لا يحرمْك شيء من الجائزة
«لَا يَحْرِمْكُمُ ٱلْجَائِزَةَ إِنْسَانٌ». — كو ٢:١٨.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٣٢، ١٣٤
١، ٢ (أ) مَاذَا يَرْجُو خُدَّامُ يَهْوَهَ؟ (ب) مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى ٱلْجَائِزَةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
مَنَحَ ٱللهُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ رَجَاءً ثَمِينًا. وَقَدْ دَعَاهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ «جَائِزَةَ دَعْوَةِ ٱللهِ ٱلْعُلْيَا». (في ٣:١٤) فَهُمْ يَرْجُونَ أَنْ يَحْكُمُوا مَعَ يَسُوعَ فِي مَلَكُوتِهِ ٱلسَّمَاوِيِّ، وَيُسَاعِدُوهُ فِي رَدِّ ٱلنَّاسِ إِلَى ٱلْكَمَالِ. (رؤ ٢٠:٦) أَمَّا ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ فَلَدَيْهِمْ رَجَاءٌ سَعِيدٌ آخَرُ. فَجَائِزَتُهُمْ هِيَ ٱلْعَيْشُ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. — ٢ بط ٣:١٣.
٢ وَقَدْ أَرَادَ بُولُسُ أَنْ يَظَلَّ رُفَقَاؤُهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أُمَنَاءَ وَيَرْبَحُوا ٱلْجَائِزَةَ. فَأَوْصَاهُمْ قَائِلًا: «أَبْقُوا عُقُولَكُمْ مُرَكَّزَةً فِي مَا هُوَ فَوْقُ». (كو ٣:٢) فَكَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُبْقُوا فِي بَالِهِمْ رَجَاءَهُمُ ٱلسَّمَاوِيَّ ٱلثَّمِينَ. (كو ١:٤، ٥) وَٱلتَّأَمُّلُ فِي وُعُودِ يَهْوَهَ يُسَاعِدُ خُدَّامَهُ جَمِيعًا أَنْ يُرَكِّزُوا عَلَى ٱلْجَائِزَةِ، سَوَاءٌ كَانَ رَجَاؤُهُمْ سَمَاوِيًّا أَوْ أَرْضِيًّا. — ١ كو ٩:٢٤.
٣ أَيُّ مَخَاطِرَ حَذَّرَ مِنْهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ؟
٣ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، حَذَّرَ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي كُولُوسِّي مِنْ مَخَاطِرَ تَحْرِمُهُمْ مِنَ ٱلْجَائِزَةِ. مَثَلًا، نَبَّهَهُمْ مِنْ مَسِيحِيِّينَ زَائِفِينَ حَاوَلُوا أَنْ يُرْضُوا ٱللهَ بِٱتِّبَاعِ ٱلشَّرِيعَةِ بَدَلَ ٱلْإِيمَانِ بِٱلْمَسِيحِ. (كو ٢:١٦-١٨) كَمَا تَحَدَّثَ عَنْ مَخَاطِرَ أُخْرَى لَا تَزَالُ مَوْجُودَةً حَتَّى ٱلْيَوْمِ، وَيُمْكِنُ أَنْ تَمْنَعَنَا مِنْ نَيْلِ ٱلْجَائِزَةِ. فَقَدْ أَوْضَحَ كَيْفَ نُقَاوِمُ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْفَاسِدَةَ، نَتَغَلَّبُ عَلَى ٱلْخِلَافَاتِ مَعَ إِخْوَتِنَا، وَنُعَالِجُ ٱلْمَشَاكِلَ ٱلْعَائِلِيَّةَ. فَلْنُنَاقِشِ ٱلْآنَ بَعْضًا مِنَ ٱلنَّصَائِحِ فِي رِسَالَةِ بُولُسَ إِلَى كُولُوسِّي.
