الفصل ١٢
كيف تصير صديقا لله؟
١، ٢ مَنْ هُمْ بَعْضُ أَصْدِقَاءِ يَهْوَهَ؟
مَنْ تُحِبُّ أَنْ يَكُونَ صَدِيقَكَ؟ لَا شَكَّ أَنَّكَ تَخْتَارُ شَخْصًا لَطِيفًا تُعْجِبُكَ صِفَاتُهُ وَتُحِبُّ رِفْقَتَهُ وَتَنْسَجِمُ مَعَهُ.
٢ يَخْتَارُ يَهْوَهُ ٱللهُ بَعْضَ ٱلْبَشَرِ لِيَكُونُوا أَصْدِقَاءَهُ. مَثَلًا، كَانَ إِبْرَاهِيمُ وَاحِدًا مِنْ أَصْدِقَائِهِ. (اشعيا ٤١:٨؛ يعقوب ٢:٢٣) كَمَا أَنَّ ٱللهَ أَحَبَّ دَاوُدَ وَقَالَ إِنَّهُ ‹يُوَافِقُ قَلْبَهُ›. (اعمال ١٣:٢٢) وَيُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَيْضًا أَنَّ ٱلنَّبِيَّ دَانِيَالَ كَانَ ‹مَحْبُوبًا جِدًّا› عِنْدَ يَهْوَهَ. — دانيال ٩:٢٣.
٣ لِمَاذَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ وَدَاوُدُ وَدَانِيَالُ مِنْ أَصْدِقَاءِ يَهْوَهَ؟
٣ لِمَاذَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ وَدَاوُدُ وَدَانِيَالُ مِنْ أَصْدِقَاءِ يَهْوَهَ؟ قَالَ يَهْوَهُ لِإِبْرَاهِيمَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي». (تكوين ٢٢:١٨) فَأَصْدِقَاءُ يَهْوَهَ يُطِيعُونَهُ بِتَوَاضُعٍ. كَمَا أَنَّ يَهْوَهَ يُمْكِنُ أَنْ يَعْتَبِرَ شَعْبًا بِكَامِلِهِ مِنْ أَصْدِقَائِهِ. قَالَ يَهْوَهُ لِشَعْبِ إِسْرَائِيلَ قَدِيمًا: «أَطِيعُوا قَوْلِي، فَأَكُونَ إِلٰهَكُمْ، وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ شَعْبِي». (ارميا ٧:٢٣) أَنْتَ أَيْضًا عَلَيْكَ أَنْ تُطِيعَ يَهْوَهَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَصِيرَ صَدِيقَهُ.
يَهْوَهُ يَحْمِي أَصْدِقَاءَهُ
٤، ٥ كَيْفَ يَحْمِي يَهْوَهُ أَصْدِقَاءَهُ؟
٤ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ يَهْوَهَ يَبْحَثُ عَنْ طُرُقٍ «لِيُظْهِرَ قُوَّتَهُ ٢ اخبار الايام ١٦:٩) فَفِي ٱلْمَزْمُور ٣٢:٨، يَعِدُ يَهْوَهُ مَنْ يَعْتَبِرُهُ مِنْ أَصْدِقَائِهِ: «أَمْنَحُكَ بَصِيرَةً وَأُرْشِدُكَ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي تَسْلُكُهُ. أُقَدِّمُ ٱلنُّصْحَ وَعَيْنِي عَلَيْكَ».
لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ قَلْبُهُمْ كَامِلٌ نَحْوَهُ». (٥ وَهُنَاكَ عَدُوٌّ قَوِيٌّ لَا يُرِيدُ أَنْ نَقْتَرِبَ إِلَى ٱللهِ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ يُرِيدُ أَنْ يَحْمِيَنَا. (اقرإ المزمور ٥٥:٢٢.) وَبِمَا أَنَّنَا أَصْدِقَاؤُهُ، نَخْدُمُهُ بِكُلِّ قَلْبِنَا. وَنَبْقَى أَوْلِيَاءَ لَهُ حَتَّى فِي أَصْعَبِ ٱلظُّرُوفِ. كَمَا نَثِقُ أَنَّهُ سَيُقَوِّينَا مِثْلَمَا قَالَ كَاتِبُ ٱلْمَزْمُورِ: «لِأَنَّ [يَهْوَهَ] عَنْ يَمِينِي فَلَا أَتَزَعْزَعُ». (مزمور ١٦:٨؛ ٦٣:٨) لٰكِنْ كَيْفَ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُبْعِدَنَا عَنِ ٱللهِ؟
اَلشَّيْطَانُ يَتَّهِمُ ٱلْبَشَرَ
٦ بِمَاذَا ٱتَّهَمَ ٱلشَّيْطَانُ ٱلْبَشَرَ؟
٦ رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ١١ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ تَحَدَّى يَهْوَهَ، وَٱتَّهَمَهُ بِأَنَّهُ كَاذِبٌ وَظَالِمٌ لِأَنَّهُ لَمْ يَسْمَحْ لآِدَمَ وَحَوَّاءَ أَنْ يُقَرِّرَا مَا ٱلصَّحُّ وَمَا ٱلْخَطَأُ. يَكْشِفُ سِفْرُ أَيُّوبَ أَيْضًا عَنِ ٱتِّهَامٍ وَجَّهَهُ ٱلشَّيْطَانُ إِلَى ٱلْبَشَرِ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا أَصْدِقَاءَ ٱللهِ. فَٱلشَّيْطَانُ يَقُولُ إِنَّهُمْ يَخْدُمُونَ ٱللهَ طَمَعًا بِمَا يَنَالُونَهُ مِنْهُ، وَلَيْسَ لِأَنَّهُمْ يُحِبُّونَهُ. حَتَّى إِنَّهُ يَدَّعِي أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يُبْعِدَ أَيَّ شَخْصٍ عَنِ ٱللهِ. لِنَرَ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ أَيُّوبَ وَكَيْفَ حَمَاهُ يَهْوَهُ.
٧، ٨ (أ) مَاذَا قَالَ يَهْوَهُ عَنْ أَيُّوبَ؟ (ب) مَاذَا ٱدَّعَى ٱلشَّيْطَانُ؟
٧ عَاشَ أَيُّوبُ قَبْلَ ٣٬٦٠٠ سَنَةٍ تَقْرِيبًا، وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا. وَقَالَ يَهْوَهُ إِنَّهُ لَمْ يُوجَدْ مِثْلُهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ. فَأَيُّوبُ كَانَ رَجُلًا مُؤْمِنًا يَكْرَهُ ٱلشَّرَّ. (ايوب ١:٨) كَانَ أَيُّوبُ فِعْلًا مِنْ أَصْدِقَاءِ يَهْوَهَ.
٨ اِدَّعَى ٱلشَّيْطَانُ أَنَّ أَيُّوبَ يَخْدُمُ يَهْوَهَ لِأَسْبَابٍ أَنَانِيَّةٍ. قَالَ لِيَهْوَهَ: «أَمَا سَيَّجْتَ أَنْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ؟ بَارَكْتَ عَمَلَ يَدَيْهِ، فَٱنْتَشَرَتْ مَوَاشِيهِ فِي ٱلْأَرْضِ. وَلٰكِنْ مُدَّ يَدَكَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ، وَٱنْظُرْ إِنْ كَانَ لَا يَلْعَنُكَ فِي وَجْهِكَ». —٩ مَاذَا سَمَحَ يَهْوَهُ لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَفْعَلَ؟
٩ اِتَّهَمَ ٱلشَّيْطَانُ أَيُّوبَ أَنَّهُ يَخْدُمُ يَهْوَهَ لِأَنَّ يَهْوَهَ يُعْطِيهِ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً. وَقَالَ ٱلشَّيْطَانُ أَيْضًا إِنَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يُبْعِدَ أَيُّوبَ عَنْ يَهْوَهَ. كَانَ يَهْوَهُ يَعْرِفُ أَنَّ ٱتِّهَامَ ٱلشَّيْطَانِ خَاطِئٌ. لٰكِنَّهُ سَمَحَ لَهُ أَنْ يُجَرِّبَ أَيُّوبَ، وَهٰكَذَا يَظْهَرُ بِوُضُوحٍ إِنْ كَانَ أَيُّوبُ يَخْدُمُ يَهْوَهَ لِأَنَّهُ يُحِبُّهُ أَمْ لَا.
