هل تنتظر يهوه بصبر؟
«اِصْبِرُوا أَنْتُمْ أَيْضًا». — يع ٥:٨.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٧٨، ١٣٩
١، ٢ (أ) مَاذَا يَدْفَعُنَا أَحْيَانًا أَنْ نَسْأَلَ: «إِلَى مَتَى»؟ (ب) كَيْفَ تُشَجِّعُنَا أَمْثِلَةُ ٱلْخُدَّامِ ٱلْأُمَنَاءِ فِي ٱلْمَاضِي؟
«إِلَى مَتَى؟». طَرَحَ ٱلنَّبِيَّانِ ٱلْأَمِينَانِ إِشَعْيَا وَحَبَقُّوقُ هٰذَا ٱلسُّؤَالَ عَلَى يَهْوَهَ. (اش ٦:١١؛ حب ١:٢) وَفِي ٱلْمَزْمُور ١٣، كَرَّرَهُ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ. (مز ١٣:١، ٢) حَتَّى إِنَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ طَرَحَهُ بِسَبَبِ قِلَّةِ إِيمَانِ ٱلنَّاسِ مِنْ حَوْلِهِ. (مت ١٧:١٧) فَلَا نَسْتَغْرِبُ إِذًا أَنْ يَخْطُرَ عَلَى بَالِنَا نَحْنُ أَيْضًا.
٢ وَلِمَاذَا قَدْ نَسْأَلُ: «إِلَى مَتَى»؟ رُبَّمَا نُوَاجِهُ ٱلظُّلْمَ، أَوْ نَتَأَلَّمُ بِسَبَبِ ٱلْمَرَضِ وَٱلتَّقَدُّمِ فِي ٱلْعُمْرِ، أَوْ نَشْعُرُ بِٱلتَّعَبِ بِسَبَبِ ‹ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْحَرِجَةِ› ٱلَّتِي نَعِيشُ فِيهَا. (٢ تي ٣:١) أَوْ رُبَّمَا نَتَضَايَقُ مِنْ تَصَرُّفَاتِ ٱلنَّاسِ حَوْلَنَا. عَلَى أَيِّ حَالٍ، نَتَشَجَّعُ حِينَ نَعْرِفُ أَنَّ خُدَّامًا أُمَنَاءَ طَرَحُوا هٰذَا ٱلسُّؤَالَ فِي ٱلْمَاضِي، وَأَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يُوَبِّخْهُمْ عَلَى ذٰلِكَ.
٣ مَاذَا يُسَاعِدُنَا حِينَ نُوَاجِهُ ٱلصُّعُوبَاتِ؟
يع ٥:٧) فَكُلُّنَا بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلصَّبْرِ. فَلْنُنَاقِشِ ٱلْآنَ مَا هِيَ هٰذِهِ ٱلصِّفَةُ وَكَيْفَ نُظْهِرُهَا.
٣ مَاذَا يُسَاعِدُنَا عِنْدَمَا نَمُرُّ بِظُرُوفٍ صَعْبَةٍ؟ كَتَبَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ: «اِصْبِرُوا، أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ، إِلَى حُضُورِ ٱلرَّبِّ». (مَا هُوَ ٱلصَّبْرُ؟
٤، ٥ (أ) مَا هُوَ ٱلصَّبْرُ؟ (ب) كَيْفَ أَوْضَحَ يَعْقُوبُ أَحَدَ أَوْجُهِ ٱلصَّبْرِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٤ يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلصَّبْرَ أَوْ طُولَ ٱلْأَنَاةِ هُوَ أَحَدُ أَوْجُهِ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ. وَبِٱلتَّالِي لَا نَقْدِرُ، نَحْنُ ٱلْبَشَرَ ٱلنَّاقِصِينَ، أَنْ نَصْبِرَ عَلَى ٱلصُّعُوبَاتِ ٱلشَّدِيدَةِ إِلَّا بِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ. وَٱلصَّبْرُ طَرِيقَةٌ أَسَاسِيَّةٌ نُعَبِّرُ بِهَا عَنْ مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَهَ وَٱلْآخَرِينَ. فَإِذَا لَمْ نَكُنْ صَبُورِينَ مَعَ إِخْوَتِنَا، تَضْعُفُ ٱلْمَحَبَّةُ بَيْنَنَا. (١ كو ١٣:٤؛ غل ٥:٢٢) وَنَحْنُ نُظْهِرُ هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ عِنْدَمَا نَحْتَمِلُ ٱلْمِحَنَ فِيمَا نُحَافِظُ عَلَى نَظْرَةٍ إِيجَابِيَّةٍ. (كو ١:١١؛ يع ١:٣، ٤) وَنُعْرِبُ عَنْهَا أَيْضًا حِينَ نَبْقَى أُمَنَاءَ لِيَهْوَهَ مَهْمَا حَدَثَ، وَحِينَ لَا نَنْتَقِمُ لِأَنْفُسِنَا. لٰكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُوضِحُ وَجْهًا إِضَافِيًّا لِلصَّبْرِ فِي يَعْقُوب ٥:٧، ٨. (اقرأها.) فَهُوَ يُشَدِّدُ عَلَى ضَرُورَةِ ٱنْتِظَارِ يَهْوَهَ.