أَمِيتُوا ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْفَاسِدَةَ
٤ لِمَ يُمْكِنُ أَنْ تَحْرِمَنَا ٱلرَّغَبَاتُ ٱلْفَاسِدَةُ مِنَ ٱلْجَائِزَةِ؟
٤ بَعْدَمَا ذَكَّرَ بُولُسُ إِخْوَتَهُ بِرَجَائِهِمِ ٱلْبَدِيعِ، أَوْصَاهُمْ: «أَمِيتُوا إِذًا أَعْضَاءَ جَسَدِكُمُ ٱلَّتِي عَلَى ٱلْأَرْضِ مِنْ جِهَةِ ٱلْعَهَارَةِ، ٱلنَّجَاسَةِ، ٱلشَّهْوَةِ ٱلْجِنْسِيَّةِ، ٱلِٱشْتِهَاءِ ٱلْمُؤْذِي، وَٱلطَّمَعِ ٱلَّذِي هُوَ صَنَمِيَّةٌ». (كو ٣:٥) فَٱلرَّغَبَاتُ ٱلْفَاسِدَةُ يُمْكِنُ أَنْ تَقْوَى جِدًّا، فَتُخَسِّرُنَا عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ وَرَجَاءَنَا أَيْضًا. وَهٰذَا مَا حَدَثَ مَعَ أَخٍ ٱسْتَسْلَمَ لِرَغَبَاتِهِ ٱلْخَاطِئَةِ، لٰكِنَّهُ عَادَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ لَاحِقًا. يُخْبِرُ كَمْ كَانَ تَأْثِيرُهَا قَوِيًّا قَائِلًا: «لَمْ أَنْتَبِهْ لِمَا أَفْعَلُهُ إِلَّا بَعْدَمَا فَاتَ ٱلْأَوَانُ».
٥ كَيْفَ نَحْمِي أَنْفُسَنَا عِنْدَمَا نَتَعَرَّضُ لِلْإِغْرَاءِ؟
٥ مِنَ ٱلْمُهِمِّ جِدًّا أَنْ نَبْقَى حَذِرِينَ إِذَا وَاجَهْنَا مَوْقِفًا يُغْرِينَا بِمُخَالَفَةِ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ. مَثَلًا، عِنْدَمَا يُفَكِّرُ مَسِيحِيَّانِ فِي ٱلزَّوَاجِ، مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ يَضَعَا مِنْ بِدَايَةِ عَلَاقَتِهِمَا حُدُودًا وَاضِحَةً فِي مَسَائِلَ مِثْلِ ٱلْعِنَاقِ، ٱلتَّقْبِيلِ، وَٱلتَّوَاجُدِ وَحْدَهُمَا. (ام ٢٢:٣) وَنَحْنُ نَتَعَرَّضُ لِلْإِغْرَاءِ أَيْضًا حِينَ نَعْمَلُ مَعَ شَخْصٍ مِنَ ٱلْجِنْسِ ٱلْآخَرِ أَوْ نُسَافِرُ فِي رِحْلَةِ عَمَلٍ. (ام ٢:١٠-١٢، ١٦) فَمَاذَا نَفْعَلُ فِي وَضْعٍ كَهٰذَا؟ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُخْبِرَ زُمَلَاءَنَا أَنَّنَا مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ، وَلْنَنْتَبِهْ لِئَلَّا نَرْفَعَ ٱلْكُلْفَةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ. وَلْنَحْتَرِسْ أَيْضًا مِنَ ٱلْمُغَازَلَةِ، لِأَنَّهَا تُؤَدِّي إِلَى عَوَاقِبَ سَيِّئَةٍ. وَعَلَيْنَا أَنْ نَأْخُذَ حَذَرَنَا بِشَكْلٍ خَاصٍّ حِينَ نُحِسُّ بِٱلْوَحْدَةِ أَوِ ٱلْكَآبَةِ. فَفِي أَوْقَاتٍ كَهٰذِهِ، نَرْغَبُ أَنْ نَشْعُرَ أَنَّنَا مَحْبُوبُونَ. وَمِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ تَقْوَى هٰذِهِ ٱلرَّغْبَةُ لِدَرَجِةِ أَنْ نَقْبَلَ ٱلِٱهْتِمَامَ مِنْ أَيٍّ كَانَ. فَلْنَتَّكِلْ عَلَى يَهْوَهَ عِنْدَئِذٍ وَنَطْلُبْ مُسَاعَدَةَ إِخْوَتِنَا. وَهٰكَذَا لَا نَسْمَحُ لِشَيْءٍ أَنْ يُخَسِّرَنَا ٱلْجَائِزَةَ. — اقرإ المزمور ٣٤:١٨؛ امثال ١٣:٢٠.