اَلشَّيْطَانُ يُهَاجِمُ أَيُّوبَ
١٠ كَيْفَ هَاجَمَ ٱلشَّيْطَانُ أَيُّوبَ، وَهَلْ تَرَكَ أَيُّوبُ يَهْوَهَ؟
١٠ أَوَّلًا، ٱسْتَهْدَفَ ٱلشَّيْطَانُ مَوَاشِيَ أَيُّوبَ. فَسُرِقَ بَعْضُهَا وَقُتِلَ ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ. ثُمَّ قَتَلَ مُعْظَمَ خُدَّامِهِ. فَخَسِرَ أَيُّوبُ كُلَّ شَيْءٍ. وَأَخِيرًا، قَتَلَ ٱلشَّيْطَانُ أَوْلَادَ أَيُّوبَ ٱلْعَشَرَةَ فِي عَاصِفَةٍ. مَعَ ذٰلِكَ، بَقِيَ أَيُّوبُ وَلِيًّا لِيَهْوَهَ وَلَمْ يَتْرُكْهُ. وَ «فِي كُلِّ هٰذَا لَمْ يُخْطِئْ أَيُّوبُ وَلَمْ يَنْسِبْ إِلَى ٱللهِ شَيْئًا قَبِيحًا». — ايوب ١:١٢-١٩، ٢٢.
١١ (أ) كَيْفَ هَاجَمَ ٱلشَّيْطَانُ أَيُّوبَ مَرَّةً أُخْرَى؟ (ب) كَيْفَ تَصَرَّفَ أَيُّوبُ؟
١١ لَمْ يَسْتَسْلِمِ ٱلشَّيْطَانُ، بَلْ تَحَدَّى ٱللهَ قَائِلًا: «مَسَّ عَظْمَهُ وَلَحْمَهُ، وَٱنْظُرْ إِنْ كَانَ لَا يَلْعَنُكَ فِي وَجْهِكَ». فَضَرَبَ ٱلشَّيْطَانُ أَيُّوبَ بِمَرَضٍ مُؤْلِمٍ جِدًّا. (ايوب ٢:٥، ٧) رَغْمَ ذٰلِكَ، بَقِيَ أَيُّوبُ وَلِيًّا لِيَهْوَهَ. قَالَ: «حَتَّى أَلْفِظَ آخِرَ أَنْفَاسِي لَا أَنْزِعُ ٱسْتِقَامَتِي عَنِّي!». — ايوب ٢٧:٥.
١٢ كَيْفَ بَرْهَنَ أَيُّوبُ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَاذِبٌ؟
ايوب ٦:٤؛ ١٦:١١-١٤) مَعَ ذٰلِكَ، لَمْ يَتْرُكْ أَيُّوبُ يَهْوَهَ بَلْ بَقِيَ وَلِيًّا لَهُ. وَٱلْآنَ، لَمْ يَعُدْ هُنَاكَ مَجَالٌ لِلشَّكِّ. أَيُّوبُ لَمْ يَكُنْ أَنَانِيًّا، بَلْ كَانَ صَدِيقَ ٱللهِ لِأَنَّهُ يُحِبُّهُ. وَهٰكَذَا ظَهَرَ أَنَّ ٱتِّهَامَاتِ ٱلشَّيْطَانِ كَانَتْ كُلُّهَا كَذِبًا.
١٢ لَمْ يَكُنْ أَيُّوبُ يَعْرِفُ شَيْئًا عَنِ ٱتِّهَامَاتِ ٱلشَّيْطَانِ وَلَا عَنْ سَبَبِ مَصَائِبِهِ. فَقَدْ ظَنَّ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ مَنْ يُسَبِّبُهَا. (١٣ مَاذَا كَانَتْ نَتِيجَةُ وَلَاءِ أَيُّوبَ؟
١٣ صَحِيحٌ أَنَّ أَيُّوبَ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ مَاذَا يَحْصُلُ فِي ٱلسَّمَاءِ، لٰكِنَّهُ بَقِيَ وَلِيًّا لِلهِ وَبَرْهَنَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ شِرِّيرٌ. وَيَهْوَهُ كَافَأَ صَدِيقَهُ عَلَى وَلَائِهِ. — ايوب ٤٢:١٢-١٧.
