درِّب ضميرك بحسب شرائع اللّٰه ومبادئه
«مُذَكِّرَاتُكَ هِيَ شَاغِلِي». — مز ١١٩:٩٩.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٦١، ٦٩
١ مَا إِحْدَى مُمَيِّزَاتِ ٱلْإِنْسَانِ؟
مَيَّزَ يَهْوَهُ ٱلْإِنْسَانَ عَنْ بَاقِي ٱلْكَائِنَاتِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَأَنْعَمَ عَلَيْهِ بِهِبَاتٍ كَثِيرَةٍ، وَأَحَدُهَا هُوَ ٱلضَّمِيرُ. وَكَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ تَمَتَّعَا بِهٰذِهِ ٱلْهِبَةِ؟ لِأَنَّهُمَا ٱخْتَبَآ حِينَ أَخْطَآ، مِمَّا يَدُلُّ أَنَّ ضَمِيرَهُمَا أَنَّبَهُمَا.
٢ كَيْفَ يُشْبِهُ ٱلضَّمِيرُ ٱلْبُوصُلَةَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٢ وَٱلضَّمِيرُ هُوَ إِحْسَاسٌ دَاخِلِيٌّ بِٱلصَّحِّ وَٱلْخَطَإِ يُوَجِّهُنَا فِي حَيَاتِنَا. وَلٰكِنْ إِذَا لَمْ يَكُنْ ضَمِيرُنَا مُدَرَّبًا، يُشْبِهُ بُوصُلَةً مُعَطَّلَةً. وَبُوصُلَةٌ كَهٰذِهِ تُضَلِّلُ ٱلْبَحَّارَ، فَيَنْحَرِفُ بِسُهُولَةٍ عَنْ مَسَارِهِ بِسَبَبِ ٱلرِّيَاحِ وَٱلتَّيَّارَاتِ ٱلْبَحْرِيَّةِ. أَمَّا حِينَ يَكُونُ ضَمِيرُنَا مُدَرَّبًا جَيِّدًا، فَيَدُلُّنَا عَلَى ٱلِٱتِّجَاهِ ٱلصَّحِيحِ. وَعِنْدَئِذٍ يُشْبِهُ بُوصُلَةً دَقِيقَةً تُسَاعِدُ ٱلْبَحَّارَ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى مَسَارِهِ.
٣ مَاذَا يَحْدُثُ إِنْ لَمْ نُدَرِّبْ ضَمِيرَنَا؟
٣ بِنَاءً عَلَى ذٰلِكَ، إِذَا لَمْ نُدَرِّبْ ضَمِيرَنَا جَيِّدًا، فَلَنْ يُحَذِّرَنَا مِنِ ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ. (١ تي ٤:١، ٢) حَتَّى إِنَّهُ قَدْ يُقْنِعُنَا أَنَّ ‹ٱلشَّرَّ خَيْرٌ›. (اش ٥:٢٠) قَالَ يَسُوعُ لِأَتْبَاعِهِ: «تَأْتِي ٱلسَّاعَةُ حِينَ يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُؤَدِّي لِلّٰهِ خِدْمَةً مُقَدَّسَةً». (يو ١٦:٢) فَكِّرْ مَثَلًا فِي ٱلَّذِينَ قَتَلُوا إِسْتِفَانُوسَ وَفِي عَدِيدِينَ مِثْلِهِمْ. (اع ٦:٨، ١٢؛ ٧:٥٤-٦٠) فَعَلَى مَرِّ ٱلتَّارِيخِ، ٱرْتَكَبَ كَثِيرُونَ بِٱسْمِ ٱللّٰهِ جَرَائِمَ بَشِعَةً، مِثْلَ ٱلْقَتْلِ. لٰكِنَّهُمْ فِي ٱلْحَقِيقَةِ يَكْسِرُونَ شَرَائِعَهُ. (خر ٢٠:١٣) فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ضَمَائِرَهُمْ تُوَجِّهُهُمْ فِي ٱلِٱتِّجَاهِ ٱلْخَاطِئِ.