٥ فَلِمَ ٱنْتِظَارُ يَهْوَهَ ضَرُورِيٌّ؟ شَبَّهَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ وَضْعَنَا بِوَضْعِ ٱلْمُزَارِعِ. صَحِيحٌ أَنَّهُ يَجْتَهِدُ فِي زِرَاعَةِ أَرْضِهِ، لٰكِنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَحَكَّمَ فِي نُمُوِّ ٱلْبِذَارِ أَوْ أَحْوَالِ ٱلطَّقْسِ. بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَنْتَظِرَ بِصَبْرٍ «ثَمَرَ ٱلْأَرْضِ ٱلثَّمِينَ». بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، هُنَاكَ عَوَامِلُ كَثِيرَةٌ خَارِجَةٌ عَنْ سَيْطَرَتِنَا فِيمَا نَنْتَظِرُ أَنْ يُتَمِّمَ يَهْوَهُ وُعُودَهُ. (مر ١٣:٣٢، ٣٣؛ اع ١:٧) وَمِثْلَ ٱلْمُزَارِعِ، عَلَيْنَا أَنْ نَبْقَى مُنْتَظِرِينَ بِصَبْرٍ.
٦ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلنَّبِيِّ مِيخَا؟
٦ يُشْبِهُ وَضْعُنَا أَيْضًا وَضْعَ ٱلنَّبِيِّ مِيخَا. فَقَدْ عَاشَ فِي عَهْدِ ٱلْمَلِكِ ٱلشِّرِّيرِ آحَازَ. وَفِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، ٱنْتَشَرَ ٱلْفَسَادُ كَثِيرًا، حَتَّى إِنَّ ٱلنَّاسَ أَصْبَحُوا ‹بَارِعِينَ فِي ٱلشَّرِّ›. (اقرأ ميخا ٧:١-٣.) لٰكِنَّ مِيخَا عَرَفَ أَنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُغَيِّرَ تِلْكَ ٱلْأَوْضَاعَ. فَمَاذَا فَعَلَ؟ قَالَ: «أَنْتَظِرُ إِلٰهَ خَلَاصِي. يَسْمَعُنِي إِلٰهِي». (مي ٧:٧) وَمِثْلَ مِيخَا، عَلَيْنَا أَنْ ‹نَنْتَظِرَ› يَهْوَهَ بِصَبْرٍ.
٧ لِمَاذَا نَنْتَظِرُ يَهْوَهَ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ؟
٧ وَعِنْدَمَا يَكُونُ إِيمَانُنَا كَإِيمَانِ مِيخَا، نَنْتَظِرُ يَهْوَهَ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ. فَنَحْنُ نَخْتَلِفُ عَنِ ٱلسَّجِينِ ٱلَّذِي يَنْتَظِرُ إِعْدَامَهُ. فَهُوَ مُجْبَرٌ أَنْ يَنْتَظِرَ وَلَا يَتَشَوَّقُ أَبَدًا إِلَى مَصِيرِهِ. أَمَّا نَحْنُ فَنَنْتَظِرُ أَنْ يُعْطِيَنَا يَهْوَهُ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ. لِذٰلِكَ نَحْتَمِلُ كَامِلًا وَنَصْبِرُ «بِفَرَحٍ». (كو ١:١١، ١٢) بِٱلْمُقَابِلِ، إِذَا كُنَّا نَتَشَكَّى وَنَتَذَمَّرُ أَنَّ يَهْوَهَ يَتَأَخَّرُ عَنْ إِتْمَامِ وُعُودِهِ، فَسَنَخْسَرُ رِضَاهُ. — كو ٣:١٢.
