«الناس القِرَدة» — ماذا كانوا؟
الفصل ٧
«الناس القِرَدة» — ماذا كانوا؟
١، ٢ ماذا تؤكد نظرية التطور ان اسلافنا كانوا؟
لسنوات عديدة كانت هنالك تقارير عن العثور على بقايا أُحفورية لبشر اشباه قِرَدة. وتغصّ المطبوعات العلمية برسوم الفنَّانين لمخلوقات كهذه. فهل هذه هي الانتقالات التطورية بين البهيمة والانسان؟ وهل «الناس القِرَدة» هم اسلافنا؟ يزعم علماء التطور انهم اسلافنا. ولذلك كثيرًا ما نقرأ عبارات مثل هذا العنوان لمقالة في مجلة علمية: «كيف اصبح القرد انسانًا.»١
٢ صحيح ان بعض مؤيدي التطور لا يعتقدون ان هؤلاء الأسلاف النظريين للانسان يجب تسميتهم بحق «قِرَدة.» ومع ذلك، فبعض زملائهم ليسوا مدقِّقين الى هذا الحد.٢ يقول ستِيفن جاي ڠولد: «الناس . . . تطوَّروا من اسلاف اشباه قِرَدة.»٣ وصرَّح جورج ڠايلورد سِيمْپسون: «من المؤكد ان كل من رأى السلَف المشترك يدعوه قردًا او سَعدانًا باللغة الشعبية. وبما ان الكلمتين قرد وسَعدان يعرِّفهما الاستعمال الشعبي، فأسلاف الانسان كانوا قِرَدة او سَعادين.»٤
٣ لماذا يُعتبر سجل الاحافير مهمًّا في تقرير نسب الانسان؟
٣ ولماذا سجل الاحافير مهمّ جدًّا في محاولة الدعم بالوثائق لوجود اسلاف للجنس البشري اشباه قِرَدة؟ ذلك لأنه لا يوجد
شيء في عالَم الأحياء اليوم يدعم الفكرة. وكما ظهر في الفصل ٦، هنالك هُوَّة هائلة بين البشر والحيوانات الموجودة اليوم ايًّا كانت، بما فيها فصيلة القِرَدة. ولذلك، بما ان عالَم الأحياء لا يزوِّد حلقة بين الانسان والقرد، فقد كان الرجاء ان يزوِّدها سجل الاحافير.٤ من وجهة نظر التطور، لماذا غياب «الناس القِرَدة» الاحياء غريب جدا؟
٤ من وجهة نظر التطور، ان الهُوَّة الواضحة اليوم بين الانسان والقرد شيء غريب. وترتئي نظرية التطور انه اذ تقدَّمت الحيوانات على سلَّم التطور، صارت اكثر قدرة على البقاء. اذًا، لماذا لا تزال فصيلة القِرَدة «المتخلِّفة» موجودة، دون ايّ شكل من الاشكال المتوسطة المزعومة، التي كان يُفترض ان تكون اكثر تقدُّما في التطور؟ نحن نرى اليوم الشمپانزي والڠورلا والسَّعْلاة orangutan، ولكننا لا نرى «الناس القِرَدة.» فهل يبدو مرجَّحا ان تكون كل «الحلقات» الأحدث، والمزعوم انها اكثر تقدمًا، بين المخلوقات اشباه القِرَدة والانسان الحديث قد انقرضت ما عدا القِرَدة الدنيا؟
كم من الأدلَّة الأُحفورية؟
٥ اي انطباع تتركه الروايات عن الأدلَّة الأُحفورية على التطور البشري؟
٥ من الروايات في المطبوعات العلمية، في معروضات المتاحف وعلى التلفزيون، يبدو انه يجب ان توجد بالتأكيد ادلة وافرة على ان البشر تطوروا من مخلوقات اشباه قِرَدة. فهل الامر هو كذلك حقًّا؟ مثلا، اية ادلة أُحفورية على ذلك كانت هنالك في ايام داروين؟ وهل ادلة كهذه هي التي شجعته على صياغة نظريته؟
٦ (أ) هل كانت النظريات الابكر عن التطور البشري مبنيَّة على الأدلَّة الأُحفورية؟ (ب) لماذا تمكَّن التطور من نيل القبول دون ادلة قوية؟
٦ تخبرنا نشرة العلماء الذريين: «ان النظريات الباكرة للتطور البشري هي حقًّا غريبة جدًّا اذا توقف المرء ليمعن النظر فيها. فقد وصف داڤيد پلْبيم النظريات الباكرة بأنها ‹خالية من الاحافير.› ويعني ذلك انه كانت هنالك نظريات عن التطور البشري يعتقد المرء انها تتطلَّب بعض الأدلَّة الأُحفورية، ولكن في الواقع كان هنالك إما عدد قليل من الاحافير بحيث لم تمارس ايّ تأثير في النظرية، او لم تكن هنالك احافير على الاطلاق. وهكذا، بين اقرب اقارب الانسان المفترَضين والاحافير البشرية الباكرة لم يكن هنالك سوى خيال علماء القرن التاسع عشر.» وهذه المطبوعة العلمية تُظهِر السبب: «اراد الناس ان يعتقدوا بالتطور، التطور البشري، وهذا أثَّر في نتائج عملهم.»٥
٧-٩ كم من الأدلَّة الأُحفورية على التطور البشري هنالك الآن؟
٧ وبعد ما يزيد على قرن من البحث، كم من الأدلَّة الأُحفورية هنالك على «الناس القِرَدة»؟ صرَّح ريتشارد لِيكي: «ان العاملين في هذا الحقل لديهم القليل من الأدلَّة ليؤسِّسوا عليها استنتاجاتهم بحيث يلزمهم تكرارًا ان يغيّروا استنتاجاتهم.»٦ وعلَّقت العالِم الجديد: «اذا حكَمْنا بموجب مقدار الأدلَّة التي تتأسَّس عليها، فان دراسة الانسان الأُحفوري لا تكاد تستحق ان تكون اكثر من مادة فرعية في الپالينتولوجيا [علم الاحافير] او الانثروپولوجيا [علم الانسان]. . . . فالمجموعة ناقصة بصورة مُغيظة، والنماذج عينها كثيرًا ما تكون غير متكاملة وغير حاسمة.»٧