٤ كَيْفَ نُدَرِّبُ ضَمِيرَنَا؟
٤ فَكَيْفَ نَحْرِصُ أَنْ يَعْمَلَ ضَمِيرُنَا جَيِّدًا؟ إِنَّ ٱلشَّرَائِعَ وَٱلْمَبَادِئَ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ «نَافِعَةٌ لِلتَّعْلِيمِ، وَٱلتَّوْبِيخِ، وَٱلتَّقْوِيمِ، وَٱلتَّأْدِيبِ فِي ٱلْبِرِّ». (٢ تي ٣:١٦) لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نَدْرُسَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِٱجْتِهَادٍ، نَتَأَمَّلَ فِيهِ، وَنُطَبِّقَهُ فِي حَيَاتِنَا. فَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، نَتَعَلَّمُ أَنْ نُفَكِّرَ مِثْلَ يَهْوَهَ. وَهٰكَذَا يُوَجِّهُنَا ضَمِيرُنَا فِي ٱلِٱتِّجَاهِ ٱلصَّحِيحِ. فَلْنَرَ إِذًا كَيْفَ تُسَاعِدُنَا شَرَائِعُ ٱللّٰهِ وَمَبَادِئُهُ أَنْ نُدَرِّبَ ضَمِيرَنَا.
دَرِّبْ ضَمِيرَكَ بِحَسَبِ شَرَائِعِ ٱللّٰهِ
٥، ٦ كَيْفَ تُفِيدُنَا شَرَائِعُ ٱللّٰهِ؟
٥ لِنَسْتَفِيدَ مِنْ شَرَائِعِ ٱللّٰهِ، لَا يَكْفِي أَنْ نَقْرَأَهَا أَوْ نَأْخُذَ فِكْرَةً عَامَّةً عَنْهَا. بَلْ يَلْزَمُ أَنْ نُحِبَّهَا وَنُقَدِّرَهَا. تَقُولُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ: «أَبْغِضُوا ٱلشَّرَّ وَأَحِبُّوا ٱلْخَيْرَ». (عا ٥:١٥) وَهٰذَا يَتَطَلَّبُ أَنْ نَتَبَنَّى فِكْرَ يَهْوَهَ. لِلْإِيضَاحِ: تَخَيَّلْ أَنَّكَ تُوَاجِهُ صُعُوبَةً فِي ٱلنَّوْمِ. فَيَنْصَحُكَ طَبِيبُكَ أَنْ تَأْكُلَ طَعَامًا صِحِّيًّا وَتُمَارِسَ ٱلرِّيَاضَةَ وَتُغَيِّرَ بَعْضَ عَادَاتِكَ. فَتُطَبِّقُ نَصِيحَتَهُ وَيَتَحَسَّنُ نَوْمُكَ. أَفَلَا تُقَدِّرُ حِينَئِذٍ إِرْشَادَاتِهِ؟
٦ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، أَعْطَانَا يَهْوَهُ شَرَائِعَ تَحْمِينَا مِنْ عَوَاقِبِ ٱلْخَطِيَّةِ وَتُحَسِّنُ حَيَاتَنَا. فَكِّرْ مَثَلًا كَمْ تُفِيدُنَا ٱلْوَصَايَا حَوْلَ ٱلْكَذِبِ، ٱلْخِدَاعِ، ٱلسَّرِقَةِ، ٱلْعَهَارَةِ، ٱلْعُنْفِ، وَٱلْأَرْوَاحِيَّةِ. (اقرإ الامثال ٦:١٦-١٩؛ رؤ ٢١:٨) وَحِينَ نَلْمُسُ فَوَائِدَ إِطَاعَةِ يَهْوَهَ، تَنْمُو مَحَبَّتُنَا وَتَقْدِيرُنَا لَهُ وَلِشَرَائِعِهِ.