أَمْثِلَةٌ فِي ٱلصَّبْرِ
٨ مَاذَا سَنَرَى فِيمَا نَتَأَمَّلُ فِي أَمْثِلَةِ خُدَّامِ ٱللهِ قَدِيمًا؟
٨ يُخْبِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ خُدَّامٍ لِيَهْوَهَ ٱنْتَظَرُوهُ بِصَبْرٍ أَنْ يُتَمِّمَ وُعُودَهُ. وَٱلتَّأَمُّلُ فِي مِثَالِهِمْ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَنْتَظِرَ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ. (رو ١٥:٤) فَلْنَرَ كَمْ مِنَ ٱلْوَقْتِ ٱنْتَظَرُوا، مَاذَا سَاعَدَهُمْ، وَكَيْفَ بَارَكَهُمْ يَهْوَهُ عَلَى صَبْرِهِمْ.
٩، ١٠ كَمْ مِنَ ٱلْوَقْتِ ٱنْتَظَرَ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ؟
٩ لِنَتَأَمَّلْ أَوَّلًا فِي مِثَالِ إِبْرَاهِيمَ وَسَارَةَ. فَهُمَا بَيْنَ «ٱلَّذِينَ بِٱلْإِيمَانِ وَٱلصَّبْرِ يَرِثُونَ ٱلْوُعُودَ». تُخْبِرُنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّ «إِبْرَاهِيمَ أَظْهَرَ ٱلصَّبْرَ»، فَوَعَدَهُ يَهْوَهُ أَنْ يُبَارِكَهُ وَيَجْعَلَهُ أُمَّةً عَظِيمَةً. (عب ٦:١٢، ١٥) ثُمَّ لَزِمَ أَنْ يَصْبِرَ إِبْرَاهِيمُ مُجَدَّدًا، فَإِتْمَامُ هٰذَا ٱلْوَعْدِ كَانَ سَيَسْتَغْرِقُ ٱلْوَقْتَ أَيْضًا. فَقَدْ سَرَى مَفْعُولُ ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ لَهُ يَهْوَهُ فِي ١٤ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ عَامَ ١٩٤٣ قم، حِينَ عَبَرَ هُوَ وَسَارَةُ وَأَهْلُ بَيْتِهِ نَهْرَ ٱلْفُرَاتِ وَدَخَلُوا أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ. بَعْدَ ذٰلِكَ، ٱنْتَظَرَ إِبْرَاهِيمُ ٢٥ سَنَةً حَتَّى وُلِدَ ٱبْنُهُ إِسْحَاقُ عَامَ ١٩١٨ قم، ثُمَّ ٦٠ سَنَةً حَتَّى وُلِدَ حَفِيدَاهُ عِيسُو وَيَعْقُوبُ عَامَ ١٨٥٨ قم. — عب ١١:٩.
١٠ وَكَمْ مِسَاحَةَ ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي وَرِثَهَا إِبْرَاهِيمُ؟ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «لَمْ يُعْطِهِ [يَهْوَهُ] فِي [أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ] مِلْكًا يُورَثُ، وَلَا حَتَّى سَعَةَ قَدَمٍ، اع ٧:٥) فَبَعْدَ ٤٣٠ سَنَةً مِنْ عُبُورِ إِبْرَاهِيمَ نَهْرَ ٱلْفُرَاتِ، أَصْبَحَ ٱلْمُتَحَدِّرُونَ مِنْهُ أَخِيرًا أُمَّةً كَانَتْ سَتَرِثُ أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ. — خر ١٢:٤٠-٤٢؛ غل ٣:١٧.
