لا ترتخِ يداك
«لَا تَرْتَخِ يَدَاكِ». — صف ٣:١٦.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٨١، ٣٢
١، ٢ (أ) أَيَّةُ مَشَاكِلَ يُوَاجِهُهَا كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ، وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟ (ب) مَاذَا تُؤَكِّدُ لَنَا إِشَعْيَا ٤١:١٠، ١٣؟
تَقُولُ أُخْتٌ مُتَزَوِّجَةٌ مِنْ شَيْخٍ وَتَخْدُمُ فَاتِحَةً عَادِيَّةً: «رَغْمَ أَنِّي أَتْبَعُ بَرْنَامَجًا رُوحِيًّا جَيِّدًا، تَشْغَلُ ٱلْهُمُومُ بَالِي مُنْذُ سَنَوَاتٍ كَثِيرَةٍ. وَهِيَ تَحْرِمُنِي ٱلنَّوْمَ، وَتُؤَثِّرُ عَلَى صِحَّتِي وَعَلَاقَتِي بِٱلْآخَرِينَ. حَتَّى إِنَّنِي أَرْغَبُ أَحْيَانًا فِي ٱلِٱسْتِسْلَامِ وَٱلِٱبْتِعَادِ عَنِ ٱلنَّاسِ».
٢ فَهَلْ تَتَفَهَّمُ مَشَاعِرَ هٰذِهِ ٱلْأُخْتِ؟ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ ٱلْحَيَاةَ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرِ لَيْسَتْ سَهْلَةً بِٱلْمَرَّةِ. فَنَحْنُ نُوَاجِهُ ضُغُوطًا كَثِيرَةً تُثْقِلُنَا أَوْ تُثَبِّطُنَا، تَمَامًا كَمَا تَمْنَعُ ٱلْمِرْسَاةُ ٱلْقَارِبَ مِنَ ٱلتَّقَدُّمِ. (ام ١٢:٢٥) وَلِمَاذَا نُحِسُّ بِهٰذِهِ ٱلْمَشَاعِرِ أَحْيَانًا؟ لَرُبَّمَا فَقَدْنَا شَخْصًا نُحِبُّهُ، نُعَانِي مِنْ مَرَضٍ خَطِيرٍ، نُوَاجِهُ ٱلِٱضْطِهَادَ، أَوْ نَسْعَى جَاهِدِينَ لِنُؤَمِّنَ حَاجَاتِ عَائِلَتِنَا رَغْمَ ٱلظُّرُوفِ ٱلِٱقْتِصَادِيَّةِ ٱلصَّعْبَةِ. إِنَّ أُمُورًا كَهٰذِهِ يُمْكِنُ أَنْ تُسَبِّبَ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ ضَغْطًا نَفْسِيًّا يُضْعِفُنَا وَيُخَسِّرُنَا فَرَحَنَا. لٰكِنَّ ٱللهَ يَعِدُ أَنَّهُ سَيَمُدُّ لَنَا يَدَ ٱلْمُسَاعَدَةِ. — اقرأ اشعيا ٤١:١٠، ١٣.
