مقالة الدرس ٢١
هل تقدِّر عطايا الله؟
«مَا أَكْثَرَ صَنَائِعَكَ يَا يَهْوَهُ إِلٰهِي، أَعْمَالَكَ ٱلْعَجِيبَةَ وَأَفْكَارَكَ نَحْوَنَا!». — مز ٤٠:٥.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٥ عَجِيبَةٌ أَعْمَالُكَ يَا إِلٰهِي
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *
١-٢ حَسَبَ ٱلْمَزْمُور ٤٠:٥، أَيَّةُ عَطَايَا قَدَّمَهَا لَنَا يَهْوَهُ، وَلِمَ سَنَتَحَدَّثُ عَنْهَا؟
يَهْوَهُ إِلٰهٌ كَرِيمٌ جِدًّا. فَكِّرْ مَثَلًا فِي ثَلَاثِ عَطَايَا قَدَّمَهَا لَنَا: كَوْكَبِنَا ٱلْمُمَيَّزِ، دِمَاغِنَا ٱلْمُذْهِلِ، وَكَلِمَتِهِ ٱلثَّمِينَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَبِفَضْلِ هٰذِهِ ٱلْعَطَايَا، نَعِيشُ فِي مَكَانٍ جَمِيلٍ، نُفَكِّرُ وَنَتَوَاصَلُ مَعَ ٱلْآخَرِينَ، وَنَعْرِفُ ٱلْأَجْوِبَةَ عَلَى أَهَمِّ ٱلْأَسْئِلَةِ فِي ٱلْحَيَاةِ. — اقرإ المزمور ٤٠:٥.
٢ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنَتَحَدَّثُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْعَطَايَا ٱلثَّلَاثِ. وَكُلَّمَا تَأَمَّلْنَا فِيهَا، زَادَ تَقْدِيرُنَا لَهَا وَقَوِيَتْ رَغْبَتُنَا فِي إِرْضَاءِ خَالِقِنَا ٱلْمُحِبِّ. (رؤ ٤:١١) أَيْضًا، سَتُجَهِّزُنَا هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ كَيْ نُسَاعِدَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِنَظَرِيَّةِ ٱلتَّطَوُّرِ.
كَوْكَبُنَا ٱلْمُمَيَّزُ
٣ لِمَ كَوْكَبُ ٱلْأَرْضِ مُمَيَّزٌ؟
٣ حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي كَوْكَبِ ٱلْأَرْضِ، نَرَى حِكْمَةَ يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمَةَ. (رو ١:٢٠؛ عب ٣:٤) فَكَوْكَبُنَا لَيْسَ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي يَدُورُ حَوْلَ ٱلشَّمْسِ، لٰكِنَّهُ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي يَتَوَفَّرُ فِيهِ كُلُّ مَا يَلْزَمُ لِحَيَاةِ ٱلْإِنْسَانِ.
٤ كَيْفَ تَظْهَرُ حِكْمَةُ يَهْوَهَ فِي تَصْمِيمِ ٱلْأَرْضِ؟
٤ كَيْ نَفْهَمَ حِكْمَةَ يَهْوَهَ فِي تَصْمِيمِ كَوْكَبِنَا، سَنُقَارِنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَفِينَةٍ مَلِيئَةٍ بِٱلنَّاسِ تُبْحِرُ فِي ٱلْمُحِيطِ. فَكَمْ يَبْقَى رُكَّابُ هٰذِهِ ٱلسَّفِينَةِ أَحْيَاءً إِذَا لَزِمَ أَنْ يُنْتِجُوا هُمْ بِأَنْفُسِهِمِ ٱلْأُكْسِجِينَ وَٱلطَّعَامَ وَٱلْمَاءَ دُونَ أَنْ يَرْمُوا ٱلنُّفَايَاتِ إِلَى ٱلْخَارِجِ؟ لَنْ يَصْمُدُوا طَوِيلًا. أَمَّا ٱلْأَرْضُ فَتُؤَمِّنُ بِٱسْتِمْرَارٍ