٨ وعلى نحو مماثل، يعترف كتاب الاصول: «اذ نتقدَّم اكثر في طريق التطور نحو البشر يصير السير مشكوكا فيه على نحو واضح، وأيضا بسبب ندرة الأدلَّة الأُحفورية.»٨ وتضيف مجلة العِلم: «ان الدليل العلمي الأوَّلي هو مجموعة زهيدة يُرثَى لها من العظام، منها يجب إنشاء التاريخ التطوّري للانسان. وأحد العلماء بعلم الانسان قارن المهمَّة بتلك التي لاعادة انشاء حبكة رواية الحرب والسِّلم بـ ١٣ صفحة مختارة عشوائيا.»٩
٩ ولكن الى ايّ حدّ ضئيل هو سجل الاحافير الخاص بـ «الناس القِرَدة»؟ لاحظوا ما يلي. نيوزويك: «‹يمكنكم وضع كل الاحافير على سطح مكتب واحد،› قال ألْوين سِيمونز من جامعة ديوك.»١٠ ذا نيويورك تايمز: «البقايا الأُحفورية المعروفة لاسلاف الانسان تسَعها طاولة بليارد. وهذا يشكل قاعدة ركيكة لإمعان النظر منها في ضباب الملايين القليلة الاخيرة من السنين.»١١ ساينس دايجست: «الواقع اللافت للنظر هو ان كل الأدلَّة المادية التي لدينا على التطور البشري يمكن وضعها بعدُ داخل تابوت واحد، ويبقى فيه مكان! . . . والقِرَدة العصرية، مثلا، يبدو انها طلعت من لا مكان. فلا ماضي لها، ولا سجلَّ احافير. والاصل الحقيقي للبشر العصريين — للكائنات المنتصِبة القامة، العُريانة، الصانعة الادوات، الكبيرة الدماغ — هو ايضًا، اذا اردنا ان نكون مخلصين مع انفسنا، مسألة غامضة على نحو معادل.»١٢
١٠ ماذا يُبيِّن الدليل بشأن ظهور اناس الصنف الحديث؟
١٠ ان اناس الصنف الحديث، بالمقدرة على التفكير، التخطيط، الاختراع، البناء على معرفة سابقة واستخدام لغات معقَّدة، يَظهرون فجأةً في سجل الاحافير. وفي كتابه، سوء قياس الانسان، يلاحظ ڠولد: «ليس لدينا دليل على التغيُّر الأحيائي في حجم الدماغ او بِنيته منذ ظهور الانسان العاقل Homo sapiens في سجل الاحافير قبل نحو خمسين ألف سنة.»١٣ وهكذا، يسأل كتاب الكون في الداخل: «ماذا جعل التطور . . . يُنتج، كأنَّما بين عشِيَّة وضحاها، جنسًا بشريًّا حديثًا بدماغه الاستثنائي الفريد؟»١٤ ان التطور عاجز عن الاجابة. ولكن هل يمكن ان يكمُن الجواب في خَلق مخلوق مختلف ومعقَّد جدًّا؟
اين هي الـ «حلقات»؟
١١ ما هي «القاعدة» في سجل الاحافير على نحو معترف به؟
١١ ولكن، ألم يعثر العلماء على «الحلقات» الضرورية بين الحيوانات اشباه القِرَدة والانسان؟ ليس بحسب الأدلَّة. وتتحدث ساينس دايجست عن «الافتقار الى حلقة مفقودة تفسِّر الظهور المفاجئ نسبيًّا للانسان الحديث.»١٥ ولاحظت نيوزويك: «الحلقة المفقودة بين الانسان والقِرَدة . . . انما هي الأزهى في كامل السلسلة الهرميَّة للمخلوقات الوهمية. والحلقات المفقودة هي القاعدة في سجل الاحافير.»١٦
١٢ ماذا انتج الافتقارُ الى حلقات؟
١٢ ولسبب عدم وجود حلقات، لزِم اختلاق «المخلوقات الوهمية» من ادنى الأدلَّة وتقديمها كما لو انها وُجدت فعلا. وهذا يشرح لماذا يمكن ان يحدث التضارب التالي، كما تخبر مجلة علمية: «تطوَّر البشر من اسلافهم اشباه القِرَدة في خطوات تدريجية وليس، كما يزعم بعض العلماء، في قفزات فجائية من شكل الى آخر. . . . إلا ان غيرهم من العلماء بالانثروپولوجيا [علم الانسان]، مع استعمالهم المعلومات نفسها من حيث الجوهر، قيل انهم وصلوا الى استنتاج معاكس تمامًا.»١٧
١٣ ماذا نتج من العجز عن العثور على «الحلقات المفقودة»؟
١٣ وهكذا، يمكننا ان نفهم بشكل افضل ملاحظة الخبير المحترم بعلم التشريح، صولي زوكَرْمان، الذي كتب في مجلة الكلِّية الملَكية لجرَّاحي أدنبره: «ان البحث عن ‹الحلقة المفقودة› المشهورة في تطور الانسان، تلك الكأس المقدسة لطائفة لا تفنَى من علماء التشريح والاحياء، يسمح بازدهار التخمين والاساطير بالسرور عينه اليوم كما قبل ٥٠ سنة واكثر.»١٨ ولاحَظ انه كثيرًا ما جرى تجاهل الوقائع، وعوضا عن ذلك، تأييد ما هو شائع حاليًّا بالرغم من الدليل المعاكس.