٣، ٤ (أ) إِلَامَ يُشِيرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حِينَ يَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلْيَدِ؟ (ب) لِمَ قَدْ تَرْتَخِي يَدَا ٱلشَّخْصِ؟
٣ كَثِيرًا مَا يَتَحَدَّثُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ أَعْضَاءِ جِسْمِ ٱلْإِنْسَانِ لِيُشِيرَ إِلَى صِفَاتٍ أَوْ أَعْمَالٍ مُعَيَّنَةٍ. فَهُوَ يَأْتِي عَلَى ذِكْرِ ٱلْيَدِ مِئَاتِ ٱلْمَرَّاتِ. فَيَقُولُ مَثَلًا إِنَّ ‹ٱلْيَدَ تَشَدَّدَتْ› بِمَعْنَى أَنَّ ٱلشَّخْصَ تَشَجَّعَ، تَقَوَّى، صَارَ جَاهِزًا لِلْعَمَلِ، وَأَصْبَحَ يَنْظُرُ إِلَى ٱلْمُسْتَقْبَلِ بِإِيجَابِيَّةٍ وَأَمَلٍ. —٤ أَمَّا حِينَ تَذْكُرُ كَلِمَةُ ٱللهِ أَنَّ ‹ٱلْيَدَ ٱرْتَخَتْ›، فَتُشِيرُ أَنَّ ٱلشَّخْصَ مُثَبَّطٌ، مُكْتَئِبٌ، أَوْ يَائِسٌ. (٢ اخ ١٥:٧؛ عب ١٢:١٢) فَغَالِبًا مَا يَسْتَسْلِمُ ٱلشَّخْصُ وَيَرْفَعُ ٱلرَّايَةَ ٱلْبَيْضَاءَ حِينَ يَمُرُّ بِظَرْفٍ يُضْعِفُهُ جَسَدِيًّا أَوْ نَفْسِيًّا أَوْ رُوحِيًّا. فَأَيْنَ يُمْكِنُكَ أَنْ تَنَالَ ٱلتَّشْجِيعَ عِنْدَمَا تَمُرُّ بِوَضْعٍ كَهٰذَا؟ وَكَيْفَ تَحْتَمِلُ وَتُحَافِظُ عَلَى فَرَحِكَ؟
«يَدُ يَهْوَهَ لَا تَقْصُرُ عَنْ أَنْ تُخَلِّصَ»
٥ (أ) كَيْفَ نَشْعُرُ أَحْيَانًا حِينَ نُوَاجِهُ ٱلْمَشَاكِلَ، وَلٰكِنْ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَتَذَكَّرَ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٥ اقرأ صفنيا ٣:١٦، ١٧. عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلْمَشَاكِلِ، لَا يَجِبُ أَنْ نَخَافَ وَنَتَثَبَّطَ، أَوْ نُرْخِيَ أَيْدِيَنَا. فَأَبُونَا ٱلْمُحِبُّ يَهْوَهُ يَدْعُونَا أَنْ ‹نُلْقِيَ كُلَّ هَمِّنَا عَلَيْهِ›. (١ بط ٥:٧) فَهُوَ يَهْتَمُّ بِنَا كَمَا ٱهْتَمَّ بِٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا. فَقَدْ أَكَّدَ لَهُمْ أَنَّ يَدَهُ «لَا تَقْصُرُ عَنْ أَنْ تُخَلِّصَ» خُدَّامَهُ ٱلْأَوْلِيَاءَ. (اش ٥٩:١) وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنُنَاقِشُ ثَلَاثَةَ أَمْثِلَةٍ بَارِزَةٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَهِيَ سَتُعَلِّمُنَا أَنَّ يَهْوَهَ رَاغِبٌ وَقَادِرٌ أَنْ يُسَاعِدَ شَعْبَهُ لِيَفْعَلُوا مَشِيئَتَهُ رَغْمَ ٱلْمَصَاعِبِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِيهَا سَيُشَجِّعُكَ وَيُقَوِّيكَ أَنْتَ أَيْضًا.
٦، ٧ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنِ ٱنْتِصَارِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ عَلَى ٱلْعَمَالِيقِيِّينَ؟
٦ بَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ عَلَى تَحَرُّرِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ فِي مِصْرَ، تَعَرَّضُوا لِهُجُومٍ مِنَ ٱلْعَمَالِيقِيِّينَ. فَكَيْفَ دَافَعُوا عَنْ أَنْفُسِهِمْ؟ طَلَبَ مُوسَى مِنْ يَشُوعَ ٱلشُّجَاعِ أَنْ يَقُودَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فِي ٱلْمَعْرَكَةِ. أَمَّا هُوَ وَهَارُونُ وَحُورٌ فَصَعِدُوا إِلَى تَلَّةٍ قَرِيبَةٍ تُطِلُّ عَلَى سَاحَةِ ٱلْقِتَالِ. وَلٰكِنْ لِمَاذَا لَمْ يَذْهَبْ هٰؤُلَاءِ ٱلثَّلَاثَةُ إِلَى ٱلْمَعْرَكَةِ؟ هَلْ كَانُوا خَائِفِينَ؟ طَبْعًا لَا.
