فردوس ارضي سيأتي قريبًا
الفصل ١٩
فردوس ارضي سيأتي قريبًا
١، ٢ (أ) ما هي الرغبة البشرية الطبيعية، ولكن اية امور تُعيق تحقيقها؟ (ب) اية احوال تكون مثالية؟
هل توَدّون ان تدوم حياتكم الى ما لا نهاية — حافلة ومُرْضية؟ سيكون جوابكم على الارجح، نعم. فهنالك الكثير من الامور المثيرة للقيام بها، الاماكن الخلَّابة لرؤيتها، والاشياء الجديدة لتعلُّمها.
٢ ومع ذلك، تُعيق تمتُّعنا بالحياة مشاكل يبدو انها بلا حلّ. مثلا، هنالك القِصَر النسبي لمدة حياتنا الحاضرة. ثم ان الحياة كثيرًا ما تكون ممتلئة بالمرض، الحزن، والاضطراب. ولذلك لكي يتمتَّع الناس بالحياة كاملا، بكل ابعادها، تقتضي الحالة المثالية وجود (١) محيط كفردوس، (٢) أمن تام، (٣) عمل ممتع جدًّا، (٤) صحة متألِّقة، و (٥) حياة لا تنتهي.
٣ مَن فقط يمكنه ان يحقِّق احوالا مثالية كهذه؟
٣ ولكن هل هذا طلب يتجاوز الحد؟ انه كذلك، دون شك، من وجهة النظر البشرية. فقد اظهر التاريخ ان البشر، من تلقاء انفسهم، لا يمكنهم ان يحقِّقوا احوالا مثالية كهذه. بيد ان هذه الامور، من وجهة نظر خالقنا، ليست فقط ممكنة بل حتمية! ولماذا؟ لأن مثل هذه الاحوال المرغوب فيها كانت جزءًا من قصد اللّٰه الاصلي لهذه الارض. — مزمور ١٢٧:١؛ متى ١٩:٢٦ .
ردّ الفردوس
٤ ماذا كان قصد اللّٰه الاصلي لهذه الارض؟
٤ كما لاحظنا في الفصول السابقة، لم يكن البشران الاولان تكوين ٢:٨، ترجمة دواي) فكان عليهما ان ‹يعملاه ويحفظاه.› (تكوين ٢:١٥) وفضلا عن ذلك، شمل دورهما على الارض هذا التعيين الاداري البشري: «أَثمروا واكثُروا واملأوا الارض وأَخضِعوها.» (تكوين ١:٢٨) واذ تزداد ذريَّتهما، كانوا سيحظون بمهمَّة توسيع حدود هذه الحديقة الجميلة، محوِّلين الارض كلها الى فردوس. ولكَم من الزمن كان سيدوم؟ يذكر الكتاب المقدس بشكل ثابت ان الارض ستبقى «الى الدهر والأبد.» (مزمور ١٠٤:٥؛ جامعة ١:٤) ولذلك كان القصد ان تخدم الارض الفردوسية بشكل دائم كموطن مُبهِج لبشر كاملين يعيشون هناك الى الأبد. — اشعياء ٤٥:١١، ١٢، ١٨ .
كالحيوانات. وعوضًا عن ذلك، خُلقا بشرًا بكل ما في الكلمة من معنى. وكان موطنهما الأصلي، عدْن، «فردوس سرور.» (٥ لماذا يمكننا ان نثق بأن قصد اللّٰه سيتحقَّق؟
متى ٦:١٠، ٣٣) ويمكننا ان نكون على يقين من ان قصد اللّٰه الاصلي سيتمّ. والخالق الكلِّي القدرة وراءَ ذلك يؤكِّد لنا: «هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي. لا ترجع اليَّ فارغة بل تعمل ما سُرِرتُ به وتنجح في ما ارسلتُها له.» — اشعياء ٥٥:١١ .