«شجرة نسَب» الانسان
١٤، ١٥ ماذا فعل الدليل بـ «شجرة نسَب» البشر التطورية؟
١٤ ونتيجةً لذلك فان «شجرة النسَب» التي كثيرا ما تُرسم عن التطور المزعوم للانسان من الحيوانات الدنيا تتغيَّر باستمرار. على سبيل المثال، صرَّح ريتشارد لِيكي ان اكتشافًا أُحفوريًّا أحدث «يُنزل الخراب بالفكرة ان كل الاحافير الباكرة يمكن ترتيبها بتسلسل منظَّم من التغيُّر التطوري.»١٩ وأعلن تقرير صحفي عن هذا الاكتشاف: «كل كتاب عن الانثروپولوجيا، كل مقالة عن تطور الانسان، كل رسم لشجرة نسَب الانسان سيلزم نبذها. فهي خاطئة بوضوح.»٢٠
١٥ ان شجرة النسَب النظرية للتطور البشري مشوَّشة بالفضلات المنبوذة «للحلقات» التي كانت مقبولة سابقًا. ولاحظت افتتاحية في ذا نيويورك تايمز ان العلم التطوري «يشمل مجالا واسعًا للظنون بحيث ان النظريات عن كيفية نشوء الانسان تميل الى الاخبار عن مؤلفها اكثر مما عن موضوعها. . . . فالذي يكتشف جمجمة جديدة يبدو في اغلب الاحيان انه يُعيد رسم شجرة نسَب الانسان، واضعا اكتشافه في الخط المركزي الذي يؤدي الى الانسان وجماجم كل الآخرين في الخطوط الجانبية المؤدية الى لا مكان.»٢١
١٦ لماذا حذف عالِمان شجرة نسَب التطور من كتابهما؟
١٦ وفي مراجعة لكتاب اساطير التطور البشري من تأليف مؤيِّدَي التطور نايْلز ألدْريدْج وإيان تاتِرْصول، لاحظت مجلة ديسْكَڤَر ان المؤلِّفَين حذفا ايّ شجرة نسَب تطورية. ولماذا؟ بعدما اشارت الى ان «الحلقات التي تشكِّل اسلاف النوع البشري لا يمكن إلا تخمينها،» ذكرت هذه المطبوعة: «يُصِرّ ألدْريدْج وتاتِرْصول على ان الانسان يبحث عن اسلافه عبثًا. . . . لو كان الدليل موجودا، يؤكِّدان، ‹لكان بامكان المرء ان يتوقَّع بثقة، مع اكتشاف المزيد من الاحافير لفصيلة الانسانيات hominid، ان تصير قصة التطور البشري اوضح. غير ان العكس قد حدث، ايًّا كان ذلك.›»
١٧، ١٨ (أ) كيف يمكن ان «يُعثر» على ما يَعتبر بعض مؤيدي التطور انه «ضاع»؟ (ب) كيف يؤكِّد سجل الاحافير ذلك؟
١٧ واختتمت ديسْكَڤَر: «ان النوع البشري، وجميع الانواع، ستبقى يتَامَى نوعًا ما، اذ ضاعت هوية اجدادها في العصور الغابرة.»٢٢ ربما «ضاعت» من وجهة نظر النظرية التطورية. ولكن ألم «يعثر» سفر التكوين البديل على اجدادنا كما هم عليه حقًّا في سجل الاحافير — بشر بكل ما في الكلمة من معنى، مثلنا تمامًا؟
١٨ يكشف سجل الاحافير عن اصل مختلف ومتميز للقِرَدة وللبشر. ولهذا السبب فان الأدلَّة الأُحفورية على الحلقة بين الانسان والحيوانات اشباه القِرَدة غير موجودة. فالحلقات في الواقع لم تكن هنالك قط.