٧ لَقَدْ نَفَّذَ مُوسَى خُطَّةً أَدَّتْ إِلَى ٱنْتِصَارِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. فَأَمْسَكَ عَصَا ٱللهِ وَرَفَعَهَا نَحْوَ ٱلسَّمَاءِ. وَكَانَ حِينَ يَرْفَعُ مُوسَى يَدَيْهِ أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ يَرْبَحُونَ. وَحِينَ يَتْعَبُ وَيُنْزِلُ يَدَيْهِ أَنَّ ٱلْعَمَالِيقِيِّينَ يَغْلِبُونَ. فَتَصَرَّفَ هَارُونُ وَحُورٌ بِسُرْعَةٍ، وَ «أَخَذَا حَجَرًا وَوَضَعَاهُ تَحْتَهُ، فَجَلَسَ عَلَيْهِ. وَأَسْنَدَ هَارُونُ وَحُورٌ يَدَيْهِ، ٱلْوَاحِدُ مِنْ هُنَا وَٱلْآخَرُ مِنْ هُنَاكَ، فَبَقِيَتْ يَدَاهُ ثَابِتَتَيْنِ إِلَى غُرُوبِ ٱلشَّمْسِ». وَهٰكَذَا، بِفَضْلِ يَدِ ٱللهِ ٱلْقَوِيَّةِ، رَبِحَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلْمَعْرَكَةَ. — خر ١٧:٨-١٣.
٨ (أ) مَاذَا فَعَلَ آسَا حِينَ أَتَى ٱلْحَبَشِيُّونَ لِمُحَارَبَةِ مَمْلَكَةِ يَهُوذَا؟ (ب) كَيْفَ تَتَمَثَّلُ بِآسَا؟
٨ أَظْهَرَ يَهْوَهُ أَيْضًا أَنَّ يَدَهُ لَا تَقْصُرُ فِي زَمَنِ ٱلْمَلِكِ آسَا. فَقَدْ أَتَى لِمُحَارَبَتِهِ زَارَحُ ٱلْحَبَشِيُّ وَمَعَهُ جَيْشٌ مِنْ ١٬٠٠٠٬٠٠٠ جُنْدِيٍّ، أَكْبَرُ جَيْشٍ مَذْكُورٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَكَانَ عَدَدُهُمْ ضِعْفَ مت ١٩:٢٦) فَيَهْوَهُ أَظْهَرَ قُوَّتَهُ ٱلْعَظِيمَةَ وَهَزَمَ «ٱلْحَبَشِيِّينَ أَمَامَ آسَا»، ٱلَّذِي كَانَ قَلْبُهُ كَامِلًا مَعَ إِلٰهِهِ كُلَّ أَيَّامِهِ. — ٢ اخ ١٤:٨-١٣؛ ١ مل ١٥:١٤.