٧ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا رِوَايَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
٧ وَلٰكِنْ لَا دَاعِيَ أَنْ نَكْسِرَ شَرَائِعَ ٱللّٰهِ وَنُعَانِيَ ٱلْعَوَاقِبَ كَيْ نُمَيِّزَ بَيْنَ ٱلصَّحِّ وَٱلْخَطَإِ. فَيُمْكِنُنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ مِنَ ٱلشَّخْصِيَّاتِ ٱلْمَذْكُورَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، وَهٰكَذَا لَا نُكَرِّرُ ٱلْأَخْطَاءَ ٱلَّتِي وَقَعُوا فِيهَا. فَكَلِمَةُ يَهْوَهَ تَتَضَمَّنُ أَفْضَلَ ٱلْإِرْشَادَاتِ. تَقُولُ ٱلْأَمْثَال ١:٥: «اَلْحَكِيمُ يَسْمَعُ فَيَزْدَادُ عِلْمًا». عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، فَكِّرْ كَمْ تَأَلَّمَ دَاوُدُ لِأَنَّهُ كَسَرَ وَصِيَّةَ يَهْوَهَ وَزَنَى مَعَ بَثْشَبَعَ. (٢ صم ١٢:٧-١٤) وَٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹كَيْفَ كَانَ لَهُ أَنْ يَتَجَنَّبَ هٰذَا ٱلْأَلَمَ؟ وَكَيْفَ أَتَصَرَّفُ أَنَا إِذَا وَاجَهْتُ إِغْرَاءً مُشَابِهًا؟ هَلْ أَسْتَسْلِمُ مِثْلَ دَاوُدَ أَمْ أَهْرُبُ مِثْلَ يُوسُفَ؟›. (تك ٣٩:١١-١٥) فَكُلَّمَا تَأَمَّلْنَا فِي عَوَاقِبِ ٱلْخَطِيَّةِ، قَوِيَ تَصْمِيمُنَا أَنْ ‹نُبْغِضَ ٱلشَّرَّ›.
٨، ٩ (أ) مَا دَوْرُ ضَمِيرِنَا ٱلْمُدَرَّبِ؟ (ب) كَيْفَ تُؤَثِّرُ ٱلْمَبَادِئُ عَلَى ضَمِيرِنَا؟
٨ طَبْعًا، نَحْنُ نَبْتَعِدُ عَنْ كُلِّ مَا يَكْرَهُهُ يَهْوَهُ. وَلٰكِنْ مَاذَا لَوْ وَاجَهْنَا حَالَةً لَا يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ وَصِيَّةً مُحَدَّدَةً بِشَأْنِهَا؟ كَيْفَ نَعْرِفُ مَاذَا يُرْضِي ٱللّٰهَ؟ هُنَا يَأْتِي دَوْرُ ٱلضَّمِيرِ ٱلْمُدَرَّبِ بِحَسَبِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.
٩ فَبِمَا أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّنَا، أَعْطَانَا مَبَادِئَ تُوَجِّهُ ضَمِيرَنَا. قَالَ: «أَنَا يَهْوَهَ إِلٰهُكَ، مُعَلِّمُكَ لِتَنْتَفِعَ، وَأُمَشِّيكَ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يَجِبُ أَنْ تَسْلُكَ فِيهِ». (اش ٤٨:١٧، ١٨) فَحِينَ نَتَأَمَّلُ فِي مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَنُدْخِلُهَا إِلَى قَلْبِنَا، نُقَوِّمُ ضَمِيرَنَا وَنُوَجِّهُهُ فِي ٱلِٱتِّجَاهِ ٱلصَّحِيحِ. وَهٰكَذَا نَأْخُذُ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةً.
دَرِّبْ ضَمِيرَكَ بِحَسَبِ مَبَادِئِ ٱللّٰهِ
١٠ مَا هِيَ ٱلْمَبَادِئُ، وَكَيْفَ ٱسْتَعْمَلَهَا يَسُوعُ؟
١٠ اَلْمَبَادِئُ هِيَ حَقَائِقُ أَوْ قَوَاعِدُ أَسَاسِيَّةٌ يَسْتَنِدُ إِلَيْهَا ٱلشَّخْصُ فِي تَفْكِيرِهِ وَأَعْمَالِهِ. وَمَبَادِئُ يَهْوَهَ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَفْهَمَ كَيْفَ يُفَكِّرُ وَلِمَ وَضَعَ شَرَائِعَ مُعَيَّنَةً. وَقَدِ ٱسْتَعْمَلَ يَسُوعُ ٱلْمَبَادِئَ لِيُعَلِّمَ تَلَامِيذَهُ عَوَاقِبَ بَعْضِ ٱلتَّصَرُّفَاتِ وَٱلْمَوَاقِفِ. فَأَوْضَحَ مَثَلًا أَنَّ ٱلْغَضَبَ يُنْتِجُ ٱلْعُنْفَ، وَأَنَّ ٱلشَّهْوَةَ تُؤَدِّي إِلَى ٱلزِّنَى. (مت ٥:٢١، ٢٢، ٢٧، ٢٨) وَلِكَيْ نُدَرِّبَ ضَمِيرَنَا جَيِّدًا، يَجِبُ أَنْ نَدَعَ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُوَجِّهُنَا. وَبِٱلنَّتِيجَةِ، نَأْخُذُ قَرَارَاتٍ تُمَجِّدُ يَهْوَهَ. — ١ كو ١٠:٣١.