اَلشَّيْطَانُ يَتَّهِمُكَ أَنْتَ
١٤، ١٥ بِمَاذَا يَتَّهِمُ ٱلشَّيْطَانُ كُلَّ ٱلْبَشَرِ؟
١٤ نَتَعَلَّمُ دُرُوسًا مُهِمَّةً مِمَّا حَصَلَ مَعَ أَيُّوبَ. فَٱلْيَوْمَ، يَتَّهِمُنَا ٱلشَّيْطَانُ بِأَنَّنَا نَخْدُمُ يَهْوَهَ طَمَعًا بِمَا نَنَالُهُ مِنْهُ. فَفِي أَيُّوب ٢:٤، قَالَ ٱلشَّيْطَانُ: «كُلُّ مَا لِلْإِنْسَانِ يُعْطِيهِ لِأَجْلِ نَفْسِهِ». إِذًا، يَتَّهِمُ ٱلشَّيْطَانُ كُلَّ ٱلْبَشَرِ بِأَنَّهُمْ أَنَانِيُّونَ، وَلَيْسَ أَيُّوبَ فَقَطْ. وَبَعْدَ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ مِنْ مَوْتِ أَيُّوبَ، كَانَ ٱلشَّيْطَانُ لَا يَزَالُ يُهِينُ يَهْوَهَ وَيَتَّهِمُ خُدَّامَهُ. مَثَلًا، يَقُولُ يَهْوَهُ فِي ٱلْأَمْثَال ٢٧:١١: «يَا ٱبْنِي، كُنْ حَكِيمًا وَفَرِّحْ قَلْبِي، لِأُجِيبَ مَنْ يُعَيِّرُنِي [أَيْ يُهِينُنِي]».
١٥ أَنْتَ تَقْدِرُ أَنْ تُبَرْهِنَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَاذِبٌ إِذَا قَرَّرْتَ أَنْ تُطِيعَ يَهْوَهَ وَتَكُونَ صَدِيقًا وَلِيًّا لَهُ. رُبَّمَا يَلْزَمُ أَنْ تُغَيِّرَ كَثِيرًا فِي حَيَاتِكَ كَيْ
تَصِيرَ صَدِيقًا لِيَهْوَهَ، وَلٰكِنْ هٰذَا هُوَ أَفْضَلُ قَرَارٍ تَأْخُذُهُ. وَهٰذَا ٱلْقَرَارُ مُهِمٌّ جِدًّا. فَٱلشَّيْطَانُ يَتَّهِمُكَ أَنْتَ بِأَنَّكَ سَتَتْرُكُ ٱللهَ إِذَا وَاجَهْتَ ٱلْمَشَاكِلَ. كَمَا أَنَّهُ يُحَاوِلُ أَنْ يَخْدَعَنَا كَيْ لَا نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِلهِ. كَيْفَ؟١٦ (أ) كَيْفَ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُبْعِدَ ٱلنَّاسَ عَنْ يَهْوَهَ؟ (ب) بِأَيَّةِ طَرِيقَةٍ قَدْ يُحَاوِلُ إِبْلِيسُ أَنْ يُوقِفَكَ أَنْتَ شَخْصِيًّا عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ؟
١٦ يَسْتَخْدِمُ ٱلشَّيْطَانُ طُرُقًا كَثِيرَةً كَيْ يُبْعِدَنَا عَنْ يَهْوَهَ. فَرُبَّمَا يُهَاجِمُنَا مِثْلَ «أَسَدٍ . . . يَطْلُبُ أَنْ يَلْتَهِمَ أَحَدًا». (١ بطرس ٥:٨) فَقَدْ يُحَاوِلُ أَصْدِقَاؤُكَ أَوْ عَائِلَتُكَ أَوْ غَيْرُهُمْ أَنْ يُوقِفُوكَ عَنْ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَفِعْلِ مَا يُرْضِي يَهْوَهَ. فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ، رُبَّمَا تَشْعُرُ أَنَّكَ تَتَعَرَّضُ لِلْهُجُومِ. * (يوحنا ١٥:١٩، ٢٠) كَمَا يُغَيِّرُ ٱلشَّيْطَانُ نَفْسَهُ إِلَى «مَلَاكِ نُورٍ». فَهُوَ يُحَاوِلُ أَنْ يَخْدَعَنَا لِنَقْبَلَ تَعَالِيمَهُ، لَا تَعَالِيمَ ٱللهِ. وَهٰكَذَا نَتَمَرَّدُ عَلَى يَهْوَهَ. (٢ كورنثوس ١١:١٤) إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، يُجَرِّبُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُقْنِعَنَا أَنَّنَا لَا نَسْتَحِقُّ أَنْ نَخْدُمَ يَهْوَهَ. — امثال ٢٤:١٠.