٦ مَاذَا نُبْقِي فِي بَالِنَا حِينَ نَخْتَارُ تَسْلِيَتَنَا؟
٦ وَلِكَيْ نُمِيتَ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةَ، عَلَيْنَا أَنْ نَرْفُضَ ٱلتَّسْلِيَةَ ٱلْفَاسِدَةَ. فَمُعْظَمُ أَنْوَاعِ ٱلتَّسْلِيَةِ ٱلْيَوْمَ تُذَكِّرُنَا بِٱلْفَسَادِ ٱلَّذِي ٱنْتَشَرَ فِي سَدُومَ وَعَمُورَةَ. (يه ٧) وَمَنْ يُعِدُّونَهَا يَعْرِضُونَ ٱلْفَسَادَ ٱلْجِنْسِيَّ عَلَى أَنَّهُ تَصَرُّفٌ عَادِيٌّ لَا يُؤْذِي أَحَدًا. فَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَبْقَى مُنْتَبِهِينَ دَائِمًا. وَبَدَلَ أَنْ نَقْبَلَ ٱلتَّسْلِيَةَ كَيْفَمَا كَانَتْ، لِنَخْتَرْ تَسْلِيَةً لَا تَحْرِمُنَا مِنْ جَائِزَةِ ٱلْحَيَاةِ. — ام ٤:٢٣.
«اِلْبَسُوا» ٱلْمَحَبَّةَ وَٱللُّطْفَ
٧ مَاذَا يَحْصُلُ أَحْيَانًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟
٧ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلِٱنْتِمَاءَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ بَرَكَةٌ رَائِعَةٌ. فَنَحْنُ نَدْرُسُ كَلِمَةَ ٱللهِ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، وَنَدْعَمُ وَاحِدُنَا ٱلْآخَرَ بِمَحَبَّةٍ وَلُطْفٍ. وَهٰذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى ٱلْجَائِزَةِ. وَلٰكِنْ يُمْكِنُ لِسُوءِ ٱلتَّفَاهُمِ أَنْ يُوَتِّرَ عَلَاقَتَنَا مَعَ إِخْوَتِنَا. وَإِذَا لَمْ نُصْلِحِ ٱلْوَضْعَ، فَمِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ يَتَحَوَّلَ ٱلتَّوَتُّرُ إِلَى نُفُورٍ وَٱسْتِيَاءٍ. — اقرأ ١ بطرس ٣:٨، ٩.
٨، ٩ (أ) أَيُّ صِفَتَيْنِ تُسَاعِدَانِنَا أَنْ نَرْبَحَ ٱلْجَائِزَةَ؟ (ب) كَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى ٱلسَّلَامِ حِينَ يَجْرَحُنَا أَحَدٌ؟
٨ فَكَيْفَ نَتَجَنَّبُ ٱلِٱسْتِيَاءَ وَلَا نَسْمَحُ لَهُ أَنْ يُعِيقَنَا عَنْ نَيْلِ ٱلْجَائِزَةِ؟ قَالَ بُولُسُ لِلْمَسِيحِيِّينَ فِي كُولُوسِّي: «كَمُخْتَارِي ٱللهِ ٱلْقُدُّوسِينَ وَٱلْمَحْبُوبِينَ، ٱلْبَسُوا عَوَاطِفَ ٱلْحَنَانِ وَٱلرَّأْفَةِ، وَٱللُّطْفَ، وَٱتِّضَاعَ ٱلْعَقْلِ، وَٱلْوَدَاعَةَ، وَطُولَ ٱلْأَنَاةِ. اِسْتَمِرُّوا مُتَحَمِّلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لِأَحَدٍ سَبَبٌ لِلتَّشَكِّي مِنْ آخَرَ. كَمَا سَامَحَكُمْ يَهْوَهُ، هٰكَذَا ٱفْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضًا. وَلٰكِنْ مَعَ هٰذِهِ جَمِيعِهَا، ٱلْبَسُوا ٱلْمَحَبَّةَ، فَإِنَّهَا رِبَاطُ وَحْدَةٍ كَامِلٌ». — كو ٣:١٢-١٤.