كيف كانوا يبدون؟
١٩، ٢٠ علامَ تتأسَّس رسوم «الناس القِرَدة»؟
١٩ ولكن، ان لم يكن اسلاف الانسان اشباه قِرَدة، فلماذا تفيض المطبوعات العلمية والمتاحف حول العالم بالكثير جدا من الصور والنسخ المطابقة لـ «الناس القِرَدة»؟ علامَ تتأسَّس هذه؟ يجيب كتاب بيولوجية العروق: «اللحم والشعر على مِثل هذه التركيبات من جديد لا بد ان يُملأا باللجوء الى الخيال.» ويضيف قائلًا: «لون الجلد؛ لون الشعر وشكله وتوزيعه؛ شكل الملامح؛ وقَسَمات الوجه — من هذه الصفات لا نعرف شيئًا البتة عن ايّ من اناس ما قبل التاريخ.»٢٣
٢٠ وعلَّقت ساينس دايجست ايضًا: «ان الغالبية الساحقة لمفاهيم الفنانين مؤسَّسة على الخيال اكثر مما هو على الدليل. . . . فيجب على الفنَّانين ان يبتدعوا شيئًا بين القرد والكائن البشري؛ وكلَّما قيل ان النموذج اقدم، قرَّبوه اكثر الى شكل قرد.»٢٤ واعترف الباحث عن الاحافير، دونالد جوهانسون: «لا احد يمكن ان يتيقَّن كيف كان يبدو ايّ فرد منقرض من فصيلة الانسانيات.»٢٥
٢١ ما هي، في الحقيقة، تصاوير «الناس القِرَدة»؟
٢١ حقًّا، اخبرت العالِم الجديد انه لا يوجد «دليل كاف من المواد
الأُحفورية لاخراج نظريَّاتنا من عالَم الأوهام.»٢٦ ولذلك فإن تصاوير «الناس القِرَدة،» كما اعتَرف احد مؤيدي التطور، «تخيُّل بَحْت من اغلب الوجوه . . . اختلاق محض.»٢٧ وهكذا، علَّق أيْڤار ليسْنر في الانسان، اللّٰه والسحر: «تماما كما نتعلم ببطء ان الناس البدائيين ليسوا بالضرورة همجيين، كذلك يجب ان نتعلم ان ندرك ان الناس الأوَّلين في العصر الجليدي لم يكونوا بهائم غير عاقلة ولا نِصف قِرَدة ولا معتلي العقل. ومن هنا الغباوة التي لا توصف لكل المحاولات لاعادة تركيب انسان نيانْدِرْتال او حتى انسان پِكين.»٢٨٢٢ كيف انخدع كثيرون من مؤيِّدي التطور؟
٢٢ ورغبةً منهم في العثور على دليل على «الناس القِرَدة،» انخدع بعض العلماء بالخداع التام، مثلا، انسان پِلتْداون في السنة ١٩١٢ . فلنحو ٤٠ سنة قبلته كشيء اصيل غالبية جماعة مؤيدي التطور. وأخيرًا، في سنة ١٩٥٣، كُشِفت الخديعة عندما اظهرت الاساليب التقنية الحديثة ان عظام انسان وقرد جُمِعت معا وعُتِّقَت اصطناعيًّا. وفي حالة اخرى، أُعِدَّت «حلقة مفقودة» شبيهة بقرد وعُرضت في الصحافة. ولكن اعتُرف لاحقًا بأن «الدليل» تألف من سِنّ واحدة فقط لشكل منقرض من الخنازير.٢٩
ماذا كانت؟
٢٣ ماذا كانت، في الحقيقة، بعض الاحافير التي زُعم انها اسلاف الانسان؟
٢٣ اذا كانت التركيبات من جديد لـ «الانسان القرد» غير صحيحة، فماذا كانت تلك المخلوقات القديمة التي عُثر على عظامها الأُحفورية؟ احد هذه الثدييَّات الابكر التي يُزعم انها في سلالة primate شبه جرذ.»٣١ ولكن، هل هنالك دليل متين على ان هذه الحيوانات الصغيرة كانت اسلاف البشر؟ كلا، ولكن مجرد تخمين مؤسَّس على الرغبة. ولم تربطها قط مراحل انتقالية إلا بما كانت عليه: ثدييَّات صغيرة تشبه القوارض.
الانسان هو حيوان صغير يشبه القوارض، قيل انه عاش قبل حوالي ٧٠ مليون سنة. وفي كتابهما لوسي: بدايات الجنس البشري، كتب دونالد جوهانسون ومايتْلاند إيدي: «كانت من رباعيات الارجل الآكلة الحشرات بحجم السناجيب وشكلها تقريبا.»٣٠ وريتشارد لِيكي سمَّى الثَّدْييّ «حيوانًا رئيسيا٢٤ اية مشاكل تنشأ في محاولة الإثبات ان قرد مصر سلَف للبشر؟
٢٤ ثم تتْبع على القائمة المقبولة عمومًا، مع فجوة معترَف بها من حوالي ٤٠ مليون سنة، احافير عُثر عليها في مصر وسمِّيت Aegyptopithecus — قرد مصر. ويقال ان هذا المخلوق عاش قبل نحو ٣٠ مليون سنة. وعرضت المجلات والصحف والكتب صوَرًا لهذا المخلوق الصغير بعناوين مثل: «مخلوق يشبه السَّعدان كان سلفًا لنا.» (تايم)٣٢ «حيوان يشبه السَّعدان من الرئيسيات الافريقية يُدعَى سلفًا مشترَكا للانسان والقِرَدة.» (ذا نيويورك تايمز)٣٣ «الـ Aegyptopithecus هو سلَف مشترك لنا وللقِرَدة الحيَّة.» (الاصول)٣٤ ولكن، اين هي الحلقات بينه وبين القارض الذي قبله؟ وأين هي الحلقات التي تربطه بما تبعه في السلسلة التطورية؟ لم يُعثر على ايّ منها.