أَطِعْ وَصَايَا يَهْوَهَ
١٧ لِمَاذَا نُطِيعُ يَهْوَهَ؟
١٧ عِنْدَمَا نُطِيعُ يَهْوَهَ، نُبَرْهِنُ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَاذِبٌ. وَمَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نُطِيعَهُ؟ نَحْنُ نُطِيعُ يَهْوَهَ لِأَنَّنَا نُحِبُّهُ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: تثنية ٦:٥) فَكُلَّمَا زَادَتْ مَحَبَّتُنَا لِيَهْوَهَ، زَادَتْ رَغْبَتُنَا أَنْ نَفْعَلَ كُلَّ مَا يَطْلُبُهُ مِنَّا. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا: «هٰذَا مَا تَعْنِيهِ مَحَبَّةُ ٱللهِ، أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ، وَوَصَايَاهُ لَا تُشَكِّلُ عِبْئًا». — ١ يوحنا ٥:٣.
«تُحِبُّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ وَبِكُلِّ قُوَّتِكَ». (١٨، ١٩ (أ) مَا هِيَ بَعْضُ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يَكْرَهُهَا يَهْوَهُ؟ (ب) كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَطْلُبُ مِنَّا شَيْئًا فَوْقَ طَاقَتِنَا؟
١٨ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يَكْرَهُهَا يَهْوَهُ؟ تَجِدُ بَعْضًا مِنْهَا فِي ٱلْإِطَارِ « اِكْرَهْ مَا يَكْرَهُهُ يَهْوَهُ». رُبَّمَا تُفَكِّرُ فِي ٱلْبِدَايَةِ أَنَّ بَعْضَ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ لَيْسَ سَيِّئًا جِدًّا. وَلٰكِنْ عِنْدَمَا تَقْرَأُ ٱلْآيَاتِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَتُفَكِّرُ فِيهَا جَيِّدًا، سَتَعْرِفُ أَنَّ وَصَايَا يَهْوَهَ هِيَ لِخَيْرِكَ. وَرُبَّمَا سَتَجِدُ أَنَّكَ بِحَاجَةٍ أَنْ تُغَيِّرَ أُمُورًا فِي حَيَاتِكَ. صَحِيحٌ أَنَّ ذٰلِكَ صَعْبٌ أَحْيَانًا، لٰكِنَّكَ سَتَشْعُرُ بِٱلْفَرَحِ وَٱلسَّلَامِ عِنْدَمَا تُصْبِحُ صَدِيقًا لِلهِ. (اشعيا ٤٨:١٧، ١٨) وَلٰكِنْ مَاذَا يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّنَا نَقْدِرُ أَنْ نَصْنَعَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ فِي حَيَاتِنَا؟
١٩ لَا يَطْلُبُ مِنَّا يَهْوَهُ أَبَدًا شَيْئًا فَوْقَ طَاقَتِنَا. (تثنية ٣٠:١١-١٤) فَهُوَ صَدِيقٌ حَقِيقِيٌّ، لِذٰلِكَ يَعْرِفُنَا أَكْثَرَ مِمَّا نَعْرِفُ أَنْفُسَنَا. وَيَعْرِفُ أَيْضًا نِقَاطَ قُوَّتِنَا وَضَعَفَاتِنَا. (مزمور ١٠٣:١٤) وَكَلِمَاتُ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ تُشَجِّعُنَا. قَالَ: «اَللهُ أَمِينٌ، وَلَنْ يَدَعَكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ تَحَمُّلَهُ، بَلْ سَيَجْعَلُ أَيْضًا مَعَ ٱلتَّجْرِبَةِ ٱلْمَنْفَذَ [أَيِ ٱلْمَخْرَجَ] لِتَسْتَطِيعُوا ٱحْتِمَالَهَا». (١ كورنثوس ١٠:١٣) وَنَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُعْطِينَا ٱلْقُوَّةَ دَائِمًا كَيْ نَفْعَلَ مَا يُرْضِيهِ. وَهُوَ سَيُعْطِيكَ «ٱلْقُدْرَةَ ٱلَّتِي تَفُوقُ مَا هُوَ عَادِيٌّ» لِتَتَحَمَّلَ ٱلصُّعُوبَاتِ. (٢ كورنثوس ٤:٧) هٰذَا مَا حَصَلَ مَعَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ. لِذٰلِكَ قَالَ: «إِنِّي أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ بِذَاكَ ٱلَّذِي يَمْنَحُنِي ٱلْقُوَّةَ». — فيلبي ٤:١٣.