٩ فَٱلْمَحَبَّةُ وَٱللُّطْفُ يُسَاعِدَانِنَا أَنْ نُسَامِحَ ٱلْآخَرِينَ. فَإِذَا جَرَحَنَا أَحَدُ إِخْوَتِنَا بِكَلَامِهِ أَوْ تَصَرُّفَاتِهِ، فَلْنَتَذَكَّرْ أَوْقَاتًا جَرَحْنَا نَحْنُ فِيهَا إِخْوَتَنَا وَسَامَحُونَا. أَفَلَمْ نُقَدِّرْ مَحَبَّتَهُمْ وَلُطْفَهُمْ؟! (اقرإ الجامعة ٧:٢١، ٢٢.) هٰذَا وَإِنَّنَا شَاكِرُونَ لِأَنَّ ٱلْمَسِيحَ يُوَحِّدُنَا. (كو ٣:١٥) فَنَحْنُ نُحِبُّ ٱلْإِلٰهَ نَفْسَهُ، نُبَشِّرُ بِٱلرِّسَالَةِ ذَاتِهَا، وَنُوَاجِهُ مَشَاكِلَ مُشَابِهَةً. وَحِينَ نُسَامِحُ ٱلْآخَرِينَ بِمَحَبَّةٍ وَلُطْفٍ، نُسَاهِمُ فِي ٱلْحِفَاظِ عَلَى وَحْدَتِنَا وَنَبْقَى مُرَكِّزِينَ عَلَى ٱلْجَائِزَةِ.
١٠، ١١ (أ) لِمَ ٱلْغَيْرَةُ خَطِيرَةٌ؟ (ب) كَيْفَ نَتَجَنَّبُ ٱلْغَيْرَةَ؟
١٠ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، يُمْكِنُ لِلْغَيْرَةِ أَنْ تَحْرِمَنَا مِنَ ٱلْجَائِزَةِ. وَهٰذَا مَا تُوضِحُهُ أَمْثِلَةٌ عَدِيدَةٌ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَقَايِينُ غَارَ مِنْ أَخِيهِ هَابِيلَ وَقَتَلَهُ. وَقُورَحُ وَدَاثَانُ وَأَبِيرَامُ حَسَدُوا مُوسَى وَتَمَرَّدُوا عَلَيْهِ. كَمَا أَنَّ ٱلْمَلِكَ شَاوُلَ غَارَ مِنْ دَاوُدَ وَحَاوَلَ أَنْ يَقْتُلَهُ. فَلَا عَجَبَ أَنْ يَقُولَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «حَيْثُ تَكُونُ ٱلْغَيْرَةُ وَٱلنَّزْعَةُ إِلَى ٱلْخِصَامِ، هُنَاكَ ٱلتَّشْوِيشُ وَكُلُّ رَذِيلَةٍ». — يع ٣:١٦.