وَلٰكِنَّهُ وَعَدَ أَنْ يُعْطِيَهَا لَهُ مِلْكًا، وَلِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ، مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ بَعْدُ». (١١ لِمَ ٱنْتَظَرَ إِبْرَاهِيمُ يَهْوَهَ، وَأَيَّةُ بَرَكَاتٍ سَيَحْصُدُهَا نَتِيجَةَ صَبْرِهِ؟
١١ كَانَ إِبْرَاهِيمُ مُسْتَعِدًّا أَنْ يَنْتَظِرَ بِفَرَحٍ، مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَرَ إِتْمَامَ كُلِّ ٱلْوُعُودِ فِي أَيَّامِهِ. وَلِمَاذَا؟ لِأَنَّهُ آمَنَ بِيَهْوَهَ. (اقرإ العبرانيين ١١:٨-١٢.) تَخَيَّلْ فَرْحَتَهُ حِينَ يَعُودُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَكِّرْ أَيْضًا كَمْ سَيَنْدَهِشُ حِينَ يَقْرَأُ قِصَّةَ حَيَاتِهِ وَحَيَاةِ عَائِلَتِهِ فِي أَجْزَاءٍ عَدِيدَةٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. * وَكَمْ سَيَفْرَحُ حِينَ يَعْرِفُ دَوْرَهُ ٱلْمُهِمَّ فِي قَصْدِ يَهْوَهَ ٱلْمُتَعَلِّقِ بِٱلْمَسِيَّا! لَا شَكَّ أَنَّهُ سَيَشْعُرُ أَنَّ صَبْرَهُ كَانَ فِي مَحَلِّهِ.
١٢، ١٣ أَيُّ ظُرُوفٍ تَحَمَّلَهَا يُوسُفُ بِصَبْرٍ، وَمَاذَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِهِ؟
١٢ لِنَأْخُذْ أَيْضًا مِثَالَ يُوسُفَ. فَقَدِ ٱنْتَظَرَ بِصَبْرٍ، مَعَ أَنَّهُ وَقَعَ ضَحِيَّةَ ظُلْمٍ شَدِيدٍ. فَحِينَ كَانَ بِعُمْرِ ١٧ سَنَةً تَقْرِيبًا، بَاعَهُ إِخْوَتُهُ عَبْدًا. وَلَاحِقًا، ٱتُّهِمَ ظُلْمًا أَنَّهُ حَاوَلَ ٱغْتِصَابَ زَوْجَةِ سَيِّدِهِ وَوُضِعَ فِي ٱلسِّجْنِ. (تك ٣٩:١١-٢٠؛ مز ١٠٥:١٧، ١٨) وَهٰكَذَا بَدَا وَكَأَنَّهُ يُعَاقَبُ عَلَى أَمَانَتِهِ بَدَلَ أَنْ يُبَارَكَ. ولٰكِنْ بَعْدَ ١٣ سَنَةً مِنَ ٱلْمُعَانَاةِ، تَبَدَّلَ وَضْعُهُ كُلِّيًّا. فَقَدْ أُطْلِقَ سَرَاحُهُ وَأَصْبَحَ ٱلثَّانِيَ فِي مِصْرَ بَعْدَ ٱلْمَلِكِ. — تك ٤١:١٤، ٣٧-٤٣؛ اع ٧:٩، ١٠.
١٣ فَهَلْ شَعَرَ يُوسُفُ بِٱلْمَرَارَةِ وَٱلْحِقْدِ بِسَبَبِ ٱلظُّلْمِ؟ وَهَلْ خَسِرَ ثِقَتَهُ بِإِلٰهِهِ يَهْوَهَ؟ كَلَّا. فَمَاذَا سَاعَدَهُ أَنْ يَنْتَظِرَ بِصَبْرٍ؟ آمَنَ يُوسُفُ بِيَهْوَهَ وَفَهِمَ أَنَّهُ هُوَ مَنْ يُوَجِّهُ ٱلْأُمُورَ. لَاحِظْ مَثَلًا مَا قَالَهُ لِإِخْوَتِهِ: «لَا تَخَافُوا، لِأَنَّهُ هَلْ أَنَا مَكَانَ ٱللهِ؟ أَنْتُمْ نَوَيْتُمْ عَلَيَّ سُوءًا، وَٱللهُ نَوَى بِهِ خَيْرًا لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا ٱلْيَوْمَ، لِٱسْتِحْيَاءِ شَعْبٍ كَثِيرٍ». (تك ٥٠:١٩، ٢٠) لَقَدْ أَدْرَكَ يُوسُفُ أَنَّ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي نَالَهَا كَانَتْ تَسْتَحِقُّ ٱلصَّبْرَ فِعْلًا.