قيام وسقوط «الناس القِرَدة»
٢٥، ٢٦ (أ) ماذا زُعِم بشأن قرد راما؟ (ب) على اي دليل أُحفوري أُعيد تركيبه لكي يَظهر ك «انسان قرد»؟
٢٥ بعد فجوة هائلة اخرى معترَف بها في سجل الاحافير، عُرض مخلوق أُحفوري آخر كأول قرد شبيه بالانسان. وقيل انه عاش قبل حوالي ١٤ مليون سنة، ودُعِي Ramapithecus — قرد راما (كان راما احد الأُمراء الأُسطوريين للهند). وقد وُجدت احافيره في الهند منذ نحو نصف قرن. ورُكِّب من هذه الاحافير مخلوق شبه قرد، منتصِب، على طرَفين. وعنه ذكر الاصول: «بقدر ما يمكن للمرء ان يقول في هذه المرحلة، انه اوَّل ممثل للأُسرة البشرية.»٣٥
٢٦ وماذا كانت الأدلَّة الأُحفورية على هذا الاستنتاج؟ لاحظت المطبوعة نفسها: «ان الدليل في ما يتعلق بـ قرد راما ضخم — مع انه، بعبارات قاطعة، يبقى صغيرًا بصورة مُحبِطة: كِسَر من فك عُلوي وفك سُفلي، مع مجموعة من الاسنان.»٣٦ فهل تعتقدون ان ذلك كان ‹دليلا› ‹ضخما› على نحو كاف لإعادة تركيب «انسان قرد» منتصِب يكون سلفًا للبشر؟ ومع ذلك، رسم الفنانون هذا المخلوق الافتراضي في مُعظمه ك «انسان قرد،» وغمرت صوره المطبوعات التطورية — كل ذلك على اساس كِسَر فَكَّين وأسنان! وبالرغم من ذلك، كما اخبرت ذا نيويورك تايمز، فإن قرد راما طوال عقود «جلس بأمان تام في اساس شجرة التطور البشرية.»٣٧
٢٧ ماذا اثبتته الأدلَّة اللاحقة بشأن قرد راما؟
٢٧ ولكن لم تعد هذه هي الحال. فالاكتشافات الأُحفورية الحديثة والأكمل اظهرت ان قرد راما يُشبه كثيرًا فصيلة القِرَدة للوقت الحاضر. ولذلك تصرِّح الآن العالِم الجديد: «لا يمكن ان يكون قرد راما العضو الاوَّل في السلسلة البشرية.»٣٨ ومثل هذه المعلومات الجديدة اثارت السؤال التالي في مجلة التاريخ الطبيعي: «كيف تسرَّب قرد راما، . . . المعاد تركيبه من اسنان وفَكَّين فقط — دون
حوض، عظام اطراف، او جمجمة معروفة — الى هذا الموكب المتقدم نحو الانسان؟»٣٩ من الواضح ان مقدارا كبيرا من التفكير المؤسَّس على الرغبة ساهم دون شك في مثل هذا الجهد لجعل الدليل يقول ما لا يقوله.٢٨، ٢٩ ماذا زُعِم بخصوص القرد الجنوبي؟
٢٨ وتكمن فجوة ضخمة اخرى بين ذلك المخلوق والذي يليه المُدرَج ك «انسان قرد» سلَف. وهذا يُسمَّى Australopithecus — القرد الجنوبي. لقد عُثر اولا على احافير له في افريقيا الجنوبية في عشرينات الـ ١٩٠٠ . وكان له قِحْف دماغ صغير شبيه بذاك الذي لقرد وعَظم فَكّ ثقيل، وصُوِّر ماشيًا على طرَفين، مُنحنِيًا، شعرانيا وشكله كالقرد. وقيل انه عاش ابتداءً من نحو ثلاثة او اربعة ملايين سنة. ومع الوقت، صار مقبولا عند جميع مؤيدي التطور تقريبًا كسلَف للانسان.
٢٩ على سبيل المثال، لاحظ كتاب العقد الاجتماعي: «يوافق الآن جميع الباحثين المقتدرين في هذا الميدان، باستثناء واحد او اثنين، على ان القِرَدة الجنوبية . . . هي حقًّا اسلاف الانسان.»٤٠ وصرَّحت ذا نيويورك تايمز: «القرد الجنوبي . . . هو الذي تطوَّر اخيرا الى الانسان العاقل Homo sapiens ، او الانسان الحديث.»٤١ وفي الانسان، الزمن، والاحافير قالت رُوث مُور: «بحسب كل الأدلَّة، التقى البشر اخيرًا اسلافهم الأوَّلين المجهولين لزمان طويل.» وصرَّحت بتشديد: «كان الدليل غامرًا . . . لقد عُثر اخيرًا على الحلقة المفقودة.»٤٢
٣٠، ٣١ ماذا تظهر الأدلَّة اللاحقة بشأن القرد الجنوبي؟
٣٠ ولكن عندما يكون الدليل على ايّ شيء في الواقع ركيكًا او غير موجود، او مبنيًّا على خداع تام، فعاجلا او آجلا يؤول الادعاء الى لا شيء. وقد تَبرهن ان هذه هي الحال مع العديد من الامثلة الماضية لِـ «الناس القِرَدة» المزعومين.