١١ كَيْفَ تَخْتَلِفُ ضَمَائِرُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟
١١ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ يَتَوَصَّلَ مَسِيحِيَّانِ إِلَى ٱسْتِنْتَاجَيْنِ مُعَاكِسَيْنِ فِي بَعْضِ ٱلْمَسَائِلِ، حَتَّى لَوْ دَرَّبَا ضَمِيرَهُمَا بِحَسَبِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. إِلَيْكَ مَثَلًا مَسْأَلَةَ شُرْبِ ٱلْكُحُولِ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ لَا يَدِينُ شُرْبَ ٱلْكُحُولِ بِٱعْتِدَالٍ، بَلِ ٱلسُّكْرَ وَٱلْإِسْرَافَ فِي ٱلشُّرْبِ. (ام ٢٠:١؛ ١ تي ٣:٨) وَلٰكِنْ هُنَاكَ عَوَامِلُ أُخْرَى يَجِبُ أَنْ يُفَكِّرَ فِيهَا ٱلْمَسِيحِيُّ. فَحَتَّى لَوْ سَمَحَ لَهُ ضَمِيرُهُ أَنْ يَشْرَبَ، عَلَيْهِ أَنْ يُفَكِّرَ أَيْضًا فِي ضَمَائِرِ ٱلْآخَرِينَ.
١٢ كَيْفَ نَحْتَرِمُ ضَمَائِرَ ٱلْآخَرِينَ بِحَسَبِ رُومَا ١٤:٢١؟
١٢ أَوْضَحَ بُولُسُ أَهَمِّيَّةَ ٱحْتِرَامِ ضَمَائِرِ ٱلْآخَرِينَ. قَالَ: «حَسَنٌ أَلَّا تَأْكُلَ لَحْمًا وَلَا تَشْرَبَ خَمْرًا وَلَا تَفْعَلَ شَيْئًا يَعْثُرُ بِهِ أَخُوكَ». (رو ١٤:٢١) فَمَعَ أَنَّهُ يَحِقُّ لَنَا أَنْ نَشْرَبَ ٱلْكُحُولَ، نَتَخَلَّى عَنْ حَقِّنَا هٰذَا إِذَا أَزْعَجَ ضَمِيرَ أَحَدِ إِخْوَتِنَا. فَٱلْبَعْضُ أَدْمَنُوا عَلَى ٱلْكُحُولِ قَبْلَمَا تَعَرَّفُوا إِلَى ٱلْحَقِّ، لِذَا قَرَّرُوا أَنْ يَمْتَنِعُوا عَنْهُ كُلِّيًّا. وَنَحْنُ بِٱلتَّأْكِيدِ لَا نُرِيدُ أَنْ يَعُودُوا بِسَبَبِنَا إِلَى تِلْكَ ٱلْعَادَةِ ٱلْمُؤْذِيَةِ. (١ كو ٦:٩، ١٠) فَإِذَا رَفَضَ أَحَدُ ضُيُوفِنَا شُرْبَ ٱلْكُحُولِ، لَا نُلِحُّ عَلَيْهِ لِيَشْرَبَ.