لِبَلَايِينِ ٱلْكَائِنَاتِ كَمِّيَّةً كَافِيَةً مِنَ ٱلْأُكْسِجِينِ وَٱلطَّعَامِ وَٱلْمَاءِ. وَمَعْ أَنَّ نُفَايَاتِهَا لَا تُرْمَى فِي ٱلْفَضَاءِ، تَبْقَى جَمِيلَةً وَصَالِحَةً لِلسَّكَنِ. كَيْفَ ذٰلِكَ؟ لَقَدْ صَمَّمَ يَهْوَهُ ٱلْأَرْضَ بِطَرِيقَةٍ تُمَكِّنُهَا مِنْ إِعَادَةِ تَدْوِيرِ مَا تُنْتِجُهُ. لِنَتَحَدَّثْ قَلِيلًا عَنْ دَوْرَتَيْنِ مُذْهِلَتَيْنِ فِي ٱلطَّبِيعَةِ: دَوْرَةِ ٱلْأُكْسِجِينِ وَدَوْرَةِ ٱلْمَاءِ.٥ مَا هِيَ دَوْرَةُ ٱلْأُكْسِجِينِ، وَمَاذَا تُؤَكِّدُ؟
٥ اَلْأُكْسِجِينُ هُوَ غَازٌ ضَرُورِيٌّ لِحَيَاةِ مُعْظَمِ ٱلْكَائِنَاتِ ٱلْحَيَّةِ، بِمَا فِيهَا ٱلْإِنْسَانُ. وَحَسَبَ ٱلتَّقْدِيرَاتِ، تَتَنَفَّسُ هٰذِهِ ٱلْكَائِنَاتُ مِئَةَ بَلْيُونِ طُنٍّ مِنَ ٱلْأُكْسِجِينِ سَنَوِيًّا، وَتَطْرَحُ ثَانِيَ أُكْسِيدِ ٱلْكَرْبُونِ. مَعْ ذٰلِكَ، لَا يَنْفَدُ ٱلْأُكْسِجِينُ وَلَا يَمْتَلِئُ ٱلْغِلَافُ ٱلْجَوِّيُّ بِثَانِي أُكْسِيدِ ٱلْكَرْبُونِ. وَهٰذَا بِفَضْلِ ٱلنَّبَاتَاتِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي خَلَقَهَا يَهْوَهُ، مِنَ ٱلْأَشْجَارِ ٱلضَّخْمَةِ إِلَى ٱلطَّحَالِبِ ٱلصَّغِيرَةِ. فَهِيَ تَأْخُذُ ثَانِيَ أُكْسِيدِ ٱلْكَرْبُونِ وَتُنْتِجُ ٱلْأُكْسِجِينَ. فِعْلًا، تُؤَكِّدُ دَوْرَةُ ٱلْأُكْسِجِينِ كَلِمَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ ٱللهَ «يُعْطِي ٱلْجَمِيعَ حَيَاةً وَنَسَمَةً». — اع ١٧:٢٤، ٢٥.
٦ مَا هِيَ ٱلدَّوْرَةُ ٱلطَّبِيعِيَّةُ لِلْمَاءِ، وَمَاذَا تُظْهِرُ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ « دَوْرَةُ ٱلْمَاءِ هَدِيَّةٌ مِنْ يَهْوَهَ».)
٦ اَلْمَاءُ مَوْجُودٌ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِشَكْلِهِ ٱلسَّائِلِ لِأَنَّ مَوْقِعَهَا مِثَالِيٌّ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلشَّمْسِ. فَلَوْ كَانَتِ ٱلْأَرْضُ أَقْرَبَ قَلِيلًا، لَتَبَخَّرَ ٱلْمَاءُ وَتَحَوَّلَتِ ٱلْأَرْضُ إِلَى كَوْكَبٍ جَافٍّ لَا حَيَاةَ فِيهِ. وَلَوْ كَانَتْ أَبْعَدَ قَلِيلًا، لَتَجَمَّدَ كُلُّ ٱلْمَاءِ وَصَارَتِ ٱلْأَرْضُ كُرَةً جَلِيدِيَّةً ضَخْمَةً. إِلَّا أَنَّ ٱلْمَوْقِعَ ٱلْمِثَالِيَّ ٱلَّذِي ٱخْتَارَهُ يَهْوَهُ يَسْمَحُ لِلْمَاءِ أَنْ يَقُومَ بِدَوْرَتِهِ وَيَدْعَمَ ٱلْحَيَاةَ. فَٱلشَّمْسُ تُسَخِّنُ ٱلْمَاءَ فِي ٱلْمُحِيطَاتِ وَعَلَى سَطْحِ ٱلْأَرْضِ، فَيَتَبَخَّرُ وَيُشَكِّلُ ٱلْغُيُومَ. وَكُلَّ سَنَةٍ، يَتَبَخَّرُ نَحْوُ ٠٠٠,٥٠٠ كلم٣ مِنَ ٱلْمَاءِ. وَيَبْقَى هٰذَا ٱلْمَاءُ فِي ٱلْغِلَافِ ٱلْجَوِّيِّ حَوَالَيْ ١٠ أَيَّامٍ، ثُمَّ يَتَسَاقَطُ كَأَمْطَارٍ أَوْ ثُلُوجٍ. وَفِي ٱلنِّهَايَةِ، يَعُودُ ٱلْمَاءُ إِلَى ٱلْمُحِيطَاتِ وَٱلْبِحَارِ وَٱلْبُحَيْرَاتِ. وَتَتَكَرَّرُ ٱلدَّوْرَةُ نَفْسُهَا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. وَعِنْدَمَا نُفَكِّرُ فِي هٰذِهِ ٱلدَّوْرَةِ ٱلرَّائِعَةِ، نَرَى كَمْ يَهْوَهُ حَكِيمٌ وَقَوِيٌّ. — اي ٣٦:٢٧، ٢٨؛ جا ١:٧.