٣١ وكذلك ايضًا مع القرد الجنوبي. فقد كشَف المزيد من البحث ان جمجمته «تختلف عن تلك التي للبشر بطرائق اكثر من
سعة دماغها الاصغر.»٤٣ كتب زوكَرْمان عالم التشريح: «عند مقارنتها بجماجم البشر والقِرَدة، تكون جمجمة القرد الجنوبي بصورة غامرة قِرْدية — لا بشرية. والاقتراح المعاكس يمكن ان يعادل التأكيد ان الأسْود هو ابيض.»٤٤ وقال ايضًا: «لا تترك اكتشافاتنا مجالا للشك في ان . . . القرد الجنوبي يشبه لا الانسان العاقل بل السَّعادين والقِرَدة الحيَّة.»٤٥ وقال دونالد جوهانسون ايضًا: «القِرَدة الجنوبية . . . لم تكن بشرًا.»٤٦ وعلى نحو مماثل، فان ريتشارد لِيكي دعاه شيئا «غير محتمَل ان يكون اسلافنا المباشرون ذرِّية تطورية للقِرَدة الجنوبية.»٤٧٣٢ لو كانت مخلوقات كهذه لا تزال حيَّة اليوم، كيف كان يُنظر اليها؟
٣٢ لو وُجدت اليوم اية قِرَدة جنوبية حيَّة، لوُضعت في حدائق الحيوانات مع غيرها من القِرَدة. ولما سمّاها احدٌ «اناسا قِرَدة.» ويصحّ الامر نفسه في غيرها من «اولاد العَمّ» الأُحفورية التي تُشبهها، مثل نوع اصغر من القِرَدة الجنوبية يُدعَى «لوسي.» وعنه يقول روبرت جاسترو: «هذا الدماغ لم يكن كبيرًا بالحجم المطلق؛ لقد كان ثُلث حجم الدماغ البشري.»٤٨ فمن الواضح انه كان ايضا مجرد «قرد.» وفي الواقع، قالت العالِم الجديد انه كانت لـ «لوسي» جمجمة «شبيهة جدًّا بتلك التي للشمپانزي.»٤٩
٣٣ اي نوع من الاحافير يُحتمل او لا يُحتمل ان يكون انسانا؟
Homo erectus — الانسان المنتصِب. ويندرج حجم وشكل دماغه في الطبقة الدنيا من ذاك الذي للانسان الحديث. وأيضا لاحظت دائرة المعارف البريطانية ان «عظام الاطراف التي اكتُشفت حتى الآن لا يمكن تمييزها من تلك التي لـ الانسان العاقل.»٥٠ غير انه ليس واضحا ان كان انسانًا ام لا. واذا كان الامر كذلك، فحينئذ يكون مجرد فرع تَلاشَى من العائلة البشرية.
٣٣ ويُدعى نوعٌ آخر من الاحافيرالعائلة البشرية
٣٤ كيف تغيَّرت الافكار عن انسان نيانْدِرْتال؟
٣٤ كان انسان نيانْدِرْتال (المسمَّى باسم اقليم نياندر في المانيا حيث عُثر على اول أُحفورة) بشرًا دون شك. وفي بادئ الامر صُوِّر مُنحنِيًا، غبيّ المظهر، شعرانيا ويشبه القرد. أما الآن فالمعروف هو ان اعادة التركيب الخاطئة هذه كانت مؤسَّسة على هيكل عظمي أُحفوري شوَّهه المرض كثيرًا جدًّا. ومنذ ذلك الحين عُثر على احافير نيانْدِرْتالية عديدة تؤكد انه لم يكن يختلف كثيرًا عن البشر العصريين. وفي كتابه الجليد، صرَّح فرِد هُويْل: «لا يوجد دليل على ان انسان نيانْدِرْتال كان بأيّ شكل اكثر تخلُّفا منا.»٥١ ونتيجة لذلك اتَّخذت الرسوم الاخيرة لاناس نيانْدِرْتال مظهرًا اكثر حداثة.
٣٥ ماذا كانت انواع كرُومَنْيون؟
٣٥ والنوع الآخر من الاحافير الذي يَرِد تكرارا في المطبوعات العلمية هو انسان كرُومَنْيون. لقد سُمِّي على اسم مكان في جنوبي فرنسا حيث أُخرِجت عظامه من الارض لاول مرة. وهذه النماذج، قال كتاب لوسي، «كان تمييزها غير ممكن فعليا من تلك التي لايامنا بحيث اضطُرَّ حتى الذين هم اكثر تشككًا الى الاعتراف بأنها بشر.»٥٢
٣٦ ما هي الوقائع بشأن الاحافير الشبيهة بالقرد للماضي، والاحافير الشبيهة بالبشر؟