١٣ كَيْفَ رَسَمَ تِيمُوثَاوُسُ ٱلْمِثَالَ فِي ٱحْتِرَامِ ضَمَائِرِ ٱلْآخَرِينَ؟
١٣ وَٱلشَّابُّ تِيمُوثَاوُسُ رَسَمَ ٱلْمِثَالَ فِي ٱحْتِرَامِ ضَمَائِرِ ٱلْآخَرِينَ. فَقَدْ وَافَقَ أَنْ يَخْتَتِنَ، مَعَ أَنَّ هٰذَا ٱلْإِجْرَاءَ مُؤْلِمٌ. فَتَمَثُّلًا بِبُولُسَ، لَمْ يُرِدْ أَنْ يُعْثِرَ ٱلْيَهُودَ ٱلَّذِينَ سَيُبَشِّرُهُمْ. (اع ١٦:٣؛ ١ كو ٩:١٩-٢٣) فَمَاذَا عَنْكَ؟ هَلْ تَتَمَثَّلُ بِتِيمُوثَاوُسَ وَتُضَحِّي مِنْ أَجْلِ ٱلْآخَرِينَ؟
«تَقَدَّمْ إِلَى ٱلنُّضْجِ»
١٤، ١٥ (أ) كَيْفَ نَتَقَدَّمُ إِلَى ٱلنُّضْجِ؟ (ب) كَيْفَ يُعَامِلُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلنَّاضِجُونَ ٱلْآخَرِينَ؟
١٤ عَلَيْنَا جَمِيعًا أَنْ ‹نَتْرُكَ ٱلتَّعْلِيمَ ٱلْأَوَّلِيَّ عَنِ ٱلْمَسِيحِ› وَ ‹نَتَقَدَّمَ إِلَى ٱلنُّضْجِ›. (عب ٦:١) لٰكِنَّ هٰذَا لَا يَحْدُثُ تِلْقَائِيًّا، بَلْ يَتَطَلَّبُ أَنْ «نَجِدَّ فِي ٱلتَّقَدُّمِ». فَلِكَيْ نَصِيرَ مَسِيحِيِّينَ نَاضِجِينَ، عَلَيْنَا أَنْ نَزِيدَ مَعْرِفَتَنَا وَفَهْمَنَا. لِذَا مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَقْرَأَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَوْمِيًّا. (مز ١:١-٣) فَهَلْ هٰذَا هُوَ هَدَفُكَ؟ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، تَزِيدُ فَهْمَكَ لِشَرَائِعِ يَهْوَهَ وَمَبَادِئِهِ.
١٥ لِنَأْخُذْ مَثَلًا أَهَمَّ شَرِيعَةٍ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ: شَرِيعَةَ ٱلْمَحَبَّةِ. قَالَ يَسُوعُ لِرُسُلِهِ: «بِهٰذَا يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي، إِنْ كَانَ لَكُمْ مَحَبَّةٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ». (يو ١٣:٣٥) وَيَعْقُوبُ أَخُو يَسُوعَ وَصَفَ ٱلْمَحَبَّةَ بِأَنَّهَا «ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمَلَكِيَّةُ». (يع ٢:٨) كَمَا ذَكَرَ بُولُسُ أَنَّهَا «تَتْمِيمُ ٱلشَّرِيعَةِ». (رو ١٣:١٠) وَلَا يُفَاجِئُنَا هٰذَا ٱلتَّشْدِيدُ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُخْبِرُنَا أَنَّ «ٱللّٰهَ مَحَبَّةٌ». (١ يو ٤:٨) وَمَحَبَّتُهُ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ شُعُورٍ، بَلْ تَدْفَعُهُ إِلَى ٱلْعَمَلِ. كَتَبَ يُوحَنَّا: «بِهٰذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ ٱللّٰهِ فِينَا، أَنَّ ٱللّٰهَ أَرْسَلَ ٱلِٱبْنَ، مَوْلُودَهُ ٱلْوَحِيدَ، إِلَى ٱلْعَالَمِ لِنَحْيَا بِهِ». (١ يو ٤:٩) مِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ، نُبَرْهِنُ أَنَّنَا مَسِيحِيُّونَ نَاضِجُونَ عِنْدَمَا نُظْهِرُ ٱلْمَحَبَّةَ لِيَهْوَهَ وَيَسُوعَ وَإِخْوَتِنَا وَٱلْبَشَرِ عُمُومًا. — مت ٢٢:٣٧-٣٩.
١٦ لِمَ يَزْدَادُ تَقْدِيرُنَا لِلْمَبَادِئِ كُلَّمَا تَقَدَّمْنَا نَحْوَ ٱلنُّضْجِ؟ أَوْضِحْ.
