ يَفْعَلَ مَا يُرِيدُهُ يَهْوَهُ؟
١٥ عَرَفَ يَسُوعُ دَوْرَهُ فِي قَصْدِ يَهْوَهَ وَقَبِلَ أَنْ يَقُومَ بِهِ. (يو ٦:٣٨) فَهُوَ عَرَفَ مَثَلًا ٱلْحَقِيقَةَ ٱلْمُؤْلِمَةَ أَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلنَّاسِ سَيَكْرَهُونَهُ. مَعْ ذٰلِكَ، قَرَّرَ أَنْ يُطِيعَ يَهْوَهَ. فَعِنْدَمَا ٱعْتَمَدَ سَنَةَ ٢٩ بم، كَانَ أَهَمُّ شَيْءٍ فِي حَيَاتِهِ أَنْ يَفْعَلَ مَا يُرِيدُهُ يَهْوَهُ. (عب ١٠:٥-٧) وَحَتَّى وَهُوَ بَيْنَ ٱلْحَيَاةِ وَٱلْمَوْتِ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ، لَمْ يَتَرَدَّدْ أَبَدًا فِي فِعْلِ مَشِيئَةِ أَبِيهِ. — يو ١٩:٣٠.
١٦ أَيُّ دَرْسٍ يَتَعَلَّمُهُ ٱلْأَوْلَادُ مِنْ يَسُوعَ؟
١٦ أَطِعْ وَالِدَيْكَ. مِثْلَ يُوسُفَ وَمَرْيَمَ، وَالِدَاكَ أَيْضًا لَيْسَا كَامِلَيْنِ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ عَيَّنَهُمَا كَيْ يَحْمِيَاكَ وَيُدَرِّبَاكَ وَيُرْشِدَاكَ. فَإِذَا سَمِعْتَ لَهُمَا وَٱحْتَرَمْتَ سُلْطَتَهُمَا، تَكُونُ مُوَفَّقًا فِي حَيَاتِكَ. — اف ٦:١-٤.
١٧ حَسَبَ يَشُوع ٢٤:١٥، أَيُّ قَرَارٍ يَلْزَمُ أَنْ يَأْخُذَهُ ٱلشَّبَابُ؟
١٧ قَرِّرْ أَنْ تَخْدُمَ يَهْوَهَ. تَعَرَّفْ جَيِّدًا عَلَى يَهْوَهَ. وَٱعْرِفْ مَا هِيَ مَشِيئَتُهُ وَكَيْفَ يُؤَثِّرُ ذٰلِكَ فِي حَيَاتِكَ. (رو ١٢:٢) وَعِنْدَئِذٍ تَقْدِرُ أَنْ تَأْخُذَ أَهَمَّ قَرَارٍ: أَنْ تَخْدُمَ يَهْوَهَ. (اقرأ يشوع ٢٤:١٥؛ جا ١٢:١) وَإِذَا وَضَعْتَ بَرْنَامَجًا لِتَقْرَأَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَتَدْرُسَهُ، فَسَتَقْوَى مَحَبَّتُكَ لِيَهْوَهَ وَيَزِيدُ إِيمَانُكَ بِهِ.
١٨ أَيُّ قَرَارٍ آخَرَ يَلْزَمُ أَنْ يَأْخُذَهُ ٱلشَّبَابُ، وَمَا ٱلنَّتِيجَةُ؟
١٨ قَرِّرْ أَنْ تَضَعَ مَشِيئَةَ يَهْوَهَ أَوَّلًا فِي حَيَاتِكَ. يُرِيدُ عَالَمُ ٱلشَّيْطَانِ أَنْ يُقْنِعَكَ بِأَنَّكَ سَتَعِيشُ سَعِيدًا إِذَا ٱسْتَعْمَلْتَ مَوَاهِبَكَ لِمَصْلَحَتِكَ. لٰكِنَّ ٱلْحَقِيقَةَ هِيَ أَنَّكَ إِذَا رَكَضْتَ وَرَاءَ أَهْدَافٍ مَادِّيَّةٍ، تَطْعَنُ نَفْسَكَ «بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ». (١ تي ٦:٩، ١٠) أَمَّا إِذَا سَمِعْتَ لِيَهْوَهَ وَقَرَّرْتَ أَنْ تَضَعَ مَشِيئَتَهُ أَوَّلًا، «تَعْمَلُ بِحِكْمَةٍ» وَتَنْجَحُ فِي حَيَاتِكَ. — يش ١:٨.