١١ لٰكِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ وَٱللُّطْفَ يُسَاعِدَانِنَا أَنْ نَتَجَنَّبَ ٱلْغَيْرَةَ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ: «اَلْمَحَبَّةُ طَوِيلَةُ ٱلْأَنَاةِ وَلَطِيفَةٌ. اَلْمَحَبَّةُ لَا تَغَارُ». (١ كو ١٣:٤) وَلِكَيْلَا تَتَأَصَّلَ ٱلْغَيْرَةُ فِينَا، يَجِبُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى إِخْوَتِنَا مِثْلَمَا يَنْظُرُ يَهْوَهُ إِلَيْهِمْ. فَهُوَ يَعْتَبِرُنَا جَمِيعًا أَعْضَاءً فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ يُمَثِّلُ ٱلْجَمَاعَةَ. تَقُولُ كَلِمَتُهُ: «إِذَا تَمَجَّدَ عُضْوٌ، تَفْرَحُ مَعَهُ سَائِرُ ٱلْأَعْضَاءِ». (١ كو ١٢:١٦-١٨، ٢٦) فَيَجِبُ أَنْ نَفْرَحَ لِفَرَحِ إِخْوَتِنَا، بَدَلَ أَنْ نَغَارَ مِنْهُمْ. وَيُونَاثَانُ بْنُ شَاوُلَ رَسَمَ لَنَا مِثَالًا جَيِّدًا. فَهُوَ لَمْ يَحْسُدْ دَاوُدَ حِينَ عَيَّنَهُ يَهْوَهُ وَرِيثًا لِلْعَرْشِ. بَلْ شَجَّعَهُ وَوَقَفَ إِلَى جَانِبِهِ. (١ صم ٢٣:١٦-١٨) فَهَلْ نَتَمَثَّلُ بِلُطْفِ يُونَاثَانَ وَمَحَبَّتِهِ؟
اِرْبَحُوا ٱلْجَائِزَةَ مَعًا كَعَائِلَةٍ
١٢ أَيُّ نَصَائِحَ تُسَاعِدُ ٱلْعَائِلَةَ لِتَرْبَحَ ٱلْجَائِزَةَ؟
١٢ حِينَ تُطَبِّقُ ٱلْعَائِلَاتُ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، يَزِيدُ فَرَحُهَا وَسَلَامُهَا. وَهٰذَا يُسَاعِدُهَا أَنْ تَرْبَحَ ٱلْجَائِزَةَ. وَقَدْ قَدَّمَ بُولُسُ نَصَائِحَ مُفِيدَةً لِلْعَائِلَاتِ فِي كُولُوسِّي. قَالَ: «أَيَّتُهَا ٱلزَّوْجَاتُ، كُنَّ خَاضِعَاتٍ لِأَزْوَاجِكُنَّ، كَمَا يَلِيقُ فِي ٱلرَّبِّ. أَيُّهَا ٱلْأَزْوَاجُ، كُونُوا دَائِمًا مُحِبِّينَ لِزَوْجَاتِكُمْ وَلَا تَغْضَبُوا عَلَيْهِنَّ غَضَبًا مَرِيرًا. أَيُّهَا ٱلْأَوْلَادُ، أَطِيعُوا وَالِدِيكُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ، فَهٰذَا مَرْضِيٌّ جِدًّا فِي ٱلرَّبِّ. أَيُّهَا ٱلْآبَاءُ، لَا تُغِيظُوا أَوْلَادَكُمْ لِئَلَّا تَتَثَبَّطَ عَزِيمَتُهُمْ». (كو ٣:١٨-٢١) وَلَا شَكَّ أَنَّ تَطْبِيقَ هٰذِهِ ٱلنَّصَائِحِ لَا يَزَالُ نَافِعًا لِلْأَزْوَاجِ وَٱلزَّوْجَاتِ وَٱلْأَوْلَادِ ٱلْيَوْمَ.
١٣ كَيْفَ تَجْذِبُ ٱلْأُخْتُ زَوْجَهَا إِلَى ٱلْحَقِّ؟
١٣ لِنَأْخُذْ مَثَلًا أُخْتًا لَا يُعَامِلُهَا زَوْجُهَا غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِ جَيِّدًا. هَلْ يَتَحَسَّنُ ٱلْوَضْعُ إِذَا خَاصَمَتْهُ وَتَذَمَّرَتْ مِنْ سُلُوكِهِ؟ حَتَّى لَوْ سَمِعَ لَهَا وَعَمِلَ مَا يُرْضِيهَا، فَهَلْ يَجْذِبُهُ تَصَرُّفُهَا إِلَى ٱلْحَقِّ؟ اَلِٱحْتِمَالُ ضَعِيفٌ طَبْعًا. أَمَّا إِذَا ٱحْتَرَمَتْ رِئَاسَتَهُ، فَتُحَافِظُ عَلَى سَلَامِ عَائِلَتِهَا وَتُمَجِّدُ يَهْوَهَ. وَمَنْ يَعْلَمُ، رُبَّمَا ١ بطرس ٣:١، ٢.