١٦ وَكُلَّمَا ٱزْدَادَ نُضْجُنَا ٱلرُّوحِيُّ، ٱزْدَادَ تَقْدِيرُنَا لِمَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَٱلشَّرَائِعُ تَنْطَبِقُ عَلَى حَالَاتٍ مُعَيَّنَةٍ. أَمَّا ٱلْمَبَادِئُ فَأَكْثَرُ شُمُولِيَّةً. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، لَا يَفْهَمُ ٱلْوَلَدُ ٱلصَّغِيرُ خُطُورَةَ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ. لِذَا يَحْتَاجُ إِلَى قَوَاعِدَ يَضَعُهَا لَهُ وَالِدَاهُ. (١ كو ١٥:٣٣) وَلٰكِنْ فِيمَا يَكْبَرُ، يَتَعَلَّمُ أَنْ يُحَلِّلَ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَيُقَرِّرَ عَلَى أَسَاسِهَا. وَهٰذَا يُسَاعِدُهُ أَنْ يَخْتَارَ هُوَ بِنَفْسِهِ أَصْدِقَاءَ جَيِّدِينَ. (اقرأ ١ كورنثوس ١٣:١١؛ ١٤:٢٠.) بِشَكْلٍ مُشَابِهٍ، حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي مَبَادِئِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ، يَصِيرُ ضَمِيرُنَا مُدَرَّبًا جَيِّدًا. وَهٰكَذَا نَعْرِفُ مَاذَا يُرْضِي يَهْوَهَ فِي كُلِّ حَالَةٍ نُوَاجِهُهَا.
١٧ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَأْخُذَ قَرَارَاتٍ تُرْضِي يَهْوَهَ؟
١٧ وَلَدَيْنَا كُلُّ مَا يَلْزَمُ لِنَأْخُذَ قَرَارَاتٍ تُرْضِي يَهْوَهَ. فَفِي كَلِمَتِهِ، نَجِدُ شَرَائِعَ وَمَبَادِئَ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَصِيرَ ‹ذَوِي كَفَاءَةٍ تَامَّةٍ، مُجَهَّزِينَ كَامِلًا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ›. (٢ تي ٣:١٦، ١٧) فَلْنَبْحَثْ إِذًا عَنْ هٰذِهِ ٱلْمَبَادِئِ لِنَفْهَمَ «مَشِيئَةَ يَهْوَهَ». (اف ٥:١٧) وَفِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ، يُفِيدُنَا فِهْرِسُ مَطْبُوعَاتِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ، دَلِيلُ ٱلْمَوَاضِيعِ فِي مَطْبُوعَاتِ شُهُودِ يَهْوَهَ، مَكْتَبَةُ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ، مَكْتَبَةُ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةُ، وَتَطْبِيقُ مَكْتَبَةِ شُهُودِ يَهْوَهَ (JW Library). فَهٰذِهِ ٱلْأَدَوَاتُ مُصَمَّمَةٌ لِتُسَاعِدَنَا فِي ٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ وَٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ.
دَرِّبْ ضَمِيرَكَ وَٱحْصُدِ ٱلْبَرَكَاتِ
١٨ أَيُّ بَرَكَاتٍ نَحْصُدُهَا بِفَضْلِ شَرَائِعِ يَهْوَهَ وَمَبَادِئِهِ؟
١٨ إِنَّ ٱلْعَيْشَ بِحَسَبِ شَرَائِعِ يَهْوَهَ وَمَبَادِئِهِ يَعُودُ عَلَيْنَا بِٱلْبَرَكَاتِ. يَقُولُ ٱلْمَزْمُور ١١٩:٩٧-١٠٠: «كَمْ أُحِبُّ شَرِيعَتَكَ! اَلْيَوْمَ كُلَّهُ هِيَ شَاغِلِي. وَصِيَّتُكَ تَجْعَلُنِي أَحْكَمَ مِنْ أَعْدَائِي، لِأَنَّهَا إِلَى ٱلدَّهْرِ لِي. أَحْرَزْتُ بَصِيرَةً أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ مُعَلِّمِيَّ، لِأَنَّ مُذَكِّرَاتِكَ هِيَ شَاغِلِي. بِفَهْمٍ أَكْثَرَ مِنَ ٱلشُّيُوخِ أَتَصَرَّفُ، لِأَنِّي حَفِظْتُ أَوَامِرَكَ». فَحِينَ نُخَصِّصُ ٱلْوَقْتَ لِنَتَأَمَّلَ فِي شَرَائِعِ يَهْوَهَ وَمَبَادِئِهِ، نَزْدَادُ حِكْمَةً وَبَصِيرَةً وَفَهْمًا. وَعِنْدَمَا نَبْذُلُ هٰذَا ٱلْجُهْدَ لِنُدَرِّبَ ضَمِيرَنَا، نَبْلُغُ «قِيَاسَ قَامَةِ مِلْءِ ٱلْمَسِيحِ». — اف ٤:١٣.