٥ ومع ان التمرُّد في عدْن اعاق مؤَقتًا إتمام قصد اللّٰه، فهو لم يغيِّر هذا القصد. لقد هيَّأ اللّٰه الوسيلة لايقاف الضرر وردّ الفردوس. والآليَّة لإنجاز ذلك هي ملكوت اللّٰه، الحكومة السماوية التي جعلها يسوع جزءًا بارزًا من رسالته الى الجنس البشري. (٦، ٧ (أ) كيف نعرف اننا نقترب من ردّ الفردوس؟ (ب) مَن سيُحفظون عبر نهاية نظام الاشياء هذا، ومَن لن يُحفظوا؟
٦ من المشجِّع ان نرى حوادث العالم في ايامنا تتمِّم «علامة» «الأيام الأخيرة.» (متى ٢٤:٣-١٤؛ ٢ تيموثاوس ٣:١-٥) ويدل ذلك ان الوقت الذي «تنجح» فيه «كلمة» اللّٰه انما هو قريب. وهذا النجاح أكيد لأن اللّٰه الكلِّي القدرة سيتدخَّل في شؤون البشر للتحقُّق من إنجاز مقاصده. (ارميا ٢٥:٣١-٣٣) وقريبًا جدًّا، يمكن ان نتوقَّع رؤية اتمام المزمور النبوي الذي يقول: «لأنَّ عاملي الشر يُقطعون والذين ينتظرون (يهوه) هم يرثون الارض. بعد قليل لا يكون الشرير. . . . الصِّديقون يرثون الارض ويسكنونها الى الأبد.» — مزمور ٣٧:٩-١١، ٢٩؛ متى ٥:٥ .
٧ وهكذا فإن الذين يختارون الاستقلال عن الخالق ‹سيُقطعون.› أما الذين «ينتظرون (يهوه)» فسيعبُرون نهاية هذا النظام أحياءً ويشرعون في ردّ الفردوس. وتدريجيًّا سينتشر حتى يشمل الارض بكاملها. ان قدوم هذا الفردوس أكيد الى حدّ ان يسوع بثقة تامَّة استطاع ان يَعِد اللص المعلَّق الى جانبه: «الحق اقول لك اليوم، ستكون معي في الفردوس.» — لوقا ٢٣:٤٣، عج.
تحويل الارض
٨، ٩ اي انعكاس للاحوال سيحدث في ما يتعلق بالارض الحرفية؟
٨ ان وصْف الكتاب المقدس للفردوس مثير حقًّا. فهو يُخبر، مثلا، عن تغيير مدهش في حالة الارض نفسها. وربما تتذكَّرون ان البشرَين الأوَّلَين، عند طردهما من عدْن، أُخبرا بأن الارض ستُنبِت شَوكًا وحسَكًا، وأنه بعَرَق وجههما فقط سيتمكَّنان من إخراج الطعام من الارض. (تكوين ٣:١٧-١٩) ومن ذلك الحين حتى الآن كثيرًا ما كان الامر كفاحًا دائمًا ضد الصحاري المُجتاحة، التُّربة الماحِلة، القَحط، الأعشاب الضارة، الحشرات، أمراض النبات، وإخفاق المحاصيل. وكثيرًا ما ربحت المجاعة المعركة.
٩ غير ان هذه الحالة ستنعكس: «تفرَح البَرِّية اشعياء ٣٥:١، ٦، ٧؛ ٥٥:١٣) ولذلك فان تحقيق قصد اللّٰه يعني انه ستكون للجنس البشري المهمَّة الممتعة جدًّا لتحويل الارض الى بقعة جَمال تجلب البهجة لسكَّانها الى الأبد. ولكنَّ ذلك سيعني اكثر من مجرد جَمال.
والارض اليابسة ويَبتهج القَفر ويُزهِر كالنَّرجِس. . . . لأنه قد انفجرت في البَرِّية مياه وأنهار في القَفر. ويصير السَّراب أجَمًا والمَعطَشة ينابيع ماء.» «عوضًا عن الشَّوك ينبُت سَرْو وعوضًا عن القَرِيس يطلَع آس.» (نهاية للفقر
١٠، ١١ كيف سيزيل يهوه الجوع؟
١٠ ان تحوُّل الصحاري الواسعة والمناطق القاحلة سيعني زيادةً ضخمة في الارض المُنتِجة. وتحت إشراف الخالق، ستنجح جهود الانسان في جعل الارض مثمرة بشكل لم يسبق له مثيل: «(يهوه) يعطي الخير وأرضُنا تعطي غلَّتها.» (مزمور ٨٥:١٢) وهذه ‹الغلَّة› ستجلب «حفنة بُرّ في الارض في رؤوس الجبال.» (مزمور ٧٢:١٦) ولن يتضوَّر ثانيةً ابدًا ملايين الناس جوعًا. — اشعياء ٢٥:٦ .