١٤، ١٥ (أ) كَيْفَ أَظْهَرَ دَاوُدُ ٱلصَّبْرَ؟ (ب) مَاذَا سَاعَدَ دَاوُدَ أَنْ يَنْتَظِرَ بِصَبْرٍ؟
١٤ وَقَعَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ هُوَ ٱلْآخَرُ ضَحِيَّةَ مَظَالِمَ كَثِيرَةٍ. فَقَدِ ٱخْتَارَهُ يَهْوَهُ فِي عُمْرٍ صَغِيرٍ لِيُصْبِحَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ. لٰكِنَّهُ ٱنْتَظَرَ حَوَالَيْ ١٥ سَنَةً قَبْلَ أَنْ يَمْلِكَ عَلَى سِبْطِهِ. (٢ صم ٢:٣، ٤) وَقَضَى بَعْضَ هٰذِهِ ٱلسَّنَوَاتِ هَارِبًا مِنَ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ ٱلَّذِي أَرَادَ قَتْلَهُ. وَٱضْطُرَّ أَنْ يَعِيشَ فِي بَلَدٍ غَرِيبٍ وَفِي مَغَارَاتٍ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ. * حَتَّى بَعْدَمَا مَاتَ شَاوُلُ فِي مَعْرَكَةٍ، ٱنْتَظَرَ دَاوُدُ ٧ سَنَوَاتٍ قَبْلَ أَنْ يَمْلِكَ عَلَى أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ بِكَامِلِهَا. — ٢ صم ٥:٤، ٥.
مز ١٣:٥، ٦) فَدَاوُدُ ٱتَّكَلَ عَلَى وَلَاءِ يَهْوَهَ، تَأَمَّلَ كَيْفَ كَافَأَهُ فِي ٱلْمَاضِي، وَرَجَا خَلَاصَهُ بِفَرَحٍ. لَقَدْ أَدْرَكَ أَنَّ بَرَكَاتِ يَهْوَهَ تَسْتَحِقُّ ٱلصَّبْرَ فِعْلًا.
١٥ وَلِمَ ٱنْتَظَرَ دَاوُدُ بِصَبْرٍ؟ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ فِي ٱلْمَزْمُورِ نَفْسِهِ ٱلَّذِي سَأَلَ فِيهِ: «إِلَى مَتَى؟». كَتَبَ: «أَمَّا أَنَا فَعَلَى لُطْفِكَ ٱلْحُبِّيِّ [أَيْ، وَلَائِكَ] تَوَكَّلْتُ، فَلْيَفْرَحْ قَلْبِي بِخَلَاصِكَ. لَأُرَنِّمَنَّ لِيَهْوَهَ لِأَنَّهُ كَافَأَنِي». (يَرْسُمُ لَنَا يَهْوَهُ أَفْضَلَ مِثَالٍ فِي ٱلصَّبْرِ
١٦، ١٧ كَيْفَ يَرْسُمُ يَهْوَهُ وَيَسُوعُ مِثَالًا رَائِعًا فِي ٱلصَّبْرِ؟
١٦ يَطْلُبُ يَهْوَهُ مِنَّا أَنْ نَصْبِرَ، وَيَرْسُمُ لَنَا أَفْضَلَ مِثَالٍ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. (اقرأ ٢ بطرس ٣:٩.) مَثَلًا، يَنْتَظِرُ يَهْوَهُ مُنْذُ آلَافِ ٱلسِّنِينَ حَتَّى يَثْبُتَ أَنَّ ٱدِّعَاءَاتِ ٱلشَّيْطَانِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ كَاذِبَةٌ. فَهُوَ «يَتَرَقَّبُ»، أَيْ يَنْتَظِرُ بِصَبْرٍ، إِلَى أَنْ يَتَقَدَّسَ ٱسْمُهُ كَامِلًا. وَعِنْدَئِذٍ يَنَالُ «جَمِيعُ ٱلَّذِينَ يَتَرَقَّبُونَهُ» بَرَكَاتٍ لَا تُوصَفُ. — اش ٣٠:١٨.