٣٦ وهكذا، فالدليل واضح على ان الاعتقاد بـ «الناس القِرَدة» لا اساس له. وعوضًا عن ذلك، يتَّصف البشر بكل الخصائص الدالَّة على انهم خُلقوا — منفصلين ومتميزين عن ايّ حيوان. والبشر
يتوالدون حسب جنسهم فقط. وهم يفعلون ذلك اليوم وقد فعلوا ذلك دائما في الماضي. وأية مخلوقات اشباه قِرَدة عاشت في الماضي كانت فقط هكذا — قِرَدة، او سَعادين — لا بشرًا. أما احافير البشر القدماء التي تختلف قليلا عن البشر اليوم فتبيِّن مجرد التنوُّع داخل العائلة البشرية، تمامًا كما توجد عندنا اليوم تنوُّعات عديدة تعيش جنبًا الى جنب. فهنالك بشر تبلغ قامتهم سبع اقدام وهنالك اقزام بحجوم وأشكال متفاوتة للهياكل العظمية. ولكنهم جميعا ينتمون الى «الجنس» البشري نفسه، لا الى «جنس» الحيوان.ماذا عن التواريخ؟
٣٧ يدل جدول تواريخ الكتاب المقدس ان البشر هم على الارض منذ كم من الوقت؟
٣٧ يدل جدول تواريخ الكتاب المقدس ان فترةً من نحو ٠٠٠,٦ سنة مرَّت منذ خلْق البشر. فلماذا يقرأ المرء مرارًا عن فترات زمنية أطول بكثير منذ ظهرت انواع بشرية معترَف بها من الاحافير؟
٣٨ هل تبرهن التواريخ المحدَّدة بواسطة الاضمحلال الإشعاعي والمتعارضة مع جدول تواريخ الكتاب المقدس ان الكتاب المقدس على خطإ؟
٣٨ قبل الاستنتاج ان جدول تواريخ الكتاب المقدس على خطإ، خذوا بعين الاعتبار ان اساليب التأريخ الاشعاعي انتقدها بعض العلماء انتقادًا حادًّا. وقد اخبرت صحيفة علمية عن دراسات تُظهر ان «التواريخ المحدَّدة بواسطة الاضمحلال الإشعاعي يمكن ان تكون بعيدة — ليس فقط بسنوات قليلة، بل بعشرات الاضعاف.» وقالت: «ان الانسان، بدلا من ان يكون قد مشى على الارض طوال ٦,٣ ملايين سنة، ربما كان هنا طوال آلاف قليلة فقط.»٥٣
٣٩ هل يُعتمَد دائمًا على «ساعة» الكربون المُشِعّ؟
٣٩ مثلا، «ساعة» الكربون المُشِعّ. ان هذا الاسلوب للتأريخ بالكربون المُشِعّ طوَّره على مَرّ عقدين من الزمن علماء من كل انحاء العالم. وقد رُحِّب به على نحو واسع لتأريخه الدقيق للمصنوعات اليدوية من تاريخ الانسان القديم. ولكن بعد ذلك عُقد مؤتمر لخبراء العالم، بمن فيهم علماء في الكيمياء الإشعاعية والآثار وطبقات الارض، في أوپْسالا، السويد، من اجل مقارنة ما وصلوا ,٢ قم او قبل ذلك.٥٤
اليه. فأظهر تقرير مؤتمرهم ان الافتراضات الاساسية التي قامت عليها القياسات وُجدت غير جديرة بالثقة بدرجات متفاوتة. مثلا، وجد ان نسبة تكوين الكربون المُشِعّ في الجَوّ لم تكن ثابتة في الماضي وأن هذا الاسلوب لا يُعتمَد عليه في تأريخ الاشياء من حوالي السنة ٠٠٠٤٠ كيف تدعم السجلات التاريخية جدول تواريخ الكتاب المقدس في ما يتعلق بعمر العرق البشري؟
٤٠ تذكَّروا ان الدليل الموثوق به حقًّا على نشاط الانسان على الارض معطى، لا بملايين السنين، بل بالآلاف. مثلا، نقرأ في مصير الارض: «منذ ستة او سبعة آلاف سنة فقط . . . نشأت الحضارة، ممكِّنة ايانا من بناء عالم بشري.»٥٥ ويُصرِّح آخر مليوني سنة: «في ,١٠ و ٠٠٠,٥ قم.» ويقول ايضا: «لم يَترك الانسان سجلات خطِّية إلا عن السنوات الـ ٠٠٠,٥ الاخيرة.»٥٦ وواقع ان سجل الاحافير يبيِّن ظهور الانسان الحديث فجأةً على الارض، وأن السجلات التاريخية الموثوق بها حديثة على نحو معترَف به، انما ينسجم مع جدول تواريخ الكتاب المقدس لحياة البشر على الارض.