عَدَدِ جُنُودِ آسَا تَقْرِيبًا. لٰكِنَّ آسَا لَمْ يَخَفْ وَيَتَثَبَّطْ، بَلْ طَلَبَ عَلَى ٱلْفَوْرِ مُسَاعَدَةَ يَهْوَهَ. لَرُبَّمَا بَدَا ٱلتَّغَلُّبُ عَلَى ٱلْحَبَشِيِّينَ مُسْتَحِيلًا مِنْ نَاحِيَةٍ عَسْكَرِيَّةٍ. وَلٰكِنْ «عِنْدَ ٱللهِ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ». (٩ (أ) مَاذَا مَكَّنَ نَحَمْيَا مِنْ بِنَاءِ سُورِ أُورُشَلِيمَ؟ (ب) كَيْفَ ٱسْتَجَابَ ٱللهُ صَلَاةَ نَحَمْيَا؟
٩ أَمَّا ٱلْمِثَالُ ٱلْأَخِيرُ فَهُوَ نَحَمْيَا. تَخَيَّلْ كَيْفَ شَعَرَ عِنْدَمَا وَصَلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَوَجَدَ ٱلْمَدِينَةَ بِلَا حِمَايَةٍ وَٱلْيَهُودَ مُثَبَّطِينَ جِدًّا. فَبِسَبَبِ تَهْدِيدِ ٱلْأَعْدَاءِ، ٱرْتَخَتْ أَيْدِيهِمْ وَلَمْ يُعِيدُوا بِنَاءَ ٱلسُّورِ. وَلٰكِنْ هَلْ تَثَبَّطَ نَحَمْيَا وَٱرْتَخَتْ يَدَاهُ هُوَ أَيْضًا؟ كَلَّا. بَلِ ٱسْتَمَرَّ كَعَادَتِهِ فِي ٱلِٱتِّكَالِ عَلَى يَهْوَهَ بِوَاسِطَةِ ٱلصَّلَاةِ، مِثْلَ مُوسَى وَآسَا وَغَيْرِهِمَا مِنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْأُمَنَاءِ. وَيَهْوَهُ ٱسْتَجَابَ لَهُ وَدَعَمَ ٱلْيَهُودَ ‹بِقُوَّتِهِ ٱلْعَظِيمَةِ وَيَدِهِ ٱلْقَوِيَّةِ›. (اقرأ نحميا ١:١٠؛ ٢:١٧-٢٠؛ ٦:٩.) فَهَلْ تَثِقُ أَنَّ يَهْوَهَ يَدْعَمُ خُدَّامَهُ ٱلْيَوْمَ أَيْضًا ‹بِقُوَّتِهِ ٱلْعَظِيمَةِ وَيَدِهِ ٱلْقَوِيَّةِ›؟
يَهْوَهُ سَيُقَوِّي يَدَيْكَ
١٠، ١١ (أ) كَيْفَ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُرْخِيَ أَيْدِيَنَا؟ (ب) كَيْفَ يُقَوِّينَا يَهْوَهُ؟ (ج) كَيْفَ ٱسْتَفَدْتَ أَنْتَ شَخْصِيًّا مِنَ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْإِلٰهِيِّ؟
١٠ لَنْ يُرْخِيَ ٱلشَّيْطَانُ يَدَهُ أَبَدًا، وَسَيَسْتَمِرُّ فِي مُحَاوَلَاتِهِ لِإِيقَافِ نَشَاطَاتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ. فَهُوَ يَسْتَغِلُّ ٱلْحُكُومَاتِ وَرِجَالَ ٱلدِّينِ وَٱلْمُرْتَدِّينَ لِيُهَدِّدَنَا وَيَنْشُرَ ٱلْأَكَاذِيبَ عَنَّا، بِهَدَفِ إِيقَافِنَا عَنْ عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ رَاغِبٌ وَقَادِرٌ أَنْ يُقَوِّيَنَا بِرُوحِهِ ٱلْقُدُسِ. (١ اخ ٢٩:١٢) لِذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَطْلُبَ رُوحَهُ لِنَتَمَكَّنَ مِنْ مُحَارَبَةِ ٱلشَّيْطَانِ وَعَالَمِهِ ٱلشِّرِّيرِ. (مز ١٨:٣٩؛ ١ كو ١٠:١٣) وَيَهْوَهُ يُسَاعِدُنَا أَيْضًا بِوَاسِطَةِ كَلِمَتِهِ وَٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلَّذِي يَصِلُنَا كُلَّ شَهْرٍ. وَٱلْكَلِمَاتُ ٱلَّتِي قَالَهَا عِنْدَ إِعَادَةِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ لَا تَزَالُ تَنْطَبِقُ عَلَيْنَا ٱلْيَوْمَ. — اقرأ زكريا ٨:٩، ١٣.