٧ كَيْفَ نُقَدِّرُ عَطِيَّةَ يَهْوَهَ ٱلَّتِي يَتَحَدَّثُ عَنْهَا ٱلْمَزْمُور ١١٥:١٦؟
٧ وَكَيْ نُظْهِرَ أَنَّنَا نُقَدِّرُ قِيمَةَ كَوْكَبِنَا وَكُلِّ مَا عَلَيْهِ، جَيِّدٌ أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي خَلِيقَةِ يَهْوَهَ. (اقرإ المزمور ١١٥:١٦.) وَهٰذَا يَدْفَعُنَا أَنْ نَشْكُرَهُ كُلَّ يَوْمٍ عَلَى مَا يُقَدِّمُهُ لَنَا. وَنُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا أَيْضًا حِينَ نُبْقِي مَنْزِلَنَا وَمَا حَوْلَهُ نَظِيفًا قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ.
دِمَاغُنَا ٱلْمُذْهِلُ
٨ لِمَ نَقُولُ إِنَّ دِمَاغَنَا تُحْفَةٌ هَنْدَسِيَّةٌ؟
٨ دِمَاغُ ٱلْإِنْسَانِ تُحْفَةٌ هَنْدَسِيَّةٌ. فَحِينَ كُنْتَ فِي رَحِمِ أُمِّكَ، تَشَكَّلَ دِمَاغُكَ حَسَبَ تَصْمِيمٍ مُحَدَّدٍ مُسْبَقًا. وَكُلَّ دَقِيقَةٍ، تَكَوَّنَتْ فِيهِ آلَافُ ٱلْخَلَايَا. وَيَعْتَقِدُ ٱلْبَاحِثُونَ أَنَّ دِمَاغَ ٱلْإِنْسَانِ ٱلرَّاشِدِ يَحْتَوِي عَلَى نَحْوِ ١٠٠ بَلْيُونِ خَلِيَّةٍ مُمَيَّزَةٍ تُدْعَى ٱلْعَصْبُونَاتِ. وَقَدْ جُمِعَتْ كُلُّ هٰذِهِ ٱلْخَلَايَا بِطَرِيقَةٍ رَائِعَةٍ فِي كُتْلَةٍ لَا يَزِيدُ وَزْنُهَا عَنْ ٥,١ كلغ، هِيَ
دِمَاغُنَا. وَلَدَى هٰذَا ٱلدِّمَاغِ قُدُرَاتٌ مُذْهِلَةٌ. لِنَتَأَمَّلْ فِي بَعْضٍ مِنْهَا.٩ مَاذَا يُؤَكِّدُ أَنَّ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى ٱلْكَلَامِ عَطِيَّةٌ مِنْ يَهْوَهَ؟
٩ قُدْرَتُنَا عَلَى ٱلْكَلَامِ هِيَ عَجِيبَةٌ فِعْلًا. فَكِّرْ قَلِيلًا فِي مَا يَحْدُثُ عِنْدَمَا تَتَكَلَّمُ. فَكَيْ تَقُولَ كَلِمَةً وَاحِدَةً، يُنَسِّقُ دِمَاغُكَ حَرَكَةَ ١٠٠ عَضَلَةٍ تَقْرِيبًا فِي لِسَانِكَ، حُنْجُرَتِكَ، شَفَتَيْكَ، فَكِّكَ، وَصَدْرِكَ. وَيَلْزَمُ أَنْ تَتَحَرَّكَ كُلُّ هٰذِهِ ٱلْعَضَلَاتِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ لِيَكُونَ مَا تَقُولُهُ وَاضِحًا. أَمَّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى قُدْرَتِنَا عَلَى تَعَلُّمِ ٱللُّغَاتِ، فَقَدْ أَظْهَرَتْ دِرَاسَةٌ عَامَ ٢٠١٩ أَنَّ ٱلْأَطْفَالَ ٱلْمَوْلُودِينَ حَدِيثًا يَقْدِرُونَ أَنْ يُمَيِّزُوا كَلِمَاتٍ وَيَتَفَاعَلُوا مَعَهَا. وَهٰذَا يَدْعَمُ مَا يَقُولُهُ بَاحِثُونَ كَثِيرُونَ أَنَّنَا مُنْذُ ٱلْوِلَادَةِ لَدَيْنَا ٱلْقُدْرَةُ عَلَى فَهْمِ ٱللُّغَاتِ وَتَعَلُّمِهَا. فَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى ٱلْكَلَامِ هِيَ عَطِيَّةٌ مِنْ يَهْوَهَ. — خر ٤:١١.