العالم القديم، اتُّخذت غالبية الخطوات الحاسمة في الثورة الزراعية بين ٠٠٠٤١ ماذا قال احد الروَّاد في ميدان التأريخ بالكربون المُشِعّ عن تواريخ «ما قبل التاريخ»؟
٤١ من هذا القبيل، لاحظوا ما قاله الحائز جائزة نوبل الفيزيائي النووي و. ف. ليبّي، احد الروَّاد في التأريخ بالكربون المُشِعّ، في مجلة العِلم: «تألَّف البحث في تطوير اساليب التأريخ من مرحلتين — تأريخ عيِّنات من الحقبتين التاريخية وما قبل التاريخية على التوالي. آرنولْد (احد الزملاء) وأنا أُصِبنا بأول صدمة عندما أعلَمَنا مشيرونا بأن التاريخ امتد رجوعا طوال ٠٠٠,٥ سنة فقط. . . . تقرأون تصريحات بمعنى ان هذا او ذاك المجتمع او الموقع الأثري عمره ٠٠٠,٢٠ سنة. ولكننا تعلَّمنا على نحو غير متوقَّع ان هذه الارقام، هذه العصور القديمة، غير معروفة بدقة.»٥٧
٤٢ ماذا علَّق مؤلِّف انكليزي على الفرق بين الروايات التطورية ورواية سفر التكوين؟
٤٢ عند مراجعته كتابًا عن التطور، علَّق المؤلِّف الانكليزي مالْكوم ماڠَرِدج على انعدام الدليل على التطور. فلاحظ ان التخمينات الهَوجاء ازدهرت بالرغم من ذلك. ثم قال: «بالمقارنة، تبدو رواية سفر التكوين رصينة كفايةً وتستحق على الاقل ان تكون مرتبطة بشكل صحيح بما نعرفه عن الكائنات البشرية وتصرفها.» وقال ان الادعاءات التي لا اساس لها عن ملايين السنين لتطوُّر الانسان «والقفزات الهَوجاء من جمجمة الى جمجمة، لا يمكن إلا ان تترك في الشخص الذي لم يعلق بالأُسطورة [التطورية] الانطباع بأنها خيال بحت.» واختتم ماڠَرِدج قائلا: «بالتأكيد، ستتعجَّب ذُرِّيتنا، وأمَلي انها ستتسلَّى كثيرا جدًّا، من أنَّ مثل هذه النظريات غير المتقَنة وغير المقنِعة استأسرت بسهولة بالغة دون شك عقول القرن العشرين، وطُبِّقت بشكل واسع ومتهوِّر جدًّا.»٥٨
[اسئلة الدرس]
[النبذة في الصفحة ٨٤]
لماذا بقيت القِرَدة والسَّعادين «المتخلِّفة،» دون «انسان قرد» «متفوِّق» واحد؟
[النبذة في الصفحة ٨٥]
النظريات الباكرة للتطور البشري كانت «خيال علماء القرن التاسع عشر»
[النبذة في الصفحة ٨٥]
«ان الدليل العلمي الأوَّلي هو مجموعة زهيدة يُرثَى لها من العظام»
[النبذة في الصفحة ٨٧]
«ان البحث عن ‹الحلقة المفقودة› المشهورة . . . يسمح بازدهار التخمين والاساطير»
[النبذة في الصفحة ٨٨]
«كل رسم لشجرة نسَب الانسان سيلزم نبذه»
[النبذة في الصفحة ٩٠]
لا يوجد «دليل كاف من المواد الأُحفورية لاخراج نظريَّاتنا من عالَم الأوهام»
[النبذة في الصفحة ٩٣]
«لا يمكن ان يكون قرد راما العضو الاوَّل في السلسلة البشرية»
[النبذة في الصفحة ٩٥]
«لا يوجد دليل على ان انسان نيانْدِرْتال كان بأيّ شكل اكثر تخلُّفا منا»
[النبذة في الصفحة ٩٨]
«بالتأكيد، ستتعجَّب ذُرِّيتنا . . . من أنَّ مثل هذه النظريات غير المتقَنة وغير المقنِعة استأسرت بسهولة بالغة دون شك عقول القرن العشرين»
[الاطار/الصور في الصفحة ٩٤]
قُبِل القرد الجنوبي مرةً كسلَف بشري، «الحلقة المفقودة.» أما الآن فيوافق بعض العلماء على ان جمجمته كانت «بصورة غامرة قِرْدية — لا بشرية»
[الصور]
جمجمة قرد جنوبي
جمجمة شمپانزي
جمجمة بشرية
[الصورة في الصفحة ٨٤]
بما ان عالَم الأحياء لا يزوِّد اية حلقة بين الانسان والبهيمة، فقد رجا مؤيدو التطور ان تزوِّدها الاحافير
[الصورة في الصفحة ٨٦]
يعترف احد مؤيدي التطور: «ليس لدينا دليل على التغيُّر الأحيائي في حجم الدماغ او بِنيته منذ ظهور الانسان العاقل في سجل الاحافير»
[الصورة في الصفحة ٨٩]
علامَ تتأسَّس رسوم «الناس القِرَدة»؟ يجيب مؤيدو التطور: «الخيال،» «تخيُّل بَحْت من اغلب الوجوه،» «اختلاق محض»
[الصورتان في الصفحة ٩١]
قارض صغير شبيه بالزَّبابة shrew يقال انه من اسلاف الانسان. ولكن لا يوجد دليل أُحفوري على مثل هذه العلاقة
دُعي هذا المخلوق الشبيه بالسَّعدان احد اسلافنا. لا يوجد دليل أُحفوري يدعم هذا الزعم
[الصور في الصفحة ٩٢]
على اساس أسنان وأجزاء من فَكَّين فقط، دُعي قرد راما «اوَّل ممثل للأُسرة البشرية.» والأدلَّة الاضافية اظهرت انه لم يكن كذلك
[الصورة في الصفحة ٩٦]
كما هي الحال في سجل الاحافير، يوجد اليوم تنوُّع كبير في حجم وشكل البِنية العظْمية في البشر. ولكنهم جميعا ينتمون الى «الجنس» البشري
[الصورة في الصفحة ٩٧]
يتَّصف البشر بكل الخصائص الدالَّة على انهم خُلقوا منفصلين ومتميزين عن القِرَدة
[الرسم/الصورة في الصفحة ٩٠]
قُبِل انسان پِلتْداون ك «حلقة مفقودة» طوال ٤٠ سنة الى ان فُضح كخداع. وكانت اجزاء من فك وأسنان سَعْلاة قد جُمِعت بأجزاء من جمجمة بشرية
[الرسم]
(اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)
الأجزاء القاتمة كِسَر من جمجمة بشرية
كل الجزء الفاتح صُنِع من الجِص
الأجزاء القاتمة كِسَر من فك وأسنان سَعْلاة