١٧ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، أَظْهَرَ يَسُوعُ أَنَّهُ مُسْتَعِدٌّ أَنْ يَنْتَظِرَ. فَبَعْدَمَا مَاتَ أَمِينًا وَقَدَّمَ قِيمَةَ ذَبِيحَتِهِ لِيَهْوَهَ عَامَ ٣٣ بم، ٱنْتَظَرَ حَتَّى عَامِ ١٩١٤ لِيَبْدَأَ حُكْمَهُ. (اع ٢:٣٣-٣٥؛ عب ١٠:١٢، ١٣) وَعَلَيْهِ أَنْ يَنْتَظِرَ حَتَّى نِهَايَةِ حُكْمِهِ ٱلْأَلْفِيِّ لِيَزُولَ جَمِيعُ أَعْدَائِهِ. (١ كو ١٥:٢٥) صَحِيحٌ أَنَّهَا فَتْرَةٌ طَوِيلَةٌ، لٰكِنَّ ٱلْبَرَكَاتِ تَسْتَحِقُّ ٱلِٱنْتِظَارَ بِلَا شَكٍّ.
مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَصْبِرَ؟
١٨، ١٩ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَنْتَظِرَ بِصَبْرٍ؟
١٨ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ يَهْوَهَ يُرِيدُ أَنْ نَنْتَظِرَهُ بِصَبْرٍ. فَمَاذَا يُسَاعِدُكَ عَلَى ذٰلِكَ؟ بِمَا أَنَّ ٱلصَّبْرَ هُوَ أَحَدُ أَوْجُهِ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ، فَصَلِّ طَلَبًا لِرُوحِ ٱللهِ وَتَوَسَّلْ إِلَيْهِ كَيْ يُسَاعِدَكَ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ. — اف ٣:١٦؛ ٦:١٨؛ ١ تس ٥:١٧-١٩.
١٩ تَذَكَّرْ أَيْضًا مَاذَا سَاعَدَ إِبْرَاهِيمَ، يُوسُفَ، وَدَاوُدَ أَنْ يَنْتَظِرُوا بِصَبْرٍ حَتَّى يُتَمِّمَ يَهْوَهُ وُعُودَهُ. فَقَدْ آمَنُوا بِيَهْوَهَ، وَثِقُوا بِهِ، وَلَمْ يُفَكِّرُوا فَقَطْ فِي أَنْفُسِهِمْ أَوْ رَاحَتِهِمْ. وَأَبْقِ فِي بَالِكَ كَيْفَ بَارَكَهُمْ يَهْوَهُ، فَتَنْدَفِعَ إِلَى ٱلتَّمَثُّلِ بِهِمْ.
٢٠ عَلَامَ نَحْنُ مُصَمِّمُونَ؟
٢٠ لِنُصَمِّمْ إِذًا أَنْ ‹نَنْتَظِرَ› يَهْوَهَ بِصَبْرٍ، حَتَّى حِينَ نُوَاجِهُ مِحَنًا وَتَجَارِبَ. فَرُبَّمَا نَتَسَاءَلُ: «إِلَى مَتَى يَا يَهْوَهُ؟». (اش ٦:١١) وَلٰكِنْ بِدَعْمِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، يَضُمُّ كُلٌّ مِنَّا صَوْتَهُ إِلَى ٱلنَّبِيِّ إِرْمِيَا قَائِلًا: «يَهْوَهُ نَصِيبِي، فَلِذٰلِكَ أَنْتَظِرُهُ». — مرا ٣:٢١، ٢٤.
^ الفقرة 11 تُغَطِّي ٱلرِّوَايَةُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ١٥ إِصْحَاحًا تَقْرِيبًا مِنْ سِفْرِ ٱلتَّكْوِينِ. إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، يُشِيرُ إِلَيْهِ كُتَّابُ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَكْثَرَ مِنْ ٧٠ مَرَّةً.
^ الفقرة 14 رَغْمَ أَنَّ يَهْوَهَ رَفَضَ شَاوُلَ بَعْدَ مُرُورِ سَنَتَيْنِ تَقْرِيبًا عَلَى بِدَايَةِ حُكْمِهِ، ظَلَّ يَحْكُمُ ٣٨ سَنَةً حَتَّى مَوْتِهِ. — ١ صم ١٣:١؛ اع ١٣:٢١.