١١ وأيضًا ستصبح البطالة شيئا من الماضي، اذ تزول الى الأبد. وسيتمتع الجميع بثمار تعبهم: «يغرسون كرومًا ويأكلون أثمارها. . . . لا يغرسون وآخَر يأكل.» (اشعياء ٦٥:٢١، ٢٢) كل ذلك سيجلب نوع الأمن الاقتصادي الموصوف في حزقيال ٣٤:٢٧: «وتعطي شجرة الحقل ثمرتها وتعطي الارض غلَّتها ويكونون آمنين في أرضهم.»
١٢ مَن سيتمتعون بسكن لائق في الفردوس؟
اشعياء ٦٥:٢١-٢٣) وهكذا لن يكون السكن اللائق امتياز مجرد أقلِّية من الأثرياء، بل سيتمتع به جميع الذين يذعنون لحُكم اللّٰه.
١٢ ولكنَّ البشر بالفطرة يرغبون ايضًا في بيت لائق وقطعة ارض لزرع أزهار، أشجار، وبساتين. وهل هو سكن لائق ان يزدحم ملايين الناس في وحدات سكنيَّة لمَبانٍ ضخمة او في أحياء فقيرة مُهمَلة، او ان يعيشوا في الشوارع؟ لا شيء من ذلك سيوجد في الفردوس الآتي، لأن قصد اللّٰه هو: «يبنون بيوتا ويسكنون فيها . . . لا يبنون وآخَر يسكن.» وبرنامج البناء العالمي هذا سينجح كاملا، وسيدوم: «يستعمل مختاريَّ عمل أيديهم. لا يتعبون باطلا.» (لا مَرَض في ما بعد، لا موت في ما بعد
١٣، ١٤ ماذا سيحدث للمرض، العجز، وحتى الموت؟
١٣ تؤكِّد لنا كلمة اللّٰه ايضًا ان الاحوال المُرْضية في الفردوس لن يشوِّهها العَجْز او المَرَض، او يقصِّرها الموت: «لا يقول ساكن انا مرِضْت.» (اشعياء ٣٣:٢٤) «سيمسح اللّٰه كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لان الامور الأُولى قد مضَت.» — رؤيا ٢١:٤ .
اشعياء ٣٥:٥، ٦) فيا له من تحوُّل رائع! وتخيَّلوا ايضًا التوقُّع البديع، من تلك اللحظة فصاعدًا، ان يحيا المرء ما دام اللّٰه حيا — الى الأبد! ولن يُبتلى الجنس البشري بالموت ثانيةً ابدًا، لأن اللّٰه «يبلع الموت الى الأبد.» — اشعياء ٢٥:٨ .
١٤ تصوَّروا عالمًا يُشفى فيه كل مَرَض وعجز! تقول كلمة اللّٰه: «حينئذٍ تتفقَّح عيون العُمي وآذان الصُّمّ تتفتَّح. حينئذٍ يقفُز الأعرج كالأُيَّل ويترنَّم لسان الأخرس.» (١٥ ماذا سيحدث للمُسِنِّين الذين ينجون من نهاية هذا النظام؟
١٥ ولكن ماذا عن اولئك المُسِنِّين الذين ينجون من نهاية هذا النظام؟ هل تكون لهم فقط صحة جيدة في الشيخوخة ويبقون هكذا الى الأبد؟ كلا، لان اللّٰه يملك القدرة، وسيستخدمها ايضًا، ليعكس عمليَّة الشيخوخة. وكما يصف الكتاب المقدس ذلك: «يصير لَحمُه أغَضَّ من لَحم الصَّبي ويعود الى أيام شبابه.» (ايوب ٣٣:٢٥) فالمُسِنُّون سيعودون تدريجيًّا الى الرجولة والأنوثة الكاملتين اللتين تمتَّع بهما آدم وحواء في عدْن. وهذه العمليَّة ستكون احدى نتائج «التجديد» الذي تكلَّم عنه يسوع. — متى ١٩:٢٨ .
سلام عالمي دائم
١٦، ١٧ لماذا لن تعكِّر الحرب او العنف صفاء الفردوس؟
١٦ وهل ستعكِّر الحرب او العنف يومًا ما صفاء الفردوس؟ لن يحدث ذلك «لان المستقيمين يسكنون الارض والكاملين يبقون فيها. أما الاشرار فينقرضون من الارض والغادرون يُستأصَلون منها.» (امثال ٢:٢١، ٢٢) فلا مجال للحرب او العنف عندما لا يكون معكِّرو السلام موجودين في ما بعد.