تَجْذِبُ زَوْجَهَا إِلَى ٱلْحَقِّ، فَيَرْبَحَا ٱلْجَائِزَةَ مَعًا. — اقرأ١٤ كَيْفَ يَتَصَرَّفُ أَخٌ لَا تَحْتَرِمُهُ زَوْجَتُهُ غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنَةِ؟
١٤ وَمَاذَا عَنْ أَخٍ لَا تَحْتَرِمُهُ زَوْجَتُهُ غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنَةِ؟ هَلْ يَكْسِبُ ٱحْتِرَامَهَا إِذَا صَرَخَ فِي وَجْهِهَا لِيُبَرْهِنَ أَنَّهُ سَيِّدُ ٱلْبَيْتِ؟ طَبْعًا لَا. فَعَلَيْهِ أَنْ يُطِيعَ ٱللهَ وَيُمَارِسَ رِئَاسَتَهُ بِمَحَبَّةٍ تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ. (اف ٥:٢٣) فَيَسُوعُ يُمَارِسُ رِئَاسَتَهُ عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ بِمَحَبَّةٍ وَصَبْرٍ. (لو ٩:٤٦-٤٨) وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، رُبَّمَا تَقْبَلُ ٱلزَّوْجَةُ ٱلْحَقَّ بِفَضْلِ سُلُوكِ زَوْجِهَا.
١٥ كَيْفَ يُعَبِّرُ ٱلزَّوْجُ ٱلْمَسِيحِيُّ عَنْ مَحَبَّتِهِ لِزَوْجَتِهِ؟
١٥ يُوصِي يَهْوَهُ ٱلْأَزْوَاجَ: «كُونُوا دَائِمًا مُحِبِّينَ لِزَوْجَاتِكُمْ وَلَا تَغْضَبُوا عَلَيْهِنَّ غَضَبًا مَرِيرًا». (كو ٣:١٩) وَٱلزَّوْجُ ٱلْمُحِبُّ يُكْرِمُ زَوْجَتَهُ، فَيَسْمَعُ رَأْيَهَا وَيُؤَكِّدُ لَهَا أَنَّهُ يُقَدِّرُهُ. (١ بط ٣:٧) وَمَعَ أَنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ دَائِمًا، يَأْخُذُ قَرَارَاتٍ أَفْضَلَ عِنْدَمَا يَتَشَاوَرُ مَعَهَا. (ام ١٥:٢٢) كَمَا أَنَّ ٱلزَّوْجَ ٱلْمُحِبَّ لَا يُطَالِبُ زَوْجَتَهُ أَنْ تَحْتَرِمَهُ، بَلْ يَسْعَى لِيَكْسِبَ ٱحْتِرَامَهَا. وَحِينَ يُحِبُّ ٱلرَّجُلُ زَوْجَتَهُ وَأَوْلَادَهُ، يُسَاعِدُهُمْ أَنْ يَخْدُمُوا يَهْوَهَ بِفَرَحٍ وَيَرْبَحُوا ٱلْجَائِزَةَ مَعًا كَعَائِلَةٍ.