مَا هُوَ قَرَارُكَ؟
١٩ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَتَذَكَّرَ ٱلْوَالِدُونَ؟
١٩ إِذَا كُنْتَ وَالِدًا، فَٱبْذُلْ كُلَّ جُهْدِكَ كَيْ تُسَاعِدَ أَوْلَادَكَ أَنْ يَخْدُمُوا يَهْوَهَ عِنْدَمَا يَكْبُرُونَ. اِتَّكِلْ عَلَيْهِ كَيْ تَأْخُذَ قَرَارَاتٍ جَيِّدَةً. (ام ٣:٥، ٦) وَتَذَكَّرْ أَنَّ أَوْلَادَكَ يَتَأَثَّرُونَ بِأَعْمَالِكَ أَكْثَرَ مِنْ كَلَامِكَ. لِذَا خُذْ قَرَارَاتٍ تُسَاعِدُهُمْ أَنْ يُرْضُوا يَهْوَهَ فِي حَيَاتِهِمْ.
٢٠ كَيْفَ يَسْتَفِيدُ ٱلشَّبَابُ إِذَا قَرَّرُوا أَنْ يَخْدُمُوا يَهْوَهَ؟
٢٠ أَمَّا إِذَا كُنْتَ شَابًّا، فَقَدْ يُسَاعِدُكَ وَالِدَاكَ أَنْ تَأْخُذَ قَرَارَاتٍ جَيِّدَةً فِي حَيَاتِكَ. لٰكِنْ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَبْذُلَ جُهْدَكَ كَيْ تَرْبَحَ رِضَى يَهْوَهَ. لِذَا تَمَثَّلْ بِيَسُوعَ وَٱخْتَرْ أَنْ تَخْدُمَ أَبَاكَ ٱلسَّمَاوِيَّ ٱلْمُحِبَّ. وَهٰكَذَا تَعِيشُ أَحْلَى حَيَاةٍ ٱلْآنَ وَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. — ١ تي ٤:١٦.
اَلتَّرْنِيمَةُ ١٣٣ لِنَعْبُدْ يَهْوَهَ مُنْذُ ٱلصِّغَرِ
^ يُرِيدُ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَنْ يَخْدُمَ أَوْلَادُهُمْ يَهْوَهَ بِفَرَحٍ عِنْدَمَا يَكْبُرُونَ. فَأَيَّةُ قَرَارَاتٍ يَأْخُذُونَهَا كَيْ يُسَاعِدُوهُمْ؟ وَأَيَّةُ قَرَارَاتٍ يَأْخُذُهَا ٱلشَّبَابُ كَيْ يَعِيشُوا حَيَاةً سَعِيدَةً؟ سَتُعْطِينَا هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ ٱلْجَوَابَ.
^ اُنْظُرْ كِتَابَ يَهْوَهُ يَرُدُّ ٱلْعِبَادَةَ ٱلنَّقِيَّةَ! ٱلصَّفْحَتَيْنِ ٦٩-٧٠، ٱلْفَقْرَتَيْنِ ١٧-١٨ (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ).
^ اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «إِنَّهُمَا أَفْضَلُ أَبَوَيْنِ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ» فِي إِسْتَيْقِظْ! عَدَدِ كَانُونَ ٱلثَّانِي–آذَارَ (يَنَايِر–مَارِس) ٢٠١٢، ٱلصَّفْحَةِ ٢٠، وَٱلْمَقَالَةَ «رِسَالَةٌ خُصُوصِيَّةٌ إِلَى وَالِدَيْهِمَا» فِي إِسْتَيْقِظْ! عَدَدِ ٨ آذَارَ (مَارِس) ١٩٩٩، ٱلصَّفْحَةِ ٢٥.
^ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: لَا شَكَّ أَنَّ مَرْيَمَ رَبَّتِ ٱبْنَهَا يَسُوعَ عَلَى مَحَبَّةِ يَهْوَهَ. وَجَيِّدٌ أَنْ تَتَمَثَّلَ بِهَا ٱلْأُمَّهَاتُ ٱلْيَوْمَ.
^ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: لَا شَكَّ أَنَّ يُوسُفَ قَدَّرَ أَهَمِّيَّةَ ٱلذَّهَابِ إِلَى ٱلْمَجْمَعِ مَعْ عَائِلَتِهِ. وَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يُقَدِّرَ ٱلْآبَاءُ ٱلْيَوْمَ أَهَمِّيَّةَ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ مَعْ عَائِلَاتِهِمْ.
^ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: تَعَلَّمَ يَسُوعُ مَهَارَاتٍ مِنْ مُرَبِّيهِ يُوسُفَ. وَجَيِّدٌ أَنْ يَتَعَلَّمَ ٱلشَّبَابُ ٱلْيَوْمَ مَهَارَاتٍ مِنْ آبَائِهِمْ.