١٧ ولماذا يُدعى الذين «يبقون،» بعد ان يقرض اللّٰه الاشرار والغادرين، «مستقيمين» و «كاملين»؟ لانهم سبقوا فتعلَّموا مقاييس اللّٰه للحياة السلميَّة وتكيَّفوا وفق هذه المقاييس. ان هذه المعرفة عن اللّٰه، فضلا عن الإذعان لشرائعه، هي مفتاح السلام في الفردوس، لان الكتاب المقدس يصرِّح: «لا يسوؤون ولا يُفسِدون . . . لان الارض تمتلئ من معرفة (يهوه ) كما تغطِّي المياه البحر.» (اشعياء ١١:٩) وقال يسوع ايضًا، «يكون الجميع متعلِّمين من (يهوه)،» وان الذين يقبلون هذا التعليم ويحيون بموجبه تكون لهم «حياة ابدية.» — يوحنا ٦:٤٥-٤٧ .
١٨ مَن يتعلَّمون اليوم من اجل العيش الفردوسي السلمي؟
١٨ والمفرح ان هذا التعليم العالمي الذي يدور حول اللّٰه سيُنتِج عالمًا سلميًّا ومنسجمًا كليًّا خاليًا من الجريمة، التحامل، والكراهية، خاليًا من الانقسامات السياسية والحرب. وقيمة هذا التعليم ظاهرة الآن بوضوح بين الملايين من شهود يهوه حول الارض. فهم يشكِّلون أُخُوَّة عالمية مؤسَّسة على المحبة والاحترام المتبادل. (يوحنا ١٣:٣٤، ٣٥) ان سلامهم ووحدتهم العالميَّين لا ينثلمان. ولا يمكن حتى للاضطهاد او الحروب العالمية ان تجعلهم يحملون السلاح ضد جيرانهم في ايّ مكان من العالم. وبما ان هذا السلام والوحدة العالميَّين يمكن ان يوجدا حتى في العالم المنقسم اليوم، فمن المؤكَّد انه سيكون اسهل بكثير ان يواصلوا هذا النمط تحت حُكم اللّٰه في الفردوس. — متى ٢٦:٥٢؛ ١ يوحنا ٣:١٠-١٢ .
١٩ اي اتمام للنبوة جارٍ الآن سيستمر في الفردوس؟
١٩ ولذلك، حالما يبدأ ردّ الفردوس، سيسود السلام الارض كلَّها. والناجون من حرب اللّٰه الشاملة في هرمجدون سيستمرون في الحفاظ على كلمات النبوة التي يتمِّمونها الآن: «لا ترفع امَّة على امَّة سيفًا ولا يتعلَّمون الحرب في ما بعد.» ولذلك، يمكن للنبوة ان تضيف: «بل يجلسون كل واحد تحت كرمته وتحت تينته ولا يكون مَن يُرعِب.» (ميخا ٤:٣، ٤) ولكَم من الوقت؟ ان الوعد المُطَمئن هو: «للسَّلام لا نهاية.» — اشعياء ٩:٧ .
٢٠ كيف سيتعامل يهوه مع الأُمم ومعدَّاتها الحربية؟
٢٠ صحيح ان الأُمم العسكرية اليوم قد كوَّمت أسلحتها الحربية بصورة لم يسبق لها مثيل. ولكنَّ هذا كله لا يعني شيئًا لمَن خُلِق الكون بقوَّته. فهو يُخبرنا بما سيفعله قريبًا بالأسلحة الحربية للأُمم: «هَلمُّوا انظروا أعمال اللّٰه كيف جعل خِرَبًا في الارض. مُسَكِّن الحروب الى أقصى الارض. يكسِر القوس ويقطع الرُّمح. المَركبات يُحرقها بالنار.» (مزمور ٤٦:٨، ٩) ان سحْق الأُمم وقوَّتها العسكرية سيمهِّد السبيل للسلام الشامل الدائم في الفردوس. — دانيال ٢:٤٤؛ رؤيا ١٩:١١-٢١ .