أَحِبَّ مَا يُحِبُّهُ ٱللهُ
٢٠ أَيُّ صِفَاتٍ يَجِبُ أَنْ تُظْهِرَهَا، وَلِمَاذَا؟
٢٠ كَيْ تَصِيرَ صَدِيقَ يَهْوَهَ، لَا يَكْفِي أَنْ تَتَوَقَّفَ عَنْ فِعْلِ مَا يَكْرَهُهُ. (روما ١٢:٩) فَأَصْدِقَاءُ ٱللهِ يُحِبُّونَ مَا يُحِبُّهُ هُوَ. وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَصِفُهُمْ فِي ٱلْمَزْمُور ١٥:١-٥. (اقرأها.) كَمَا أَنَّ أَصْدِقَاءَ يَهْوَهَ يَتَمَثَّلُونَ بِهِ وَيُظْهِرُونَ «ٱلْمَحَبَّةَ، ٱلْفَرَحَ، ٱلسَّلَامَ، طُولَ ٱلْأَنَاةِ، ٱللُّطْفَ، ٱلصَّلَاحَ، ٱلْإِيمَانَ، ٱلْوَدَاعَةَ، وَضَبْطَ ٱلنَّفْسِ». — غلاطية ٥:٢٢، ٢٣.
٢١ مَاذَا يُسَاعِدُكَ أَنْ تُظْهِرَ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي يُحِبُّهَا ٱللهُ؟
٢١ مَاذَا يُسَاعِدُكَ أَنْ تُظْهِرَ هٰذِهِ ٱلصِّفَاتِ ٱلْجَمِيلَةَ؟ يَلْزَمُ أَنْ تَعْرِفَ مَا يُحِبُّهُ يَهْوَهُ مِنْ خِلَالِ قِرَاءَةِ وَدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱسْتِمْرَارٍ. (اشعيا ٣٠:٢٠، ٢١) فَهٰذَا سَيُقَوِّي مَحَبَّتَكَ لِيَهْوَهَ. وَهٰكَذَا، تَقْوَى رَغْبَتُكَ فِي إِطَاعَتِهِ.
٢٢ مَاذَا سَتَكُونُ ٱلنَّتِيجَةُ إِذَا أَطَعْتَ يَهْوَهَ؟
٢٢ يُشْبِهُ صُنْعُ ٱلتَّغْيِيرَاتِ فِي حَيَاتِكَ خَلْعَ ثِيَابٍ قَدِيمَةٍ وَلُبْسَ ثِيَابٍ جَدِيدَةٍ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُوصِينَا: «اِخْلَعُوا ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ . . . وَٱلْبَسُوا ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ». (كولوسي ٣:٩، ١٠) رُبَّمَا هٰذَا لَيْسَ سَهْلًا عَلَيْكَ. وَلٰكِنْ إِذَا أَطَعْتَ يَهْوَهَ وَصَنَعْتَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱللَّازِمَةَ، يَعِدُكَ أَنْ يُكَافِئَكَ. (مزمور ١٩:١١) فَٱخْتَرْ أَنْ تُطِيعَ يَهْوَهَ وَبَرْهِنْ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَاذِبٌ. وَٱخْدُمْ يَهْوَهَ، لَا لِأَنَّهُ سَيُكَافِئُكَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ، بَلْ لِأَنَّكَ تُحِبُّهُ. وَهٰكَذَا تَكُونُ فِعْلًا صَدِيقًا لَهُ.
^ الفقرة 16 لَا يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَتَحَكَّمُ بِٱلَّذِينَ يُحَاوِلُونَ أَنْ يُوقِفُوكَ عَنْ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. لٰكِنَّ ٱلشَّيْطَانَ هُوَ «إِلٰهُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ»، وَ ‹ٱلْعَالَمُ كُلُّهُ هُوَ تَحْتَ سُلْطَتِهِ›. لِذٰلِكَ لَا نَتَفَاجَأُ عِنْدَمَا يُحَاوِلُ ٱلْبَعْضُ أَنْ يُوقِفُونَا عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ. — ٢ كورنثوس ٤:٤؛ ١ يوحنا ٥:١٩.