أَيُّهَا ٱلشَّبَابُ، لَا يَحْرِمْكُمْ شَيْءٌ مِنَ ٱلْجَائِزَةِ
١٦، ١٧ مَاذَا يُسَاعِدُ ٱلشَّبَابَ أَلَّا يَتَضَايَقُوا مِنْ وَالِدِيهِمْ؟
١٦ رُبَّمَا تَشْعُرُ أَيُّهَا ٱلشَّابُّ أَنَّ وَالِدَيْكَ ٱلْمَسِيحِيَّيْنِ لَا يَفْهَمَانِكَ وَيُقَيِّدَانِ حُرِّيَّتَكَ. وَقَدْ يُضَايِقُكَ هٰذَا كَثِيرًا لِدَرَجَةِ أَنَّكَ تُفَكِّرُ فِي تَرْكِ يَهْوَهَ. لٰكِنَّكَ إِذَا تَوَقَّفْتَ عَنْ خِدْمَتِهِ، فَسَتَجِدُ أَنْ لَا أَحَدَ يَهْتَمُّ لِأَمْرِكَ ٱهْتِمَامًا حَقِيقِيًّا مِثْلَ وَالِدَيْكَ وَٱلْإِخْوَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.
١٧ فَكِّرْ قَلِيلًا: لَوْ لَمْ يُوَبِّخْكَ وَالِدَاكَ وَلَا مَرَّةً، أَفَمَا كُنْتَ لِتَشُكَّ فِي مَحَبَّتِهِمَا لَكَ؟ (عب ١٢:٨) إِذًا رُبَّمَا تُزْعِجُكَ طَرِيقَتُهُمَا فِي تَأْدِيبِكَ. فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ، لَا تُرَكِّزْ عَلَى أُسْلُوبِهِمَا، بَلْ حَاوِلْ أَنْ تَتَفَهَّمَ مَوْقِفَهُمَا. حَافِظْ عَلَى هُدُوئِكَ، وَلَا تَفْقِدْ أَعْصَابَكَ عِنْدَمَا يُوَجِّهَانِ إِلَيْكَ مُلَاحَظَةً. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «ذُو ٱلْمَعْرِفَةِ يُمْسِكُ أَقْوَالَهُ، وَذُو ٱلتَّمْيِيزِ عِنْدَهُ سَكِينَةُ ٱلرُّوحِ». (ام ١٧:٢٧) فَٱلشَّخْصُ ٱلنَّاضِجُ يَقْبَلُ ٱلنَّصَائِحَ بِهُدُوءٍ وَيُطَبِّقُهَا دُونَ أَنْ يُرَكِّزَ عَلَى طَرِيقَةِ تَقْدِيمِهَا. (ام ١:٨) وَتَذَكَّرْ أَنَّ ٱلْوَالِدَيْنِ ٱلْمَسِيحِيَّيْنِ نِعْمَةٌ مِنْ يَهْوَهَ، وَهُمَا سَيَدْعَمَانِكَ لِتَرْبَحَ جَائِزَةَ ٱلْحَيَاةِ.
١٨ لِمَ أَنْتَ مُصَمِّمٌ أَنْ تُبْقِيَ عَيْنَيْكَ عَلَى ٱلْجَائِزَةِ؟
١٨ كَخُلَاصَةٍ إِذًا، نَتَطَلَّعُ جَمِيعًا إِلَى مُسْتَقْبَلٍ مُشْرِقٍ، سَوَاءٌ كُنَّا نَرْجُو ٱلْحَيَاةَ ٱلْخَالِدَةَ فِي ٱلسَّمَاءِ أَوِ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَرَجَاؤُنَا أَكِيدٌ لِأَنَّ خَالِقَ ٱلْكَوْنِ هُوَ مَنْ وَعَدَ بِهِ. وَتُؤَكِّدُ لَنَا كَلِمَتُهُ: «اَلْأَرْضُ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ يَهْوَهَ». (اش ١١:٩) فَعَمَّا قَرِيبٍ، سَيَكُونُ كُلُّ ٱلْبَشَرِ عَلَى ٱلْأَرْضِ مُتَعَلِّمِينَ مِنْ يَهْوَهَ. وَهٰذِهِ ٱلْجَائِزَةُ تَسْتَأْهِلُ أَيَّ جُهْدٍ تَبْذُلُهُ. لِذَا رَكِّزْ عَلَى وَعْدِ يَهْوَهَ وَلَا يَحْرِمْكَ شَيْءٌ مِنَ ٱلْجَائِزَةِ.