سلام مع عالَم الحيوان
٢١، ٢٢ اية علاقة ستُرَدّ بين البشر والحيوانات؟
٢١ ولكي يكتمِل السلام الشامل للفردوس، سيكون هنالك ردّ للانسجام الذي وُجِد في عدْن بين البشر والحيوانات. تكوين ١:٢٦-٣١) واليوم، يخاف الانسان من حيوانات عديدة، وفي الوقت نفسه، يشكِّل تهديدًا لها. ولكنَّ الحال ستختلف في الفردوس. ومهما كانت الطريقة التي استخدمها اللّٰه للحفاظ على الانسجام بين الانسان والحيوان في عدْن، فسيفعل ذلك في الفردوس. وهكذا ستصبح سيادة الانسان الحبية على الحيوانات حقيقةً مرَّةً أخرى.
(٢٢ يعلن الخالق بهذا الشأن: «وأقطع لهم عهدًا في ذلك اليوم مع حيوان البَرِّية وطيور السماء ودبَّابات الارض.» (هوشع ٢:١٨) وبأية نتيجة؟ «وأقطع معهم عهد سلام وأَنزِع الوحوش الرديئة من الارض فيسكنون في البَرِّية مُطمَئنِّين وينامون في الوعور.» — حزقيال ٣٤:٢٥ .
٢٣ اي تغيير عميق مقبل ضمن عالَم الحيوان يُنبِئ به اشعياء؟
٢٣ ان السلام الذي سيوجد بين البشر، وبين البشر والحيوانات، سينعكس ايضًا ضمن عالَم الحيوان: «فيسكُن الذئب مع الخروف ويربُض النِّمر مع الجَدْي والعِجل والشِّبل اشعياء ١١:٦-٩ .
والمُسمَّن معًا وصبي صغير يسوقها. والبقرة والدُّبَّة ترعيان. تربُض اولادهما معًا والأسد كالبقر يأكل تِبنًا. ويلعب الرضيع على سَرَب الصِّل ويمُدّ الفطيم يده على جُحر الأُفعُوان. لا يسوؤون ولا يُفسِدون في كل جبل قدسي.» —٢٤ كيف يصف المزمور ٣٧ السلام الذي سيوجد في الفردوس؟
٢٤ ما أجمل الوصف الذي يعطيه الكتاب المقدس للسلام التام الذي سيوجد في الفردوس! فلا عجب ان يقول المزمور ٣٧:١١ عن الحياة في ذلك النظام الجديد: «أما الودعاء فيرثون الارض ويتلذَّذون في كثرة السلامة.»
عودة الأموات
٢٥، ٢٦ (أ) اي وعد تقدِّمه كلمة اللّٰه بخصوص الأموات؟ (ب) لماذا تذكُّر كل الذين ماتوا ليس مشكلة عند الخالق؟
٢٥ ان الفوائد التي ستأتي في الفردوس لن تتدفَّق فقط الى اولئك الناجين من نهاية نظام الاشياء الحاضر هذا. فتحت حُكم ملكوت اللّٰه السماوي سيحدث انتصار مدهش جدًّا — انتصار تام على الموت. فلن يُغلَب الموت الموروث فقط، ولكنَّ الأموات الآن سيعودون الى الحياة ويُمنحون فرصة العيش في الفردوس! تضمن كلمة اللّٰه: «سوف تكون قيامة للأموات الأبرار والأثَمة.» (اعمال ٢٤:١٥) ويا لها من مناسبة مفرحة ان يرجع الأحبَّاء من المدفن، جيلا بعد جيل! — لوقا ٧:١١-١٦؛ ٨:٤٠-٥٦؛ يوحنا ١١:٣٨-٤٥ .
٢٦ قال يسوع: «تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور (التذكارية) صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عمِلوا السيِّآت الى قيامة الدينونة.» (يوحنا ٥:٢٨، ٢٩) نعم، سيُرَدّ الذين في ذاكرة اللّٰه الى الحياة. ولا يجب ان نعتقد ان هذه مهمَّة اصعب من ان ينجزها اللّٰه. تذكَّروا انه خلق مئات بلايين، اجل، تريليونات النجوم. ويقول الكتاب المقدس انه يدعو كلها «بأسماء.» (اشعياء ٤٠:٢٦) ان عدد الناس الذين عاشوا وماتوا هو جزء ضئيل من ذلك. فمن السهل ان تسَعهم ونماذج حياتهم ذاكرة اللّٰه.