١٠ كَيْفَ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِعَطِيَّةِ ٱلْكَلَامِ؟
١٠ وَكَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُقَدِّرُ عَطِيَّةَ ٱلْكَلَامِ؟ جَيِّدٌ أَنْ نَشْرَحَ إِيمَانَنَا بِٱللهِ لِلَّذِينَ يَسْتَغْرِبُونَ لِمَ لَا نُؤْمِنُ بِنَظَرِيَّةِ ٱلتَّطَوُّرِ. (مز ٩:١؛ ١ بط ٣:١٥) فَهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُقْنِعُونَا أَنَّ ٱلْأَرْضَ وَكُلَّ ٱلْكَائِنَاتِ ٱلْحَيَّةِ أَتَتْ بِٱلصُّدْفَةِ. وَلٰكِنْ مِنْ خِلَالِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلْأَفْكَارِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا ٱلْآنَ، نُدَافِعُ عَنْ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ وَنُوضِحُ لِلْمُهْتَمِّينَ لِمَ نَحْنُ مُقْتَنِعُونَ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلْخَالِقُ. — مز ١٠٢:٢٥؛ اش ٤٠:٢٥، ٢٦.
١١ مَا ٱلَّذِي يُمَيِّزُ دِمَاغَنَا؟
١١ قُدْرَتُنَا عَلَى ٱلتَّذَكُّرِ مُذْهِلَةٌ أَيْضًا. فَفِي ٱلسَّابِقِ، قَالَ عَالِمٌ إِنَّ ٱلْإِنْسَانَ يَقْدِرُ أَنْ يَتَذَكَّرَ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلْمَوْجُودَةَ فِي ٢٠ مِلْيُونِ كِتَابٍ. أَمَّا ٱلْيَوْمَ، فَيَعْتَقِدُ ٱلْعُلَمَاءُ أَنَّ ذَاكِرَتَنَا تَسْتَوْعِبُ أَكْثَرَ مِنْ ذٰلِكَ بِكَثِيرٍ. وَهُنَاكَ قُدْرَةٌ أُخْرَى يَتَمَيَّزُ بِهَا دِمَاغُنَا. فَمَا هِيَ؟
١٢ مَاذَا يُمَيِّزُ ٱلْإِنْسَانَ عَنْ بَاقِي ٱلْمَخْلُوقَاتِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟
١٢ بَيْنَ كُلِّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، وَحْدَهُ ٱلْإِنْسَانُ يَقْدِرُ أَنْ يُحَلِّلَ مَا يَحْصُلُ مَعَهُ وَيَتَعَلَّمَ مِنْهُ دُرُوسًا. فَنَحْنُ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَتَذَكَّرَ أَحْدَاثًا مَرَرْنَا بِهَا وَنَتَعَلَّمَ مِنْهَا لِنُحَسِّنَ شَخْصِيَّتَنَا وَطَرِيقَةَ تَفْكِيرِنَا. (١ كو ٦:٩-١١؛ كو ٣:٩، ١٠) حَتَّى إِنَّنَا نَقْدِرُ أَنْ نُدَرِّبَ ضَمِيرَنَا كَيْ يُمَيِّزَ بَيْنَ ٱلصَّحِّ وَٱلْخَطَإِ. (عب ٥:١٤) وَلَدَيْنَا أَيْضًا ٱلْقُدْرَةُ أَنْ نَتَعَلَّمَ كَيْفَ نُحِبُّ ٱلْآخَرِينَ، نَتَعَاطَفُ مَعَهُمْ، نُسَامِحُهُمْ، وَنَكُونُ عَادِلِينَ.