١١ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، يُقَوِّينَا يَهْوَهُ مِنْ خِلَالِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلَّذِي نَنَالُهُ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَٱلْمَحَافِلِ وَٱلْمَدَارِسِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ. فَهٰذَا ٱلتَّدْرِيبُ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَخْدُمَ ٱللهَ بِدَافِعٍ صَحِيحٍ، نَسْعَى بِجِدٍّ وَرَاءَ أَهْدَافٍ رُوحِيَّةٍ، وَنُتَمِّمَ مَسْؤُولِيَّاتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةَ ٱلْكَثِيرَةَ. (مز ١١٩:٣٢) فَهَلْ تَسْتَفِيدُ كَامِلًا مِنْ هٰذَا ٱلتَّعْلِيمِ؟
١٢ كَيْفَ نَبْقَى أَقْوِيَاءَ رُوحِيًّا؟
١٢ لَقَدْ مَكَّنَ يَهْوَهُ شَعْبَهُ أَنْ يَهْزِمُوا ٱلْعَمَالِيقِيِّينَ وَٱلْحَبَشِيِّينَ. كَمَا قَوَّى نَحَمْيَا وَرِفَاقَهُ لِيُنْهُوا عَمَلَ ٱلْبِنَاءِ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يُقَوِّينَا ٱللهُ كَيْ نَسْتَمِرَّ فِي ٱلْكِرَازَةِ رَغْمَ ٱلْهُمُومِ وَٱلْمُقَاوَمَةِ وَعَدَمِ ٱهْتِمَامِ ٱلنَّاسِ. (١ بط ٥:١٠) لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَنْ يُخْفِيَ مَشَاكِلَنَا بِعَجِيبَةٍ. فَعَلَيْنَا أَنْ نَقُومَ بِدَوْرِنَا. وَهٰذَا يَشْمُلُ قِرَاءَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَوْمِيًّا، ٱلِٱسْتِعْدَادَ لِلِٱجْتِمَاعَاتِ وَحُضُورَهَا بِٱنْتِظَامٍ، ٱلْمُدَاوَمَةَ عَلَى ٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ وَٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ، وَٱلِٱتِّكَالَ دَائِمًا عَلَى يَهْوَهَ بِٱلصَّلَاةِ. فَٱسْتَفِدْ كَامِلًا مِنَ ٱلْوَسَائِلِ ٱلَّتِي يُقَوِّينَا يَهْوَهُ وَيُشَجِّعُنَا بِوَاسِطَتِهَا، وَلَا تَسْمَحْ لِأَيِّ شَيْءٍ أَنْ يُلْهِيَكَ عَنْهَا. وَإِذَا شَعَرْتَ أَنَّكَ بَدَأْتَ تَتَرَاخَى فِي بَعْضِ ٱلْمَجَالَاتِ، فَٱطْلُبْ مُسَاعَدَتَهُ عَلَى ٱلْفَوْرِ. وَسَتَرَى كَيْفَ سَيَعْمَلُ رُوحُهُ فِيكَ ‹لِكَيْ تُرِيدَ وَتَعْمَلَ عَلَى ٱلسَّوَاءِ›. (في ٢:١٣) وَلٰكِنْ كَيْفَ تُقَوِّي أَيْدِيَ ٱلْآخَرِينَ؟
قَوِّ ٱلْأَيْدِيَ ٱلْمُرْتَخِيَةَ
١٣، ١٤ (أ) كَيْفَ تَقَوَّى أَخٌ بَعْدَ مَوْتِ زَوْجَتِهِ؟ (ب) كَيْفَ نُقَوِّي ٱلْآخَرِينَ؟
١٣ يُشَجِّعُنَا يَهْوَهُ مِنْ خِلَالِ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلْمُحِبِّينَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «قَوِّمُوا ٱلْأَيْدِيَ ٱلْمُسْتَرْخِيَةَ وَٱلرُّكَبَ ٱلْوَاهِنَةَ، وَثَابِرُوا عَلَى صُنْعِ سُبُلٍ مُسْتَقِيمَةٍ لِأَقْدَامِكُمْ». (عب ١٢:١٢، ١٣) وَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، نَالَ مَسِيحِيُّونَ كَثِيرُونَ تَشْجِيعًا كَهٰذَا مِنْ إِخْوَتِهِمْ وَأَخَوَاتِهِمْ. وَيَصِحُّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ ٱلْيَوْمَ. قَالَ أَخٌ مَاتَتْ زَوْجَتُهُ وَعَانَى ظُرُوفًا صَعْبَةً أُخْرَى: «عَرَفْتُ مِنْ تَجْرِبَتِي أَنَّنَا لَا نَخْتَارُ ٱلْمِحَنَ ٱلَّتِي تُصِيبُنَا، وَلَا وَقْتَهَا وَلَا عَدَدَهَا». ثُمَّ أَضَافَ: «كَانَتِ ٱلصَّلَاةُ وَٱلدَّرْسُ ٱلشَّخْصِيُّ سُتْرَةَ نَجَاةٍ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيَّ. كَمَا أَنَّ دَعْمَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ عَزَّانِي كَثِيرًا. لَقَدْ أَدْرَكْتُ كَمْ مُهِمٌّ أَنْ أُنَمِّيَ عَلَاقَةً جَيِّدَةً بِيَهْوَهَ قَبْلَ أَنْ تَنْشَأَ ظُرُوفٌ صَعْبَةٌ».