٢٧ اية فرصة سيحظى بها الجميع في الفردوس؟
٢٧ سيتعلَّم جميع المُقامين مقاييس اللّٰه البارة في محيط فردوسي. ولن يعيقهم الشر، الألم، او الظُّلم كما كانوا في حياتهم الماضية. واذا قبِلوا حُكم اللّٰه وتكيَّفوا وفق مقاييسه، فسيُحكم بأنهم أهل للحياة المستمرة. (افسس ٤:٢٢-٢٤) ولذلك اذا كان اللص الذي عُلِّق الى جانب يسوع سيبقى في الفردوس، يجب ان يتغيَّر من لص الى مستقيم. أما الذين يتمرَّدون على حُكم اللّٰه البار فلن يُسمح لهم بالبقاء أحياءً ليُفسِدوا سلام الآخرين وفرحهم. وسينالون دينونة مضادَّة. وهكذا، سيحظى كل شخص بفرصة كاملة وعادلة ليُظهِر ما اذا كان يقدِّر حقًّا الحياة في ارض فردوسية حيث ‹يسكن البِر.› — ٢ بطرس ٣:١٣ .
٢٨ وهكذا، ماذا يكمن أمامنا مباشرة؟
٢٨ ومع الناجين من هرمجدون سيتمتع آنذاك الأموات المقامون بحياة لا نهاية لبهجتها. والدماغ البشري الكامل، بإمكانيةٍ ضخمةٍ للمعرفة، سيتمكن من تشرُّب المعلومات الى الأبد. فكِّروا في ما سنتعلَّمه عن الارض وعن الكون المَهيب ببلايين مَجرَّاته! تأمَّلوا في العمل المثير والمانح الاكتفاء الذي سنقوم به في البناء، هندسة المناظر الطبيعية، البَستنة، التعليم، الفنّ، الموسيقى، والحقول الاخرى الكثيرة! ولذلك لن تكون الحياة ممِلَّة او غير مثمرة. وعوضًا عن ذلك، كما يُنبِئ الكتاب المقدس، سيكون كلُّ يوم في الفردوس ‹لذَّة.› (مزمور ٣٧:١١) وهكذا، أمامنا مباشرة بداية عصر جديد مدهش.
[اسئلة الدرس]
[النبذة في الصفحة ٢٣٢]
لا يمكن للبشر ان ينجزوا احوالا مثالية، أما اللّٰه فيمكنه ذلك
[النبذة في الصفحة ٢٣٦]
سيكون هنالك تغيير مدهش في الارض نفسها
[النبذة في الصفحة ٢٤٢]
سحْق الأُمم وقوَّتها العسكرية سيمهِّد السبيل للسلام الشامل
[النبذة في الصفحة ٢٤٤]
«يتلذَّذون في كثرة السلامة»
[النبذة في الصفحة ٢٤٦]
أمامنا مباشرة عصر جديد مدهش
[الصورة في الصفحة ٢٣٣]
مثل هذه الاحوال المثالية تمكِّننا من التمتع بالحياة كاملا
محيط فردوسي
أمن تام
عمل ممتع جدًّا
صحة متألِّقة
حياة لا تنتهي
[الصورة في الصفحة ٢٣٤]
الذين يختارون الاستقلال عن الخالق سيُقطعون
[الصورة في الصفحة ٢٣٥]
«الذين ينتظرون (يهوه)» سينجون
[الصور في الصفحتين ٢٣٦، ٢٣٧]
ستكون للجنس البشري المهمَّة الممتعة لتحويل الارض الى فردوس
[الصورة في الصفحة ٢٣٨]
سيكون هنالك أمن اقتصادي للجميع
[الصورتان في الصفحة ٢٣٩]
لن يشوِّه الفردوسَ العَجْز، المَرَض، او الموت
[الصورة في الصفحة ٢٤٠]
«يصير لَحمُه أغَضَّ من لَحم الصَّبي ويعود الى أيام شبابه.» — ايوب ٣٣:٢٥
[الصورة في الصفحة ٢٤١]
لن تكون هنالك حرب او عنف في الفردوس. كل الأسلحة ستدمَّر. — حزقيال ٣٩:٩، ١٠
[الصورة في الصفحة ٢٤٣]
سيكون هنالك ردّ للانسجام بين البشر والحيوانات
[الصورة في الصفحة ٢٤٥]
الاموات سيعودون الى الحياة ويُمنحون فرصة العيش في الفردوس! تضمن كلمة اللّٰه: «سوف تكون قيامة للأموات الأبرار والأثَمة»