١٣ حَسَبَ ٱلْمَزْمُور ٧٧:١١، ١٢، كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَسْتَعْمِلَ ذَاكِرَتَنَا؟
المزمور ٧٧:١١، ١٢؛ ٧٨:٤، ٧) وَمُهِمٌّ أَيْضًا أَنْ نَتَذَكَّرَ كَيْفَ سَاعَدَنَا ٱلْآخَرُونَ وَنُقَدِّرَ مَا فَعَلُوهُ مِنْ أَجْلِنَا. وَقَدْ وَجَدَ ٱلْبَاحِثُونَ أَنَّ ٱلَّذِينَ يُقَدِّرُونَ ٱلْأُمُورَ ٱلْجَيِّدَةَ فِي حَيَاتِهِمْ هُمْ عُمُومًا أَسْعَدُ مِنْ غَيْرِهِمْ. مِنْ جِهَةٍ ثَانِيَةٍ، جَيِّدٌ أَنْ نَتَمَثَّلَ بِيَهْوَهَ وَنَنْسَى بَعْضَ ٱلْأُمُورِ. فَمَعْ أَنَّ ذَاكِرَتَهُ كَامِلَةٌ، يَخْتَارُ أَنْ يُسَامِحَنَا عَلَى أَخْطَائِنَا وَيَنْسَاهَا إِذَا تُبْنَا. (مز ٢٥:٧؛ ١٣٠:٣، ٤) وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ مِثْلَهُ حِينَ يَنْدَمُونَ لِأَنَّهُمْ جَرَحُونَا. — مت ٦:١٤؛ لو ١٧:٣، ٤.
١٣ وَكَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُقَدِّرُ ٱلذَّاكِرَةَ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا يَهْوَهُ لَنَا؟ إِحْدَى ٱلطُّرُقِ هِيَ أَنْ نَتَذَكَّرَ ٱلْمَرَّاتِ ٱلَّتِي لَمَسْنَا فِيهَا يَدَ يَهْوَهَ فِي حَيَاتِنَا. فَهٰذَا يُقَوِّي ثِقَتَنَا أَنَّهُ سَيَكُونُ مَعَنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. (اقرإ١٤ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُقَدِّرُ دِمَاغَنَا ٱلْمُذْهِلَ؟
١٤ وَكَيْ نُظْهِرَ أَنَّنَا نُقَدِّرُ دِمَاغَنَا ٱلْمُذْهِلَ، يَلْزَمُ أَنْ نَسْتَخْدِمَهُ لِنُكْرِمَ ٱلْإِلٰهَ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ لَنَا. فَٱلْبَعْضُ يَسْتَعْمِلُونَهُ كَيْ يُقَرِّرُوا هُمْ بِأَنْفُسِهِمْ مَا ٱلصَّحُّ وَمَا ٱلْخَطَأُ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَنَا، وَلَا شَكَّ أَنَّ مَبَادِئَهُ أَفْضَلُ مِنَ ٱلْمَبَادِئِ ٱلَّتِي نَضَعُهَا نَحْنُ. (رو ١٢:١، ٢) وَحِينَ نُطِيعُهُ، نَعِيشُ بِسَلَامٍ وَنُحَقِّقُ ٱلْهَدَفَ مِنْ حَيَاتِنَا، وَهُوَ أَنْ نُكْرِمَ خَالِقَنَا ٱلْمُحِبَّ وَنُفَرِّحَ قَلْبَهُ. — ام ٢٧:١١؛ اش ٤٨:١٧، ١٨.
اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ
١٥ لِمَ نَقُولُ إِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ هَدِيَّةٌ تُعَبِّرُ عَنْ مَحَبَّةِ يَهْوَهَ؟
١٥ اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ هَدِيَّةٌ ثَمِينَةٌ تُعَبِّرُ عَنْ مَحَبَّةِ يَهْوَهَ لَنَا. فَهُوَ أَوْحَى بِكِتَابَتِهِ لِأَنَّهُ يَهْتَمُّ بِنَا كَثِيرًا. وَمِنْ خِلَالِ هٰذَا ٱلْكِتَابِ، أَعْطَانَا يَهْوَهُ أَجْوِبَةً عَلَى أَهَمِّ اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ بِٱللُّغَاتِ ٱلْإِفْرِيقِيَّةِ».
ٱلْأَسْئِلَةِ فِي ٱلْحَيَاةِ، مِثْلِ: كَيْفَ أَتَيْنَا إِلَى ٱلْوُجُودِ؟ مَا ٱلْهَدَفُ مِنْ حَيَاتِنَا؟ وَمَاذَا سَيَحْدُثُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟ وَيَهْوَهُ يُرِيدُ أَنْ يَعْرِفَ كُلُّ ٱلنَّاسِ ٱلْأَجْوِبَةَ. لِذَا عَلَى مَرِّ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ، دَفَعَ رِجَالًا أَنْ يُتَرْجِمُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ إِلَى لُغَاتٍ كَثِيرَةٍ. وَٱلْيَوْمَ، يَتَوَفَّرُ هٰذَا ٱلْكِتَابُ كُلُّهُ أَوْ جُزْءٌ مِنْهُ بِأَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠,٣ لُغَةٍ. وَهُوَ ٱلْكِتَابُ ٱلْأَكْثَرُ تَرْجَمَةً وَتَوْزِيعًا فِي ٱلتَّارِيخِ. وَأَكْثَرِيَّةُ ٱلنَّاسِ، أَيْنَمَا كَانُوا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ وَمَهْمَا كَانَتْ لُغَتُهُمْ، يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْرَأُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِلُغَتِهِمِ ٱلْأُمِّ. — اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «١٦ حَسَبَ مَتَّى ٢٨:١٩، ٢٠، كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُقَدِّرُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ؟
١٦ وَنَحْنُ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُقَدِّرُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ حِينَ نَقْرَأُهُ يَوْمِيًّا، نَتَأَمَّلُ فِيهِ، وَنَبْذُلُ جُهْدَنَا لِنُطَبِّقَ مَا نَتَعَلَّمُهُ. وَنُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا أَيْضًا حِينَ نَجْتَهِدُ كَيْ نَنْقُلَ رِسَالَتَهُ إِلَى أَكْبَرِ عَدَدٍ مِنَ ٱلنَّاسِ. — مز ١:١-٣؛ مت ٢٤:١٤؛ اقرأ متى ٢٨:١٩، ٢٠.
١٧ أَيَّةُ عَطَايَا تَحَدَّثْنَا عَنْهَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، وَمَاذَا تُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟
١٧ تَحَدَّثْنَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ عَنْ ثَلَاثِ عَطَايَا مِنْ يَهْوَهَ: كَوْكَبِنَا ٱلْمُمَيَّزِ، دِمَاغِنَا ٱلْمُذْهِلِ، وَكَلِمَةِ ٱللهِ ٱلثَّمِينَةِ. لٰكِنْ هُنَاكَ عَطَايَا مِنْ يَهْوَهَ لَا نَرَاهَا بِعُيُونِنَا، سَنَتَحَدَّثُ عَنْهَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
اَلتَّرْنِيمَةُ ١٢ يَا يَهْوَهُ، إِلٰهَنَا ٱلْعَظِيمَ
^ الفقرة 5 سَتَزِيدُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ تَقْدِيرَنَا لِيَهْوَهَ وَلِثَلَاثِ عَطَايَا قَدَّمَهَا لَنَا. وَسَتُفِيدُنَا أَيْضًا عِنْدَمَا نَتَحَدَّثُ مَعَ ٱلَّذِينَ يَشُكُّونَ بِوُجُودِ ٱللهِ.
^ الفقرة 64 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: أُخْتٌ تَتَعَلَّمُ لُغَةً أَجْنَبِيَّةً لِتُعَلِّمَ ٱلْمُهَاجِرِينَ حَقَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.