١٤ لَقَدْ سَنَدَ هَارُونُ وَحُورٌ يَدَيْ مُوسَى خِلَالَ ٱلْمَعْرَكَةِ. فَلِمَ لَا نَبْحَثُ نَحْنُ أَيْضًا عَنْ طَرَائِقَ لِنَدْعَمَ ٱلْآخَرِينَ وَنُسَاعِدَهُمْ؟ فَبَعْضُ إِخْوَتِنَا مَرْضَى أَوْ كِبَارٌ فِي ٱلسِّنِّ أَوْ حَزَانَى لِأَنَّهُمْ خَسِرُوا أَحَدَ أَحِبَّائِهِمْ. وَآخَرُونَ يُحِسُّونَ بِٱلْوَحْدَةِ، أَوْ يُوَاجِهُونَ ٱلْمُقَاوَمَةَ مِنْ أَفْرَادِ عَائِلَتِهِمْ. وَلَا نَنْسَ أَيْضًا ٱلشَّبَابَ ٱلَّذِينَ يَتَعَرَّضُونَ لِضُغُوطٍ كَيْ يَفْعَلُوا أُمُورًا خَاطِئَةً أَوْ يَسْعَوْا لِتَحْقِيقِ ٱلنَّجَاحِ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ. (١ تس ٣:١-٣؛ ٥:١١، ١٤) فَٱبْحَثْ عَنْ طَرَائِقَ لِتَهْتَمَّ بِٱلْآخَرِينَ ٱهْتِمَامًا صَادِقًا، سَوَاءٌ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، فِي ٱلْخِدْمَةِ، خِلَالَ وَجْبَةِ طَعَامٍ، أَوْ عَبْرَ ٱلْهَاتِفِ.
١٥ كَيْفَ يُؤَثِّرُ كَلَامُكَ ٱلْإِيجَابِيُّ فِي ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ؟
١٥ بَعْدَمَا حَقَّقَ آسَا وَشَعْبُ ٱللهِ ٱنْتِصَارًا مُدْهِشًا عَلَى جَيْشِ ٱلْحَبَشِيِّينَ ٱلْكَبِيرِ، شَجَّعَهُمُ ٱلنَّبِيُّ عَزَرْيَا قَائِلًا: «أَمَّا أَنْتُمْ فَتَشَجَّعُوا وَلَا تَرْتَخِ أَيْدِيكُمْ، لِأَنَّ لِعَمَلِكُمْ مُكَافَأَةً». (٢ اخ ١٥:٧) فَٱنْدَفَعَ آسَا أَنْ يُجْرِيَ تَغْيِيرَاتٍ وَيَرُدَّ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ. بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، يُمْكِنُ أَنْ يُشَجِّعَ كَلَامُكَ ٱلْإِيجَابِيُّ ٱلْآخَرِينَ وَيُسَاعِدَهُمْ أَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ. (ام ١٥:٢٣) وَلَا تَنْسَ أَنَّ تَعْلِيقَاتِكَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ تُقَوِّي أَيْضًا ٱلْإِخْوَةَ وَٱلْأَخَوَاتِ.
١٦ (أ) كَيْفَ يَتَمَثَّلُ ٱلشُّيُوخُ بِنَحَمْيَا؟ (ب) اُذْكُرْ كَيْفَ نِلْتَ أَنْتَ شَخْصِيًّا ٱلْمُسَاعَدَةَ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.
١٦ وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ نَحَمْيَا؟ لَقَدْ شَدَّدَ هُوَ وَرِفَاقُهُ أَيْدِيَهُمْ لِلْعَمَلِ، بِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ طَبْعًا. وَأَنْهَوْا بِنَاءَ سُورِ أُورُشَلِيمَ فِي ٥٢ يَوْمًا فَقَطْ! (نح ٢:١٨؛ ٦:١٥، ١٦) لٰكِنَّ نَحَمْيَا لَمْ يَكْتَفِ بِٱلْإِشْرَافِ عَلَى عَمَلِ ٱلْبِنَاءِ، بَلِ ٱشْتَرَكَ فِيهِ هُوَ بِنَفْسِهِ. (نح ٥:١٦) وَٱلْيَوْمَ، يَتَمَثَّلُ بِهِ شُيُوخٌ عَدِيدُونَ حِينَ يَشْتَرِكُونَ فِي مَشَارِيعِ ٱلْبِنَاءِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ، أَوْ يَهْتَمُّونَ بِنَظَافَةِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ وَصِيَانَتِهَا. وَهٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ ٱلْمُحِبُّونَ يُقَوُّونَ ٱلْإِخْوَةَ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلْمَهْمُومِينَ مِنْ خِلَالِ زِيَارَتِهِمْ أَوِ ٱلِٱشْتِرَاكِ مَعَهُمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ. — اقرأ اشعيا ٣٥:٣، ٤.
لَا تَرْتَخِ يَدَاكَ
١٧، ١٨ مِمَّ نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلضُّغُوطِ وَٱلْمَشَاكِلِ؟
١٧ إِنَّ ٱلْعَمَلَ مَعَ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا يُقَوِّي وَحْدَتَنَا. كَمَا أَنَّهُ يُكْسِبُنَا صَدَاقَاتٍ تَدُومُ مَدَى ٱلْحَيَاةِ، وَيَزِيدُ ثِقَتَنَا بِٱلْبَرَكَاتِ تَحْتَ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَفِيمَا نُقَوِّي أَيْدِيَ ٱلْآخَرِينَ، نُسَاعِدُهُمْ أَنْ يَحْتَمِلُوا ٱلظُّرُوفَ ٱلصَّعْبَةَ وَيُحَافِظُوا عَلَى نَظْرَةٍ إِيجَابِيَّةٍ إِلَى ٱلْمُسْتَقْبَلِ. وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، تَتَشَدَّدُ أَيْدِينَا نَحْنُ أَيْضًا وَنُرَكِّزُ عَلَى مَا يُخَبِّئُهُ لَنَا ٱللهُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.
١٨ وَعِنْدَمَا نَتَأَمَّلُ كَيْفَ دَعَمَ يَهْوَهُ وَحَمَى خُدَّامَهُ ٱلْأُمَنَاءَ فِي ٱلْمَاضِي، يَقْوَى إِيمَانُنَا وَثِقَتُنَا بِهِ. وَبَدَلَ أَنْ ‹تَرْتَخِيَ أَيْدِينَا› حِينَ نُوَاجِهُ ٱلضُّغُوطَ وَٱلْمَشَاكِلَ، لِنَطْلُبْ مُسَاعَدَةَ يَهْوَهَ فِي ٱلصَّلَاةِ. وَنَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّهُ سَيَدْعَمُنَا بِيَدِهِ ٱلْقَوِيَّةِ، وَيَقُودُنَا إِلَى ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ لِنَتَمَتَّعَ بِبَرَكَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ. — مز ٧٣:٢٣، ٢٤.